هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟

هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟
TT
20

هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟

هل تعكس التمارين عالية الكثافة أضرار مرض باركنسون ؟

مرض باركنسون هو اضطراب شديد في الدماغ؛ حيث يفقد الدماغ تدريجيا الخلايا التي تنتج الدوبامين ما يؤدي إلى أعراض مثل الهزات والصلابة والبطء.

وعلى الرغم من التقدم في العلاج، لا تزال هناك حاجة كبيرة للبحث عن أفكار جديدة لإبطاء الإعاقة. ويقول أحد الأبحاث الناشئة إن التمارين عالية الكثافة تغير قواعد اللعبة وتساعد على إبطاء سرعة تفاقم المرض.

وحسب ما يقول الدكتور دارشان دوشي استشاري طب الأعصاب بمستشفى PD Hinduja وMRC، بمومباي، تتمحور استراتيجيات علاج مرض باركنسون تقليديًا حول الأدوية والعلاج لتخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى. واضاف «لقد أظهرت الأبحاث السابقة أن التمارين المختلفة ترتبط بتحسن أعراض مرض باركنسون. كما أظهرت دراسة تجريبية صغيرة أجريت أخيرًا، شملت عشرة مرضى، أن التمارين الرياضية عالية الكثافة تحافظ على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وهي الخلايا العصبية الأكثر عرضة للتدمير لدى المرضى المصابين بالمرض». وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

وأوضح الدكتور دوشي «في مرض باركنسون، هناك تراكم للبروتينات المعيبة مثل ألفا سينوكلين التي تضر الخلايا العصبية التي تصنع الدوبامين. وتشير الدراسات إلى أن التمارين الرياضية تساعد مرضى باركنسون لأنها تعزز العوامل التي تساعد الخلايا العصبية على النمو والبقاء على قيد الحياة، وتقلل من الالتهاب. كما أنها تساعد الدماغ على إعادة تنظيم نفسه وإجراء اتصالات جديدة، ما قد يعوض الخلايا العصبية المفقودة في مرضى باركنسون. علاوة على ذلك، تظهر الأبحاث أن التمارين عالية الكثافة لا تحسن مشاكل الحركة لدى مرضى باركنسون فحسب، بل تساعدهم أيضًا على أداء المهام اليومية بشكل أفضل».

وبيّن دوشي «أن التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT)، والذي يتضمن فترات قصيرة من التمارين المكثفة تليها الراحة، مفيد بشكل خاص بتحسين صحة القلب والقوة والقدرة على الحركة لدى مرضى باركنسون».

ونقلاً عن دراسة نُشرت بمجلة «NPJ Parkinson’s Disease»، أفاد دوشي بأن «هذه الدراسة كشفت عن التأثير التحويلي للتمارين الهوائية عالية الكثافة على صحة الدماغ على المستوى الخلوي». وتابع «في دراسة استمرت ستة أشهر شملت عشرة مرضى يعانون من مرض باركنسون الخفيف، كشفت تقنيات التصوير المتقدمة أن التمارين الهوائية المكثفة لم تحافظ فقط على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، بل حفزت نموها مع تعزيز إشارات الدوبامين. كما أظهرت الدراسات أيضًا أن التمارين عالية الكثافة تساعد في معالجة أعراض مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم مع تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل مخاطر السقوط، وبالتالي تحسين نوعية حياة مرضى باركنسون بشكل عام».

وعلاوة على ذلك، قال الدكتور دوشي «في حين أن هناك وعدًا بممارسة تمارين عالية الكثافة في مرض باركنسون، إلا أن إجراء مزيد من الأبحاث على مجموعات أكبر من السكان مع مجموعات المراقبة أمر ضروري لفهم آلياته بشكل كامل والتأكد من آثاره على المدى الطويل. حيث إن التباين الفردي بشدة المرض وتحمل التمارين والاستجابة للعلاج، تستلزم تدخلات رياضية مخصصة».

وخلص دوشي الى القول «ان بدء هذا النوع من التمارين في وقت مبكر من المرض يمكن أن يساعد المرضى بشكل كبير. كما ان إضافة تمارين مكثفة ومنتظمة إلى خطط علاج مرض باركنسون يمكن أن يخفف الأعراض ويجعل الحياة أفضل لأولئك الذين يتعاملون مع هذه الحالة الصعبة».


مقالات ذات صلة

عندما تغرق في سريرك تحت وطأة أفكارك... إليك 8 طرق لنوم هانئ

يوميات الشرق كيف نتخلص من آفة النوم الهانئ؟ (رويترز)

عندما تغرق في سريرك تحت وطأة أفكارك... إليك 8 طرق لنوم هانئ

أحياناً، تُؤرقنا الأفكار قبل النوم، تُعيد إلينا ذكريات مُحرجة من أمسيةٍ سيئة، أو تُغرقنا بمخاوف بشأن اليوم القادم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق التأمل يساعد في تخفيف التوتر وتحسين الوعي الذاتي (رويترز)

«تُخفض مستويات التوتر»... طريقة بسيطة وفعَّالة للشعور بالهدوء

ارتفعت مستويات التوتر بين الأميركيين في عام 2025، وفقاً لدراسة أُجريت في مارس (آذار)، وتفاقمت بسبب أحداث متباينة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك لقاح الإنفلونزا قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة (رويترز)

دراسة: لقاح الإنفلونزا مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة

ينصح مقدمو الرعاية الصحية بتلقي لقاح الإنفلونزا سنوياً لجميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر وما فوق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز ونسيان المهام (رويترز)

ضباب الدماغ... ما هو؟ ولماذا يُشكل مصدر قلق صحي كبيراً؟

«ضباب الدماغ» مصطلح يُستخدم لوصف الارتباك الذهني أو عدم الوضوح، وغالباً ما يتميز بالنسيان وصعوبة التركيز والشعور بالخمول الذهني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ما فوائد خل التفاح قبل النوم؟ (سي إن إن)

7 فوائد لشرب خل التفاح قبل النوم

يزعم البعض أن خل التفاح يُعزّز النوم أو أن تناوله قبل النوم يُقدم أفضل الفوائد الصحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: لقاح الإنفلونزا مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة

لقاح الإنفلونزا قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة (رويترز)
لقاح الإنفلونزا قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة (رويترز)
TT
20

دراسة: لقاح الإنفلونزا مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة

لقاح الإنفلونزا قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة (رويترز)
لقاح الإنفلونزا قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة (رويترز)

ينصح مقدمو الرعاية الصحية بتلقي لقاح الإنفلونزا سنوياً لجميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر وما فوق.

إلا أن دراسة جديدة من عيادة كليفلاند في أميركا أشارت إلى أن اللقاح قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة، بحسب تقرير أوردته شبكة «فوكس نيوز».

وبحثت الدراسة الأولية، التي نُشرت على موقع MedRxiv.org هذا الأسبوع، في بيانات العدوى لموسم الإنفلونزا 2024 - 2025 في أميركا.

وجد الباحثون أنه من بين 53402 موظف في عيادة كليفلاند في شمال أوهايو، ارتبط الحصول على لقاح الإنفلونزا بزيادة بنسبة 27 في المائة في حالات الإصابة بالإنفلونزا.

وتمت مقارنة الموظفين الذين تلقوا اللقاح بمَن لم يتلقوه على مدى 25 أسبوعاً.

وكتب الباحثون في الدراسة: «وجدت هذه الدراسة أن تطعيم البالغين في سن العمل ضد الإنفلونزا ارتبط بارتفاع خطر الإصابة بالإنفلونزا خلال موسم الفيروسات التنفسية 2024 – 2025، مما يشير إلى أن اللقاح لم يكن فعالاً في الوقاية من الإنفلونزا هذا الموسم».

في حين نُشرت أعمال سابقة لهؤلاء الباحثين حول فاعلية اللقاحات في مجلات علمية مرموقة، إلا أن هذه الدراسة الأحدث لا تزال في مرحلة ما قبل الطباعة، مما يعني أنها لم تخضع لمراجعة الأقران بعد.

القيود المحتملة

لاحظ الباحثون العديد من القيود على الدراسة، بما في ذلك استخدام «لقاح الإنفلونزا الثلاثي المعطل» لدى نحو 99 في المائة من الموظفين المشمولين.

وقالوا: «لا يمكن استبعاد احتمال أن تكون لقاحات الإنفلونزا الأخرى أكثر فاعلية».

ومن المحتمل أيضاً أن تكون مجموعات الاختبار المنزلية قد أغفلت بعض الإصابات.

إضافة إلى ذلك، لم تقارن الدراسة خطر دخول المستشفى أو الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا، ولم تقس ما إذا كان اللقاح قد قلل من شدة المرض.

وكتب الباحثون: «شملت الدراسة بشكل أساسي أفراداً يتمتعون بصحة جيدة بما يكفي للعمل. كان من المتوقع أن تكون أقلية منهم تعاني من نقص مناعي حاد».

آراء الأطباء

في هذا المجال، راجع الدكتور مارك سيغل، أستاذ الطب السريري في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك والمحلل الطبي الرئيسي في قناة «فوكس نيوز»، نتائج الدراسة، وقال إنها «مضللة».

وقال للشبكة: «إنها دراسة رصدية، لذا فهي لا تثبت أن اللقاح لا يقلل من انتشار المرض».

وأضاف: «أكبر تحيز أراه هو أنها تقارن بين العاملين في مجال الرعاية الصحية المُلقَّحين (80 في المائة منهم مُلقَّحون ضد الإنفلونزا) والاتجاهات السكانية العامة؛ حيث لا تأخذ الدراسة في الاعتبار أن العاملين في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا في مهنتهم، لذلك نتوقع أن يكون معدل الإصابة أعلى، سواءً كانوا مُلقَّحين أم لا».

وأعرب سيغل أيضاً عن اعتقاده بأن الدراسة تُسيء استخدام كلمة «الفاعلية».

وأشار إلى أن «لقاح الإنفلونزا يهدف إلى تقليل شدة المرض بدلاً من تقليل انتشاره».

وتابع: «المعيار الحقيقي لفاعلية لقاح الإنفلونزا هو معدل دخول المستشفى أو زيارة عيادة الطبيب أو الرعاية العاجلة، الذي ينخفض ​​عادة بأكثر من 100 ألف حالة سنوياً أو أكثر بسبب اللقاح».

وشرح الطبيب أن هذه الفاعلية تختلف من سنة لأخرى بناءً على مدى ملاءمة اللقاح للسلالة السائدة، موضحاً أنه «في الوقت نفسه، يميل لقاح الإنفلونزا إلى تقليل الحمل الفيروسي، مما يُفترض أن يُقلل من الانتشار العام داخل المجتمع».

وأكد الدكتور جاكوب غلانفيل، الرئيس التنفيذي لشركة سنتيفاكس، وهي شركة تكنولوجيا حيوية في سان فرنسيسكو، أن الدراسة لم تخضع بعد لمراجعة الأقران.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «يجب أن ننتظر هذه العملية، لأنها ستُساعد في التحقق من الأساليب الإحصائية واعتبارات تصميم الدراسة الأخرى».

وأضاف: «على سبيل المثال، من المهم استبعاد تجنب الإبلاغ من قِبل موظفي (كليفلاند كلينك) غير المُلقحين. هل لديهم أي سياسات من شأنها تثبيط غير المُلقحين عن الإبلاغ عن المرض؟».

ويتأثر العالم أجمع بالإنفلونزا، ووفق التقرير، فإنه إذا كانت هذه الظاهرة حقيقية، فيجب أن تدعمها بسهولة دراسات أخرى من هذا الموسم.

أقرّ الدكتور مايك سيفيلا، طبيب أسرة مقيم في سالم بأوهايو، بأن ارتفاع معدل الإصابة يشير إلى أن لقاح الإنفلونزا لهذا العام لم يكن فعالاً بالقدر المأمول.

وقال للشبكة: «لا أعتقد أن هذا متوقع. ومع ذلك، عند مقارنة السنوات السابقة، يمكن أن تتفاوت فاعلية لقاح الإنفلونزا السنوي بشكل كبير، من نحو 10 في المائة إلى نحو 60 في المائة».

وأضاف سيفيلا أنه لاحظ في عيادته زيادة في حالات الإنفلونزا هذا الموسم، ولكن ليس بالضرورة حالات شديدة.

وقال: «ما زلت أخبر مرضاي أن من فوائد تلقي لقاح الإنفلونزا أنه حتى لو كنت قد تُصاب بالإنفلونزا، فقد لا تكون حالتك شديدة مثل أولئك الذين لم يتلقوا لقاح الإنفلونزا».

وتابع: «إذا كانت لديك أي أسئلة حول اللقاحات، يمكنك دائماً سؤال طبيب الأسرة».