«لعمر طويل بحيوية الشباب»... «عجائب» مكمل غذائي جديد حديث الأطباء والمشاهير

المكمل الغذائي NAD+ (إنستغرام)
المكمل الغذائي NAD+ (إنستغرام)
TT

«لعمر طويل بحيوية الشباب»... «عجائب» مكمل غذائي جديد حديث الأطباء والمشاهير

المكمل الغذائي NAD+ (إنستغرام)
المكمل الغذائي NAD+ (إنستغرام)

يكثر حديث الأطباء والمهتمين بالشأن الصحي على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي عن عجائب الـ+NAD أن «إيه دي أو ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين»، وهو مكمل غذائي جديد، يعيد عقارب الساعة إلى الوراء ويطيل العمر، حتى إن المؤثرين على مواقع التواصل أصبحوا يلتقطون الصور، ويصورون مقاطع فيديو وهم يحقنون مصل هذا «العصير السحري» الذي «يعيد 20 سنة من الشباب» بالوريد.

وفي محاضرة ألقاها الأستاذ في جامعة هارفارد، ديفيد سنكلير، وهو أحد المشاهير في مجال طول العمر، قد تحدث عن NAD+، مشيراً إلى أن مستوياته تتضاءل داخل الجسم مع تقدُّم العمر، بحسب تقرير لصحيفة «التلغراف».

ما هو NAD+؟

وحتى وقت قريب نسبياً، لم يكن أحد قد سمع عن NAD+، باستثناء أكثر العلماء حماسة في مجال طول العمر، ولكن على مدى العامين الماضيين، أصبحت المكملات الغذائية مثل NAD+، وهي سلاسل صغيرة من الأحماض الأمينية التي يمكن أن تساعد في تنشيط الوظائف الخلوية الحيوية في الجسم، توصف بشكل متزايد بأنها وسيلة لعكس بعض جوانب الشيخوخة.

الاستخدام الرئيسي لـNAD هو تحويل الطاقة الموجودة في الطعام الذي نتناوله إلى شكل يمكن للجسم استخدامه.

وقال ماثياس زيغلر، الأستاذ بجامعة بيرجن بالنرويج، الذي يدير مختبراً ممولاً من مجلس الأبحاث النرويجي NAD+: «يشبه البطارية إلى حدٍ ما، يتم شحنه ثم تفريغه».

وتساعد زيادة NAD+، وهو الشكل غير المشحون للجزيء، على تعزيز مستويات الطاقة في جميع أنحاء الجسم، مما يشجع خلايانا على إصلاح نفسها، وهي عملية تحدث بكفاءة أقل فأقل مع تقدُّمنا ​​في السن، مما يساهم في ظهور العديد من علامات الشيخوخة.

السبب وراء جذب NAD+ لاهتمام علماء طول العمر أنه يلعب دوراً رئيسياً في أكثر من 400 تفاعل إنزيمي مختلف في الجسم، وهي العمليات الكيميائية الجوهرية التي تجعل خلايانا تنشط وتبقينا على قيد الحياة.

وهو موجود في حالتين، NADH وNAD+، وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية أظهرت العديد من التجارب أن زيادة مستويات NAD+ يمكن أن تطيل العمر، وإن كان ذلك في الفئران والديدان حتى الآن، وليس في البشر.

لكن هذا لم يمنع أصحاب النفوذ، ومعظمهم في الولايات المتحدة، من استخدامه. وبحسب الصحيفة، فإن القراصنة البيولوجيين، مثل الملياردير بريان جونسون، والمشاهير مثل هايلي بيبر، المعروفة كزوجة لجاستن بيبر، وكيندال جينر، يتلقون NAD+ عن طريق الحقن الوريدي، أو المكملات الغذائية الأولية التي يمكن أن تشمل NMN، ولكن أيضاً جزيئات أخرى مثل نيكوتيناميد ريبوسيد.

ما هو NAD+؟ (إنستغرام)

ماذا يحدث لـ NAD+ مع تقدمنا ​​في العمر؟

في حين أن العديد من المشاهير الذين يتلقون حقن NAD+ ما زالوا في العشرينات من عمرهم، أوضح البروفسور زيغلر أن مستوياته لا تبدأ في الانخفاض بشكل ملحوظ حتى سن 35 عاماً على الأقل.

