الأكل والعمل في السرير... أسوأ 10 أخطاء ترتكبها في حق نومك

نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)
نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)
TT

الأكل والعمل في السرير... أسوأ 10 أخطاء ترتكبها في حق نومك

نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)
نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)

على الرغم من أننا نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم، فإنه قد يبدو بعيد المنال في كثير من الأحيان للعديد منا.

ووفقاً لمراكز «السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC)، ينام واحد من كل ثلاثة أميركيين أقل من سبع إلى تسع ساعات الموصى بها في الليلة.

وفي بريطانيا، وجد استطلاع رأي أجرته «YouGov» عام 2020 أن 18 في المائة من البريطانيين ينامون أقل من ست ساعات في اليوم، وهي مدة وصفها الخبراء بأنها «غير كافية وغير صحية».

هذا النقص له عواقب صحية خطيرة؛ كما توضح الاختصاصية النفسية الصحية السريرية، العضوة المشاركة في طب النوم السلوكي في «مركز اضطرابات النوم» في «كليفلاند كلينيك»، الدكتورة ألينا تياني، مضيفة أن قلة النوم مرتبطة بانخفاض القدرة على التركيز وتدهوره، وضعف الذاكرة، والشعور بالاكتئاب والانفعال، فضلاً عن عدد من الأمراض الجسدية، بما في ذلك ضعف الجهاز المناعي والاضطراب في عمل الهرمونات، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويقول أستاذ الطب النفسي والصحة السلوكية في كلية الطب بجامعة ولاية بنسلفانيا، الدكتور خوليو فرنانديز ميندوزا: «هناك عوامل اجتماعية تؤثر في النوم».

ويوضح أن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء ذات معدلات أعلى من العنف ينامون بشكل أسوأ، وكذلك أولئك الذين يعملون في وظائف متعددة، أو يواجهون تمييزاً عنصرياً وجنسانياً أكبر. ويشير ميندوزا: «أي عامل اجتماعي يحدد الصحة، يؤثر في النوم».

ومع ذلك، هناك بعض العناصر التي يمكننا التحكم فيها. وفيما يلي نوضح بعض الأخطاء الأكثر شيوعاً في النوم وكيفية تجنّبها.

عدم معرفة مقدار النوم الذي تحتاج إليه حقاً

يقول المدير الطبي لـ«مركز اضطرابات النوم» في جامعة شيكاغو، الدكتور كينيث لي: «يميل الناس إلى التقليل من تقدير مقدار النوم الذي يحتاجون إليه».

بالنسبة إلى البالغين، يُوصي الخبراء بنحو سبع إلى تسع ساعات من النوم في الليلة.

ومع ذلك، يقول لي إن هذا هو المبدأ التوجيهي العام، وهناك كثير من التباين الفردي في احتياجات النوم.

وعلى سبيل المثال فإن مارغريت ثاتشر كانت تنام أربع ساعات فقط في الليلة، وقالت الممثلة داكوتا جونسون ذات مرة إنها «غير قادرة على العمل» إذا حصلت على أقل من 10 ساعات من النوم في الليلة.

الإفراط والتقليل في تناول الطعام

إن الإفراط في تناول الطعام قبل النوم مباشرة قد يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة وعسر الهضم وحرقة المعدة، وكلها عوامل تعطّل قدرة الشخص على النوم وعلى نحو مماثل، وكذلك تناول القليل من الطعام قبل النوم قد يجعل الشخص يشعر بالجوع، وهو ما يعطّل النوم أيضاً.

ويوضح فرنانديز ميندوزا أنه مثل دورات نومنا، فإن جوع أجسامنا يميل إلى اتباع إيقاع يومي أيضاً. من خلال تناول ثلاث وجبات في اليوم في الوقت نفسه تقريباً كل يوم، يمكننا إدارة جوعنا ونومنا بشكل أفضل.

الشاشات قبل النوم

من أكثر الأخطاء شيوعاً في النوم التي يرتكبها الناس التحديق في الشاشات قبل النوم. يقول اختصاصي أمراض الرئة وطب النوم في عيادة «مايو» الدكتور باتريسيو إسكالانتي، إن الضوء الأزرق الذي ينبعث من الهواتف الذكية أو أجهزة الكومبيوتر أو أجهزة التلفزيون يمكن أن يعزّز اليقظة، وبالتالي «يؤخّر بدء نومنا».

