منها البطاطس المقلية... 3 أطعمة تؤثر على صحة قلبكhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5070858-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D8%B7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A9-3-%D8%A3%D8%B7%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%A4%D8%AB%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%83
الباحثون أكدوا على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المقلية والمعجنات والحلويات (رويترز)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
منها البطاطس المقلية... 3 أطعمة تؤثر على صحة قلبك
الباحثون أكدوا على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المقلية والمعجنات والحلويات (رويترز)
تعد أمراض القلب من الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة وكثير من دول العالم، ولذلك فإن الأشخاص من معظم المجموعات العرقية هم أكثر عرضة للوفاة بسبب مشكلة تتعلق بالقلب من أي شيء آخر، وفقاً لما ذكرته الإحصاءات.
لذلك يلجأ البعض للبحث المستمر عن الأشياء التي يمكن فعلها لتحسين صحة القلب، ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «هافبوست» الأميركية، فإن هناك تعديلات بسيطة في نظامك الغذائي يمكنها أن تحسن من صحة قلبك، وينصح خبراء التغذية باستبعاد ثلاثة أطعمة من نظامك الغذائي في أقرب وقت ممكن، وما الذي يجب تناوله بدلاً من ذلك؟
اللحم المقدد المصنع
قالت ميشيل روثنشتاين، اختصاصية التغذية الوقائية لأمراض القلب إن «الطريقة التي يتم بها صنع اللحم المقدد يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات ضارة على صحة القلب».
وأضافت أن «عملية معالجة اللحم باستخدام نتريت الصوديوم ومحتواه العالي من الصوديوم يمكن أن ترفع ضغط الدم، في حين تسهم المركبات المتكونة أثناء الطهي، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs)، في الالتهاب وتلف الأوعية الدموية، مما يزيد بشكل جماعي من خطر الإصابة بأمراض القلب».
ومن جانبه، قال الدكتور سامان شيناس، اختصاصي أمراض القلب في «سيدارز سيناي» الأميركية، إن أي شخص يتناول الطعام يجب أن يكون حذراً من اللحوم المصنعة بشكل عام، وكذلك اللحوم الحمراء.
وأوضح شيناس أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية باللحوم الحمراء، وخاصة تلك التي تحتوي على لحوم مصنعة بشكل كبير، يرتبطون بارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات والسمنة. تشمل المكونات المستخدمة في صنع هذه الأطعمة الصوديوم والنتريت.
ويحتوي اللحم المقدد بشكل خاص على نسبة عالية من الملح والدهون المشبعة والحديد الهيمي والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والأمينات غير المتجانسة.
الخبز الأبيض
تقول خبيرة التغذية روثنشتاين إن «جميع منتجات الخبز الأبيض التي قد تجدها في كيس بمتجر البقالة يمكن أن يكون اختياراً سيئاً جداً لقلبك».
وأوضحت: «الخبز الأبيض، بمؤشره السكري المرتفع ونقص العناصر الغذائية والألياف مقارنة بخيارات الحبوب الكاملة، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين وزيادة الوزن، وكل ذلك يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والمضاعفات ذات الصلة».
واتفق معها الدكتور دانيال لوغر، اختصاصي أمراض القلب الوقائية في مركز «راش الطبي» الجامعي في شيكاغو، وقال: «تزيد جميع الكربوهيدرات المكررة من مستويات الغلوكوز والدهون الثلاثية في الدم. يتم تجريد الخبز الأبيض من جميع الألياف والعناصر الغذائية الصحية. ما تبقى هو السكر النقي».
إذا كنت تتساءل عما إذا كان الخبز الفرنسي المصنوع في قسم المخابز في متجر البقالة الخاص بك أكثر صحة من كيس من خبز الدقيق الأبيض، فيمكنك أخذ بعض الإشارات من ملصق المكونات. واقترح الطبيب لوغر البحث عن ختم «100 في المائة بحبوب كاملة» على العبوة، فضلاً عن قراءة قائمة المكونات بعناية.
البطاطس المقلية
لا تفيد البطاطس المقلية قلبك بأي شكل من الأشكال.
وأوضح شيناس: «عندما يتم قلي الطعام، يتغير محتواه الغذائي - يفقد الطعام الماء ويمتص الدهون. وخاصة في حالة البطاطس المقلية، غالباً ما تتم إعادة استخدام الزيت، مما يؤدي إلى فقدان الدهون غير المشبعة وزيادة الدهون المتحولة، كما تتم تغطية البطاطس المقلية بكثير من الملح، وقد ارتبط تناول كميات كبيرة من الصوديوم بارتفاع ضغط الدم، وزيادة أمراض القلب».
وأضاف أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة المقلية بشكل عام يرتبط بزيادة أمراض القلب التاجية، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة.
