3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

آلام والتهابات البطن والأحشاء ومخاطر تنظير المعدة

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي
TT

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

التبني السريع لأدوية فئة مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون GLP - 1، لعلاج السمنة وتنشيط فقدان الوزن، ونتائجها الرائعة في تحريك ركود هذه المشكلة نحو الأمام الأفضل، أدت إلى اهتمام مماثل لدى الأوساط الطبية حول جوانب علاقتها بالجهاز الهضمي، أي آثارها الجانبية المحتملة، وفوائدها الإيجابية.

وضمن عدد 17 يوليو (تموز) من مجلة «NEJM Journal Watch Gastroenterology»، عُرضت جوانب من تلك العلاقة بالجهاز الهضمي، وذلك بعنوان «ما الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي التي يجب أن يقلق بشأنها الأطباء الذين يصفون أدوية فئة GLP - 1؟».

تأتي أهمية هذا العرض من علوِّ كعب كاتبه في طب الجهاز الهضمي، وهو البروفسور ديفيد أ. جونسون، أستاذ الطب ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في كلية طب شرق فيرجينيا في نورفولك والرئيس السابق للكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، وأيضاً من أن مقالته العلمية كانت من النوعية المحايدة إكلينيكياً، والتي لخص الغاية منها بقوله: «فيما يلي ملخص لأحدث المعلومات حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى أفضل إرشاداتي للأطباء حول دمجها في الرعاية الإكلينيكية لمرضاهم».

آلام والتهابات الجهاز الهضمي

وسيُستخدم في هذا العرض الطبي، المختصر باللغة الإنجليزية GLP - 1 للإشارة المباشرة إلى «فئة أدوية مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون». وإليك الارتباطات الرئيسية الثلاثة التالية المطروحة لدى الأوساط الطبية:

1. الآثار الجانبية الضارة

أجرى باحثون من «مايو كلينيك» وجامعة «فلوريدا إيه آند إم» وجامعة ولاية داكوتا الشمالية، دراستهم المنشورة ضمن عدد 2 فبراير (شباط) الماضي من مجلة المستحضرات الصيدلانية Pharmaceuticals، بعنوان «الأحداث الضارة المرتبطة بالجهاز الهضمي لمستقبلات الببتيد - 1 الشبيهة بالغلوكاجون: تحليل مقطعي لمجموعة المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة». وخلالها أجروا تحليلاً رجعياً Retrospective Analysis لنتائج الاستخدام الجديد من أكثر من 10 آلاف شخص مصاب بمرض السكري-السمنة، لأدوية فئة GLP - 1.

وتَبين أن الأحداث الضارة الأكثر شيوعاً في الجهاز الهضمي في هذه المجموعة كانت آلام البطن (57.6 في المائة)، والإمساك (30.4 في المائة)، والإسهال (32.7 في المائة)، والغثيان والقيء (23.4 في المائة)، ونزيف الجهاز الهضمي (15.9 في المائة)، وشلل المعدة (5.1 في المائة)، والتهاب البنكرياس (3.4 في المائة).

وفي التفاصيل تبين أن الدولاجغوتيد Dulaglutide والليراغلوتيد Liraglutide كانت لديهما معدلات أعلى في التسبب بآلام البطن وشلل المعدة والإمساك والإسهال والغثيان والقيء، مقارنةً بالسيماغلوتيد Semaglutide والإكسيناتيد Exenatide. ولكن لم تكن هناك فروق كبيرة بين أنواع فئة أدوية GLP - 1 في خطر النزيف في الجهاز الهضمي أو التهاب البنكرياس.

ولاحظ تقرير صدر عام 2023 في مجلة JAMA أن خطر انسداد الأمعاء مرتفع أيضاً بين المرضى الذين يستخدمون أياً من أنواع فئة أدوية GLP - 1 لفقدان الوزن. والأسباب المحتملة لذلك غير معروفة حالياً على وجه الدقة.

ولذا هناك حاجة مُلحّة اليوم إلى مزيد من الدراسات، من أجل تحليل الاختلافات المحتملة في ملفات تعريف السلامة بين أنواع فئة أدوية GLP - 1. وذلك بغية توجيه اختيار الأطباء، وبطريقة رشيدة، من بين أنواع هذه الأدوية بشكل أفضل، خصوصاً في المرضى الذين يعانون من عوامل خطر في الجهاز الهضمي لحصول تلك الآثار الجانبية المحتملة. ومن ذلك المرضى الذين سبق لهم إجراء عمليات جراحية في أيٍّ من أجزاء الجهاز الهضمي، أو لديهم حالات مرضية نشطة أو مستقرة في أيٍّ من أجزاء الجهاز الهضمي، وغيره. علاوة على ذلك، يتطلب إثبات وجود علاقة سببية (السبب والنتيجة) بين أنواع فئة أدوية GLP - 1 وبين الأدوية المصاحبة الأخرى التي قد يكون الشخص يتناولها بالتزامن، مزيداً من التحقيق والدراسات الإكلينيكية.