وهناك بعض الجدل حول مدى تأثير الضوء الأزرق في النوم. ولكن إلى جانب الضوء نفسه، فإن المحتوى الذي نشاهده على الشاشات، يحفّز العقل مثل البرامج التلفزيونية المثيرة أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى التفكير والتأمل؛ مما يجعل النوم أكثر صعوبة.

عدم الاسترخاء

يقول فرنانديز ميندوزا، إن «الناس لا يخصصون في كثير من الأحيان وقتاً كافياً للاسترخاء والراحة قبل النوم. فبعد العشاء، قد يعمل الناس أكثر، أو يمارسون تمارين مكثفة أو يتواصلون اجتماعياً، ثم يذهبون مباشرة إلى السرير، وكأن دماغنا يعمل مثل جهاز تلفزيون يمكنك إيقاف تشغيله ببساطة».

ومن جانبها، تنصح تياني بأنه من المفيد أن يكون لديك روتين للاسترخاء في نهاية اليوم. وتضيف: «من المهم أن يكون لديك ما لا يقل عن 30 إلى 60 دقيقة للاسترخاء والقيام بشيء غير منتج قبل الانتقال إلى وقت النوم».

القيلولة الطويلة خلال اليوم

يمكن أن تكون القيلولة وسيلة رائعة للراحة السريعة وإعادة الشحن في أثناء النهار. ولكن فقط إذا كانت سريعة. فالقيلولة لفترة طويلة جداً تؤثر في مقدار النوم الذي يحتاج إليه جسمك في الليل، وبالتالي تعطّل جدول نومك المعتاد.

ويوصي الخبراء بأن وقت القيلولة المثالي نصف ساعة.

قضاء الكثير من الوقت مستيقظاً في السرير

كان ونستون تشرشل يعمل في السرير. وكتب مارسيل بروست كثيراً من كتاب «البحث عن الوقت الضائع» في السرير. ورسمت فريدا كاهلو في سريرها. وعلى الرغم من هذه الإنجازات الضخمة التي تتم في السرير، يُوصي الخبراء بتجنّب استخدام أسرّتنا في أي شيء آخر غير النوم.

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم في ليالي الأسبوع

لقد قلّل كثير منا ساعات النوم خلال الأسبوع؛ لأننا نعتقد أننا نستطيع تعويض ذلك في عطلة نهاية الأسبوع. لكن هذا ليس هو الحال حقاً، كما يقول فرنانديز ميندوزا.

يوضح أنه عندما تحصل بانتظام على نوم غير كافٍ أو متقطع، «فإنك تتراكم عليك ديون النوم». وفي حين أن القيلولة العرضية أو النوم في وقت متأخر ليلة العطلة قد تساعدك.

ووجدت ورقة بحثية عام 2022 في مجلة «Trends in Neuroscience» أنه بعد أسبوع إلى أسبوعين من تقييد النوم (أي أقل من سبع ساعات من النوم) فإن الإعاقات الذاتية، مثل النعاس والمزاج، عادة ما تُعوّض مع ليلة أو ليلتين من النوم التعويضي.

الحفاظ على جدول نوم غير متسق

كلما زاد اختلافنا عند الذهاب إلى النوم والاستيقاظ كان من الصعب على الجسم التكيف.

«ركّز على الحفاظ على وقت استيقاظ ثابت كل صباح»، كما يقول تياني. ومن الناحية المثالية، يكون وقت الاستيقاظ هذا مماثلاً في عطلات نهاية الأسبوع والأيام غير الرسمية أيضاً.

لن يؤثر النوم لمدة ساعة أو نحو ذلك في عطلات نهاية الأسبوع في بروتين جسمك تماماً. ولكن إذا استيقظت بعد ساعتين أو أكثر من المعتاد فقد تسبّب لنفسك عن غير قصد ما يسميه فرنانديز ميندوزا «تأخر التوقيت الاجتماعي».

شرب كثير من الكافيين

يقول الخبراء إن الكافيين والكحول يمكن أن يعطلا النوم. ويوضحوا أن الكافيين يستغرق ثماني ساعات حتى يجري استقلابه من الجسم، وهذا يعني أن قهوتك المنعشة في الساعة 3 مساءً قد تبقيك مستيقظاً حتى الساعة 10 مساءً.

القلق بشأن النوم

إذا كانت كل هذه النصائح تبدو مرهقة، فلا تدعها تسبب لك التوتر، كما أوضح الخبراء، فإن أحد أسوأ الأشياء ترتكبها في حق نومك هو القلق بشأنه.