ماذا يجب أن تأكل بدلاً من ذلك؟
أنت تعرف ما لا يجب أن تأكله. ولكن ما الأطعمة التي يمكن أن تحسن صحة القلب؟
قال لوغر: «أوصي بشدة بزيادة استهلاك البقوليات، مثل العدس والحمص والفاصولياء. البقوليات غنية بالألياف الصحية، وتساعد في تعزيز الشبع، وتنظيم حركة الأمعاء، وتغذية البكتيريا المعوية الصحية. كما يمكن بسهولة صنع البقوليات بكميات كبيرة وهي رائعة لوجبات أيام الأسبوع».
وتوصي روثنشتاين بإدخال بذور الكتان واللوز في نظامنا الغذائي.
وقالت: «تحتوي هذه الأطعمة على الليغنين، ولها خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات تدعم صحة القلب عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات. وتسهم هذه المركبات، إلى جانب العناصر الغذائية الأخرى، مثل فيتامين (هـ)، وحمض ألفا لينولينيك والمغنيسيوم في تنظيم ضغط الدم وصحة الأوعية الدموية، مما يوفر بشكل جماعي فوائد وقائية للقلب».
عندما يتعلق الأمر بالحبوب، فإن اختيار الحبوب المناسبة هو المفتاح، وفقاً روثنشتاين.
وقالت: «الكينوا والخبز المصنوع من القمح الكامل من الخيارات الصحية للقلب؛ نظراً لتوفر القيمة الغذائية الغنية، بما في ذلك الألياف والفوسفور والزنك والبروتين النباتي ومضادات الأكسدة، والتي تعمل مجتمعة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب». حيث يعمل محتواها العالي من الألياف على تنظيم مستويات السكر في الدم، ودعم صحة الأمعاء، مما يسهم في صحة القلب بشكل عام.
وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.
تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»
د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدفhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5084048-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81
الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف. مع كل نوبة، قد يبدو الألم لا يُطاق، مُصاحباً بأعراض شديدة كالغثيان والحساسية للضوء والصوت. وعلى الرغم من أن أعراض الصداع النصفي مؤقتة، فإن مدة ألم الصداع يمكن أن تجعل المريض يشعر باليأس وكأن الحياة قد انتهت.
ولكن ومع التطورات الطبية الحديثة، بدأت تظهر خيارات علاجية تُعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم تتحكم في الصداع النصفي فور حدوثه ومنعه من التدخل في النشاط اليومي للمريض.
مؤتمر طبي
نظّمت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، يوم الثلاثاء، 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مؤتمراً طبياً بعنوان «نهج جديد في علاج الصداع النصفي» (NEW APPROACH in MIGRAINE TREATMENT). وعُقد المؤتمر بالتعاون مع المركز الطبي الدولي وشركة «Abbvie» الطبية، وقام ملتقى الخبرات بتنظيمه.
شاركت في المؤتمر نخبة من المتخصصين، إذ قدّم الدكتور سعيد الغامدي، استشاري الأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، وأستاذ مساعد في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، عرضاً حول خيارات العلاج المستهدف للصداع النصفي من خلال التجارب السريرية.
كما تناولت الدكتورة ميساء خليل، استشارية طب الأسرة ومتخصصة في الرعاية الوقائية وطب نمط الحياة، أهمية دور الرعاية الأولية في التعامل مع الصداع وعبء الصداع النصفي على عامة السكان.
واختتم الجلسات الدكتور وسام يمق، استشاري الأعصاب ومتخصص في علاج الصرع، بتسليط الضوء على الاحتياجات غير الملباة في العلاجات الحادة للصداع النصفي.
اضطراب عصبي شائع
في حديث خاص مع «صحتك»، أوضح الدكتور أشرف أمير، استشاري طب الأسرة، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، ورئيس المؤتمر، أن الصداع النصفي (الشقيقة) يُعد من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً على مستوى العالم. وأشار إلى أنه اضطراب عصبي معيق يُصيب نحو مليار شخص عالمياً، يتميز بنوبات من الألم الشديد النابض، غالباً في أحد جانبي الرأس، وترافقه أحياناً أعراض مثل الغثيان، التقيؤ، والحساسية الشديدة للضوء والصوت، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المرضى اليومية.
وأكد الدكتور أمير أن الصداع النصفي يؤثر على أكثر من عُشر سكان العالم، مما يجعله إحدى أكثر الحالات انتشاراً، والتي تنعكس سلباً على جودة حياة المصابين، إضافة إلى تأثيره الواضح على الإنتاجية وساعات العمل.
