تعزز اليقظة والنشاط... ماذا نعرف عن «قيلولة القهوة»؟

فنجان قهوة (أ.ب)
فنجان قهوة (أ.ب)
TT

تعزز اليقظة والنشاط... ماذا نعرف عن «قيلولة القهوة»؟

فنجان قهوة (أ.ب)
فنجان قهوة (أ.ب)

تشتهر القهوة بأنها مشروب البحث عن النشاط والإفاقة واليقظة، ولكن انتشر مؤخراً مفهوم جديد لها وهو قيلولة القهوة.

وفي تقرير نشرته صحيفة «هاف بوست» الأميركية، جاء فيه أن تناول كوب من القهوة ثم النوم لمدة 20 دقيقة، قد يشعرك بالانتعاش وكأنه ضربة مزدوجة للكافيين.

ما قيلولة القهوة؟

هي قيلولة قصيرة تؤخذ مباشرة بعد تناول الكافيين للجمع بين فوائد الراحة واليقظة، كما أوضحت الدكتورة كيشا سوليفان، اختصاصية أمراض الرئة واختصاصية النوم في Kaiser Permanente في ماريلاند الأميركية.

وفقاً للدكتور ماركوس بلويسر، طبيب الطب التكاملي في Open Mind Health والمتخصص في طول العمر والنوم، فإن قيلولة القهوة تستمر عادة لمدة 20 دقيقة تقريباً.

وأشار إلى أن «الفكرة هي أنه بحلول وقت استيقاظك، يبدأ الكافيين في العمل، ما يعزز التأثيرات المنعشة للقيلولة، ويزعم المؤيدون أن هذا المزيج يمكن أن يعزز الطاقة واليقظة بشكل أكثر فاعلية من القيلولة أو القهوة وحدها».

هل القيلولة بعد تناول القهوة فعالة؟

وفقاً لـطبيب بلويسر، «تشير الأبحاث والأدلة القصصية إلى أن القيلولة بعد تناول القهوة يمكن أن تكون فعالة في تعزيز اليقظة والأداء الإدراكي».

وأوضح أن «النظرية هي أن القيلولة تساعد في إزالة الأدينوزين، وهو ناقل عصبي يعزز النوم ويتراكم أثناء اليقظة، من دماغك. ومع تأثير الكافيين، فإنه يحجب مستقبلات الأدينوزين، مما يمنع تراكم ضغط النوم وبالتالي يعزز اليقظة».

ومع ذلك، حذرت الطبيبة سوليفان من أن «هناك أبحاثاً محدودة للغاية حول القيلولة بعد تناول القهوة». واعترفت بأن القيلولة بعد تناول القهوة تعمل بشكل جيد مع بعض الأشخاص، ولكنها قالت إنها لن تعمل مع الجميع.

وقالت: «ستعرف أنها تعمل من أجلك إذا شعرت بمزيد من الإنتاجية أو المزيد من النشاط بعد القيلولة».

وأضافت أنه إذا لم تشعر بتحسن بعد القيلولة بعد تناول القهوة، فإنها ليست مناسبة لك.

متى يجب أن تأخذ قيلولة بعد تناول القهوة؟

للحصول على أفضل النتائج، أوصت سوليفان بتجنب القيلولة بعد تناول القهوة قبل وقت النوم.

وقالت: «استهدف القيلولة أثناء الظهيرة أو الفترة التي تسبق النوم بست ساعات على الأقل. على سبيل المثال، إذا كنت تذهب إلى الفراش عادة في الساعة 10 مساءً، فتجنب القيلولة بعد الساعة 4 مساءً».

إذا لم يكن هذا متوافقاً مع جدولك، فربما لا تكون القيلولة بعد تناول القهوة فكرة جيدة لك، لأنها قد تتداخل مع قدرتك على النوم.

وأوصت: «حدد فترة الركود الطبيعية أثناء الظهيرة على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالتعب الشديد بعد الغداء، خذ قيلولة بعد تناول القهوة (بعد ساعة)».

