كيف أتجنب مخاطر تمدد الشريان الأبهر الصدري الكارثية؟

توصيات طبية لإصلاح أم الدم فيه

أم الدم في الأبهر الصاعد
أم الدم في الأبهر الصاعد
TT

كيف أتجنب مخاطر تمدد الشريان الأبهر الصدري الكارثية؟

أم الدم في الأبهر الصاعد
أم الدم في الأبهر الصاعد

س: أعاني من تمدُّد الأوعية الدموية (أم الدم) في الشريان الأبهر الصدري، الذي اكتشفه الأطباء منذ ما يقرب من 5 سنوات.

اليوم، أحرص على إجراء فحوصات سنوية لمراقبة حجم التمدد. وحتى الآن، يبدو أنه يتوسع ببطء شديد. لكن إذا وصل التمدد إلى حجم معين، فإن طبيب القلب يقول إنني قد أحتاج لعملية جراحية. هل هناك خيارات أقل تدخلاً لإصلاح هذه المشكلة؟

أم الدم في الأبهر الصدري

ج: يجيب الدكتور كريستوفر بي. كانون: نعم، يمكن إصلاح بعض أشكال تمدد الأوعية الدموية (أم الدم) الأبهري الصدري thoracic aortic aneurysm، عبر إجراء غير جراحي يُعرف باسم «إصلاح أم الدم داخل الوعاء الدموي» endovascular repair. ومع ذلك، فإن العلاج الأنسب لتمدد الأوعية الدموية الأبهري، لا يعتمد فحسب على حجم التمدد، وإنما كذلك موقعه، بالإضافة إلى عمرك وصحتك العامة، وما إذا كنت قد أجريت أي عمليات جراحية سابقة في القلب.

الشريان الأبهر يمتد من القلب إلى أسفل الجسم ويظهر عليه موقع أم الدم في الأبهر الصدري - إلى اليسار: الشريان السليم، إلى اليمين: أم الدم في الأبهر الصدري

موقع التمدد الوعائي

بوجه عام، يشير مصطلح «أم الدم الأبهري الصدري» إلى منطقة ضعيفة في جدار الأبهر، الذي يشكل الأنبوب الرئيسي للدم من القلب إلى الجسم. وينتهي الجزء الذي ينحني خارج القلب، المسمى الشريان الأبهر الصدري (أو الأورطي الصدري) thoracic aorta، عند الحجاب الحاجز، الذي يفصل الصدر عن البطن.

ويمكن أن يحدث تمدُّد الأوعية الدموية الصدرية في القسم الأقرب إلى القلب (الشريان الأبهر الصاعد) أو القسم المستقيم بعد القوس المنحني (الشريان الأبهر النازل). وتحدث غالبية حالات تمدد الأوعية لدى الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول.

ومع ذلك، تقع بعض حالات أم الدم في الأبهر الصاعد لدى الأشخاص الأصغر سناً، الذين يعانون اضطرابات النسيج الضام connective tissue disorders، أو الصمام الأبهري ثنائي الشرف bicuspid aortic valve، حيث يحتوي الصمام على لوحتين، بدلاً من ثلاث.

عامة، تتسم أم الدم في الأبهر الصدري، التي تظل ضئيلة وصغيرة، بكونها غير ضارة نسبياً. إلا أن تمددها الذي يتوسع بمعدل كبير للغاية قد يسفر عن انتفاخ الوعاء الدموي باتجاه الخارج وتمزقه، ما قد يؤدي بدوره إلى نزف كارثي.

توصيات الإصلاح

وتختلف توصيات إصلاح هذه المشكلة من شخص لآخر.

في بعض الأحيان، يمكن إصلاح تمدد الأوعية الدموية في الشريان الأبهر النازل، باستخدام دعامة داخل الأوعية الدموية endovascular stent graft (أنبوب مصنوع من نسيج خاص). في هذا الإجراء، يتولى الطبيب إدخال رقعة الدعامة المطوية عبر ثقب صغير في وعاء دموي أعلى الفخذ، ويمرره عبر الشريان الأبهر باتجاه الجزء المنتفخ، ثم يفتحها هناك.

وطبقاً لزميلي الدكتور إريك إيسلباشر، المدير المشارك لمركز الشريان الأبهر الصدري التابع لمستشفى ماساتشوستس العام، فإن هذا النهج يواجه تحدياً أكبر بكثير عند إصلاح حالات أم الدم في الشريان الأبهر الصاعد. وكما أوضح، فهنا يجب أن يجري ربط الرقعة بشكل مريح بجدار الشريان الأبهر، حيث ينشأ من القلب، وهذه النقطة يكون عندها تدفق الدم أقوى.

هناك كذلك تحديات تشريحية أخرى، بما في ذلك منحنى الشريان الأبهر والشرايين التاجية التي تتفرع منه. ومستقبلاً، قد تتطور تقنيات التعامل مع مشكلات الأوعية الدموية لمواجهة تلك التحديات.

إلا أنه في الوقت الحالي، يجب إصلاح تمدد الأوعية الدموية في الشريان الأبهر الصاعد عبر إجراء جراحة القلب المفتوح، حيث يستبدل الجراح بالجزء المنتفخ من الشريان الأبهر رقعةً ويخيطها في مكانه.

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

صحتك تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

نهايات «الجهاز العصبي الثاني» ترتبط بالمعدة والأمعاء.

هايدي غودمان (كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

يعدّ مزمناً إن استمر 8 أسابيع أو أكثر

مورين سالامون (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك خاتم «أورا» الذكي

خواتم ذكية تكشف الرجفان الأذيني

الخواتم الذكية - أحدث فئة من الأجهزة القابلة للارتداء - يمكنها القيام بعدد من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها الساعة الذكية، بما في ذلك مراقبة معدل ضربات القلب،…

جولي كورليس (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
TT

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)

كشفت دراسة أجراها باحثون في إثيوبيا، عن أن معدل انتشار فقر الدم بسبب نقص الحديد بين النساء الحوامل يبلغ نحو 19 في المائة على مستوى العالم.

وأوضح الباحثون من جامعة «وولو»، أن منطقة شمال أفريقيا تسجل أعلى معدلات انتشار فقر الدم بسبب الأنيميا، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Clinical Nutrition Open Science).

وفقر الدم، أو الأنيميا، هو حالة شائعة بين النساء الحوامل، تحدث عندما ينخفض عدد خلايا الدم الحمراء السليمة أو مستوى الهيموغلوبين في الدم، مما يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. ويُعد نقص الحديد السبب الرئيسي للأنيميا بين النساء الحوامل، حيث تزداد احتياجات الجسم للحديد خلال الحمل لدعم نمو الجنين.

ويؤدي فقر الدم إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها ضعف الجهاز المناعي، وزيادة خطر الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود عند الولادة، لذا تُعتبر الوقاية والعلاج المبكر من خلال مكملات الحديد والتغذية السليمة أساسية للحفاظ على صحة الأم والطفل.

واستندت الدراسة إلى مراجعة بيانات من 39 دراسة شملت أكثر من 33 ألفا و869 امرأة حاملا من مختلف البلدان. وأظهرت النتائج أن معدل انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يبلغ نحو 18.98 في المائة عالمياً.

وسجلت منطقة شمال أفريقيا أعلى معدلات انتشار بنسبة 36.68%، مما يعكس حجم المشكلة مقارنة بمناطق العالم الأخرى، ويستدعي اهتماماً عاجلاً لمعالجتها، وفق الباحثين.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن العبء الأكبر للأنيميا كان في الثلث الثاني من الحمل بنسبة 27.8 في المائة، يليه الثلث الثالث بنسبة 5.44 في المائة، ثم الثلث الأول بنسبة 2.34 في المائة.

وأكد الباحثون أهمية تعزيز التوعية الصحية بين النساء الحوامل، وضمان حصولهن على التغذية السليمة والرعاية الصحية اللازمة لتجنب المضاعفات. كما أوصوا باتخاذ تدابير وقائية عاجلة، تشمل توفير مكملات الحديد بانتظام، وتقديم الدعم الغذائي الكافي، خاصة خلال الثلث الثاني من الحمل.

وأشار الفريق إلى ضرورة تكثيف الجهود في المناطق الأكثر تضرراً، مثل شمال أفريقيا، لضمان توفير الرعاية الصحية الفعالة للنساء الحوامل، وتحسين الوصول إلى المكملات الغذائية والموارد الصحية اللازمة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعاون الجهات الصحية وصانعي السياسات لتحسين صحة الأمهات والأطفال على المستوى العالمي.