هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟

هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟
TT

هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟

هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟

مرض باركنسون هو اضطراب شديد في الدماغ؛ حيث يفقد الدماغ تدريجيا الخلايا التي تنتج الدوبامين ما يؤدي إلى أعراض مثل الهزات والصلابة والبطء.

وعلى الرغم من التقدم في العلاج، لا تزال هناك حاجة كبيرة للبحث عن أفكار جديدة لإبطاء الإعاقة. ويقول أحد الأبحاث الناشئة إن التمارين عالية الكثافة تغير قواعد اللعبة وتساعد على إبطاء سرعة تفاقم المرض.

وحسب ما يقول الدكتور دارشان دوشي استشاري طب الأعصاب بمستشفى PD Hinduja وMRC، بمومباي، تتمحور استراتيجيات علاج مرض باركنسون تقليديًا حول الأدوية والعلاج لتخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى. واضاف «لقد أظهرت الأبحاث السابقة أن التمارين المختلفة ترتبط بتحسن أعراض مرض باركنسون. كما أظهرت دراسة تجريبية صغيرة أجريت أخيرًا، شملت عشرة مرضى، أن التمارين الرياضية عالية الكثافة تحافظ على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وهي الخلايا العصبية الأكثر عرضة للتدمير لدى المرضى المصابين بالمرض». وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

وأوضح الدكتور دوشي «في مرض باركنسون، هناك تراكم للبروتينات المعيبة مثل ألفا سينوكلين التي تضر الخلايا العصبية التي تصنع الدوبامين. وتشير الدراسات إلى أن التمارين الرياضية تساعد مرضى باركنسون لأنها تعزز العوامل التي تساعد الخلايا العصبية على النمو والبقاء على قيد الحياة، وتقلل من الالتهاب. كما أنها تساعد الدماغ على إعادة تنظيم نفسه وإجراء اتصالات جديدة، ما قد يعوض الخلايا العصبية المفقودة في مرضى باركنسون. علاوة على ذلك، تظهر الأبحاث أن التمارين عالية الكثافة لا تحسن مشاكل الحركة لدى مرضى باركنسون فحسب، بل تساعدهم أيضًا على أداء المهام اليومية بشكل أفضل».

وبيّن دوشي «أن التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT)، والذي يتضمن فترات قصيرة من التمارين المكثفة تليها الراحة، مفيد بشكل خاص بتحسين صحة القلب والقوة والقدرة على الحركة لدى مرضى باركنسون».

ونقلاً عن دراسة نُشرت بمجلة «NPJ Parkinson’s Disease»، أفاد دوشي بأن «هذه الدراسة كشفت عن التأثير التحويلي للتمارين الهوائية عالية الكثافة على صحة الدماغ على المستوى الخلوي». وتابع «في دراسة استمرت ستة أشهر شملت عشرة مرضى يعانون من مرض باركنسون الخفيف، كشفت تقنيات التصوير المتقدمة أن التمارين الهوائية المكثفة لم تحافظ فقط على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، بل حفزت نموها مع تعزيز إشارات الدوبامين. كما أظهرت الدراسات أيضًا أن التمارين عالية الكثافة تساعد في معالجة أعراض مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم مع تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل مخاطر السقوط، وبالتالي تحسين نوعية حياة مرضى باركنسون بشكل عام».

وعلاوة على ذلك، قال الدكتور دوشي «في حين أن هناك وعدًا بممارسة تمارين عالية الكثافة في مرض باركنسون، إلا أن إجراء مزيد من الأبحاث على مجموعات أكبر من السكان مع مجموعات المراقبة أمر ضروري لفهم آلياته بشكل كامل والتأكد من آثاره على المدى الطويل. حيث إن التباين الفردي بشدة المرض وتحمل التمارين والاستجابة للعلاج، تستلزم تدخلات رياضية مخصصة».

وخلص دوشي الى القول «ان بدء هذا النوع من التمارين في وقت مبكر من المرض يمكن أن يساعد المرضى بشكل كبير. كما ان إضافة تمارين مكثفة ومنتظمة إلى خطط علاج مرض باركنسون يمكن أن يخفف الأعراض ويجعل الحياة أفضل لأولئك الذين يتعاملون مع هذه الحالة الصعبة».


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

صحتك يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

للضوء دور كبير في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)

دراسة تكشف عن وجود علاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم

كشفت دراسة علمية جديدة أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من تلك الخاصة بغير المصابين بالمرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)

لهذه الأسباب نحتاج إلى الضوضاء لنتمكن من النوم

هناك عدة أسباب قد تجعلنا نحتاج أو نريد الضوضاء للنوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الانتماء إلى الثلث الأكثر ثراءً من السكان يرتبط بانخفاض احتمالات التحول من الإصابة بالتدهور الإدراكي الخفيف إلى الخرف (أرشيفية)

كيف يمكن لوظيفتك وثروتك أن يؤثرا على إصابتك بالخرف؟

وجدت دراسة جديدة أن المهنيين الحاصلين على تعليم عالٍ في الثلث الأكثر ثراءً من السكان أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي خفيف، وهي الحالة التي تتطور إلى الخرف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

طريقة «رقمية» تحد من السمنة لدى الأطفال

الطريقة تشجع الآباء على تحقيق أهداف صحية لأطفالهم (المعهد الوطني الأميركي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى)
الطريقة تشجع الآباء على تحقيق أهداف صحية لأطفالهم (المعهد الوطني الأميركي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى)
TT

طريقة «رقمية» تحد من السمنة لدى الأطفال

الطريقة تشجع الآباء على تحقيق أهداف صحية لأطفالهم (المعهد الوطني الأميركي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى)
الطريقة تشجع الآباء على تحقيق أهداف صحية لأطفالهم (المعهد الوطني الأميركي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى)

كشفت دراسة أجراها باحثون من مركز «جونز هوبكنز» للأطفال في الولايات المتحدة عن طريقة رقمية مبتكرة تساعد الآباء في الحد من السمنة لدى الأطفال بالسنوات الأولى من حياتهم.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تكتسب أهمية كبيرة كونها تقدم حلاً فعالاً للوقاية من سمنة الطفولة المبكرة، وهي مرحلة حاسمة تؤثر على الصحة مدى الحياة. وقد نُشرت الدراسة، الاثنين، في دورية «PEOPLE».

وتُعد السمنة في الطفولة المبكرة مشكلة صحية خطيرة، إذ تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة في السنوات الأولى من حياتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بها في مراحل لاحقة، مما يجعل الوقاية في هذه المرحلة المبكرة ذات أهمية بالغة.

وخلال الدراسة، ركّز الباحثون على فاعلية الطريقة الرقمية التي تعتمد على توعية الآباء من خلال جلسات مشورة تقليدية في العيادة، بالإضافة إلى إرسال رسائل نصية مخصصة وتفاعلية.

وتُرسل هذه الرسائل كل أسبوعين، وتهدف إلى تشجيع الآباء على تحقيق أهداف صحية لأطفالهم مثل تقليل استهلاك المشروبات السكرية وتحديد أوقات للنشاط البدني. كما يتم تعزيز هذه الجهود برسائل متابعة تذكيرية تقدم تغذية راجعة فورية حول التقدم المحرز.

وتوفر هذه الطريقة أيضاً منصة رقمية يستطيع الآباء من خلالها متابعة تحقيق الأهداف الصحية وتلقي نصائح وحلولاً للتحديات التي قد يواجهونها.

وقد شملت الدراسة متابعة نحو 900 من الآباء وأطفالهم الرضع في 6 مؤسسات طبية أكاديمية بين أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ويناير (كانون الثاني) 2022، وتم توزيع المشاركين عشوائياً إلى مجموعتين، تلقت الأولى توعية تقليدية فقط، بينما تلقت الأخرى دعماً رقمياً إضافياً شمل رسائل نصية شخصية وإرشادات تفاعلية لتحفيز السلوكيات الصحية.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تلقى آباؤهم تدخلاً رقمياً إلى جانب الإرشاد الشخصي أظهروا نمواً صحياً أفضل في الوزن نسبة للطول خلال أول عامين من حياتهم مقارنة بأطفال المجموعة التي تلقت الإرشاد التقليدي فقط. كما تبين أن التدخل الرقمي كان فعالاً في الوقاية من السمنة بشكل ملحوظ؛ حيث بلغت نسبة السمنة 7 في المائة فقط بين أطفال المجموعة الرقمية، مقارنة بـ13 في المائة في المجموعة الأخرى، ما يمثل انخفاضاً نسبته نحو 45 في المائة.

ووفقاً للباحثين، فإن التأثير الوقائي للتدخل الرقمي ظهر منذ الشهر الرابع واستمر حتى عمر السنتين، ما يعكس فاعلية استخدام التقنية في الوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الطريقة تسهم في دعم الأسر وتعزيز العادات الصحية المتعلقة بالتغذية والنشاط البدني منذ الأشهر الأولى لحياة الطفل، ما يساعدهم في الحفاظ على وزن صحي وتجنب تطور السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها مستقبلاً.