ومع ذلك، بعد عمر معين، ينخفض ​​NAD+ بشكل واضح. تشير بعض الأبحاث إلى أنه بحلول منتصف العمر، انخفضت مستويات NAD+ إلى النصف مقارنة بمستويات العشرينات من العمر.

وهذا له عواقب بيولوجية، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن هذا يساهم في تقليل حساسية الإنسولين، مما يؤدي إلى ظهور متلازمة التمثيل الغذائي التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، أو أمراض القلب، أو السكتة الدماغية، أو الثلاثة معاً، بالإضافة إلى مشكلات في الميتوكوندريا، محطات الطاقة في الجسم التي تغذِّي خلايانا وأعضاءنا.

واقترح خبراء الحيوانات أن تعزيز NAD+ يمكن أن يعكس الخلل الوظيفي في الميتوكوندريا - عندما تتوقف بطاريات خلايا الجسم عن العمل بشكل فعال مما يؤدي إلى التعب الشديد - ويحسن حساسية الإنسولين.

كما أشارت دراسات أخرى أجريت على الخلايا البشرية والقوارض إلى أن هذا قد يحسن قدرات القلب على ضخ الدم ويقلل الالتهاب، رغم أن الأدلة لا تزال مختلطة.

وقد شجع البروفسور زيغلر بعض الدراسات الصغيرة حول الأمراض المرتبطة بالعمر لدى البشر.

هل NAD+ آمن؟

وقال البروفسور جوزيف باور من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا هو خبير في آليات الشيخوخة، الذي كان يستكشف دور NAD في الشيخوخة: «إذا كنت ستتناول NAD+، فهناك أدلة أكثر على تناول مكملات NAD+ الأولية بدلاً من الحقن».

وأضاف: «هناك كثير من بيانات السلامة المتاحة للمكملات الغذائية عن طريق الفم في الوقت الحاضر، بينما أتوقع أن يكون كلاهما آمناً، أعتقد أننا ما زلنا بحاجة حقاً إلى توثيق ذلك بالنسبة للطريق الوريدي».

ولكن ليس الجميع مقتنعين بالأدلة المتوفرة حتى الآن. تشير الدكتورة فيديريكا أماتي، كبيرة خبراء التغذية في شركة «زوي»، إلى أن هناك نقصاً في البيانات التي تثبت أن المكملات آمنة.

وقالت: «لمجرد أنك تفتقد شيئاً تم إنشاؤه بواسطة خلاياك الخاصة، فإن إضافته إلى جسمك لا تأتي دون آثار جانبية. إحدى المشكلات هي أنه عند إضافة NAD+، فإنه يؤدي إلى تسريع العمليات الأخرى. لذلك في أحد نماذج الفئران، أدى ذلك إلى تسريع معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس. الناس يوزعونها في كل حدب وصوب لكن لم تكن هناك تجارب تتعلق بالسلامة».

وأشار البروفسور زيغلر أيضاً إلى أن العديد من الدراسات التي أظهرت فوائد على الحيوانات استخدمت جرعات كبيرة للغاية من NAD+. المشكلة في تكرار ذلك على البشر أننا لا نعرف ما إذا كان سيثبت أنه سامّ على المدى الطويل.

ويتوقع أن تعزيز NAD+ على مدى بضعة أيام أو أسابيع من المرجح أن يشكل خطراً بسيطاً، لكن عواقب القيام بذلك لسنوات أو حتى عقود تظل غير معروفة.

وتحدث كل من بور والبروفسور زيغلر إلى وجود مستقلبات معينة تسبب مشاكل تسمى البيريدون، التي يتم إنتاجها في الجسم بعد تناول المكملات الغذائية المعززة لـNAD+.

وقال زيغلر: «يبدو أنه مع الجرعات الأعلى من NAD+، تحصل على تأثيرات مفيدة أكثر. لقد جربوا 3 غرامات منه يومياً، واعتُبِرت آمنة على مدار 4 أسابيع. ولكن إذا واصلت القيام بذلك لفترة طويلة من الزمن، فهناك هذه البيريدونات التي نعرف أنها موجودة وتُعتبر خطيرة إذا تراكمت عليها بطريقة ما. لا يوجد دليل حتى الآن على حدوث ذلك، لكن علينا أن ننظر في الأمر أكثر».

هناك مشكلة أخرى، وهي أنه في حين أن المكملات الغذائية أو الحقن تعزز مستويات NAD+ في الدم، فإن هناك القليل نسبياً من الأدلة على أنها تزيد بالفعل من NAD+ في الأنسجة المختلفة حول الجسم حيث تشتد الحاجة إليه.

ووفق باور «لا توجد طريقة يمكن الوصول إليها بسهولة لقياس مستويات NAD+ في الأنسجة، حيث من المحتمل أن تلعب أدواراً أكثر أهمية. ولا يتم ذلك حالياً إلا في أعداد محدودة من الأشخاص من خلال الخزعات أو دراسات الرنين المغناطيسي المكلفة والمستهلكة للوقت، التي تفتقر حتى معظم الجامعات إلى المعدات المناسبة لها».

مستقبل NAD+

في حين أن NAD+ يُطلق عليه اسم «جزيء طول العمر» في وسائل الإعلام، فإن الأشخاص الذين سيستفيدون أكثر من هذا البحث على المدى القصير هم المصابون بأمراض نادرة.

ووفقاً لزيغلر، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مرتبطة بخلل الميتوكوندريا قد يستفيدون، وكذلك المرضى الذين يعانون من انحطاط الجهاز العصبي المركزي.

في العام الماضي، وجدت النتائج المبكرة من تجربة سريرية في النرويج، التي شهدت حصول 13 مريضاً يعانون من ترنح على مكملات NR لمدة 18 شهراً، أنهم شهدوا تحسُّنات ملحوظة في التنسيق الحركي والتحكم في حركة العين. عادة ما يعاني الأشخاص المصابون بالترنح من ضعف التوازن، وصعوبات في التحكم الحركي الدقيق مثل الكتابة أو الأكل، والمشي غير المستقر، ومشكلات في البلع، واستمرار حركة العين ذهاباً وإياباً.

وفي حين أن هناك بعض العلامات المثيرة للاهتمام التي تشير إلى أنه قد يساعد في معالجة بعض السمات المميزة للشيخوخة، فإن العلماء الذين يدرسون NAD+ يشعرون بأنهم لا يعرفون ما يكفي لتسويقه للأفراد الأصحاء.

وقال باور: «لا أعتقد أن لدينا الأدلة حتى الآن التي تجعلنا واثقين من أن مكملات NAD+ ستحسن الصحة على المدى الطويل أو تطيل العمر. أعتقد أن أي مكمل له مخاطر ويجب النظر إليه دائماً من حيث تحليل المخاطر/ الفوائد».

كيف تعزز NAD+ بشكل طبيعي؟

أوصى بور بأن أي شخص مهتم بزيادة مستويات NAD+ لديه يجب أن يتطلع إلى القيام بذلك من خلال تعديلات نمط الحياة:

تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين «ب 3»، مثل صدور الدجاج والكبد والديك الرومي والسلمون، وكذلك الأفوكادو والفطر، سيتم استقلابها في النهاية وزيادة NAD+ بشكل طبيعي.

الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز، مثل التفاح والبازلاء والكوسا والعنب والهليون قد تزيد من مستويات NAD+.

وقال بور: «تحتوي الأطعمة غير المصنعة على كمية كبيرة من NAD+ والجزيئات ذات الصلة، والنظام الغذائي الصحي يوفر الكثير منها».

وأضاف: «يبدو أن التمارين الرياضية هي أكثر الطرق الواعدة لزيادة NAD بشكل طبيعي، كما أن تفضيل الأطعمة الكاملة على الأطعمة المصنَّعة سيزيد عموماً من تناولك الغذائي لسلائف (NAD+)».


مقالات ذات صلة

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

صحتك علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

ثمة علاقة تغلفها بعض الأوهام وبعض الحقائق بين ارتفاع ضغط الدم من جهة، والمعاناة من الصداع من جهة أخرى.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك تمارين النهوض بالرأس

اختبار اللياقة البدنية للرؤساء الأميركيين

بدأ العمل باختبار اللياقة البدنية الرئاسي «Presidential Physical Fitness Test» في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دوايت د. أيزنهاور في عام 1956.

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

في كل عام، يصاب الآلاف من الأفراد والأسر بـ«الساركوما» (سرطان العظام والأنسجة الرخوة) وهو شكل نادر ومميت

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك المكسرات: فوائد ومحاذير صحية

المكسرات: فوائد ومحاذير صحية

من المعروف أن المكسرات Nuts تُعد من أفضل الوجبات الخفيفة نباتية المنشأ بالنسبة للأطفال والبالغين على حد سواء.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

الفطر السحري… يؤثر على االدماغ لأسابيع

كشفت دراسة حديثة عن أن المركب النشط الموجود في الفطر السحري يمكنه التأثير على الدماغ لأسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اختبار اللياقة البدنية للرؤساء الأميركيين

تمارين النهوض بالرأس
تمارين النهوض بالرأس
TT

اختبار اللياقة البدنية للرؤساء الأميركيين

تمارين النهوض بالرأس
تمارين النهوض بالرأس

بدأ العمل باختبار اللياقة البدنية الرئاسي «Presidential Physical Fitness Test» في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دوايت د. أيزنهاور في عام 1956. وتم تعديل الاختبار على مر العقود، ولكن النسخة التي يعرفها معظم الناس تتكون من خمسة أجزاء: الجري لمسافة ميل واحد، واختبار قوة عضلات الجسم الأساسية (تمارين السحب والضغط)، وتمارين النهوض بالرأس والركض السريع وتمارين إطالة العضلات. والهدف من إجراء هذا الاختبار هو تقييم لياقة القلب والأوعية الدموية، والعضلات الأساسية في الجسم، وقوة التحمل، والمرونة، وخفة الحركة.

تفاصيل الاختبار الرئاسي

وتقول باتريشيا كورديرو، وهي مدربة رياضية معتمدة في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «على الرغم من أنه جرى تصميم هذا الاختبار للشباب وقد تغير على مر السنين، فإنه لا يزال بإمكان كبار السن الاستفادة من إجرائه»، مضيفةً أنه «من خلال إجراء بعض التعديلات، يمكن أن يكون هذا الاختبار أداة قيمة لتقييم اللياقة البدنية الحالية لكبار السن وتحديد الجوانب التي يحتاجون إلى تحسينها».

وفيما يلي تفاصيل الاختبار الأصلي، وما يمكنك تعلمه منه، وكيفية إجرائه:

• الجري لمسافة ميل واحد: يقيس اختبار الجري لمسافة ميل واحد لياقة القلب والأوعية الدموية بناءً على سرعة الشخص في أثناء الاختبار. ولكن يجب على كبار السن استخدامه بدلاً من ذلك لقياس قوة عمل القلب، وفقاً لكورديرو.

وتوصي الإرشادات الوطنية الأميركية بممارسة التمارين متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، ويتم تعريف هذه التمارين بأنها تلك التي تؤدي للوصول إلى نسبة تتراوح بين 50 في المائة و70 في المائة من معدل ضربات القلب القصوى للفرد، وهناك صيغة شائعة الاستخدام لتقدير الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب وهي: رقم 220 ناقص عدد سنوات عُمر الشخص.

وتضيف كورديرو: «يمكن للجري لمسافة ميل واحد أو المشي السريع باستخدام جهاز مراقبة معدل ضربات القلب أن يساعدك في الحفاظ على القوة المناسبة وتتبع مدى تقدمك، إذ يريد معظم الرجال، من الناحية المثالية، أن يكونوا في نطاق القوة معتدلة الشدة خلال معظم فترة تمارينهم».

اركض أو امشِ بسرعة لمسافة ميل واحد بالوتيرة المعتادة وسجِّلْ متوسط معدل ضربات القلب خلال التمرين، ثم لاحظ الجهد المبذول لديك بالإضافة إلى معدل ضربات القلب في التدريبات اللاحقة. وفي البداية، حاول زيادة سرعتك، مما قد يؤدي على الأرجح إلى رفع متوسط معدل ضربات القلب. ومع ذلك، فإنه مع تحسن لياقتك فإنك قد تجد أن معدل ضربات قلبك بات يتباطأ قليلاً، وذلك حتى مع بذل مزيد من الجهد، كما يمكن أيضاً إجراء هذا الاختبار باستخدام دراجة ثابتة.

تمارين رفع الصدر والأكتاف

تمارين عضلية رئيسية

• تمرين النهوض بالرأس sit – ups: كان الاختبار الأصلي يقيس عدد مرات النهوض بالرأس التي يمكنك إكمالها خلال دقيقة واحدة كطريقة لقياس قوة عضلات الجسم الأساسية التي تتكون من عضلات البطن والظهر والوركين والحوض والأرداف، إذ تساعد قوة هذه العضلات على تجنب الشعور بآلام الرقبة والكتف وأسفل الظهر وحتى آلام الركبتين والأرداف.

