أعراض مفاجئة لحرقة المعدة المزمنة

منها ما يظهر في الأنف والحلق والأسنان

أعراض مفاجئة لحرقة المعدة المزمنة
TT
20

أعراض مفاجئة لحرقة المعدة المزمنة

أعراض مفاجئة لحرقة المعدة المزمنة

عند ذكر عبارة حرقة المعدة (أو حرقة الفؤاد)، من السهل أن يفترض المرء أن هذه الحالة تظهر دوماً على شكل شعور ناري بالصدر، أو المعدة.

ومع أن هذا يعكس العرض التقليدي للأمور بالتأكيد، فإن حرقة المعدة المزمنة chronic heartburn يمكن أن تتجلى كذلك بصور أخرى، مثل الشعور بوخز بالأنف، أو ضغط على الصدر، أو وجود طعم مر أو معدني بالفم، أو صوت أجش، أو تلف بالأسنان، أو سعال جاف.

والآن، ما الصلة بين هذه الأعراض والمعكرونة الحارة التي تناولتها على العشاء؟ الإجابة: حمض المعدة. إذ يمكن أن يتسرب حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. أما التسرب المزمن، فحالة تسمى الارتجاع المعدي المريئي gastroesophageal reflux disease (GERD)، وهي مسؤولة عن الأعراض التي قد يقع خطأ في تشخيصها، وإيعازها إلى حالات أخرى.

أعراض القلب

بعض الأحيان، يؤدي ارتجاع الحمض إلى تهيج الجزء العلوي من المعدة، أو المريء، ما قد يسبب ألماً في الصدر، أو شعوراً بالضغط عليه، على نحو يشبه الألم الناتج عن انسداد جزئي في شريان القلب، أو حتى نوبة قلبية.

• ما ينبغي عليك فعله: إذا ساورك القلق حيال الألم المفاجئ في صدرك، فلا تحاول معرفة ما إذا كان ذلك بسبب حرقة المعدة. ويقول د. كريستوفر كانون، طبيب القلب ورئيس تحرير دورية «هارفارد هارت ليتر»، إن هذه النصيحة: «تنطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يواجهون عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب».

ومع ذلك، تظل الحقيقة أن التمييز بين حرقة المعدة ومشكلات القلب أمر معقد، ومن الأفضل الحديث إلى الطبيب بهذا الخصوص.

ويشرح د. كانون أنه: «يمكن أن تقف عدة أسباب خلف ألم الصدر، مثل الارتجاع الحمضي، بجانب الإجهاد، وتهيج الرئة، وآلام العضلات. كما يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. على سبيل المثال، هل تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري؟ هل تشعر بألم عند ممارسة الرياضة؟ يمكن أن تشير جميع هذه الأعراض إلى مشكلة في القلب، وقد يتطلب الأمر إجراء اختبارات. إذا شعرت بالألم عند الاستلقاء بعد تناول وجبة ثقيلة، وشعرت بتحسن بعد تناول مضاد للحموضة، فإن الاحتمال الأكبر إذن أن الألم ناتج عن حرقة بالمعدة».

أعراض الأنف أو الحلق

في حالات الارتجاع المعدي المريئي، يمكن أن يرتفع حمض المعدة إلى أعلى الحلق، بل وحتى المنطقة الواقعة خلف الأنف، ما يثير عدداً من الأعراض المحتملة.

في هذا الصدد، يوضح د. نيل بهاتاشاريا، اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن التابع لجامعة هارفارد: «لا يحظى مجرى الهواء العلوي، من حيث تركيبه، بذات الحماية التي تتمتع بها المعدة، أو المريء. وعليه، فإنه عندما يحدث الارتجاع، فإنه يسبب إصابة تشبه تلك الناجمة عن الحروق الكيميائية منخفضة الحدة. ويمكن كذلك أن يسبب سعالاً جافاً، والتهاباً، أو آلاماً في الحلق، أو صوتاً أجش، أو شعوراً وكأن هناك كتلة، أو سدادة مخاطية في الجزء الخلفي من الحلق، أو شعور بوخز في الأنف».

ونظراً لتداخل هذه الأعراض مع الكثير من الحالات الأخرى، مثل نزلات البرد أو الحساسية، قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تكتشف إصابتك بالارتجاع المعدي المريئي.

• ما ينبغي عليك فعله: إذا كنت تشك في أن ارتجاع المريء يقف خلف الأعراض التي تعانيها، عليك الحديث إلى مقدم للرعاية الأولية، أو طبيب أنف وأذن وحنجرة. في هذا السياق، يشرح د. بهاتاشاريا أنه: «نوصي عادةً بأن يجرب الشخص أدوية حرقة المعدة لمدة أربعة أسابيع، مثل أوميبرازول، التي لا تستلزم وصفة طبية، وإجراء تغييرات مؤقتة في نمط الحياة لتجنب مسببات حرقة المعدة».

ويضيف: «إذا تحسنت الأعراض بعد أربعة أسابيع، فهذا مؤشر قوي على احتمال الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي».

أعراض الفم أو الأسنان

لدى بعض الأشخاص، قد تبدو أعراض الارتجاع المعدي المريئي أشبه بمشكلات الفم، أو الأسنان.

ويقول د. تيان جيانغ، اختصاصي تعويضات الأسنان بقسم سياسة صحة الفم وعلم الأوبئة في كلية طب الأسنان بجامعة هارفارد: «إذا وصل الحمض إلى فمك، فقد تصاب بتقرحات في الفم، أو تآكل في أسنانك، أو تجاويف. يمكن أن تنشأ التجاويف بسبب الحمض، أو أدوية حرقة المعدة السكرية، أو نظامك الغذائي، أو تردي مستوى نظافة الفم، أو مزيج من هذه العوامل. كما يمكن أن يؤدي الارتجاع الحمضي إلى خلق طعم مرير أو معدني في الفم.

• ما ينبغي عليك فعله: إذا كنت تشك في أن الارتجاع الحمضي يصل إلى فمك، احرص على شطف الفم بشكل متكرر بالماء لتحييده، وحماية اللثة، والأنسجة الرخوة، والأسنان.

وهنا، ينصح د. جيانغ بما يلي: «انتظر 30 دقيقة بعد الوجبات، أو بعد اكتشاف الارتجاع قبل أن تنظف أسنانك، لأن هذا يسمح للعابك - والماء الذي تشطف به أو تشربه - بتحييد حموضة الفم. قبل تنظيف أسنانك بالفرشاة مباشرة، اشطف أسنانك بالماء لإزالة الحمض أولاً، حتى لا يلامس الحمض أسنانك عن طريق الخطأ، ويسبب تآكلها بشكل أكبر. واحرص على تنظيف أسنانك لدى الطبيب مرتين على الأقل في السنة».

الوخز بالأنف والطعم المر بالفم والصوت الأجش والسعال الجاف من أعراضها

استراتيجيات نمط الحياة لمكافحة حرقة المعدة

عادات نمط الحياة تلعب دوراً مهماً في تجنب حرقة المعدة. لذا حاول اتباع أكبر عدد ممكن من هذه الخطوات:

- تجنب الأطعمة والمشروبات التي يبدو أنها تثير أعراض حرقة المعدة، مثل أي شيء حار مفلفل، أو دهني، أو مقلي، أو حمضي (مثل صلصة الطماطم، أو الحمضيات). وتجنب كذلك الأطعمة التي تحتوي على البصل، أو الثوم، والمشروبات الكحولية، والغازية، وأي مشروبات تحتوي على الكافيين، مثل القهوة، أو الشاي، أو الشوكولاته.

- تناول وجبات أصغر حجماً.

- احرص على البقاء في وضع منتصب مستقيم لمدة ساعتين، على الأقل، بعد تناول الوجبات.

- تجنب الأكل أو الشرب (خاصة الكحوليات) في وقت متأخر من الليل.

- عليك النوم على وسادة طبية.

- توقف عن التدخين.

- احرص على إنقاص وزنك، إذا كنت بحاجة إلى ذلك.

• رسالة هارفارد الصحية خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

علوم 10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

تعديلات بسيطة على روتينك اليومي تُسهم في حماية مراكز التحكم في جسمك ومنع التدهور المعرفي

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
يوميات الشرق النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين علاج أمراض القلب (جامعة هارفارد)

الذكاء الاصطناعي لعلاج أمراض القلب بشكل أدق

طوَّر باحثون من جامعة كوين ماري في بريطانيا أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة، قادرة على إنشاء نماذج رقمية دقيقة لأنسجة القلب المتليفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

التقدم في السن بشكل صحي لا يعتمد على الحظ، بل على الخيارات اليومية. فكيف نتقدم في السن بشكل صحيح وصحي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
TT
20

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)
دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية. وبيّنت أن الأطفال في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا هم الأكثر عرضة للخطر.

تتطور مقاومة المضادات الحيوية عندما تتطور الميكروبات المسببة للعدوى بطريقة تجعل المضادات الحيوية لا تعمل. وقد تم تحديدها كواحدة من أكبر التهديدات الصحية العامة التي تواجه سكان العالم، وفقاً لموقع «بي بي سي».

واستند مُعدّا الدراسة على بيانات من مصادر متعددة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية (WHO) والبنك الدولي، وخلصا إلى أن هناك أكثر من 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال في عام 2022 مرتبطة بالعدوى المقاومة للأدوية. وقد يكون الرقم تفاقم بسبب تأثير جائحة «كوفيد - 19».

زيادة استخدام المضادات الحيوية

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج أو الوقاية من مجموعة كبيرة من العدوى البكتيرية، من التهابات الجلد إلى الالتهاب الرئوي.

وتُعطى المضادات الحيوية أحياناً كإجراء احترازي للوقاية من العدوى بدلاً من علاجها، على سبيل المثال إذا كان الشخص يخضع لعملية جراحية أو يتلقى علاجاً كيميائياً للسرطان.

والمضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على العدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو «كوفيد».

لكن بعض البكتيريا طورت الآن مقاومة لبعض الأدوية، بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو استخدامها بشكل غير مناسب، في حين تباطأ الوصول إلى مضادات حيوية جديدة بشكل كبير، لأنها عملية طويلة ومكلفة.

يشير المؤلفان الرئيسيان للتقرير، الطبيبة يانهونغ جيسيكا من «معهد مردوخ لأبحاث الأطفال» في أستراليا، والبروفسور هيرب هارويل من «مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة»، إلى زيادة كبيرة في استخدام المضادات الحيوية التي من المفترض أن يتم استخدامها فقط في حالات العدوى الأكثر خطورة.

وبين عامي 2019 و2021، زاد استخدام «المضادات الحيوية الاحتياطية»، وهي أدوية ذات مخاطر عالية للمقاومة، بنسبة 160 في المائة في جنوب شرقي آسيا، و126 في المائة في أفريقيا.

وخلال الفترة نفسها، ارتفع استخدام «المضادات الحيوية الاحتياطية»، وهي العلاجات التي تستخدم ضد العدوى الشديدة المقاومة للأدوية المتعددة، بنسبة 45 في المائة في جنوب شرقي آسيا، و125 في المائة في أفريقيا.

تضاؤل الخيارات

ويحذر مؤلِّفا الدراسة من أنه إذا طورت البكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية، فلن يكون هناك سوى القليل من البدائل، إن وجدت، لعلاج الالتهابات المقاومة للأدوية المتعددة.

وقدم هارويل النتائج في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في فيينا، هذا الشهر.

ويقول: «مقاومة مضادات الحيوية مشكلة عالمية؛ فهي تؤثر في الجميع. لقد قمنا بهذا العمل للتركيز على الطريقة غير المتناسبة التي تؤثر بها مقاومة مضادات الميكروبات على الأطفال».

وتابع: «نحن نقدر عدد وفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم بثلاثة ملايين حالة وفاة مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات».

هل هناك حل لمقاومة مضادات الميكروبات؟

تصف «منظمة الصحة العالمية» مقاومة مضادات الميكروبات بأنها واحدة من أخطر التهديدات الصحية العالمية التي نواجهها، لكن البروفسور هارويل متحدثاً من فيينا، حذر من عدم وجود إجابات سهلة.

وقال إنها «مشكلة متعددة الأوجه تمتد إلى جميع جوانب الطب، بل وحياة الإنسان في الواقع».

وأضاف أن «المضادات الحيوية منتشرة في كل مكان حولنا، وينتهي بها المطاف في طعامنا وبيئتنا. وبالتالي فإن التوصل إلى حل واحد ليس بالأمر السهل».

ويضيف أن أفضل طريقة لتجنب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية هي تجنب العدوى تماماً، مما يعني الحاجة إلى مستويات أعلى من المناعة والصرف الصحي والنظافة.

وتابع: «سيكون هناك المزيد من استخدام المضادات الحيوية، لأن هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إليها، ولكننا بحاجة إلى التأكد من استخدامها بشكل مناسب واستخدام الأدوية الصحيحة».

وقالت الدكتورة ليندسي إدواردز، المحاضرة البارزة في علم الأحياء الدقيقة في كلية «كينغز كوليدج» بلندن، إن الدراسة الجديدة «تمثل زيادة كبيرة ومقلقة مقارنة بالبيانات السابقة».

واختتمت: «يجب أن تكون هذه النتائج بمثابة جرس إنذار لقادة الصحة العالمية. فمن دون اتخاذ إجراءات حاسمة، يمكن لمقاومة مضادات الميكروبات أن تقوّض عقوداً من التقدم في مجال صحة الطفل، لا سيما في المناطق الأكثر ضعفاً في العالم».