النوم السيئ في عمر الأربعين قد يؤثر على صحة الدماغ

الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تبعات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)
الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تبعات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)
TT

النوم السيئ في عمر الأربعين قد يؤثر على صحة الدماغ

الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تبعات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)
الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تبعات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن النوم السيئ في الأربعينات من العمر قد يؤدي إلى شيخوخة الدماغ بشكل أسرع، وقد يظهر التأثير في أواخر الخمسينات.

وقالت الدكتورة كريستين يافي، من جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو الأميركية، مؤلفة الدراسة: «تسلط نتائجنا الضوء على أهمية معالجة مشكلات النوم في وقت مبكر من الحياة للحفاظ على صحة الدماغ؛ بما في ذلك الحفاظ على جدول نوم ثابت، وممارسة الرياضة، وتجنب الكافيين قبل الذهاب إلى الفراش، واستخدام تقنيات الاسترخاء».

وأكمل نحو 600 شخص في الأربعينات من العمر استبياناً عن النوم في بداية الدراسة، وكذلك بعد 5 سنوات، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

وتضمنت الأسئلة: «هل تواجه عادة صعوبة في النوم؟»، و«هل تستيقظ عادة مرات عدة في الليل؟»، و«هل تستيقظ عادة في وقت مبكر للغاية؟».

ولاحظ الباحثون ما إذا كان المشاركون يعانون من 6 سمات: قِصَر مدة النوم، أو سوء جودة النوم، أو مشكلات في النوم، أو صعوبة في البقاء نائمين، أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو النعاس خلال النهار.

ويوصي الخبراء عموماً بالنوم من 7 إلى 9 ساعات ليلاً.

وقُسم المشاركون إلى 3 مجموعات بناءً على سمات نومهم، وأظهر المشاركون في المجموعة منخفضة المعاناة (نحو 70 في المائة) أنه لم يكن لديهم أي من السمات الـ6 أو واحدة منها.

وكان لدى المشاركين في المجموعة المتوسطة (22 في المائة) سمتان أو 3 سمات. وأولئك في المجموعة العالية (8 في المائة) كان لديهم من 4 إلى 6 من سمات المعاناة أثناء النوم.

وبعد سنوات من بدء الدراسة، خضع المشاركون لفحوص على الجمجمة ساعدت الباحثين في حساب عمر أدمغتهم.

مع مراعاة العمر، والجنس، وارتفاع ضغط الدم، والسكري... وعوامل أخرى، حدد الباحثون أن أدمغة المجموعة المتوسطة كانت أكبر سناً بمقدار 1.6 عام في المتوسط من أدمغة المجموعة المنخفضة. وكان متوسط ​​عمر أدمغة المجموعة المرتفعة أكبر سناً بمقدار 2.6 عام.

ومن بين عادات النوم الستة التي شملتها الدراسة، ارتبطت نوعية النوم السيئة، وصعوبته، والاستيقاظ في الصباح الباكر، بتقدم سن الدماغ، خصوصاً عندما عانى الأشخاص من هذه المشكلات لمدة 5 سنوات على الأقل.

ونشرت النتائج يوم الأربعاء في العدد الإلكتروني من مجلة «نيورولوجي (Neurology)»، وهي المجلة الطبية لـ«الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب».

وأكد الباحثون أن دراستهم، التي مُولت من قبل «المعهد الوطني للشيخوخة» في أميركا، لا تثبت أن قلة النوم تسرع من شيخوخة الدماغ، فهي تظهر فقط ارتباطاً بين الاثنين.

وأحد قيود البحث هو أن المشاركين أبلغوا عن مشكلات النوم الخاصة بهم، وقد لا يكونون قد وصفوها بدقة.

وقالت يافي: «يجب أن تركز الأبحاث المستقبلية على إيجاد طرق جديدة لتحسين جودة النوم والتحقيق في التأثير طويل الأمد للنوم على صحة الدماغ لدى الشباب».

كما أفاد باحثو جامعة ييل في مجلة «نيورولوجي» بأن الأشخاص في منتصف العمر الذين يعانون من ضغط دم غير منضبط، أو سكر في الدم، أو كولسترول، والذين لا يمارسون الرياضة، أو لا يأكلون بشكل صحي، أو لا ينامون جيداً، يواجهون خطراً أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف أو الاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.

وصرح مؤلف الدراسة الدكتور سانتياغو كلوتشياتي توزو: «وجدت دراستنا أن اتخاذ هذه الخيارات الصحية لأسلوب الحياة في منتصف العمر يمكن أن تكون له تأثيرات ذات مغزى على صحة الدماغ في وقت لاحق من الحياة».

وقال الدكتور توماس كيلكيني، مدير «معهد طب النوم» في «مستشفى نورثويل هيلث ستاتن آيلاند الجامعي»، إن الاستمرار في النوم الجيد أمر حيوي للحفاظ على الأداء الإدراكي.

وأشار كيلكيني إلى أن «الأدلة الجديدة تشير إلى أن بعض القدرات الإدراكية تظل متدهورة بسبب الحرمان من النوم، على الرغم من العودة إلى النوم الكافي، مما يشير إلى أن قلة النوم قد تؤثر بشكل دائم على أنظمة إدراكية محددة».

وأضاف: «يشير هذا إلى أن فترات متكررة من الحرمان من النوم قد تؤدي إلى تدهور إدراكي دائم يؤدي إلى الخرف».


