من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)
المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)
TT

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)
المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والمساعدة في إنقاص الوزن، بل والتصدي لسرطان الأمعاء والخرف.

وفيما يلي أهم الفوائد الصحية المرتبطة بالمشي يومياً في المساء، بحسب ما نقلته صحيفة «التلغراف» البريطانية:

التقليل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

وجد باحثون من جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا، نظروا في بيانات أكثر من 86 ألف شخص في المملكة المتحدة، أن النشاط، مثل المشي، في نحو الساعة 8 صباحاً و6 مساءً، كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 10 في المائة.

ولفت الباحثون إلى أن السبب وراء ذلك قد يرجع لحقيقة أن الحركة المسائية تؤدي إلى انخفاض الالتهاب المزمن، وهو العامل الذي قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

كما يساعد المشي في المساء، وممارسة الرياضة بشكل عام، «في تحفيز الخلايا المضادة للأورام بجهاز المناعة لدينا، والتخلص من الخلايا التي قد تصبح سرطانية قبل أن تتاح لها الفرصة لتكون ضارة»، كما يوضح الدكتور جيمس كينغ، المحاضر الأول في فسيولوجيا التمرينات بجامعة لوفبورو.

التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة لندن في عام 2016، أن المشي السريع لمدة ساعة يومياً يقلل من خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 40 في المائة.

وبينما لم تبحث هذه الدراسة في أفضل وقت للمشي، فإن تحديد موعد للمشي بعد العشاء «قد يكون وسيلة رائعة للحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم الذي يحدث بعد تناول وجبة الطعام - نتيجة لتحلل الكربوهيدرات في الجسم وتحولها إلى سكر، والذي يدخل بعد ذلك إلى الدم»، كما أشار البروفسور كولين غريفز، أستاذ تغيير السلوك الصحي بجامعة برمنغهام.

وترتفع مستويات السكر في الدم بعد نحو من 15 إلى 30 دقيقة من تناول الطعام.

وقال غريفز: «يعتقد بعض العلماء أن ارتفاع السكر بعد الأكل له تأثير مهم بشكل خاص على تطور مرض السكري من النوع الثاني، حيث إن ارتفاع نسبة السكر في الدم يتلف الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس».

وأكد الدكتور كينغ أن النشاط البدني المنتظم، مثل المشي في المساء، يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل الالتهاب وتراكم الدهون في العضلات والكبد والبنكرياس، التي يمكن أن تمنع الجسم من التعامل مع السكر والدهون بشكل صحيح.

خفض خطر الإصابة بالخرف

لا يوجد دواء على هذا الكوكب يمكنه خفض خطر الإصابة بالخرف إلى النصف، لكن الدراسات تشير إلى أن المشي قد يفعل ذلك.

ووجد باحثون في جامعة سيدني، حللوا أنماط الصحة والنشاط لنحو 80 ألف شخص، أن أولئك الذين ساروا 3800 خطوة يومياً (نحو ميلين) لديهم خطر أقل بنسبة 25 في المائة للإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الذين لم يمشوا كثيراً على الإطلاق، في حين أن أولئك الذين ساروا 9800 خطوة يومياً (نحو 5 أميال) لديهم فرصة أقل بنسبة 51 في المائة للإصابة بالمرض.

ويقول ديفيد ستينسل، أستاذ التغذية بجامعة لوفبورو: «أظهرت الدراسات التي استخدمت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المشي لدى كبار السن، خصوصاً لو كان في المساء، يمكن أن يمنع انكماش المخ، وربما يزيد من حجم الحُصين الأيسر والأيمن (مناطق المخ المعنية بالذاكرة)».

ويقول إن هذه التغييرات ترتبط بانخفاض التدهور المعرفي لدى كبار السن وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

ومع ذلك، لتحسين الحد من مخاطر الخرف، يجب أن يكون المشي وأشكال أخرى من التمارين مصحوبة بسلوكيات صحية أخرى، مثل اتباع نظام غذائي متوازن وعدم التدخين والحد من استهلاك الكحول، كما يؤكد ستينسل.

تحسين صحة القلب

وجدت دراسة استندت إلى بيانات أكثر من 200 ألف شخص، وامتدت لأكثر من 7 سنوات، أن المشي 2337 خطوة فقط يومياً، يقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما لفتت إلى أنه، لكل 500 خطوة إضافية - أي ما يعادل نحو 5 دقائق من المشي - ينخفض ​​الخطر بنسبة 7 في المائة.

ويقول البروفسور ستينسل: «يمكن أن يخفض المشي في المساء ضغط الدم في اليوم التالي ويخفض استجابات الدهون في الدم (الدهون الثلاثية) للوجبات في اليوم التالي. وإذا تكرر بانتظام (مثل يومياً أو كل يومين) على مدى أشهر وسنوات، فقد يقلل هذا الأمر من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية».

إطالة العمر

تشير النتائج التي توصل إليها باحثون في جامعة ليستر، الذين فحصوا مستويات النشاط لدى نحو 70 ألف شخص، إلى أن الأشخاص غير النشطين فوق سن الستين الذين يضيفون 10 دقائق من المشي السريع إلى يومهم يمكن أن يطيلوا متوسط ​​أعمارهم - بنحو 11 شهراً للنساء و17 شهراً للرجال.

وكانت فوائد إطالة العمر أفضل إذا استمر المشي لمدة 30 دقيقة.

ويقول البروفسور غريفز: «إذا قمت بذلك في المساء بعد تناول الطعام وقبل الخلود للنوم، فستحسن من صحتك وتحصل على نوم جيد وتعيش لفترة أطول».


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حَقْن البوتوكس قد يكون مفيداً جداً لبعض الذين يعانون من صرير الأسنان (أرشيفية - رويترز)

كيف نتخلص من صرير الأسنان؟

الفك المؤلم والأسنان المتهالكة والصداع الغامض، كلها علامات دالة على صرير الأسنان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)
المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)
المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

وبالمقارنة مع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً والذين لا يتناولون المكسرات، فإن أولئك الذين أفادوا بتناول ما يصل إلى 30 غراماً من المكسرات يومياً لديهم خطر أقل بنسبة 16 في المائة للإصابة بالخرف في السنوات القادمة.

وإذا تم تناول المكسرات من دون ملح، فإن هذا الرقم يرتفع إلى 17 في المائة. ولا يهم إذا كانت المكسرات مقشرة أو مجففة أو محمصة أو مقشرة.

لقد ثبت أن الخرف من الأمراض التي يصعب علاجها بالأدوية، ولكن ربما توجد مكونات سرية تعمل على تعزيز الدماغ مختبئة بالفعل في أنظمتنا الغذائية.

ووفق موقع «ساينس ألرت»، فإن تلك الأخبار الجيدة بحاجة لبعض التحذيرات، إذ تم العثور على هذه النتائج فقط لدى أولئك الذين لا يعتبرون مصابين بالسمنة، والذين يحصلون على قدر طبيعي من النوم، والذين لا يدخنون التبغ، أو يشربون الكحول يومياً.

ولم يتم العثور على أي ارتباطات مهمة عندما تم النظر فقط في الرجال من جميع الفئات العمرية، أو في أولئك الذين أبلغوا عن عوامل خطر أخرى، مثل ضعف العضلات أو الشعور بالوحدة.

ويكتب الباحثون من جامعة كاستيا لا مانشا في إسبانيا: «يجب على الدراسات المتابعة طويلة الأمد في المستقبل، سواء التجارب الرصدية أو السريرية، مثل تقييم فعالية استهلاك الجوز كاستراتيجية للوقاية من الخرف لدى البالغين».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط المكسرات بصحة الدماغ، فالمكسرات هي أطعمة غنية بالطاقة وغنية بالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

لذلك، افترض العلماء أن خصائص المكسرات قد تكون لها فوائد لصحة الدماغ، وتشير بعض الدراسات بالتأكيد إلى أن هذا قد يكون صحيحاً، ففي تجربة عشوائية محكومة استمرت 12 أسبوعاً، وجد الباحثون أن حفنة من الفول السوداني يومياً تعمل على تعزيز الذاكرة قصيرة المدى والطلاقة اللفظية لدى البالغين الأصحاء في منتصف العمر والذين يعانون من زيادة الوزن.

ويبدو أن النظام الغذائي يلعب دوراً حاسماً. في الماضي، إذ وجدت كثير من المراجعات المنهجية أن الأنظمة الغذائية الصحية، مثل النظام الغذائي المتوسطي، مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف. وفي الوقت نفسه، يبدو أن النظام الغذائي الغربي، الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر والملح، يشكل عامل خطر للإصابة بالخرف.

وتشير الأبحاث إلى أنه يمكن منع ما يصل إلى 40 في المائة من حالات الخرف أو حتى تأخيرها عن طريق تعديل بعض عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة، مثل التدخين، وشرب الكحول، وممارسة الرياضة، أو العزلة الاجتماعية.

كما وجدت دراسة حديثة أجريت على 60 ألف بريطاني أن الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي، والغني بالمكسرات والحبوب والفواكه، يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 23 في المائة.

وكشفت أبحاث أخرى أن زيت الزيتون، وهو عنصر أساسي في نمط الحياة المتوسطي، قد يقلل على وجه التحديد من خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28 في المائة.