ألم حرقة المعدة... أسباب وحلول

خطوات لتقليل المعاناة منها

ألم حرقة المعدة... أسباب وحلول
TT

ألم حرقة المعدة... أسباب وحلول

ألم حرقة المعدة... أسباب وحلول

تشير الإحصائيات الطبية إلى أن ما بين 10 إلى 20 في المائة من البالغين يعانون بشكل مزمن من تكرار الشعور بحرقة المعدة Heartburn، وأن 80 في المائة منهم، تزداد معاناتهم المؤلمة في الليل، مما يعيق قدرتهم على النوم. وهذا ما يتسبب في أن 40 في المائة منهم يعانون في اليوم التالي من البطء والنعاس وقلّة النشاط وضعف الأداء الوظيفي.

حرقة الليل
وكان أطباء كليفلاند كلينك قد طرحوا على موقعهم الإلكتروني هذا الأمر، في مقالتهم بعنوان: «لماذا تبدو الحموضة المِعَدية أسوأ في الليل؟». وقالوا: «إذا كنت تعاني من الحموضة المِعَدية، فإنك تعلم أن الإحساس بالحرقان في صدرك يكون دائماً مزعجاً. لكن قد تتساءل لماذا غالباً ما يبدو الأمر أسوأ عندما تحاول الحصول على قسط من النوم. ولماذا تزداد احتمالية اشتعاله ليلاً؟». وأجاب الدكتور سكوت جابارد، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي بكليفلاند كلينك، مباشرة بقوله: «ألقي اللوم على القوة الطبيعية للجاذبية الأرضية. إن الأمر ليس في صالحك عندما تكون مستلقياً. فالجاذبية الأرضية عندما تجلس أو تقف، تساعدك على تحريك طعامك عبر المريء وإلى المعدة، حيث يحدث الهضم. أما عندما تكون مستلقياً، فستفقد مساعدة الجاذبية في السماح للمريء بتنظيف نفسه من الطعام وعصارة الصفراء وأحماض المعدة. وهذا يمكن أن يتسبب بحدوث الحموضة المريئية». وأضاف: «وفي حين أن معاناة كل شخص مع حرقة المعدة تختلف قليلاً، إلا أن معظم الناس يعانون من أعراض الحموضة أثناء النهار والليل. ومع ذلك، يجد الكثيرون أنه من الصعب السيطرة عليها في الليل».
ولكن، ما الذي يتسبب أصلاً بهذا الإحساس بالحرقان، وما سبب هذه المشكلة؟
والإجابة بتفاصيلها تحمل جوانب غاية في التعقيد، إلا أنه يُمكن «تبسيطها» بطريقة تُعين على فهم آلية نشوء المشكلة بالأصل، وآلية تهيّج نوبات حرقة المعدة في الأوقات والظروف المختلفة. عندما نأكل، يمر الطعام عبر الحلق ومن خلال المريء، وصولاً إلى المعدة. وتتحكم عضلة حلقية عاصرة Sphincter (العضلة العاصرة للمريء السفلية) في الفتحة بين المريء والمعدة. وهذه الفتحة تظل مغلقة بإحكام إلا عند ابتلاع الطعام أو شرب السوائل، فإنها ترتخي ليعبر الطعام والسوائل، ثم تنقبض. وبالتالي يبقى المريء نقياً وخالياً من الطعام أو عصارات المعدة الحمضية. ولكن عندما تفشل هذه العضلة في الانغلاق بعد مرور الطعام، يمكن أن تنتقل المحتويات الحمضية من المعدة إلى المريء. ووجود حمض المعدة في الجزء السفلي من المريء، يتسبب في الإحساس بالحرقان. ويصف الأطباء هذه الحركة إلى الوراء، على أنها «ترجيع»، أو مرض الارتداد المعدي المريئي GERD.

