تركز دهون الجسم في منطقتين يزيد مخاطر الإصابة بألزهايمر وباركنسون

وجود مستويات عالية من الدهون في الذراعين والبطن بزيادة فرص الإصابة بألزهايمر وباركنسون (رويترز)
وجود مستويات عالية من الدهون في الذراعين والبطن بزيادة فرص الإصابة بألزهايمر وباركنسون (رويترز)
TT

تركز دهون الجسم في منطقتين يزيد مخاطر الإصابة بألزهايمر وباركنسون

وجود مستويات عالية من الدهون في الذراعين والبطن بزيادة فرص الإصابة بألزهايمر وباركنسون (رويترز)
وجود مستويات عالية من الدهون في الذراعين والبطن بزيادة فرص الإصابة بألزهايمر وباركنسون (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تركز الدهون في مناطق معينة من الجسم قد يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض عصبية مثل ألزهايمر وباركنسون (الشلل الرعاش).

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» البريطانية، فقد ربطت الدراسة وجود مستويات عالية من الدهون في الذراعين والبطن بزيادة فرص الإصابة بهاتين المشكلتين الصحيتين.

وقام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 40 ألف شخص، تمت متابعتهم لمدة تسع سنوات في المتوسط. وخلال الدراسة، أصيب أكثر من 8 آلاف من المشاركين بأمراض تنكسية عصبية. وكان التشخيص الأكثر شيوعاً هو مرض ألزهايمر، مع إصابة بعض الأشخاص بأنواع أخرى من الخرف، أو مرض باركنسون.

وقام الباحثون بتقييم تكوين الجسم عن طريق قياس الخصر والوركين وقوة القبضة وكثافة العظام والدهون والكتلة العضلية.

ووجد الفريق أن المجموعة التي كانت لديها مستويات أعلى من دهون البطن كانت لديها فرصة أكبر بنسبة 13 في المائة للإصابة بأمراض عصبية مثل ألزهايمر وباركنسون مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أقل.

أما المشاركون الذين كانت لديهم مستويات أعلى من دهون الذراع، فقد زاد الخطر لديهم بنسبة 18 في المائة.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم قوة عضلية عالية كانوا أقل عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بهذه الأنواع من الأمراض من أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من هذه القوة.

وقال الباحثون إن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يلعب دوراً أيضاً في هذا الشأن.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة شيشي شو، وهو طبيب في قسم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان: «إذا زادت لديك دهون البطن، فستكون لديك مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي في المستقبل».

وأضافت: «على النقيض من ذلك، فإن الوقاية الفعالة من أمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق الحفاظ على وزن الجسم والتقليل من تركيز الدهون بالبطن قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي في المستقبل بنسبة 10.7 في المائة إلى 35.3 في المائة».

وتابعت شو: «بشكل عام، فإن الرسالة الرئيسية لدراستنا هي أن تكوين الجسم قد يصيب الشخص بالأمراض العصبية التنكسية. هذه النتائج قد تساهم في جهود الوقاية من أمراض ألزهايمر وباركنسون».

وبناءً على النتائج، قال الباحثون، إن تعديلات نمط الحياة، مثل الانخراط في تدريبات المقاومة والحد من السلوك المستقر والالتزام بنظام غذائي متوازن لتقليل الدهون في البطن، بالإضافة إلى تعزيز قوة العضلات، قد تكون من الطرق الأكثر فعالية في الوقاية من الأمراض العصبية.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي لتحديد الورم قبل تحوله إلى سرطان الثدي

تكنولوجيا   يُصاب ما بين 30 و50 % من مرضى السرطان القنوي الموضعي بمرحلة شديدة التوغل من السرطان (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الورم قبل تحوله إلى سرطان الثدي

يمكن أن يساعد الأطباء في تقييم مرحلة سرطان الثدي وبالتالي المساعدة في تقليل العلاج المفرط.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

