أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)
الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)
TT

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)
الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين بعدد من الجامعات الأميركية أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى المتكرّرة ونوبات النقرس.

فبالإضافة إلى علاج مرض السكري من النوع الثاني، أظهرت التجارب أنّ مثبّطات «SGLT-2» يمكن أن تقلّل أيضاً من خطر الإصابة بقصور القلب وأمراض الكلى، ولكن تأثيرها في حصوات الكلى المتكرّرة ونوبات النقرس كان لا يزال غير مؤكَّد، ما دفع باحثي الدراسة المنشورة في «المجلة الطبّية البريطانية» لإجراء تجاربهم من أجل حسم هذا الأمر.

ولاستكشاف هذه الفرضية بشكل أكبر، شرع الباحثون في مقارنة تأثيرات مثبّطات «SGLT-2» على خطر الإصابة بحصوات الكلى المتكرّرة والنقرس، مع مجموعتين أُخريَين من أدوية السكري المعروفة.

قالوا، في بيان الجمعة، إنه بالنسبة إلى المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، أو قصور القلب، أو أمراض الكلى المزمنة، قد يكون مثبّط «SGLT-2» إضافةً مفيدة للعلاجات الحالية لمعالجة حصوات الكلى، وغيرها من الحالات المسبّبة لها، بما فيها النقرس.

وتُعدّ الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة والمتكرّرة والمؤلمة جداً، خصوصاً لدى مرضى السكري من النوع الثاني، كما أنها تتطلّب تكاليف رعاية صحية كبيرة.

والأشخاص المصابون بالنقرس هم غالباً أكثر عُرضةً للإصابة بحصى الكلى، بسبب المستويات العالية من حمض اليوريك الذي تُفرزه الكلى، ولأنّ البول لديهم يكون أكثر حامضيةً.

وقد فحص باحثو بيانات أكثر من 20 ألف شخص بالغ، متوسط ​​أعمارهم 65 عاماً؛ 73 في المائة منهم من الرجال، وجميعهم مصابون بمرض السكري من النوع الثاني، ولديهم تاريخ مرضى مع حصوات الكلى أو النقرس أو كليهما، ولم يستخدِموا من قبل مثبّطات «SGLT-2»، أو نوعَين آخرَين من أدوية السكري، وقارَن باحثو الدراسة نتائج تأثير العلاج المقترح فيهما.

ومن خلال تطبيق التقنيات الإحصائية تمكّنوا من إزالة تأثير العوامل الأخرى، مثل: عمر المريض، وجنسه، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، والوقت منذ تشخيص مرض السكري، وما إذا كان المريض من متعاطي المخدرات.

ووجد الباحثون أنّ هناك معدلَ تكرار أقل بنسبة 33 في المائة لحصوات الكلى بين المرضى الذين بدأوا في تناول مثبّطات «SGLT-2» مقارنةً بالأنواع الأخرى.

وتطابقت هذه الفائدة مع انخفاض حالات حصوات الكلى النشطة بمقدار 51 حالة لكل 1000 شخص خلال عام من العلاج، وانخفاض أكبر لحالات حصوات الكلى النشطة بمقدار 219 حالة لكل 1000 شخص بين أولئك الذين بدأوا يعانون حصوات الكلى النشطة في وقت متأخر من بدء التجارب، كما لُوحِظ انخفاض مماثل بين مرضى النقرس الذين يعانون حصوات الكلى النشطة.

ويفسّر الباحثون ذلك بأنّ مثبطات «SGLT-2» تزيد من كمية البول، وتخفّض مستويات حمض البوليك في الدم، وبالتالي تقلّل من تركيز البلورات التي تُسهم في تكوين الحصوات.

كما وجدوا أنّ الفوائد استمرّت بعد مزيد من التحليلات، بما فيها بين أولئك الذين يتناولون أنواعاً من الأدوية يمكن أن تفاقم خطر النقرس، وبين أولئك الذين يحتاجون إلى علاج في المستشفى لحصوات الكلى، مما يدعم قوة النتائج.