وأضاف أن التطورات الحديثة في مجال الأبحاث الطبية أسهمت في فهم أعمق لآلية حدوث الصداع النصفي، وهو ما فتح الباب أمام تطوير علاجات مبتكرة وفعّالة. كما أشار إلى أن هذا التقدم يمثل تحولاً كبيراً في التعامل مع هذا الاضطراب، الذي كان يُعدُّ في السابق حالة مرضية غامضة يصعب تفسيرها أو السيطرة عليها.
وبائيات الصداع النصفي
يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من الصداع النصفي، أي حوالي 11.6 في المائة من سكان العالم. وتظهر الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للإصابة به مقارنةً بالرجال.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ترتفع النسبة إلى 11.9 في المائة. أما في السعودية، فيُقدَّر انتشار الصداع النصفي بـ9.7 في المائة، أي ما يعادل 3.2 مليون شخص، مما يجعله ثاني أكبر سبب للإعاقة بين السكان. وتُشير دراسات محلية، أُجريت في منطقة عسير، إلى أن الصداع النصفي أكثر انتشاراً في المدن (11.3 في المائة) مقارنة بالمناطق الريفية (7.6 في المائة)، وهو ما يعكس ارتباطه بعوامل بيئية وسلوكية متعددة.
عوامل الخطر والأسباب
* الآلية المرضية يُعتقد أن الصداع النصفي ينشأ من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والعصبية. وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن نوبات الصداع النصفي قد تنشأ من فرط استثارة في قشرة الدماغ، ما يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي الثلاثي. ويمكن لبعض المُحفّزات، مثل التقلبات الهرمونية، الإجهاد، نقص النوم، والعوامل الغذائية، أن تُساهم في بدء نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأفراد المُعرضين لذلك.
أما أسباب الصداع النصفي فتتضمن عوامل متعددة تشمل:
* العامل الجيني: تلعب الوراثة دوراً مهماً في زيادة احتمال الإصابة بالصداع النصفي، إذ تشير الأبحاث إلى ارتباط الجينات ببعض البروتينات العصبية مثل «الببتيد» المرتبط بجين «الكالسيتونين» (Calcitonin Gene-Related Peptide, CGRP).
* التغيرات في الدماغ: تساهم بعض الاضطرابات في نظام التفاعل بين الأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي في زيادة احتمال الإصابة.
* العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي التغيرات البيئية مثل التوتر، أو النوم غير المنتظم، أو بعض أنواع الأطعمة والمشروبات إلى تحفيز النوبات.
مراحل الصداع النصفي والتشخيص
* مرحلة البادرة (Prodrome): تبدأ بتغيرات مزاجية، شعور بالتعب، أو حتى رغبة ملحة في تناول الطعام.
* مرحلة الهالة (Aura): تشمل اضطرابات بصرية أو حسية تحدث قبل نوبة الصداع، وتظهر لدى بعض المرضى فقط.
* مرحلة الألم: يصاحبها ألم شديد نابض، غالبًا في جهة واحدة من الرأس، وتستمر من 4 إلى 72 ساعة.
* مرحلة ما بعد الألم (Postdrome): تتسم بالإرهاق والارتباك، لكنها تُعد علامة على انتهاء النوبة.
* التشخيص: يعتمد أساساً على التاريخ المرضي والفحص السريري، مع استبعاد الأسباب العضوية الأخرى. وتشمل المعايير التي يعتمد عليها الأطباء في التشخيص حدوث خمس نوبات على الأقل متكررة من الصداع، تدوم بين 4 و72 ساعة، ومصحوبة بعلامتين من العلامات التالية: ألم من جهة واحدة، نبضات شديدة، ألم شديد، وأعراض مصاحبة كالغثيان.
خيارات علاجية تقليدية وحديثة
وتشمل:
* أولاً: مسكنات الألم. تاريخياً، اعتمدت إدارة الصداع النصفي على مزيج من العلاجات الحادة والوقائية، بما في ذلك مسكنات الألم المتوفرة بدون وصفة طبية، ومضادات المهاجمات، والأدوية الوقائية مثل مضادات الاكتئاب، ومضادة للصرع، وحقن البوتكس. وعلى الرغم من أن هذه العلاجات وفرت الراحة لكثير من المرضى، فإنها محدودة في فاعليتها ولا تخلو من الآثار الجانبية.
* ثانياً: خيارات علاجية «دوائية» حديثة. تؤكد الأبحاث العلمية أن تصميم عقار موجه خصيصاً لعلاج مرض معين يُعد الخطوة الأمثل لتحقيق فاعلية أعلى وتقليل الآثار الجانبية. ودفع هذا المبدأ الباحثين إلى الغوص عميقاً في دراسة آليات الصداع النصفي، ما قادهم لاكتشاف دور بروتين محدد يُعرف بـ«CGRP». ويُطلق هذا البروتين أثناء نوبة الصداع النصفي وينخفض مستواه بمجرد انتهاء النوبة.
