ما مقدار السكر المتناول الذي يضرّ بصحة الكبد؟

ما مقدار السكر المتناول الذي يضرّ بصحة الكبد؟
TT

ما مقدار السكر المتناول الذي يضرّ بصحة الكبد؟

ما مقدار السكر المتناول الذي يضرّ بصحة الكبد؟

في حين أن من الآمن استهلاك كميات معتدلة من السكر الطبيعي من مصادر الكربوهيدرات مثل الفواكه والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان، إلّا ان الاستهلاك الزائد للسكر المضاف يمكن أن يكون ضارًا بالصحة.

ومن المهم ملاحظة أن مرض السكري ليس المشكلة الصحية الوحيدة المرتبطة بالإفراط بتناول السكر. ففي الواقع، تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالحالات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والالتهابات وزيادة الوزن وأمراض الكبد الدهنية.

كيف يؤثر استهلاك السكر الزائد على صحة الكبد؟

يقول الدكتور أرناب ساركار استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى فورتيس بكولكاتا «ان كبدنا هو المركز الرئيسي لعملية التمثيل الغذائي في الجسم، وهو المسؤول الأول عن تحويل الدهون والكربوهيدرات والبروتينات إلى طاقة. وبما أن الناس يستهلكون بالفعل السكر، الموجود بشكل طبيعي في الفواكه والخضروات وغيرها من الأطعمة بشكل فركتوز، فإن الاستهلاك الإضافي للسكر يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر لأنه قد يعطل وظيفة الكبد في عملية التمثيل الغذائي». مضيفاً «يحدث هذا عندما يتم تحويل استقلاب السكر في الكبد إلى دهون مخزنة. ونتيجة لذلك، تسبب هذه الدهون الزائدة غير الصحية حالة الكبد الدهني التي تسمى مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)». وذلك وفق ما نقل موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ونقلاً عن بحث حديث نُشر بمجلة «أمراض الكبد»، يقول الدكتور ساركار إنه «حتى الاستهلاك المعتدل للسكر المضاف يميل إلى التأثير على الكبد لأنه يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية دون أي قيمة غذائية».

وفي هذا الاطار، قام الباحثون بفحص كيفية تأثير السكريات المختلفة على إنتاج الدهون في الكبد، فوجدوا أن المشروبات التي تحتوي على الفركتوز أو السكروز تزيد بشكل كبير من إنتاج الدهون في الكبد مقارنة بالمشروبات التي تحتوي على الغلوكوز أو بدون سكر.

ومن المثير للاهتمام أن هذا التأثير حدث على الرغم من أن الجميع استهلكوا نفس الكمية من السعرات الحرارية بشكل عام. وهذا يشير إلى أن الفركتوز والسكروز، الموجودين بشكل أساسي في شراب الذرة عالي الفركتوز وسكر المائدة، يؤثران بشكل خاص على عملية التمثيل الغذائي في الكبد، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة المدى.

وهناك الكثير من الأمراض والآثار الجانبية الشائعة لتناول الكثير من السكر؛ منها التهاب الكبد والسمنة أو الوزن الزائد ومقاومة الأنسولين ومرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية (الأمراض القلبية الوعائية) ومشاكل القناة الهضمية.

نصائح لإدارة تناول السكر:

للحد من مخاطر مشاكل الكبد المرتبطة بتناول كميات كبيرة من السكر، يسرد الدكتور ساركار

بعض الاستراتيجيات للحد من استهلاكه؛ وتشمل ما يلي:

- اتباع نظام غذائي صارم وعدم تناول أكثر من 10% من السعرات الحرارية اليومية.

- أن تكون مستهلكًا واعيًا وأن تقرأ كمية السكر الموجودة على المنتج الغذائي.

- مقارنة المنتجات واستبدالها بخيارات صحية مثل العسل وغيره.

- يساعد تناول نظام غذائي غني بالبروتينات والألياف على منع الرغبة الشديدة في تناول السكر عن طريق إبقاء الشخص يشعر بالشبع.

- تجنب تناول المشروبات السكرية، مثل المشروبات الغازية والعصائر الصناعية وغيرها.

- يوصى بتناول الأطعمة الخالية بشكل طبيعي من السكر المضاف.

وتشمل التغييرات الأخرى في نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بمشاكل الكبد ما يلي:

- دمج المزيد من الفيتامينات والمعادن في النظام الغذائي

- تجنب زيادة الوزن الزائد أو السمنة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وممارسة الأنشطة البدنية الأخرى

- شرب الكثير من الماء

-تجنب الكحول

- النوم بشكل كاف لتحييد الهرمونات.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
TT

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

يواجه معظم الأشخاص فيروس تضخم الخلايا (إتش سي إم في) أثناء الطفولة، وبعد العدوى الأولية يظل الفيروس في الجسم مدى الحياة، وعادة ما يكون كامناً.

