3 استراتيجيات تحسّن النتائج الطبية لمرضى السرطان !؟

3 استراتيجيات تحسّن النتائج الطبية لمرضى السرطان !؟
TT

3 استراتيجيات تحسّن النتائج الطبية لمرضى السرطان !؟

3 استراتيجيات تحسّن النتائج الطبية لمرضى السرطان !؟

مع وجود العديد من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان، فإننا نواجه الحقيقة الصارخة المتمثلة في أن المرض يمكن أن يصيب أي واحد منا في أي وقت.

وهناك أيضًا تقارير تفيد بأن بعض أنواع السرطان تتزايد بين الشباب في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.

ومن الناحية الإيجابية، فإن العلاجات الطبية للسرطان تتقدم بسرعة كبيرة؛ فتتحسن معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، ويتم الآن إدارة بعض أنواع السرطان باعتبارها أمراضًا مزمنة طويلة الأمد بدلاً من الأمراض التي تودي بحياة المرضى بسرعة. لكن تظل الدعائم الأساسية لعلاج السرطان هي الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي والعلاج الموجه والعلاج الهرموني. كما ان هناك علاجات واستراتيجيات أخرى مساعدة أو داعمة يمكن أن يكون لها تأثير قوي على نوعية حياة المرضى وبقائهم.

من أجل ذلك يؤشر الخبراء ثلاث استراتيجيات تساعد في تحسين النتائج الطبية لمرضى السرطان. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن «The Conversation» العلمي المرموق.

الحركة المستمرة

يجري حاليا اعتماد التمارين البدنية كدواء. ويمكن تصميم التمرين خصيصًا للمريض ومشاكله الصحية لتحفيز الجسم وبناء بيئة داخلية تقل فيها احتمالية ازدهار السرطان.

ويُفعل ذلك بعدة طرق. إذ توفر التمارين الرياضية حافزًا قويًا لجهاز المناعة، الذي يقوم بزيادة عدد الخلايا المناعية المقاومة للسرطان في الدورة الدموية فيرسلها بأنسجة الورم لتحديد الخلايا السرطانية وقتلها.

وتطلق العضلات الهيكلية (تلك المرتبطة بالعظام للحركة) جزيئات إشارة تسمى الميوكينات؛ فكلما زادت كتلة العضلات تم إطلاق المزيد من الميوكينات؛ حتى عندما يكون الشخص في حالة راحة.

ومع ذلك، أثناء وبعد نوبات التمرين مباشرة، يتم إفراز المزيد من الميوكينات بمجرى الدم.

جدير بالذكر، ترتبط الميوكينات بالخلايا المناعية، ما يحفزها لتكون «قاتلة للسرطان» بشكل أفضل. وتشير الميوكينات أيضًا مباشرة إلى الخلايا السرطانية ما يؤدي إلى إبطاء نموها والتسبب بموت الخلايا. كما يمكن أن تقلل التمارين الرياضية أيضًا بشكل كبير من الآثار الجانبية لعلاج السرطان مثل التعب وفقدان العضلات والعظام وزيادة الدهون. كما وتقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

ويمكن أن تحافظ التمارين الرياضية على نوعية الحياة والصحة العقلية لمرضى السرطان أو تحسنهما. وتشير الأدلة البحثية الناشئة إلى أن التمارين الرياضية قد تزيد من فعالية العلاجات السائدة مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. كما انه من المؤكد أن ممارسة التمارين الرياضية ضرورية لإعداد المريض لأي عملية جراحية لزيادة اللياقة القلبية التنفسية، وتقليل الالتهابات الجهازية، وزيادة كتلة العضلات وقوتها ووظيفتها البدنية، ومن ثم إعادة تأهيلها بعد الجراحة.

هذه الآليات تشرح سبب حصول مرضى السرطان الذين يمارسون النشاط البدني على نتائج أفضل بكثير على البقاء على قيد الحياة مع انخفاض الخطر النسبي للوفاة بسبب السرطان بنسبة تصل إلى 40-50 %.

الصحة العقلية

الصحة العقلية «الأداة الثانية» التي لها دور رئيسي في إدارة السرطان وعلاج الأورام. وتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والسلوكية والعاطفية للسرطان ليس فقط للمريض ولكن أيضًا لمقدمي الرعاية له وعائلته.