مقالات ذات صلة

تعلّم أن تسيطر على التوتّر... مجّاناً

يوميات الشرق تجهد مؤسسات عدة لمؤازرة اللبنانيين على المستوى النفسي وسط ظروف الحرب (رويترز)

تعلّم أن تسيطر على التوتّر... مجّاناً

بتمارين بسيطة مفتاحُها الالتزام، من الممكن إدارة التوتر الذي بات جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الاختبار يعتمد على أسئلة سلوكية لقياس ميل المرشحين للنرجسية بطريقة غير مباشرة (جامعة ولاية سان فرنسيسكو)

اختبار جديد في مقابلات العمل يكشف «النرجسيين»

طوّر علماء النفس في جامعة ولاية سان فرنسيسكو الأميركية، اختباراً جديداً لكشف «النرجسية» بين المرشحين للوظائف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

من مايكل جاكسون إلى ليام باين، مروراً بماثيو بيري وغيرهم من النجوم... خيطان جمعا ما بينهم؛ الشهرة المبكّرة والوفاة التراجيدية التي تسببت بها تلك الشهرة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جداريّة الأمل في وسط بيروت (فيسبوك)

الأمل... نبتة تُزهر من قلب الدمار وتعودُ بمنافع كثيرة

في أعمق لحظات اليأس، يشهد كثيرون على ضوء صغير يلمع في قلوبهم. إنه الأمل الذي يتميز عن سواه من مشاعر إنسانية، لكونه الشعور الإيجابي الوحيد الطالع من رحم السلبية.

كريستين حبيب (بيروت)

دراسة تجد صلة بين ارتفاع استهلاك الكافيين وانخفاض خطر فقدان الذاكرة

الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)
الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)
TT

دراسة تجد صلة بين ارتفاع استهلاك الكافيين وانخفاض خطر فقدان الذاكرة

الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)
الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن كمية الكافيين التي يستهلكها الشخص يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف.

البحث الذي نُشر في أغسطس (آب) في مجلة «ألزهايمر والخرف» – الصادرة عن «جمعية ألزهايمر» الصحية التطوعية غير الربحية، التي تركز على المرض ودعم أبحاثه، والتي يقع مقرها الرئيسي في شيكاغو – هو الأول من نوعه الذي يجد علاقة قوية بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ووجد فريق البحث أن المشاركين الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة بما يتوافق مع مرض ألزهايمر.

وقالت الدكتورة كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتوعية في «جمعية ألزهايمر»، لصحيفة «هيلث»: «لقد تنوعت الدراسات السابقة التي بحثت العلاقة بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر». وأضافت: «أظهرت بعض الدراسات أن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بكمية صغيرة، بينما لم تُظهر دراسات أخرى أي تأثير أو زيادة طفيفة في الخطر».

وفي حين أن الدراسة الجديدة تضيف إلى فهمنا لتأثيرات الكافيين على الدماغ، فإنها لا تشير بالضرورة إلى أنه يجب على الأشخاص زيادة تناولهم للكافيين.

وقالت سيكستون: «من المهم أن ندرك أن الكافيين يمكن استهلاكه بطرق متنوعة، بما في ذلك القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة». وأضافت: «يحتوي بعضها على مستويات عالية من السكريات والمحليات الصناعية والمكونات الأخرى التي قد تقلل من أي فائدة محتملة للكافيين».

العلاقة بين الكافيين والخرف

تم تأليف الدراسة الجديدة من قبل باحثين في فرنسا أكملوا دراسة مقطعية باستخدام بيانات من 263 شخصاً يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو مرض ألزهايمر بين عامي 2010 و2015. وأكمل المشاركون استطلاعاً حول تناولهم المعتاد للكافيين. كما خضعوا أيضاً لتقييمات سريرية وعصبية وبيولوجية عندما التحقوا بالدراسة.

وتم تقسيم المشاركين إلى فئتين اعتماداً على متوسط ​​استهلاكهم للكافيين، الذين لديهم متوسط ​​استهلاك للكافيين يساوي 216 ملليغراماً أو أقل منه يومياً، تم وضعهم في مجموعة «استهلاك الكافيين المنخفض»، أما أولئك الذين لديهم متوسط ​​استهلاك للكافيين أعلى من 216 ملليغراماً يومياً، فتم وضعهم في مجموعة «الاستهلاك العالي للكافيين».

وبعد تعديل عوامل مثل العمر والجنس وحالة التدخين وغير ذلك، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين شربوا كميات أقل من الكافيين لديهم خطر أكبر للإصابة بمخاطر فقدان الذاكرة.

وفي الوقت الحالي، ليس من الواضح سبب تأثير الكافيين على خطر الإصابة بألزهايمر أو الخرف، على الرغم من أن الخبراء لديهم نظريات.

هل يمكن تقليل خطر الإصابة بألزهايمر؟

قال الخبراء إنه من السابق لأوانه اقتراح أنه يجب على الناس إضافة مزيد من الكافيين إلى روتينهم اليومي كوسيلة للوقاية من مرض ألزهايمر أو الخرف. وأوضح الأطباء أنهم قد يوصون بتغييرات في استهلاك الكافيين «في حالة القلق أو الأرق، لكن هذه التوصيات لا تعتمد على خطر الإصابة بالخرف».

وباستثناء اتّباع نمط حياة صحي، لا يعرف الباحثون كثيراً عن كيفية الوقاية من مرض ألزهايمر.