خطوات وقائية
ولأن الإحصائيات الطبية تشير إلى أن نحو ما بين 10إلى 20 في المائة من البالغين يعانون من حرقة المعدة المزمنة، فإن مشكلة مزمنة وشائعة كهذه لا يكون حلّها والتغلب عليها في ساعات الليل عند ظهور الأعراض. بل الأمر يتطلب بذل جهد بشكل خطة معالجة تشمل عدة محاور، وصولاً إلى إزالة المعاناة منها فجأة وفي أوقات مزعجة، كساعات الليل. ووفق ترتيب الأهمية في تفاقم المشكلة والأهمية في التخفيف منها، فإن تلك المحاور تشمل:
- خفض الوزن.
- الامتناع عن التدخين.
- تناول وجبات أصغر حجماً وأقل دهوناً، خاصة في الوقت المتأخر من اليوم.
- تناول وجبة العشاء في وقت مبكر، قبل نحو 3 ساعات من الذهاب للنوم.
- تناول الأدوية التي تُخفّض بدرجة مؤثرة من إفراز المعدة للأحماض.
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تتسبب بضعف انقباض العضلة العاصرة أسفل المريء.
- النوم باستخدام وسادة أعلى لرفع الرأس والصدر أكثر قليلاً من المعتاد.
- تجنب ارتداء ملابس ضيقة أو شدّ الحزام على البطن بقوة.
- تقليل الاستلقاء على الظهر، وخاصة بعد تناول وجبات الطعام. ويعتبر كل من السمنة Obesity وزيادة الوزن Overweight وتقلبات الوزن Weight Fluctuation ارتفاعاً وانخفاضاً، هي من العوامل الرئيسية في التسبب بحرقة المعدة وفي الارتداد المعدي المريئي. وذلك نتيجة لعوامل عدة. منها عوامل ميكانيكية، نتيجة تسبب سمنة البطن في الضغط على المعدة وإجبار حصول تسريب أحماضها إلى المريء. وكذلك عوامل وظيفية، نتيجة تسبب السمنة بإبطاء إفراغ المعدة Gastric Emptying لما تحتويه من أطعمة وسوائل، إلى الأمعاء الدقيقة.
وهناك أيضاً عامل تأثير السمنة المباشر على ضعف انقباض العضلات، والتي منها العضلة العاصرة في أسفل المريء LES. والتي منها أيضاً عضلة الحجاب الحاجز التي تضعف قدرتها على الإحاطة واحتواء محيط فوهة المعدة. إضافة إلى عامل تسبب السمنة بزيادة إفراز أحماض المعدة نفسها. ولهذه الآليات وغيرها، تعتبر الأوساط الطبية أن خط المعالجة الأول هو خفض وزن الجسم والمحافظة عليه ومنع التقلبات فيه. وأن خفض وزن الجسم لدى البدناء، ولو بمقدار لا يتجاوز 10 في المائة، له تأثيرات واضحة في تخفيف المعاناة من حرقة المعدة. وكلما زاد خفض الوزن، زاد التحسن. ومع ذلك، إذا كان الشخص غير بدين ويعاني من حرقة في المعدة، فلا ينصح بخفض الوزن.

«تعديل» الوجبات
وخط المعالجة التالي في الأهمية، يتمثل في «تعديلات» سلوكية في تناول وجبات الطعام. وتحديداً أربعة عناصر، هي: تناول وجبات صغيرة الحجم وقليلة المحتوى بالطاقة ومتدنية المحتوى من الدهون. وفي هذا يقول الدكتور من كليفلاند كليك: «تناول وجبات أصغر حجماً وأقل دهوناً، خاصة في وقت المساء. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة المزمنة، فإن الوجبة التي تقل عن 500 كالوري من السعرات الحرارية والمحتوية على أقل من 20 غراماً من إجمالي الدهون، تعتبر مثالية».
وضمن جانب آخر يُضيف: «انتظر ثلاث ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل النوم. تستغرق المعدة أربع إلى خمس ساعات لإفراغ الوجبة بالكامل، لذا امنحها ثلاث ساعات على الأقل».
وهناك جانب ثالث، يتمثل في مدى احتواء الوجبات على الأطعمة التي تتسبب بارتخاء العضلة العاصرة بأسفل المريء. وتحديداً، تقليل تناول أنواع مختلفة من البهارات، وتحاشي الأطعمة الممزوجة بالفلفل الحار، أو الممزوجة ببلسمك الخلّ أو حامض الليمون، وكذلك الخضراوات من فئة البصل والثوم والكُرّاث، وتخفيف تناول النعناع والأطعمة السكرية والشوكولاته، وتقليل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين. وهناك أنواع من الأطعمة تختلف في تأثيراتها، كالطماطم، الذي يتسبب المطهو منه، وصلصات الطماطم، في زيادة الشعور بحرقة المعدة. بينما تكون الطماطم الطازجة في السلطات مثلاً، أقل تسبباً بتلك المعاناة.
والجانب الرابع يتمثل في مضغ الطعام جيداً، وتصغير حجم لُقيمات الطعام، والتأني في تتابع تناول وجبة الطعام.
 