ما المدة التي يجب أن تغفو فيها؟

وقالت سوليفان إنه لكي تكون قيلولة القهوة فعالة، يجب عليك «الحد من القيلولة إلى 30 دقيقة أو أقل»، وذلك لأن «القيلولة الأطول يمكن أن تسبب الخمول وتعطل رغبتك في النوم». وأشارت إلى أن «القيلولة الأطول يمكن أن تسبب الخمول وتعطل رغبتك في النوم». وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يستغرق امتصاص الكافيين ما يقرب من 15 إلى 45 دقيقة.

ما السرعة التي يجب أن تشرب بها قهوتك؟

للحصول على أفضل النتائج، قال بلويسر إنه يجب عليك شرب القهوة بسرعة نسبية واقترح تناول الكوب في غضون 5 إلى 10 دقائق.

وقال: «الهدف هو التأكد من أن الكافيين يبدأ في الامتصاص أثناء القيلولة حتى تبدأ آثاره في الظهور في الوقت الذي تستيقظ فيه، فشربه ببطء شديد يمكن أن يؤخر امتصاص الكافيين ويقلل من فاعلية قيلولة القهوة».

ما كمية القهوة التي يجب أن تشربها؟

اقترح بلويسر أيضاً عدم الإفراط في تناولها، وقال: «الكمية المثالية من القهوة لتجربة القيلولة هي عادة نحو كوب قياسي واحد بحجم 8 أونصات. هذه الكمية كافية عموماً لحجب مستقبلات الأدينوزين وتعزيز اليقظة دون إرهاق نظامك».

ومع ذلك، أشار إلى أنه إذا لم يكن كوب القهوة سعة 8 أونصات كافياً ليمنحك دفعة من النشاط أو بالعكس يجعلك متوتراً للغاية، فقد تحتاج إلى تعديل الكمية التي تشربها قبل قيلولة القهوة.

هل تعمل قيلولة القهوة مع أشكال أخرى من الكافيين؟

قال بلويسنر: «يمكن أن تعمل قيلولة القهوة مع أي مشروب يحتوي على الكافيين، طالما أن جرعة الكافيين كافية ويتم استهلاك المشروب بسرعة كافية».

وأضاف: «يمكن استخدام مشروبات الطاقة أو الشاي أو حتى المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين، ولكن ضع في اعتبارك أن المشروبات المختلفة تحتوي على كميات متفاوتة من الكافيين، ما قد يؤثر على توقيت وفاعلية القيلولة».

هل قيلولة القهوة آمنة؟

قالت سوليفان إن قيلولة القهوة آمنة لمعظم البالغين طالما أنهم لا يشربون أكثر من 400 ملغ من الكافيين، أي نحو 4 أكواب من القهوة يومياً. ومع ذلك، حذرت من أن «الحوامل والمرضعات وأولئك اللاتي يحاولن الحمل يجب أن يستشرن أطباءهن للحصول على الإرشادات، وعادة ما يستهدفن أقل من 200 ملغ من الكافيين يومياً».

وحذر بلوسير من أن أولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الأرق أو أمراض القلب قد يعانون من آثار ضارة مثل العصبية أو الخفقان أو صعوبة النوم عند وقت النوم.

ونتيجة لذلك، أوصت سوليفان باستشارة طبيبك إذا كنت تفكر في دمج قيلولة القهوة في يومك.


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

صحتك شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء (إ.ب.أ)

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ويعزز نمو البكتيريا المفيد بها، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب في صحتنا ككل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القهوة غنية بمضادات الأكسدة (أ.ف.ب)

فوائد تناول البروتين مع القهوة في الصباح

يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.

صحتك لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول رشفة من الكافيين؟

يرصد التقرير كيف يؤثر الكافيين علينا ويسبب تغيراً بيولوجياً في أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب أمير منطقة جازان يدشن المركز وإلى جانبه نائب الرئيس للشؤون العامة في «أرامكو» خالد الزامل (أرامكو)

«أرامكو» تدشّن مركز تطوير البن السعودي في منطقة جازان

دشّنت «أرامكو السعودية» مركز تطوير البن السعودي في جازان ضمن مبادرات المواطنة التي تقدمها لدعم زراعة وإنتاج البن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ومن البُنِّ ما قتل... مشاهير أدمنوا القهوة فشربوا 50 فنجاناً في اليوم

وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟

كريستين حبيب (بيروت)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال