3600 مادة كيميائية تستخدم في تغليف الأغذية تصل لأجسامنا

100 منها تُعد مثيرة للقلق الشديد على صحة الإنسان

خضراوات مغلفة في عبوات بلاستيكية بسوبر ماركت بلندن (أ.ف.ب)
خضراوات مغلفة في عبوات بلاستيكية بسوبر ماركت بلندن (أ.ف.ب)
TT

3600 مادة كيميائية تستخدم في تغليف الأغذية تصل لأجسامنا

خضراوات مغلفة في عبوات بلاستيكية بسوبر ماركت بلندن (أ.ف.ب)
خضراوات مغلفة في عبوات بلاستيكية بسوبر ماركت بلندن (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة، نُشرت أمس الثلاثاء، أن أكثر من 3600 مادة كيميائية تستخدم في تغليف أو تحضير الطعام جرى اكتشافها في أجسام البشر، بعضها خطير على الصحة، بينما لا يُعرف سوى قليل عن البعض الآخر.

قالت بيرغيت جيوكي، مؤلفة الدراسة الرئيسية من مؤسسة منتدى تغليف الأغذية، وهي منظمة غير حكومية مقرّها زيوريخ، إن نحو مائة من هذه المواد الكيميائية تُعدّ «مثيرة للقلق الشديد» على صحة الإنسان.

بعض هذه المواد الكيميائية مدروسة بشكل جيد نسبياً، وقد عُثر عليها بالفعل في أجسام البشر، مثل «بي إف إيه إس» و«بيسفينول أ »، وكلتاهما هدف للحظر. ولا يُعرف إلا قليل عن التأثيرات الصحية للمواد الأخرى، وفقاً لجيوكي التي أكدت، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، ضرورة إجراء مزيد من الدراسات للبحث في كيفية ابتلاع المواد الكيميائية المستخدمة في التغليف مع الطعام. وسبق للباحثين أن قاموا بفهرسة نحو 14 ألف مادة كيميائية تلامس الطعام، والتي يمكنها «الانتقال» إلى الطعام من عبوات مصنوعة من البلاستيك أو الورق أو الزجاج أو المعدن أو مواد أخرى.

كما يمكن أن تأتي هذه المواد من أجزاء أخرى من عملية تصنيع الطعام، مثل أدوات المطبخ.

ثم درس الباحثون هذه المواد الكيميائية في قواعد بيانات المراقبة البيولوجية الموجودة، والتي تتعقب المواد الكيميائية في العيّنات البشرية.

وقال جيوكي إن الفريق كان يتوقع العثور على بضع مئات من المواد الكيميائية السائلة المشتقة من البكتيريا. وبدلاً من ذلك، فوجئوا بالعثور على 3601 مادة كيميائية سائلة مشتقة من البكتيريا - أي ربع جميع المواد الكيميائية السائلة المشتقة المعروفة.

وأكدت جيوكي أن هذه الدراسة لا يمكن أن تُظهر أن كل هذه المواد الكيميائية انتهت بالضرورة إلى أجسام من عبوات الطعام، حيث إن «مصادر التعرض الأخرى ممكنة».

ومن بين المواد الكيميائية «المثيرة للقلق» عدد من المواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل؛ والتي تُعرف اختصاراً بـ«بي إف إيه إس»، والمعروفة أيضاً باسم المواد الكيميائية الدائمة، والتي اكتُشفت في عدد من أجزاء جسم الإنسان، خلال السنوات الأخيرة، وترتبط بمجموعة من المشاكل الصحية.

كما اكتُشفت مادة «البيسفينول أ»، وهي مادة كيميائية تُعطل الهرمونات تستخدم في صناعة البلاستيك، والتي جرى حظرها بالفعل من زجاجات الأطفال في كثير من البلدان. كما اكتُشفت مادة كيميائية أخرى تعطل الهرمونات هي الفثالات، والتي ارتبطت بالعقم.

لا يُعرف كثير عن الأوليغومرات، وهي أيضاً منتجات ثانوية لإنتاج البلاستيك.

وتقول جيوكي: «لا يوجد دليل تقريباً على التأثيرات الصحية لهذه المواد الكيميائية».

قلل ملامسة العبوات

وأقرّت جيوكي بأن أحد قيود الدراسة هو أنها لم تستطع تحديد ما إذا كانت هناك تركيزات عالية بشكل خاص من أي من المواد الكيميائية، لكنها حذرت من أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض، مشيرة إلى عيّنة واحدة تحتوي على ما يصل إلى 30 نوعاً مختلفاً من تلك السموم.

أوصت جيوكي الناس بتقليل وقت اتصالهم بالعبوات التي تُغلف الطعام، وتجنب تسخين الطعام في العبوة التي جاء فيها.