والهدف من الصحة العقلية هو الحفاظ على أو تحسين نوعية الحياة وجوانب الصحة العقلية مثل الاضطراب العاطفي والقلق والاكتئاب والصحة الجنسية واستراتيجيات المواجهة والهوية الشخصية والعلاقات.

يعد دعم جودة الحياة والسعادة أمرًا مهمًا في حد ذاته، ولكن يمكن لهذه المقاييس أيضًا أن تؤثر على الصحة البدنية للمريض واستجابته للتمارين الرياضية والقدرة على التكيف مع الأمراض والعلاجات. وإذا كان المريض يشعر بالضيق الشديد أو القلق، فيمكن لجسمه أن يدخل في رحلة أو يقاوم الاستجابة؛ وهذا يخلق بيئة داخلية تدعم في الواقع تطور السرطان من خلال الآليات الهرمونية والالتهابية. لذلك من الضروري دعم صحته العقلية.

النظام الغذائي

العلاج الثالث في مجموعة الأدوات الداعمة لرعاية مرضى السرطان هو النظام الغذائي. حيث يمكن لنظام غذائي صحي أن يدعم الجسم لمحاربة السرطان ومساعدته على تحمل العلاجات الطبية أو الجراحية والتعافي منها.

ويوفر الالتهاب بيئة أكثر خصوبة للخلايا السرطانية؛ فإذا كان المريض يعاني من زيادة الوزن مع وجود أنسجة دهنية زائدة، فإن اتباع نظام غذائي لتقليل الدهون وهو أيضًا مضاد للالتهابات يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. ويعني هذا عمومًا تجنب الأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة الطازجة في الغالب، من مصادر محلية ومعظمها نباتي. علما ان فقدان العضلات هو أحد الآثار الجانبية لجميع علاجات السرطان. وفي هذا يمكن أن تساعد تمارين المقاومة ولكن قد يحتاج الأشخاص إلى مكملات البروتين أو تغييرات في النظام الغذائي للتأكد من حصولهم على ما يكفي من البروتين لبناء العضلات.

وقد تقلل علاجات الشيخوخة والسرطان من تناول البروتين وتؤثر على الامتصاص؛ لذلك يمكن الإشارة إلى المكملات.

واعتمادًا على نوع السرطان والعلاج، قد يحتاج بعض المرضى إلى علاج غذائي متخصص للغاية؛ فبعض أنواع السرطان مثل سرطان البنكرياس والمعدة والمريء والرئة يمكن أن تسبب انخفاضًا سريعًا وغير منضبط.

العمل كفريق

هذه الاستراتيجيات الثلاث من أقوى الأدوات المتوفرة بمجموعة أدوات الرعاية الداعمة للأشخاص المصابين بالسرطان. ولا يعتبر أي منها بمثابة «علاج» للسرطان، بمفرده أو معًا. لكن يمكنها العمل جنبًا إلى جنب مع العلاجات الطبية لتحسين نتائج المرضى بشكل كبير. فإذا كنت أنت أو أي شخص تهتم به مصابًا بالسرطان، فيمكن لمجالس السرطان الوطنية والمنظمات الخاصة بالسرطان تقديم الدعم.

وللحصول على دعم الطب الرياضي، من الأفضل استشارة أخصائي فيسيولوجي معتمد للتمارين الرياضية. اما بالنسبة للعلاج الغذائي فيجب استشارة اختصاصي تغذية ممارس معتمد. اضافة لدعم الصحة العقلية مع طبيب نفسي مسجل.