لماذا يخلط الناس بين الأسماء؟

يتذكر الدماغ المعلومات عن طريق ربط البيانات الجديدة بالمعلومات الموجودة ذات المعنى أو السياق المشابه، وهذا يجعل الأسماء الخاصة أصعب في التعلم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق متابعة الأخبار السلبية قد يضر بدماغك (رويترز)

متابعة الأخبار السلبية قد تدمر عقلك

أكدت مجموعة من الباحثين أن متابعة الأخبار السلبية والمحبطة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قد تضر بدماغك وتدمر عقلك.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك مريض بـ«كورونا» في تونس (أرشيف - أ.ف.ب)

دخول المرضى للمستشفى بسبب «كورونا» أثّر على مستويات ذكائهم

توصّلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين احتاجوا إلى علاج في المستشفى بسبب إصابتهم بفيروس «كورونا» عانوا تلفاً دماغياً طويل الأمد، خفّض 10 نقاط من معدل ذكائهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تقتل الحرارة بعض الأشخاص؟

تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف (أ.ب)
تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف (أ.ب)
TT

كيف تقتل الحرارة بعض الأشخاص؟

تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف (أ.ب)
تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف (أ.ب)

تُعدّ الحرارة الشديدة أخطر أنواع الطقس المتطرّف، وفقاً لما أكّده عديد من العلماء، الذين أشاروا إلى أنها قد تقتل بعض الأشخاص.

وبينما يكون بعض الناس أكثر عُرضةً لمشكلات الحرارة من غيرهم، بما في ذلك كبار السن، فإنه لا يوجد شخص محصّن ضدها، حتى أفضل الرياضيين في العالم، ولا يزال العلماء يحاولون اكتشاف الطرق العديدة التي تهاجم بها الحرارة الجسم.

وقام علماء بريطانيون بإنشاء ما أطلقوا عليه «غرف الحرارة»، لاختبار استجابة الإنسان لمجموعة كبيرة من درجات الحرارة والرطوبة، وتجربة كيف تؤثر الحرارة على جسم الانسان وتقتله، ولكن في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.

زارت شبكة «سي إن إن» الأميركية إحدى هذه الغرف في جامعة جنوب ويلز بالمملكة المتحدة، حيث استخدم العلماء مجموعة كبيرة من الأدوات لتتبّع العلامات الحيوية، مثل معدّل ضربات القلب، وتدفّق الدم في المخ، ودرجة حرارة الجلد، أثناء راحة الأشخاص، أو ممارسة تمارين خفيفة على دراجة.

وتبدأ الغرفة بدرجة حرارة مريحة 73 درجة فهرنهايت (22 درجة مئوية)، ولكنها ترتفع بعد ذلك إلى 104 (40 درجة مئوية)، مع رفع درجة الرطوبة بالتدريج أيضاً.

ماذا تفعل الحرارة لبشرتك؟

تدفع ملايين الغدد العَرَقية حول جسمك العَرق إلى جلدك، وينقل العرق الحرارة إلى الهواء أثناء تبخّره، ما يبرّدك، ومع ذلك عندما يكون الجو حاراً ورطباً للغاية، فقد تخرج العملية برُمّتها عن السيطرة.

ويمكن أن يؤدّي التعرق المُفرِط إلى إصابتك بالجفاف، ولا يدق جسمك ناقوس الخطر دائماً عندما يحتاج إلى المزيد من الشرب، وبحلول الوقت الذي تشعر فيه بالعطش، قد يكون الأوان قد فات، فقد تفقد السوائل بشكل أسرع بكثير من المتوقع.

ماذا تفعل الحرارة لقلبك؟

قالت طبيبة الطوارئ الدكتورة كاثرينا غوديس، إن قلبك والأوعية الدموية «عادةً ما تكون أول ما يتم استدعاؤه للعمل» لتنظيم درجة حرارة الجسم.

وأضافت: «في درجات الحرارة الشديدة يجب أن يعمل قلبك بجهد أكبر؛ للحفاظ على درجة حرارة جسمك الداخلية مستقرة، ويحتاج إلى دفع الدم بسرعة نحو بشرتك، حيث يمكنه إطلاق الحرارة، وهذا هو السبب في احمرار الوجه عند الشعور بالحرارة».

ومع تدفّق العرق يقلّل فقدان السوائل من حجم الدم، ما يعني أن قلبك مُجبَر على الضخ بقوة أكبر للحفاظ على ضغط الدم، وهذا يعرّضه لمشكلات كبيرة.

الحرارة يمكن أن تقتل الإنسان (أ.ف.ب)

ماذا تفعل الحرارة بدماغك؟

يدير الوطاء؛ وهو جزء صغير على شكل ماسة في الدماغ، استجابة جسمك للتبريد، إنه يحفّز التعرّق، ويوجّه تدفّق الدم، كل ذلك للحفاظ على درجة حرارة جسمك الأساسية حول 98.6 فهرنهايت، ولكن إذا أصبح الجو حاراً جداً سينهار كل شيء.

ويقل تدفق الدم إلى دماغك في درجات الحرارة الشديدة، مع تسارُع التنفس، وانقباض الأوعية الدموية داخل رقبتك وجمجمتك، ويؤدي هذا إلى حرمان دماغك من الأكسجين والغلوكوز الذي يحتاجه، ما قد يؤثر على قدراتك المعرفية، ويؤدي إلى تفاقم أي حالات صحية عقلية، ويؤدي إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر أو سيئة.

وقال الدكتور بوب موزلي، وهو طبيب وباحث في العلوم الطبية الحيوية بجامعة ولاية أريزونا: «إذا لم تكن متكيفاً مع الحرارة، فإن دماغك يتعطّل بسرعة كبيرة، وتتخذ قرارات سيئة، ثم تقع في ورطة».

كيف تقتل الحرارة؟

تخترق الحرارة الشديدة دفاعات الجسم، ويبدأ الشخص غالباً في الشعور بأعراض، مثل: الغثيان والصداع وتشنجات العضلات، وحتى الإغماء، كل هذه علامات على الإجهاد الحراري، حيث يصاب جسمك بالجفاف، ويبدأ في فقدان القدرة على تبريد نفسه.

ومن هناك يمكن أن تتفاقم الأمور، حيث يمكن أن يحدث ارتفاع كارثي في ​​درجة حرارة الجسم، وبمجرد أن تبدأ درجة حرارة الجسم الداخلية في الارتفاع فوق 104 فهرنهايت، وهو ما يمكن أن يحدث في غضون 10 إلى 20 دقيقة من التعرض للحرارة الشديدة، قد يموت الانسان في دقائق إذا لم يتم إسعافه سريعاً، حيث تبدأ الأعضاء الرئيسية في التوقف عن العمل، وتصبح الحواجز التي تفصل الأمعاء بعضها عن بعض أكثر مسامية، ما يؤدي إلى تسرّب السموم القاتلة إلى مجرى الدم. وأخيراً، يفشل القلب.

كيف تحافظ على سلامتك في الطقس الحار؟

قال الدكتور جوديث ليندن، نائب الرئيس التنفيذي لقسم طب الطوارئ في مركز بوسطن الطبي: «إذا بدأ شخص ما في الشعور بالدوار أو الغثيان أو الصداع، فينبغي أن يذهب فوراً لمكان بارد، أو يصب بعض الماء على رأسه، ويشرب الكثير من السوائل في الحال».

وأضاف: «عند ارتفاع درجات الحرارة ينبغي على الأشخاص تجنّب الأنشطة الخارجية، خصوصاً بين الساعة 11 صباحاً و 3 مساءً، ولكن إذا اضطررت للخروج لسبب ما فعليك ارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة، وتغطية رأسك، وشرب الكثير من السوائل».