«سايكوبيوتيك»... نظام غذائي جديد لتقليل التوتر والإجهاد

نسخة منقحة من حمية البحر المتوسط... ويعتمد على الميكروبات

كيف يعمل نظام «سايكوبيوتيك» (رويترز)
كيف يعمل نظام «سايكوبيوتيك» (رويترز)
TT

«سايكوبيوتيك»... نظام غذائي جديد لتقليل التوتر والإجهاد

كيف يعمل نظام «سايكوبيوتيك» (رويترز)
كيف يعمل نظام «سايكوبيوتيك» (رويترز)

يقول مؤسس ومدير معهد الطب التجريبي والجراحة بجامعة مونتريال، والرائد في دراسات الضغط النفسي: «ليس الإجهاد هو الذي يقتلنا، بل رد فعلنا تجاهه».

وأشار تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، إلى أهمية النظام الغذائي الحيوي النفسي (سايكوبيوتيك)، الذي يعتمد على الميكروبات التي يمكنها تحسين صحتنا العقلية، والنظام الغذائي مصمم لتعزيز هذه الميكروبات.

واستناداً إلى أبحاث من مختبر جون كرايان وتيد دينان الذي يتميز بالإنتاجية العالية، فإن هذا النظام الغذائي يشبه حمية البحر المتوسط لكن بشكل معدل، ويعتمد بشكل كبير على الألياف والخمائر.

صاغ دينان مصطلح «الحيوي النفسي» في عام 2013، وحصل على حقوق التسمية.

وتعمل هذه العناصر الغذائية على تعزيز نمو ميكروبات «سايكوبيوتيك» التي تنتج مواد تشفي الأمعاء وتهدئ الدماغ.

وفي كتابه بالشراكة مع كرايان ودينان بعنوان «الثورة السايكوبيوتيكية»، غطى سكوت أندرسون وهو عالم وصحافي علمي، عديداً من مكونات النظام الغذائي الصحي المليء بالألياف والخمائر.

ووفق أندرسون يعطي الكتاب بعض المفاهيم الجديدة المهمة في الدراسة الأخيرة بعنوان «غذِّ ميكروباتك للتعامل مع الإجهاد».

وقام كريان ودينان بتوسيع تعريف المواد الحيوية النفسية لتشمل ليس فقط الميكروبات، بل أيضاً البريبايوتكس، والمخمرات، والأطعمة الأخرى التي تزيد من تنوع واستقرار الميكروبيوم.

ووفقا لهما، فإن نظامنا الغذائي يمكن أن يكون حيوياً نفسياً أيضاً.

وقسمت دراستهما 45 بالغاً إلى مجموعتين: مجموعة واحدة تحصل على المواد الحيوية النفسية، والمجموعة الأخرى تعمل بصفتها مجموعة تحكم.

كان لدى الأشخاص الذين يحصلون على النظام الغذائي الحيوي النفسي انخفاض بنسبة 15 في المائة في الإجهاد المتصور مقارنة بمجموعة التحكم.

يذكر أن الأشخاص الذين التزموا بالنظام الغذائي بشكل أفضل حققوا نتائج أفضل.

كيف يعمل نظام «سايكوبيوتيك»؟

لقد أصبحت العلاقة بين الأمعاء والدماغ مألوفة للناس، ويظهر بحث كرايان ودينان أن الدماغ له تأثير في الميكروبيوم والعكس صحيح.

وقال أندرسون: «للألياف تأثير كبير في الميكروبيوم لدينا، لكن الأشخاص الذين يستهلكون بشكل أساسي الأطعمة المصنعة يفتقدون هذا المغذي المهم».

وأوضح أن الميكروبات تلتهم الألياف في الجسم، وتنتج بدورها مواد مثل الزبد التي تعمل بلسماً لبطانة الأمعاء، ويمكن أن يكون لها تأثيرات مفيدة في الدماغ أيضاً.