وتقول كورديرو: «ومع ذلك، فإن إجراء تمارين النهوض بالرأس في وقت محدد لا يعد الطريقة الأفضل لقياس قوة عضلات الجسم الأساسية، كما لا تعد هذه التمارين هي الأفضل أيضاً لتحسين أداء هذه العضلات»، مشيرة إلى أن الحركة الأفضل هي استخدام وضعية اللوح الخشبي، لأنها تؤدي لتشغيل جميع العضلات الأساسية (على عكس تمارين البطن) فضلاً عن أنها تضع ضغطاً أقل على الظهر.

حدد المدة التي يمكنك فيها الاستمرار في وضعية اللوح الخشبي مع الحفاظ على شكل صحيح للجسم، وتقول كورديرو: «إذا تمكنت من الاستمرار في هذه الوضعية لبضع ثوانٍ فقط، فهذه علامة على ضعف القلب، لكن هذه المدة ستزيد مع تحسن قوة عضلات الجسم الأساسية».

* تمرين وضعية اللوح الخشبي (plank pose)... إليك كيفية أدائه:

- استلقِ على بطنك مع وضع ساعديك على الأرض، وساقيك ممدودتان مع جمع قدميك معاً، ولجعل الوضعية أكثر راحة، يمكنك وضع حصيرة أو منشفة تحت ذراعيك.

- ادفع باستخدام ساعديك في أثناء رفع جسمك لتشكيل خط مستقيم من رأسك وعنقك حتى قدميك. (لا تدع الفخذين يرتفعان أو يتدليان).

- أبقِ نظرك للأسفل وحافظ على هذا الوضع وستشعر بأن عضلات البطن قد باتت مشدودة، خذ أنفاساً بشكل ثابت ومنتظم.

- حاول البقاء على هذا الوضع لمدة تصل إلى 30 ثانية، ثم اخفض جسمك واسترح، وكرر العملية مرتين إلى ثلاث مرات، وفي النهاية حاول زيادة الوقت إلى دقيقة أو دقيقتين.

- إذا كان الاستناد إلى ساعديك غير مريح، قم بأداء هذا التمرين بوضعية الضغط مع تمديد ذراعيك بالكامل، وإذا كنت تعاني آلام الظهر أو مشكلات أخرى في الظهر، يمكنك القيام بتمرين وضعية اللوح الخشبي في أثناء الجلوس على الركبتين.

تمارين الرفع لتقوية الصدر

• تمارين رفع الصدر والأكتاف (Push-ups): في حين أن الاختبار الأصلي عرض الاختيار بين تمارين الرفع هذه والسحب، فإن كورديرو توصي باستخدام الأولى، وذلك لأنها أسهل في أدائها مع وجود مزيد من خيارات تعديلها، قائلة: «تساعد تمارين الرفع على تحسين قوة العضلات في الجزء العلوي من الجسم: الصدر والكتفين والذراعين والظهر».

كان اختبار الرفع يعتمد على عدد المرات التي يمكن للشخص القيام بها. وتقول كورديرو إن التركيز يجب أن ينصبّ دائماً على الحفاظ على الشكل الصحيح للجسم في أثناء التمرين، مضيفةً: «تمرين الرفع الذي يُنفَّذ بشكل صحيح يعني أن ينخفض الشخص بما يكفي لتشغيل عضلات جسمه بالكامل، فأداء خمس عمليات ضغط بوضعية صحيحة أفضل من عشر عمليات ضغط بوضعية خاطئة».

ولأداء تمرين الرفع بشكل صحيح، ابدأ في اتخاذ وضعية اللوح الخشبي الكاملة مع تمديد ذراعيك، ووضع راحتَي اليد بشكل مسطح تحت مستوى الكتف مباشرةً، واجمع القدمين معاً أو على مسافة 12 بوصة تقريباً، وحافظ على استقامة ظهرك وتوزيع وزنك بالتساوي، ثم انظر إلى الأسفل، واخفض جسمك حتى يصبح مرفقيك عند زاوية 90 درجة، ثم ادفع جسمك للأعلى لاستكمال تمرين واحد.