يقول فرنانديز ميندوزا: «إنه مثل نبوءة تحقق ذاتها. إذا قضيت اليوم في القلق بشأن أنك لن تنام جيداً، فمن المرجح أن يحدث ذلك». لذا حاول الاسترخاء. وربما قُم بطي بعض الملابس إذا شعرت بالقلق واستيقظت في أثناء النوم.


مقالات ذات صلة

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

قدَّم موقع «سيكولوجي توداي» نصائح للتحكُّم في النفس؛ حيث قال إن التحكم في النفس يشير إلى مقاومة الرغبات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدات يلتقطن الصور وسط الأضواء الموسمية المعروضة للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة في أسواق بيروت (إ.ب.أ)

هل ترغب في تقوية جهازك المناعي خلال العطلات؟ كل ما عليك معرفته

يسلِّط كل هذا النشاط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة أنظمتنا المناعية. فما بعض العادات التي يجب على الجميع تبنيها؟

يوميات الشرق المقر الرئيسي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) في ميريلاند (رويترز)

إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحدث تعريف الأطعمة «الصحية»

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) يوم الخميس تغييرات جديدة والتي بموجبها سيتعين على الأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة اتباع قواعد جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

6 مأكولات بحرية... قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية

دون الحديث عن الأسماك، فإن عالم مأكولات الحيوانات البحرية متنوع بشكل كبير، ويكاد أن يكون واسعاً مثل سعة المحيطات نفسها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

كشفت دراسة لعلماء من السويد عن احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين، وكذلك إزالة اللحمية وخطر الإصابة باضطرابات نفسية مرتبطة بالقلق في وقت لاحق من الحياة

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
TT

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)

أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها أجازت علاجا مضادا للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم بمستوياته المتوسطة إلى الشديدة لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، ما قد يشكّل ثورة بالنسبة لأميركيين كثيرين.

وقالت المسؤولة في «وكالة الأدوية الأميركية» (إف دي إيه) سالي سيمور في بيان أمس (الجمعة) إنّ هذا الترخيص «يُعدّ إنجازا كبيرا للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم».

والعلاج، الذي يتم تسويقه تحت اسم «زيب باوند» Zepbound، مصرح به بالفعل للمرضى الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد ولديهم في الوقت نفسه مشكلة صحية ذات صلة (كمرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكولسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم).

وتابعت سيمور: «هذا هو العلاج الدوائي الأول الذي يُقدَّم للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم».

وتؤثر متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم على حوالى 30 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم.

وتتّسم هذه المتلازمة بحدوث نوبات متكررة بشكل غير طبيعي من انقطاع التنفس أو انخفاضه أثناء النوم.

وبحسب دراسات عدة، فإن هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وحتى الاكتئاب. وحتى الآن، اقتصرت العلاجات المتوافرة على أقنعة أو أجهزة محدّدة أو عمليات جراحية للمرضى.

وقالت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إنه في تجربتين سريريتين، تبيّن أن علاج Zepbound يقلّل من تكرار نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم. ومن المحتمل أن يكون هذا التحسّن مرتبطا بفقدان الوزن الذي سجّله المرضى، بحسب «إف دي إيه»، ووفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مدير مختبرات «إيلاي ليلي» باتريك جونسون في بيان إن هذا «يُعدّ إنجازا كبيرا في تخفيف عبء هذا المرض والمشاكل الصحية الناجمة عنه».

وقد جرى توسيع ترخيص Zepbound ليشمل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة المترافقة مع انقطاع التنفس أثناء النوم بشكله المعتدل إلى الشديد.

وتقول «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إن العلاج الذي يتم تناوله عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع يجب أن يقترن بالتمارين الرياضية واتّباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.

وينتمي هذا الدواء إلى جيل جديد من العلاجات التي أحدثت في السنوات الأخيرة ثورة في إدارة البدانة، وهي آفة صحية عامة.

تعتمد هذه العلاجات على محاكاة هرمون الجهاز الهضمي (GLP-1) الذي ينشّط المستقبِلات في الدماغ التي تؤدي دورا في تنظيم الشهية.

ويتم أيضا تسويق جزيء «تيرزيباتايد» tirzepatide من مختبرات «إيلاي ليلي» تحت اسم «مونجارو» للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، منذ ترخيص «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في عام 2022.

ويطلق على نظيره اسم «أوزمبيك» Ozempic، وهو علاج لاقى رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خصائصه في إنقاص الوزن.