تناول الأدوية لتخفيف حرقة المعدة

> يفيد الأطباء من «مايو كلينك» أن الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، يمكن أن تساعد في تخفيف حرقة المعدة. وأضافوا أنها: تتضمن من الخيارات ما يلي:
 - مضادات الحموضة، التي تساعد في معادلة حمض المعدة. قد تخفف مضادات الحموضة حدة الحالة بسرعة. ولكن لا يمكنها علاج المريء الذي تضرر بسبب حمض المعدة.
- حاصرات مستقبلات H2. التي يمكن أن تقلل إفراز حمض المعدة. ورغم أنها لا تعمل بسرعة مثل مضادات الحموضة، فإنها قد توفر راحة لمدة أطول.
- مثبطات مضخات البروتون، التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من إفراز حمض المعدة. إذا لم تكن العلاجات المتاحة دون وصفة طبية فعالة أو إذا كنت تعتمد عليها كثيراً، فاستشر الطبيب. فربما تحتاج إلى دواء يُصرف بوصفة طبية أو إلى إجراء مزيد من الاختبارات.
 

التدخين والجهاز الهضمي... آثار سلبية أبعد من اضطرابات المعدة

> يمكن أن يتسبب التدخين بآثار سلبية متعددة على المعدة وعلى الأعضاء الأخرى في الجهاز الهضمي، مما يؤدي في «أبسط» حالاته إلى الشعور بالألم وعدم الراحة في البطن. وفي «أعقد» حالاته، يمكن أن يسهم الضرر الناجم عن التدخين في الإصابات بقرحة المعدة ومرض كرون CD والإصابة بالسرطان في العديد من أعضاء الجهاز الهضمي.
وبالمقابل، يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في تقليل أعراض بعض هذه الحالات أو منع تفاقمها.
وللتوضيح، فإن التدخين يؤثر على القدرات «الوظيفية» للجهاز الهضمي، مما يعيق إتمام تعامل الجهاز الهضمي مع الطعام الذي يتناوله المرء، وهضمه وامتصاص المغذيات منه، وما يُعيق أيضاً «سكون» الجهاز الهضمي فيما بين الوجبات. وأولى مظاهر ذلك آلام المعدة. وفي دراسة بعنوان «يرتبط التدخين بالعديد من أعراض الجهاز الهضمي الوظيفية»، تم نشرها في عدد 10 مايو (أيار) 2016 من المجلة الاسكندنافية لأمراض الجهاز الهضمي Scandinavian Journal of Gastroenterology، أفاد باحثون من جامعة لوند في مالمو بالسويد أن: «يرتبط التدخين بآلام البطن الوظيفية، وبانتفاخ البطن Bloating الوظيفي، والإمساك وصعوبات الإخراج الوظيفية».
وإضافة إلى الجانب «الوظيفي»، يتسبب التدخين باضطرابات «عضوية» في أجزاء الجهاز الهضمي. وفي دراسة نشرت ضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2018 من مجلة آفاق علم المناعة Frontiers of Immunology، قال باحثون من جامعة كاتوليكا دي تشيلي في سانتياغو إن: «تدخين السجائر هو عامل خطر رئيسي لاضطرابات الجهاز الهضمي، مثل القرحة الهضمية ومرض كرون والعديد من أنواع السرطان. والتدخين لأكثر من عامين يمكن أن يزيد من إفراز حمض المعدة، ويسبب أيضاً تغيرات في القناة الهضمية تزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة أو السرطان. وتشمل الآليات المقترحة لشرح دور التدخين في هذه الاضطرابات تلف الغشاء المخاطي، والتغيرات في تروية المعدة والأمعاء بالدم، وضعف الاستجابة المناعية للغشاء المخاطي». وفي دراسة أخرى نشرت في عدد 19 فبراير (شباط) 2021 من مجلة أي سينس، أفاد باحثون من جامعة كاليفورنيا، أن السجائر الإلكترونية تضعف حاجز القناة