وإحدى الطرق للتأكد من انخفاض جسمك بدرجة كافية هي لف منشفة لتصبح بحجم قبضة يدك تقريباً ووضعها على الأرض أسفل جبهتك، ثم ابدأ تمرين الضغط حتى تلمس جبهتك المنشفة. وهناك خيار آخر هو أن يلمس صدرك الأرض ثم تدفع جسمك للأعلى مرة أخرى.

قم بإجراء أكبر عدد ممكن من عمليات الدفع مع الحفاظ على الشكل الصحيح للجسم، إذا كان هذا الأمر صعباً للغاية، قم بإجراء النسخة المُعدَلة من التمرين من وضعية اليدين والركبتين.

الجلوس والتمدد

* الجلوس والتمدد (Sit-and-reach): تقيس هذه الحركة مدى مرونة عضلات الساقين الخلفية (الموجودة في الجزء الخلفي من الفخذين) وعضلات أسفل الظهر، ومن المعروف أن تيبس هذه العضلات يزيد من خطر الشعور بالألم والإصابات كما أنه يجعل الانحناء صعباً. ولإجراء اختبار الجلوس والتمدد الأصلي فإنه كان يتم استخدام صندوق قياسي معين لمعرفة مدى مرونة العضلات، ولكن يمكنك القيام بنفس الأمر دون وجود الصندوق على النحو التالي:

- اجلس على الأرض مع تثبيت ركبتيك وتمديد ساقيك بشكل مستقيم.

- انحنِ إلى الأمام وحافظ على ركبتيك مقفلتين، ومد يديك حتى تستطيع لمس أسفل ساقيك بقدر مريح دون أن تقوم بتقويس ظهرك، ولاحظ إلى أين وصلت أطراف أصابعك، وكرر العملية للتأكد من مدى دقة القياس.

تقول كورديرو: «كلما كانت المسافة التي يمكنك الوصول إليها أقصر، كانت عضلات أسفل الظهر والعضلات الخلفية للساقين أكثر تيبساً».

ويمكن أن يساعد اعتماد روتين يومي لأداء تمارين تمديد العضلات أو ممارسة اليوغا على زيادة المرونة، ويمكنك إجراء الاختبار بشكل دوري لقياس مدى تقدمك.

اختبار من 5 أجزاء منها الجري وقوة التحمل وخفة الحركة

وتقول كورديرو: «اختر مناطق معينة في ساقيك أهدافاً، إذ يمكنك أن تحاول الوصول إلى ركبتيك أولاً، ثم إلى منتصف ساقيك، وبعد ذلك استهدف أعلى قدميك، وفي النهاية، حاول الوصول إلى أصابع قدميك».

• اختبار الركض ذهاباً وإياباً. يتضمن هذا الاختبار التحرك عن طريق الركض بأسرع وتيرة ممكنة بين نقطتين، وهو يقيس مدى الاتزان وخفة الحركة والقدرة على تغيير السرعة والاتجاه، وهي المهارات التي يحتاج إليها كبار السن لتجنب السقوط.

وإليك نسخة من الاختبار:

- ضع كتابين أو مكعبات اليوغا على الأرض على مسافة 20 قدماً بينها، ثم ابدأ في التحرك من أحد الطرفين؛ قم بالجري أو المشي السريع إلى الطرف الآخر، عند الوصول انحنِ والمس الأرض ثم اركض أو امشِ سريعاً إلى نقطة البداية مرة أخرى، والمس الأرض هناك مرة أخرى، واركض أو امشِ سريعاً حتى تصل إلى الجانب الآخر، واستمر في العملية ذهاباً وإياباً حتى تكمل أربع مرات.

ويمكن أن يساعد اعتماد أنشطة معينة على تحسين أدائك، مثل القفز بالحبل أو تسلق السلالم أو التاي تشي tai chi (شكل من أشكال ممارسة التأمل للعقل والجسم، وغالباً ما يوصف بأنه التأمل في الحركة، وتمارَس تمارينه في العديد من المجتمعات الآسيوية) أو بيكل بول pickleball (رياضة تجمع بين عناصر الريشة الطائرة وكرة الطاولة وكرة المضرب).

وتقول كورديرو: «كرر الاختبار بشكل منتظم لتقييم التقدم الذي تحرزه، ومع تحسن أدائك، فإنه يجب عليك التحرك بشكل أسرع بين النقطتين ويمكنك القيام بمزيد من العمليات بشكل متكرر أو حتى زيادة المسافة بين النقطتين».

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً