الأسبرين يقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 20 %

حبوب أسبرين (أرشيفية - رويترز)
حبوب أسبرين (أرشيفية - رويترز)
TT

الأسبرين يقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 20 %

حبوب أسبرين (أرشيفية - رويترز)
حبوب أسبرين (أرشيفية - رويترز)

أظهرت دراسة أن تناول الأسبرين بانتظام يقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة الخمس.

ووفق صحيفة «تلغراف» البريطانية، فقد درس باحثون في مستشفى جامعة ساوثهامبتون البيانات الصحية الخاصة بنحو 10 آلاف شخص، والمسجلة في البنك الحيوي «بيوبانك»، وهو قاعدة بيانات بحثية تتضمن المعلومات الوراثية والصحية لما يزيد على نصف مليون بريطاني.

ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بسرطان البنكرياس انخفض بنسبة 20 في المائة بين عامة السكان، وبنسبة 40 في المائة بين الأشخاص المصابين بمرض السكري، وذلك عندما جرى تناول الأسبرين بانتظام في معظم أيام الأسبوع.

وأوضح الباحثون أن الإحصاءات السابقة تشير إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً والمصابين بمرض السكري هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس بعشر مرات من عامة السكان.

وأظهرت النتائج أن خفض مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس ظل قائماً بعد عامين و5 أعوام من بدء الدراسة.

وقال الدكتور زيد حمادي، المؤلف الرئيسي للدراسة واستشاري جراحة الكبد والقنوات الصفراوية والبنكرياس في مستشفى جامعة ساوثهامبتون: «يُصنف سرطان البنكرياس على أنه أحد أسوأ أنواع السرطان، ويموت كل من يتأثر بسرطان البنكرياس تقريباً في غضون 5 سنوات من تشخيصه».

وأضاف: «نحن نعلم أن هناك ارتباطاً معيناً بين تطور مرض السكري وسرطان البنكرياس. وتوضح هذه الدراسة الكبيرة أن الأسبرين المستخدم بشكل شائع، والذي يرتبط تقليدياً بتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو مضاعفات القلب، يمكن أن يمنع تطور سرطان البنكرياس».

ويشير الفريق إلى أن هذه النتائج مشابهة لتلك التي توصلت إليها الأبحاث السابقة حول تأثيرات الأسبرين الوقائية ضد تطور أنواع أخرى من السرطان، حيث وجدت تلك الأبحاث أن هذا الدواء يمكن أن يمنع إنتاج الإنزيمات التي تزيد من الالتهاب في الجسم وتغذي نمو الخلايا السرطانية.


مقالات ذات صلة

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

صحتك الدكتور هاني جوخدار وكيل وزارة الصحة لـ«الصحة العامة» في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

كشف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات تحت شعار «من الإعلان إلى التنفيذ»، عن تأثير مقاومة «الوباء الصامت» على الاقتصاد.

إبراهيم القرشي (جدة)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

4 تمارين قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف

كشفت دراسة نُشرت مؤخراً أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرر تمنحك الحماية من الخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المراهقون المنعزلون قد يكونون أكثر عرضة للشعور بالتهديد (رويترز)

العزلة تزيد من شعور المراهقين بـ«التهديد»

أشارت دراسة جديدة إلى أن المراهقين المنعزلين الذين يقضون وقتاً طويلاً بمفردهم قد يكونون أكثر عرضة للشعور بالتهديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التوحد هو اضطراب في نمو الدماغ منذ الطفولة (رويترز)

تلوث الهواء قد يزيد خطر الإصابة بالتوحد

كشفت دراسة جديدة عن أن تلوث الهواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد (ASD) واضطرابات النمو العصبي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجلوس لأكثر من 10 دقائق على المرحاض يمكن أن يتسبب في بعض المشكلات الصحية (رويترز)

أطباء يحذرون من الجلوس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق

حذّر أطباء من الجلوس لأكثر من 10 دقائق على المرحاض، قائلين إنه يمكن أن يتسبب في بعض المشكلات الصحية، من بينها زيادة خطر الإصابة بالبواسير وضعف عضلات الحوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
TT

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)

أصبحت سموم الحيوانات أحد المفاتيح الرئيسية لاكتشاف علاجات طبية جديدة، متجاوزة الحدود التقليدية للعلوم والأبحاث. فقد أدّى اكتشاف السموم الموجودة في حيوانات، مثل: سحالي جيلا، وثعابين الكوبرا، وقواقع المخروط، إلى ثورة في مجال الأدوية، خصوصاً في معالجة أمراض، مثل: السكري، والسمنة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك».

ففي ثمانينات القرن الماضي، بدأ الطبيب الشاب جان بيار روفمان رحلة علمية غير متوقعة بدرس سموم الحيوانات في مختبر أمراض الجهاز الهضمي التابع للمعهد الوطني للصحة. ومن خلال التعاون مع الكيميائي جون بيسانو، توصل إلى اكتشاف مذهل عن سم سحالي جيلا -وهي نوع من السحالي الصحراوية التي تعيش في أميركا الشمالية- الذي أظهر نتائج واعدة لعلاج مرض السكري. هذا السم يحتوي على جزيء يُدعى «إكسيندين - 4»، الذي يعمل مثيلاً طبيعياً لهرمون «GLP - 1»، وهو هرمون يحفّز إنتاج الإنسولين في الجسم.

أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير عقار «بييتا» الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء عام 2005 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وفي السنوات التي تلت ذلك، لاحظ الأطباء أن المرضى الذين يستخدمون «بييتا» يفقدون الوزن؛ مما أُلهم لتطوير أدوية مثل: «أوزيمبيك» و«ويغوفي» اللذين حققا نجاحاً كبيراً في خفض الوزن.

لم يكن سم سحالي جيلا وحده محور الاهتمام، فقد استخدم العلماء سم أفعى برازيلية في الستينات لتطوير عقار «كابتوبريل» لخفض ضغط الدم، واستُخدم سم قواقع المخروط في تسكين الآلام الشديدة من خلال عقار «زايكونوتايد» الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في 2004.

يصف العلماء السموم بأنها الجيش السويسري للطبيعة؛ حيث تحتوي على «بيبتيدات» وأحماض أمينية دقيقة يمكنها التأثير بدقة في مستقبلات الخلايا. وبفضل التقدم التكنولوجي، يمكن استخراج هذه السموم ودراستها بكميات قليلة جداً؛ مما يوفّر قاعدة بيانات ضخمة لجزيئات قد تصبح أساساً لأدوية جديدة.

ولكن مع كل هذا التطور، لا تزال هناك تحديات بيئية كبيرة تواجه الباحثين. التغير المناخي والتدمير البيئي يهددان وجود بعض الأنواع السامة، مثل قواقع المخروط التي تعتمد عليها الأبحاث الطبية؛ مما يجعل العثور على هذه الكائنات والحفاظ على تنوعها البيولوجي ضرورة ملحة لتحقيق اكتشافات مستقبلية.

وختم التقرير بقوله، إن السموم توفّر إمكانات هائلة لتطوير علاجات جديدة، ويعد الباحثون أن فهم هذه الموارد الطبيعية النادرة ليس فقط مفتاحاً لتحسين الصحة البشرية، بل إنه تذكير بأهمية حماية البيئة التي توفّر هذه الاكتشافات الثمينة.