تأثير جيد على الكبد الدهنية

2. عدم وجود مخاوف كبدية

أثبتت أنواع فئة أدوية GLP - 1 أن لها تأثيراً كبيراً على وزن الجسم وعلى التحكم في نسبة السكر في الدم، فضلاً عن التأثيرات المفيدة في العلامات الإكلينيكية والكيميائية الحيوية والنسيجية، لدى المرضى الذين يعانون من «مرض الكبد الدهنية المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD)».

ويقول أطباء «مايوكلينك»: «أصبح مرض الكبد الدهنية غير الكحولي أكثر شيوعاً، خصوصاً في الشرق الأوسط والدول الغربية، حيث تزداد أعداد المصابين بالسمنة. وهو أكثر أشكال أمراض الكبد شيوعاً في العالم. وتتراوح شدة مرض الكبد الدهنية غير الكحولي ما بين التنكس الدهني الكبدي، المسمى الكبد الدهنية، وصولاً إلى شكل أكثر حدة من المرض يسمى التهاب الكبد الدهنية غير الكحولي. ويُسبب هذا الالتهاب الكبدي عند حصوله، تضخمَ الكبد وتلفه، وتندّب تشمّع الكبد، أو يؤدي حتى إلى سرطان الكبد.

ويفيد البروفسور ديفيد أ. جونسون بأن تلك التأثيرات المفيدة على العلامات الإكلينيكية والكيميائية الحيوية والنسيجية لدى المرضى الذين يعانون من «مرض الكبد الدهنية المرتبط بالخلل الأيضي»، تتجلى من خلال انخفاض علامات انحلال الكبد، أي معدلات أنزيمات الكبد (أسبارتات أمينوترانسفيراز AST وألانين أمينوترانسفيراز ALT). وقال: «قد توفر أنواع فئة أدوية GLP - 1 وظيفة وقائية من خلال تقليل تراكم الدهون الثلاثية في الكبد و(خفض) التعبير عن عديد من جينات الكولاجين. ويشير بعض البيانات الإكلينيكية إلى انخفاض خطر التطور إلى سرطان الخلايا الكبدية».

وواقعاً، يأتينا أحدث تقييم للحد من خطر تدهور مرض MASLD ضمن نتائج دراسة اسكندنافية نُشرت في عدد يونيو (حزيران) الماضي لمجلة أمراض الكبد Hepatology، أجراها باحثون من السويد والدنمارك والولايات المتحدة. وعند نظرهم إلى أكثر من 90 ألف مريض يستخدمون هذه الفئة من الأدوية، أظهر الباحثون أن هذا العلاج كان مرتبطاً بانخفاض كبير في حصول سرطان الخلايا الكبدية، بالإضافة إلى تليف الكبد.

ونظراً لهذه التأثيرات الكبدية الإيجابية المختلفة، فمن المرجح أن تكون بسبب عدد من العوامل. ولكن حتى اليوم، تجدر ملاحظة أن استخدام أي من أنواع فئة أدوية GLP - 1 غير معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لهذه الغاية، أي خفض احتمالات تطور الكبد الدهنية نحو التليف أو نشوء السرطان فيه.

تحذير من «التهاب الرئة الشفطي»

3. مخاطر مناظير المعدة

يحتاط الأطباء كثيراً من حصول «التهاب الرئة الشفطي Aspiration Pneumonia»، وهو التهاب أنسجة الرئة بفعل دخول كميات من محتويات المعدة إلى القصبة الهوائية، ومنها عميقاً إلى داخل الرئة، خصوصاً خلال إجراء منظار الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي، أو التخدير الكلى للعمليات الجراحية، أو نتيجة لاستفراغ القيء غير المكتمل في إخراج مادة القيء عبر الفم ورجوعها بطريقة «الشفط» إلى داخل مجاري التنفس والرئة.

وكل أنواع فئة أدوية GLP - 1 تعمل على إبطاء خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء. وأثار هذا التأثير الأخير، كما يقول البروفسور ديفيد أ. جونسون، مخاوف لدى الأطباء من أن المرضى الذين يتناولون هذه الفئة من الأدوية، قد يكونون معرَّضين خلال عملية مناظير المعدة Endoscopy - Related Aspiration، أو التخدير للعمليات الجراحية، لخطر متزايد لحصول ما يُعرف بـ«التهاب الرئة الشفطي».

وكترجمة إكلينيكية لهذه المخاوف، أصدرت الجمعية الأميركية لأطباء التخدير (ASA) في يونيو 2023، توصيات تطلب من مقدمي الخدمات التفكير في حجب تلقي فئة أدوية GLP - 1 في المرضى الذين لديهم إجراءات اختيارية مجدولة. وكان التحديث الإكلينيكي السريع الذي أصدرته الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي في عام 2024 متسقاً مع تلك التوصية.

ولكن ثمة توجه طبي إلى عدم تضخيم هذا الاحتمال. وعلى سبيل المثال، قدمت دراستان حديثتان، عُرضتا ضمن «أسبوع أمراض الجهاز الهضمي Digestive Disease Week» هذا العام، طمأنينة إضافية بأن المخاوف بشأن الشفط بهذه الأدوية ربما كانت غير مبررة. وأظهرت الدراسة الأولى (التي نُشرت منذ ذلك الحين في المجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي The American Journal of Gastroenterology) أن معدل بقاء بقايا الأجزاء الصلبة من الأطعمة في المعدة هو أعلى بين أولئك الذين يتناولون فئة أدوية GLP - 1 مقارنةً بغيرهم (14 في المائة مقابل 4 في المائة على التوالي). ولكن المرضى الذين صاموا لفترة طويلة وشربوا سوائل صافية كانت لديهم معدلات بقايا أقل في المعدة، ولم يتم تسجيل أي حوادث لمضاعفات إجرائية أو التهاب الرئة الشفطي. وأظهرت الدراسة الأخرى أن الذين يتناولون فئة أدوية GLP - 1 تحصل لديهم إطالة لمدة 36 دقيقة في إفراغ الطعام الصلب من المعدة، وعدم وجود تأخير في إفراغ السوائل منها. وخلص المؤلفون إلى أن التأخير الطفيف في إفراغ الطعام الصلب سيتم تعويضه بفترات صيام أطول نسبياً، قبل الإجراء، مما قد يعني عدم ضرورة التوقف عن تلقي تلك الأدوية قبل مناظير المعدة.

رصد نسب قليلة لحالات شلل المعدة والتهاب البنكرياس

كيف يجري التعامل مع الآثار الجانبية لإبر إنقاص الوزن على الجهاز الهضمي؟

من بين مراجعة للدكتور هوارد إي. لوين، رئيس تحرير مجلة «هارفارد هيلث» للنشر الطبي، بعنوان: «الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن ومرض السكري المرتبطة بهرمون GLP - 1: وجه أوزمبيك وأكثر»، نقتطف الجوانب التالية حول علاقة هذه الأدوية لإنقاص الوزن بالآثار السلبية على الجهاز الهضمي، وكيفية التعامل معها. ويقول: «الأعراض المعدية المعوية -الغثيان والقيء والإسهال والإمساك- هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لأدوية GLP - 1.

- يمكن التحكم في الغثيان عن طريق تجنب الروائح القوية وتناول البسكويت أو النعناع أو الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الزنجبيل، بعد نحو نصف ساعة من تناول أدوية GLP - 1.

- يمكن التحكم في القيء عن طريق البقاء رطباً جيداً بشرب الماء، وتناول وجبات متكررة بكميات أقل.

- يمكن التحكم في الإسهال عن طريق شرب كثير من الماء وتجنب منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالألياف حتى تختفي الأعراض.

- يمكن التحكم في الإمساك عن طريق الحصول على ما يكفي من الألياف في نظامك الغذائي وشرب كثير من الماء.

وللمساعدة في تجنب الآثار الجانبية المعدية المعوية لأدوية GLP - 1:

- تناولْ الطعام ببطء وتوقفْ عند الشعور بالشبع.

- تناولْ أجزاء أصغر.

- تَجنَّب النشاط المفرط بعد الأكل مباشرةً.

وتشمل الآثار الجانبية الأقل شيوعاً والأكثر خطورة لأدوية GLP - 1 ما يلي:

- التهاب البنكرياس، وهو التهاب يصيب أنسجة البنكرياس ويسبب آلاماً في البطن.

- شلل المعدة، حيث تتباطأ حركة خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء، أو تتوقف كلياً.

- انسداد الأمعاء، وهو انسداد يمنع الطعام من المرور عبر الأمعاء.

- نوبات حصوات المرارة وانسداد القناة الصفراوية.

ويجب عليك طلب العناية الطبية على الفور إذا كان لديك:

- قيء وإسهال شديدان.

- ألم شديد في البطن، أو أن يسبب لمس منطقة السُّرة وما حولها ألماً.

- عدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز.

- اليرقان (لون الجلد الأصفر)».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.