مقالات ذات صلة

علاج مبتكر لجروح مرضى السكري

صحتك العلاج يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد (دورية ACS Nano)

علاج مبتكر لجروح مرضى السكري

توصّل باحثون بمعهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي في الولايات المتحدة إلى علاج مبتكر لجروح مرضى السكري يعتمد على حشوات حبيبية قابلة للحقن على الجلد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك» و«ويغوفي» يظهران نتائج واعدة في تخفيف آلام الركبة

أثبتت دراسة كبيرة أن عقار «سيماغلوتيد»، المضاد للسكري والذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي»، قد يخفف من آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونغارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)

دراسة: «أوزمبيك» قد يساعد في علاج إدمان المخدرات والتبغ والكحول

ذكرت دراسة في المجلة العلمية «آديكشن»، أن أدوية علاج السكري وفقدان الوزن، والمعروفة بـ«GLP-1»، يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول والمخدرات.

صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة تكشف عن وجود علاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم

الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)
الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)
TT

دراسة تكشف عن وجود علاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم

الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)
الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)

كشفت دراسة علمية جديدة أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من تلك الخاصة بغير المصابين بالمرض.

ووفق موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد أجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو، وشملت أكثر من 20 ألف شخص من 106 دولة، تم جمع وتحليل بياناتهم على مدى 7 أشهر.

وأظهرت البيانات وجود صلة بين تفاقُم أعراض الاكتئاب والارتفاع الطفيف في درجة حرارة الجسم.

ويعتقد الباحثون أن هناك عدداً من الأسباب لهذا الارتباط، وكتبوا في دراستهم التي نُشرت في مجلة «ساينتيفيك ريبورتس» العلمية: «قد يكون الاكتئاب مرتبطاً بالعمليات الأيضية التي تولد حرارة إضافية في الجسم، أو ببعض الاضطرابات في الوظاف الحيوية في الجسم التي تؤثر في حرارته. كما أن هذه العلاقة قد ترجع أيضاً إلى سبب مشترك بين الاكتئاب وحرارة الجسم، مثل الإجهاد العقلي أو الالتهاب الذي يؤثر في كل من درجة حرارة الجسم وأعراض الاكتئاب بشكل منفصل».

وأضافوا: «هذا شيء يمكن للدراسات المستقبلية أن تبحث فيه. في الوقت الحالي، نعلم أن الاكتئاب حالة معقدة ومتعددة الأوجه، ومن المرجح أن يكون لها كثير من المحفزات المختلفة، وقد تلعب درجة حرارة الجسم دوراً في هذا الشأن».

وقد وجدت الأبحاث السابقة أن الاستحمام بالمياه الساخنة، والساونا يمكن أن يخففا من أعراض الاكتئاب، وإن كان ذلك في مجموعات صغيرة من العينات. وقد أشار الخبراء إلى أن السبب في ذلك قد يرجع إلى التبريد الذاتي الذي تحدثه هذه الممارسات، من خلال التعرق، والذي يؤثر في العقل.

وقال الطبيب النفسي آشلي ماسون الذي شارك في إعداد الدراسة الجديدة: «على حد علمنا، هذه هي أكبر دراسة حتى الآن لفحص العلاقة بين درجة حرارة الجسم وأعراض الاكتئاب في عينة جغرافية واسعة».

وأضاف: «هذه النتائج قد تساعد على إيجاد علاجات للاكتئاب. إذا كان شيء بسيط مثل الحفاظ على البرودة يمكن أن يسهم في علاج أعراض المرض، فإن هذا الأمر سيساعد ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم».

لكن منتقدي الدراسة أشاروا إلى أنها لا تكفي لإثبات أن ارتفاع درجة حرارة الجسم يسبب الاكتئاب، أو أن الاكتئاب يؤدي بالفعل إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، مؤكدين الحاجة لمزيد من الدراسات للتحقيق في هذه العلاقة.