أشاد ديون ميللور، الخبير في الطب القائم على الأدلة بجامعة أستون بالمملكة المتحدة، والذي لم يشارك في البحث، بـ«العمل الشامل للغاية». وقال، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «رغم شمول الدراسة، فإنها لا تغطي مقدار المواد الكيميائية التي نتعرض لها، وتشير إلى مصادر أخرى لهذه المواد الكيميائية في بيئتنا».

وبدلاً من «الانزعاج بشكل غير مبرَّر»، اقترح ميللور أن يطالب الناس «ببيانات أفضل وتقليل التعرض غير الضروري للمواد الكيميائية التي قد تؤثر في النهاية على صحتنا».


مقالات ذات صلة

للوقاية من أمراض القلب والسكري... كم كوباً من القهوة تحتاجه يومياً؟

صحتك فنجان قهوة (أ.ب)

للوقاية من أمراض القلب والسكري... كم كوباً من القهوة تحتاجه يومياً؟

كشفت دراسة علمية حديثة أن تناول 3 أكواب من القهوة يومياً قد يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك الشاي يمكن أن يساعد في تحسين الأداء العقلي (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الشاي والتوت الأحمر يحميان من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة جديدة أن تناول ست حصص إضافية من الأطعمة الغنية بالفلافونويد يومياً يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 28 في المائة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)

7 أشياء لا يفعلها أطباء الأذن

يبيِّن الأطباء المتخصصون في مجال الأنف والأذن الأشياء التي لا يفعلونها أبداً، من أجل صحة آذانهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ما هي علامات اضطراب حساسية الرفض؟ (جامعة كونيتيكت)

7 علامات تشير إلى إصابتك باضطراب «حساسية الرفض»

يبلغ العديد من الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنهم يعانون من تجربة اضطراب حساسية الرفض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

دراسة: بروتين «مسبّب لألزهايمر» قد يقي من المرض

توصلت دراسة جديدة إلى أن تعزيز بروتين معين في الدماغ كان يعتقد أنه يتسبب في الإصابة بألزهايمر، قد يساعد في إبطاء تقدم المرض.

«الشرق الأوسط»

للوقاية من أمراض القلب والسكري... كم كوباً من القهوة تحتاجه يومياً؟

فنجان قهوة (أ.ب)
فنجان قهوة (أ.ب)
TT

للوقاية من أمراض القلب والسكري... كم كوباً من القهوة تحتاجه يومياً؟

فنجان قهوة (أ.ب)
فنجان قهوة (أ.ب)

كشفت دراسة علمية حديثة أن تناول 3 أكواب من القهوة يومياً قد يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نظر الباحثون في البيانات الصحية الخاصة بنحو 180 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، والمسجلة في البنك الحيوي «بيوبانك»، وهي قاعدة بيانات بحثية تتضمن المعلومات الوراثية والصحية لما يزيد على نصف مليون بريطاني.

لم يكن لدى المشاركين أمراض قلبية أو أيضية في البداية.

وتضمنت المعلومات التي جمعها الباحثون استهلاك المشاركين للكافيين من خلال القهوة أو الشاي الأسود أو الأخضر، والأمراض القلبية والأيضية التي أصيبوا بها.

ووجد الفريق أن مستهلكي الكافيين المعتدلين، أي أولئك الذين يتناولون 3 أكواب من القهوة أو الشاي يومياً، لديهم خطر أقل بنسبة 48.1 في المائة للإصابة بالأمراض القلبية والأيضية، مثل مرض القلب التاجي والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني، مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا القهوة أو الشاي أو شربوا أقل من كوب واحد.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور تشاوفو كي، الأستاذ في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة سوتشو في الصين: «تؤكد نتائجنا أن استهلاك القهوة والكافيين يلعب دوراً وقائياً مهماً في الحماية من المشكلات القلبية الأيضية».

ومن جهته، قال الدكتور غريغوري ماركوس، رئيس قسم أمراض القلب المساعد للأبحاث وأستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الذي لم يشارك في الدراسة، إن هذه النتائج مهمة ويجب أخذها في الاعتبار نظراً لحجم العينة الكبير.

وأضاف: «تضيف هذه الملاحظات إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الكافيين قد يعزز صحة القلب والأوعية الدموية».

إلا أن فريق الدراسة أقر بأنه لم ينظر إلى تأثير الكافيين الموجود في المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة على الصحة، مشيرين إلى ضرورة إجراء دراسات أوسع للتوصل إلى هذا الأمر.

وسبق أن حذرت الدراسات السابقة من تأثيرات مشروبات الطاقة الضارة على القلب، مشيرة إلى أن هذه المشروبات تحتوي على مستويات عالية من الكافيين (تحتوي العبوة الواحدة على كافيين يعادل 4 أكواب من القهوة تقريباً) و113 غراماً من السكر.