مقالات ذات صلة

«الصحة القابضة» السعودية تقر الهياكل التنظيمية

الاقتصاد زوار يتوافدون على جناح شركة «الصحة القابضة» في أحد المؤتمرات المقامة في السعودية (الشركة)

«الصحة القابضة» السعودية تقر الهياكل التنظيمية

وافق مجلس إدارة شركة «الصحة القابضة» على تسكين الموظفين المنتقلين من الوزارة إلى الشركة بالرواتب ذاتها وأعلى، وأكد أهمية استمرار العلاج المجاني للمواطنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم حتى في مرحلة البلوغ (ياهو نيوز)

لماذا يسمح بعض الآباء لأبنائهم بـ«عدم احترامهم»؟

قد يقبل الآباء والأمهات سلوكاً غاضباً وعنيفاً من أبنائهم... فما هو التفسير النفسي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تحتوي الكلى على خلايا البقعة الكثيفة (الأخضر - الأصفر) التي تنظم عملية تجديدها وإصلاحها (جامعة جنوب كاليفورنيا)

الاستغناء عن الأملاح قد يجدد نشاط الكلى

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية أنه يمكن أن يؤدي الاستغناء عن الأملاح والتخلص من السوائل الزائدة بالجسم إلى تنشيط الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

ما علاقة مرض السكري بالضوء الساطع ليلاً؟

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلندرز الأسترالية، أن التعرض للضوء الساطع عقب حلول الظلام من شأنه أن يزيد احتمالات الإصابة بالسكري من النوع  الثاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك منها معالجة المياه الغازية لآلام المعدة... 5 خرافات صحية «راسخة» منذ الطفولة

منها معالجة المياه الغازية لآلام المعدة... 5 خرافات صحية «راسخة» منذ الطفولة

تختلف المعتقدات والعادات في مختلف أصقاع العالم، إلا أن الثابت الوحيد الذي لا يتغير على هذا الكوكب هو توجيهات الأمهات لأطفالهن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما علاقة التعرض للضوء الساطع ليلاً بالإصابة بمرض السكري؟

صورة تعبيرية من بيكسباي
صورة تعبيرية من بيكسباي
TT

ما علاقة التعرض للضوء الساطع ليلاً بالإصابة بمرض السكري؟

صورة تعبيرية من بيكسباي
صورة تعبيرية من بيكسباي

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلندرز الأسترالية أن التعرض للضوء الساطع عقب حلول الظلام من شأنه أن يزيد احتمالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وأفادت الدراسة بأن تجنب الضوء الساطع في الليل يمكن أن يقلل بشكل كبير خطر الإصابة بهذا المرض المزمن، كما سلطت الدراسة التي نشرت في مجلة «لانسيت» للصحة الإقليمية في أوروبا، الضوء على وجود صلة بين التعرض للضوء ليلاً وبداية السكري من النوع الثاني.

ويعد السكري من النوع الثاني مرضاً مزمناً يضعف قدرة جسم الإنسان على استخدام الإنسولين بشكل فعال، وهو يتطور تدريجياً، غالباً بسبب عوامل نمط الحياة على غرار عدم ممارسة الأنشطة الرياضية والسمنة، ومن الصعب جداً التحكم فيه. وشارك 85 ألف شخص من الأصحاء، قاموا بارتداء أجهزة تتبع الضوء ليلاً ونهاراً لمدة أسبوع كامل، خضعوا بعدها لفحوص، وكشفت النتائج أن المشاركين الذين تعرضوا للضوء الساطع بين الساعة 12:30 بعد منتصف الليل والسادسة صباحاً، كانوا الأكثر عرضة لتشخيص السكري لديهم. وحللت الدراسة بيانات المشاركين، عن طريق استخدام نحو 13 مليون ساعة من بيانات مستشعر الضوء لتقييم أنماط التعرض للضوء وارتباطها بمخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وقال فريق البحث من جامعة فلندرز الأسترالية، إن التعرض لضوء ساطع في أثناء ساعات الليل المتأخرة يؤثر على قدرة جسم الإنسان على التمثيل الغذائي للغلوكوز، ما يؤدي إلى تغيرات في إفراز الإنسولين، وتتسبب هذه التغيرات في إضعاف قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

صورة تعبيرية من بيكسباي

وأظهرت النتائج وجود علاقة تعتمد على الجرعة بين التعرض للضوء في الليل وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأشارت النتائج التي توصل لها الباحثون إلى أن تقليل التعرض للضوء خلال ساعات الليل والحفاظ على بيئة مظلمة قد يكونان وسيلة فعالة لمنع أو تأخير ظهور مرض السكري من النوع الثاني.