في إحدى الدراسات، عندما تم حقن الأشخاص ببروتين (CGRP)، أُصيبوا بنوبات تُشبه الصداع النصفي، ما أكد دوره الحاسم في هذه الحالة. وأدى هذا الاكتشاف إلى تحول جذري في علاج الصداع النصفي، إذ تمت الموافقة في عام 2018 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول جسم مضاد أحادي النسيلة يستهدف البروتين (CGRP) للوقاية من الصداع النصفي. ويعدُّ هذا العلاج المبتكر خياراً مستهدفاً ودقيقاً، إذ يعمل على تعطيل مسار البروتين العصبي المسؤول عن نوبات الصداع النصفي، مما يمثل نقلة نوعية في تحسين حياة المرضى.
وتشمل هذه الأدوية:
- أجسام وحيدة النسيلة مضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)، تمت الموافقة على أربعةٍ منها من قبل إدارة الغذاء والدواء: «إبتينيزوماب» (eptinezumab)، «إرينوماب» (erenumab)، «فريمانيزوماب» (fremanezumab)، و«جالكانيزوماب» (galcanezumab). وقد تم تصميمها للعثور على بروتينات (CGRP)، وقد أظهرت فاعليتها في تقليل شدة وتكرار النوبات، سواء أُعطيت عن طريق الفم أو الحقن تحت الجلد، مع حد أدنى من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاجات الوقائية التقليدية.
- أجسام وحيدة النسيلة مضادة لمستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP). تحتضن هذه الأجسام المستقبلات بشكل أساسي بحيث تكون غير نشطة، هما اثنتان: «أبروجيبانت» (Ubrogepant) و«ريميجيبانت» (rimegepant)، وهما أحدث العقاقير لعلاج الصداع النصفي عند الحاجة والتي لا تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية. تعمل هذه الأدوية عن طريق الفم على حظر مستقبلات (CGRP) على أمل إيقاف نوبة الصداع النصفي المستمرة بالفعل. ومن حسنات هذه الأدوية أن ليس لها خطر الإصابة بالصداع الناجم عن الإفراط في تناول الأدوية مثل بعض علاجات الصداع النصفي الأخرى.
نظم الذكاء الاصطناعي وأدوات الصحة الرقمية تسهم في تحسين دقة التشخيص وإدارة المرض
علاجات بلا أدوية
* ثالثاً: خيارات علاجية «غير دوائية»، وتضم:
- أجهزة التعديل العصبي القابلة للارتداء. تُعد هذه الأجهزة طريقة علاجية مبتكرة لعلاج الصداع النصفي، إذ تستخدم نبضات كهربائية أو مغناطيسية إلى الرأس أو الرقبة أو الذراع لتعديل نشاط المسارات العصبية المحددة المشاركة في آلية حدوث الصداع النصفي، تعمل على إعادة النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ إلى طبيعته.
وقد أثبتت الدراسات أن استخدام هذه الأجهزة، المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء أظهر نتائج واعدة في إدارة الصداع النصفي الحاد والوقائي، مما يوفر بديلاً خالياً من الأدوية، وهي آمنة وآثارها الجانبية قليلة جداً.
- استخدام الذكاء الاصطناعي. أسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص عن طريق تطوير خوارزميات تستطيع تحليل التاريخ المرضي وبيانات المرضى لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، مما يساعد في توفير علاجات موجهة وفعالة.
- أدوات الصحة الرقمية. بالإضافة إلى العلاجات الدوائية والقائمة على الأجهزة، أدت الصحة الرقمية إلى تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة والتقنيات القابلة للارتداء التي يمكن أن تساعد في إدارة الصداع النصفي. يمكن لهذه الأدوات الرقمية مساعدة المرضى في تتبع أعراضهم، وتحديد المُحفّزات، وتقديم توصيات مخصصة للتعديلات في نمط الحياة وأساليب العلاج.
تعاون عالمي ومحلي
مع التطورات العلمية الحديثة في فهم آلية حدوث الصداع النصفي وتطوير خيارات علاجية مبتكرة، لم يعد الصداع النصفي حُكماً على حياة المرضى بالتوقف.
وتلعب الجمعيات الطبية والهيئات الصحية، مثل الجمعية السعودية للصداع، دوراً محورياً في تحسين حياة المرضى من خلال التوعية، وتوفير خيارات علاجية موجهة.
ويبدأ الحل بالبحث عن العلاج المناسب وعدم تجاهل هذه الحالة العصبية المعقدة. ومع الاستمرار في الابتكار، يمكننا تخفيف العبء وتحقيق جودة حياة أفضل للمرضى.