عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها بنجاح

مصابة بالسرطان (رويترز)
مصابة بالسرطان (رويترز)
TT

عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها بنجاح

مصابة بالسرطان (رويترز)
مصابة بالسرطان (رويترز)

في خطوة جريئة وغير تقليدية، نجحت العالمة الكرواتية بياتا هالاسي، من جامعة زغرب، في علاج سرطان الثدي الذي أصابها باستخدام علاج فيروسي تجريبي طورته بنفسها داخل مختبرها، مما فتح آفاقاً جديدة في أبحاث علاج السرطان، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

قرار محفوف بالمخاطر

عندما عاد سرطان الثدي إلى هالاسي في صيف عام 2020، قررت اتخاذ مسار غير مسبوق. بصفتها عالمة فيروسات، أدركت الإمكانات الواعدة للعلاجات القائمة على الفيروسات التي تقلل من الآثار الجانبية المدمرة للعلاجات التقليدية. بموافقة أطبائها، أصبحت هالاسي موضوع تجربتها الخاصة، حيث عملت مع فريقها لتحضير وحقن نوعين من الفيروسات في ورمها.

وبحسب تقرير نشرته مجلة «Nature»، نجحت العالمة في تقليص الورم بشكل ملحوظ خلال 6 أسابيع، مما مكّن الجراحين من إزالته بالكامل دون انتشار للمرض.

نتائج مبهرة وتحديات أخلاقية

أظهرت الدراسة التي نُشرت في أغسطس (آب) 2023 في مجلة «Vaccines» العلمية، أن العلاج «غير التقليدي» أتاح لهالاسي الشفاء من السرطان لمدة تجاوزت 45 شهراً، وهي نتيجة أثارت جدلاً في الأوساط العلمية.

وأشاد بعض خبراء الأخلاقيات الحيوية بشجاعتها، بينما حذر آخرون من أن تجربتها قد تفتقر إلى الحياد العلمي اللازم.

وأكدت الباحثة القانونية ألتا شارو أن التجريب على الذات ليس غير أخلاقي بالضرورة، لكنه محفوف بالمخاطر وغير كافٍ لاستخلاص استنتاجات عامة.

خطوة نحو المستقبل

استُخدم العلاج الفيروسي لأول مرة لعلاج السرطان في عام 2015 لعلاج سرطان الجلد، لكن الأبحاث لا تزال تستكشف إمكاناته لعلاج أنواع أخرى من السرطانات.

تجربة هالاسي قد تفتح الباب لإجراء تجارب سريرية على هذه العلاجات في المراحل المبكرة من المرض.

في حين أن الظروف التي سمحت لهالاسي بإجراء هذه التجربة كانت استثنائية، فإن نجاحها يعد دافعاً للاستمرار في البحث عن حلول مبتكرة وفعّالة لعلاج السرطان.


مقالات ذات صلة

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

صحتك وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

أطلقت السعودية، الجمعة، عدداً من المبادرات النوعية خلال المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى عن «مقاومة مضادات الميكروبات» الذي تستضيفه في المدينة الساحلية جدة.

إبراهيم القرشي (جدة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

أصبحت سموم الحيوانات أحد المفاتيح الرئيسية لاكتشاف علاجات طبية جديدة، متجاوزة الحدود التقليدية للعلوم والأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الدكتور هاني جوخدار وكيل وزارة الصحة لـ«الصحة العامة» في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

كشف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات تحت شعار «من الإعلان إلى التنفيذ»، عن تأثير مقاومة «الوباء الصامت» على الاقتصاد.

إبراهيم القرشي (جدة)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العنف يشمل الضرب من قبل أفراد الأسرة والتعرض للترهيب في المدرسة (أ.ف.ب)

يومياً... 3 من بين كل 5 أطفال يتعرضون للعنف الأسري

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الخميس)، أن هناك مئات الملايين من الأطفال، وفي سنِّ المراهقة بأنحاء العالم يواجهون العنف يومياً في منازلهم ومدارسهم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
TT

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)

أصبحت سموم الحيوانات أحد المفاتيح الرئيسية لاكتشاف علاجات طبية جديدة، متجاوزة الحدود التقليدية للعلوم والأبحاث. فقد أدّى اكتشاف السموم الموجودة في حيوانات، مثل: سحالي جيلا، وثعابين الكوبرا، وقواقع المخروط، إلى ثورة في مجال الأدوية، خصوصاً في معالجة أمراض، مثل: السكري، والسمنة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك».

ففي ثمانينات القرن الماضي، بدأ الطبيب الشاب جان بيار روفمان رحلة علمية غير متوقعة بدرس سموم الحيوانات في مختبر أمراض الجهاز الهضمي التابع للمعهد الوطني للصحة. ومن خلال التعاون مع الكيميائي جون بيسانو، توصل إلى اكتشاف مذهل عن سم سحالي جيلا -وهي نوع من السحالي الصحراوية التي تعيش في أميركا الشمالية- الذي أظهر نتائج واعدة لعلاج مرض السكري. هذا السم يحتوي على جزيء يُدعى «إكسيندين - 4»، الذي يعمل مثيلاً طبيعياً لهرمون «GLP - 1»، وهو هرمون يحفّز إنتاج الإنسولين في الجسم.

أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير عقار «بييتا» الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء عام 2005 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وفي السنوات التي تلت ذلك، لاحظ الأطباء أن المرضى الذين يستخدمون «بييتا» يفقدون الوزن؛ مما أُلهم لتطوير أدوية مثل: «أوزيمبيك» و«ويغوفي» اللذين حققا نجاحاً كبيراً في خفض الوزن.

لم يكن سم سحالي جيلا وحده محور الاهتمام، فقد استخدم العلماء سم أفعى برازيلية في الستينات لتطوير عقار «كابتوبريل» لخفض ضغط الدم، واستُخدم سم قواقع المخروط في تسكين الآلام الشديدة من خلال عقار «زايكونوتايد» الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في 2004.

يصف العلماء السموم بأنها الجيش السويسري للطبيعة؛ حيث تحتوي على «بيبتيدات» وأحماض أمينية دقيقة يمكنها التأثير بدقة في مستقبلات الخلايا. وبفضل التقدم التكنولوجي، يمكن استخراج هذه السموم ودراستها بكميات قليلة جداً؛ مما يوفّر قاعدة بيانات ضخمة لجزيئات قد تصبح أساساً لأدوية جديدة.

ولكن مع كل هذا التطور، لا تزال هناك تحديات بيئية كبيرة تواجه الباحثين. التغير المناخي والتدمير البيئي يهددان وجود بعض الأنواع السامة، مثل قواقع المخروط التي تعتمد عليها الأبحاث الطبية؛ مما يجعل العثور على هذه الكائنات والحفاظ على تنوعها البيولوجي ضرورة ملحة لتحقيق اكتشافات مستقبلية.

وختم التقرير بقوله، إن السموم توفّر إمكانات هائلة لتطوير علاجات جديدة، ويعد الباحثون أن فهم هذه الموارد الطبيعية النادرة ليس فقط مفتاحاً لتحسين الصحة البشرية، بل إنه تذكير بأهمية حماية البيئة التي توفّر هذه الاكتشافات الثمينة.