بحلول سن الثمانين، سيكون لدى 9 من كل 10 أشخاص أجسام مضادة لفيروس تضخم الخلايا في دمائهم. ينتشر هذا الفيروس، وهو نوع من فيروس الهربس، عبر سوائل الجسم ولكن فقط عندما يكون الفيروس نشطاً.

وأظهرت الدراسة أنه في إحدى المجموعات، ربما وجد الفيروس ثغرة بيولوجية، حيث يمكنه البقاء نشطاً لفترة كافية ليمضي على «الطريق السريع» لمحور الأمعاء والدماغ، والمعروف رسمياً باسم «العصب المبهم» وعند وصوله إلى الدماغ، يكون للفيروس النشط القدرة على تفاقم الجهاز المناعي والمساهمة في تطور مرض ألزهايمر.

وأكد موقع «ساينس ألرت» أن هذا احتمال مثير للقلق، لكنه يعني أيضاً أن الأدوية المضادة للفيروسات قد تكون قادرة على منع بعض الأشخاص من الإصابة بمرض ألزهايمر، خصوصاً إذا تمكن الباحثون من تطوير اختبارات الدم للكشف السريع عن عدوى الفيروس المضخم للخلايا النشطة في الأمعاء.

في وقت سابق من هذا العام، أعلن بعض أعضاء الفريق من جامعة ولاية أريزونا عن وجود صلة بين نوع فرعي من الخلايا الدبقية الصغيرة المرتبطة بمرض ألزهايمر، والتي تسمى «سي دي 83+» بسبب غرائب ​​الخلية الجينية، وارتفاع مستويات الغلوبولين المناعي «جي 4» في القولون المستعرض؛ مما يشير إلى نوع من العدوى. وتعدّ الخلايا الدبقية الصغيرة هي الخلايا التي تقوم بمهمة التنظيف في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي. فهي تبحث عن اللويحات والحطام والخلايا العصبية والمشابك الزائدة أو المكسورة، وتمضغها حيثما أمكن وتطلق الإنذارات عندما تصبح العدوى أو الضرر خارج نطاق السيطرة.

يقول بن ريدهيد، عالم الطب الحيوي والمؤلف الرئيسي من جامعة ولاية أريزونا: «نعتقد أننا وجدنا نوعاً فرعياً فريداً بيولوجياً من مرض ألزهايمر قد يؤثر على 25 إلى 45 في المائة من الأشخاص المصابين بهذا المرض». وتابع: «يتضمن هذا النوع الفرعي من مرض ألزهايمر لويحات الأميلويد المميزة وتشابكات (تاو) - وهي تشوهات دماغية مجهرية تستخدم للتشخيص - ويتميز بملف بيولوجي مميز للفيروس والأجسام المضادة والخلايا المناعية في الدماغ».

تمكن الباحثون من الوصول إلى مجموعة من أنسجة الأعضاء المتبرع بها، بما في ذلك القولون والعصب المبهم والدماغ والسائل النخاعي، من 101 متبرع بالجسم، 66 منهم مصابون بمرض ألزهايمر. ساعدهم هذا في دراسة كيفية تفاعل أنظمة الجسم مع مرض ألزهايمر، الذي غالباً ما يُنظر إليه من خلال عدسة عصبية بحتة.

وقد تتبع الباحثون وجود الأجسام المضادة لفيروس تضخم الخلايا من أمعاء المتبرعين إلى السائل الشوكي لديهم، وحتى أدمغتهم، بل واكتشفوا حتى الفيروس نفسه كامناً داخل الأعصاب المبهمة للمتبرعين. وظهرت الأنماط نفسها عندما كرروا الدراسة في مجموعة منفصلة ومستقلة. إذ وفَّرت نماذج خلايا الدماغ البشرية المزيد من الأدلة على تورط الفيروس، من خلال زيادة إنتاج بروتين الأميلويد والبروتين تاو الفوسفوري والمساهمة في تنكس الخلايا العصبية وموتها.

ومن المهم أن هذه الروابط لم يتم العثور عليها إلا في مجموعة فرعية صغيرة جداً من الأفراد المصابين بعدوى فيروس تضخم الخلايا المعوية المزمنة. ونظراً لأن الجميع تقريباً يتلامس مع فيروس تضخم الخلايا، فإن التعرض للفيروس ببساطة ليس دائماً سبباً للقلق.

يعمل ريدهيد وفريقه على تطوير اختبار دم من شأنه الكشف عن عدوى فيروس تضخم الخلايا المعوية حتى يمكن علاجها بمضادات الفيروسات، وربما منع المرضى من الإصابة بهذا النوع من مرض ألزهايمر.