وأشار أيضاً إلى أهمية «البروبيوتيك»، التي تعمل على تخفيض درجة الحموضة وتثبيط نمو الميكروبات المسببة للأمراض، وتشجع الميكروبات المفيدة.

وأكد أنه «إذا استمررنا في اتباع نظام غذائي سيئ، فقد نصاب بالتهاب مزمن، مما قد يؤدي إلى عديد من الأمراض، ويقلل من قدرتنا على الصمود في مواجهة الإجهاد».

وشرح أن «النظام الغذائي الجيد الذي يشمل الألياف والخمائر يرتبط بانخفاض عديد من الأمراض العقلية الشائعة».

ما هو نظام «سايكوبايوتيك»؟

نظراً لأن الميكروبيوم المتنوع أكثر صحة واستقراراً، فما نوع الأطعمة التي يجب أن نتناولها؟

ومن غير المستغرب أن تكون هناك حاجة إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة لدعم الميكروبيوم المتنوع. كل نوع من الميكروبات لديه طعامه المفضل، وبالتالي نحتاج إلى تناول لكثير من أنواع الألياف المختلفة.

إن النظام الغذائي الحيوي النفسي الجيد يشبه حمية البحر المتوسط، الذي يتميز بـ: بمجموعة واسعة من الخضراوات المليئة بالألياف (الثوم، والكراث، والملفوف، والخرشوف، والبصل).

والفواكه (التوت، والتين، والأفوكادو).

المكسرات (الفستق، واللوز).

الحبوب (الشوفان، والبرغل، والفارو).

البقوليات (الفاصولياء، والعدس).

الدهون الجيدة (أوميغا 3، وزيت الزيتون).

المأكولات البحرية (السلمون، والروبيان).

التوابل (الزعتر، والريحان، والقرفة، والكمون، والشمر).

الخضراوات (الجرجير، والسبانخ).

الخمائر (الزبادي، والكفير، والجبن).


مقالات ذات صلة

6 أطعمة تجعل قولونك العصبي في حالة «أسوأ»

صحتك أعراض «متلازمة القولون العصبي» تشمل الإمساك والإسهال والانتفاخ وتشنجات المعدة (أرشيفية)

6 أطعمة تجعل قولونك العصبي في حالة «أسوأ»

تُعد متلازمة القولون العصبي أمراً مؤلماً وصعباً، والأصعب أن كثيرين منا يجدون أنفسهم مصابين بها فجأة دون تعمد أو قصد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يمكن لممارسة قدر من النشاط البدني «الكافي» أن يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية (رويترز)

8 سلوكيات صحية للقلب تساعد في إبطاء «الشيخوخة البيولوجية»

وجدت دراسة جديدة أن بعض العادات المرتبطة بنمط الحياة مثل الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني «الكافي» قد تبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك 3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

3 ارتباطات رئيسية بين إبر إنقاص الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي

التبني السريع لأدوية فئة مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاجون GLP - 1، لعلاج السمنة وتنشيط فقدان الوزن، ونتائجها الرائعة في تحريك ركود هذه المشكلة نحو الأمام

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

حسب أحدث دراسة نفسية نُشرت في نهاية شهر يوليو من العام الحالي في المجلة الدولية لاضطرابات الطعام، قام الباحثون في كلية الطب بجامعة ييل بالولايات المتحدة.....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك «اعتلال الشبكية السكري»... مسؤول عن 2.6 % من حالات العمى العالمية

«اعتلال الشبكية السكري»... مسؤول عن 2.6 % من حالات العمى العالمية

أحمد، سائق شاحنة يبلغ من العمر 58 عاماً، يعاني من مرض السكري من النوع الثاني منذ 20 عاماً، ولم يزُر عيادة العيون منذ ثماني سنوات.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

الطبيبات أكثر عرضة للانتحار من غيرهن من الأشخاص بنسبة 76 % (دراسة)

الطبيبات أكثر عرضة للانتحار من غيرهن من السكان بشكل عام (رويترز)
الطبيبات أكثر عرضة للانتحار من غيرهن من السكان بشكل عام (رويترز)
TT

الطبيبات أكثر عرضة للانتحار من غيرهن من الأشخاص بنسبة 76 % (دراسة)

الطبيبات أكثر عرضة للانتحار من غيرهن من السكان بشكل عام (رويترز)
الطبيبات أكثر عرضة للانتحار من غيرهن من السكان بشكل عام (رويترز)

توصلت دراسة جديدة حلّلت أدلة من 20 دولة إلى أن الطبيبات أكثر عرضة لخطر الانتحار من غيرهن من الأشخاص بشكل عام بنسبة 76 في المائة.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد حلل فريق الدراسة التابع لجامعة فيينا في النمسا نتائج 39 دراسة من 20 دولة، أُجريت بين عامي 1960 و2024، ورصدت معدلات الانتحار وعلاقتها بمختلف المهن.

ووجد الباحثون أن الطبيبات أكثر عرضة للانتحار بكثير (76 في المائة) من غيرهن من السكان بشكل عام.

وفي حين لم يتم العثور على زيادة إجمالية في معدلات الانتحار بين الأطباء الذكور عند مقارنتهم بالعامة، فقد كشف تحليل منفصل للبيانات عن أن الأطباء الذكور لديهم خطر أعلى للانتحار مقارنة بالمجموعات المهنية الأخرى ذات «الوضع الاجتماعي والاقتصادي المماثل».

وكتب فريق الدراسة في مجلة «بي إم جي» العلمية: «بشكل عام، تسلّط هذه الدراسة الضوء على الحاجة المستمرة إلى اتخاذ تدابير للوقاية من الانتحار بين الأطباء».

وأضافوا: «لقد وجدنا أدلة على زيادة معدلات الانتحار بين الطبيبات مقارنة بالسكان بشكل عام، وبين الأطباء الذكور مقارنة بالمهنيين الآخرين».

وتابع فريق الدراسة: «لقد فرض وباء (كوفيد – 19) الأخير ضغطاً إضافياً على الصحة العقلية للأطباء، مما قد يؤدي إلى تفاقم عوامل الخطر للانتحار مثل الاكتئاب وتعاطي المخدرات».

وسبق أن ذكرت دراسة نُشرت العام الماضي أن واحداً من كل 10 من العاملين في مجال الرعاية الصحية كانت لديه أفكار انتحارية خلال جائحة «كورونا».

نظرت الدراسة، التي قادتها جامعة «بريستول» البريطانية، في نتائج مسحَيْن شارك فيهما جميع العاملين والطلاب والمتطوعين في مجال الرعاية الصحية في إنجلترا أثناء الوباء.

وتم جمع بيانات المسح الأول بين أبريل (نيسان) 2020 ويناير (كانون الثاني) 2021، وشمل أكثر من 12 ألف عامل صحي، بينما شمل المسح الثاني الذي أُجري في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2020 وأغسطس (آب) 2021 أكثر من 7000 عامل.

ووجد المسح الأول أن 10.8 في المائة من العمال أفادوا بأنهم عانوا أفكاراً انتحارية في بداية تفشي «كورونا»، بينما قال 2.1 في المائة إنهم حاولوا الانتحار بالفعل.

وخلال المسح الثاني، أفاد نحو 11.3 في المائة من العمال الذين لم يبلغوا عن معاناتهم من أفكار انتحارية في المسح الأول بأنهم اختبروا الأمر بعد فترة، وأشار 3.9 في المائة منهم إلى أنهم حاولوا الانتحار.

ولفت عدد كبير من العاملين إلى أنهم عانوا ضغوطاً نفسية كبيرة ولم يتلقوا الدعم الكافي من مديريهم.