الهضمية Gut Barrier (الفاصل فيما بين خلايا بطانة القناة الهضمية ومكونات الأطعمة التي يتناولها المرء)، وهو ما يرفع من احتمالات التسبب بالالتهابات والحساسية داخل القناة الهضمية. وقالوا: «وبالنظر إلى أهمية وجود حاجز سليم في المعدة والأمعاء، وتأثير التهاب الغشاء المخاطي في المعدة والأمعاء على العديد من الأمراض المزمنة، فإن هذه النتائج ذات صلة على نطاق واسع بكل من الطب والصحة العامة». وللتوضيح أكثر، فإن للتدخين تأثيرات واسعة النطاق على الجهاز الهضمي يمكن أن تؤدي إلى عدة حالات. وتشير الأدلة العلمية إلى أن هذه تشمل:
- ثبيط نشاط عمليات تصنيع طبقة المخاط، المادة التي تساعد على حماية الأمعاء من الالتهابات.
- تغيير تكوين المخاط.
- إحداث خلل في المجتمع البكتيري في الأمعاء بين السلالات المفيدة والضارة.
- زيادة موت الخلايا في الأنسجة المبطنة للأمعاء.
 - زيادة نشاط عمليات الالتهاب.
وفي المعدة بالذات، يتسبب التدخين بارتفاع احتمالات حصول كل:
- زيادة إنتاج المعدة للأحماض، مما يرفع من احتمالات التسبب بقروح والتهابات المعدة والاثنا عشر.
- ارتخاء العضلة العاصرة في أسفل المريء، مما يتسبب في ارتداد أحماض المعدة إلى المريء.
- ضعف تعامل الجسم مع جرثومة المعدة الحلزونية، ذات الصلة المباشرة بقروح والتهابات المعدة.
- ارتفاع احتمالات حصول تغيرات في خلايا المعدة، وربما تطورها إلى خلايا سرطانية.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الفواكه والخضراوات تساعد على انتظام عملية الهضم خلال الشتاء (جامعة ماريلاند)

أطعمة ضرورية في الشتاء لتعزيز المناعة وصحة الأمعاء

غالباً ما يرتبط فصل الشتاء بالأطعمة المريحة والعادات الهادئة، وأحياناً ببعض السلوكيات غير الصحية. ومع ذلك، يُعد هذا الموسم فرصة مثالية لإعادة التركيز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)

دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

تعرف الفوائد الصحية للسردين والأسماك الدهنية على نطاق واسع، فمحتواها العالي من الدهون غير المشبعة يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
TT

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم يومياً من النوبات القلبية، وقد تكون أسباب ذلك متوقعة، مثل ارتفاع ضغط الدم المتكرر وأمراض القلب والكولسترول، وحتى نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق وعادات مثل التدخين والأنماط الغذائية السيئة.

ولكن تبرز أيضاً أسباب غير متوقعة للنوبات القلبية، أبرزها، حسب موقع «ويب ميد»:

1- قلة النوم

ستشعر بالضيق والتعب إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم بانتظام، ولكن ذلك قد يزيد أيضاً من خطر إصابتك بنوبة قلبية. في إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون عادةً أقل من 6 ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف مقارنةً بمن ينامون من 6 إلى 8 ساعات. لا يعرف الأطباء السبب الدقيق لذلك، لكنهم يعلمون أن قلة النوم قد ترفع ضغط الدم وتؤدي إلى التهابات، وكلاهما ضار بصحة القلب.

2- الصداع النصفي

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنةً بمن لا يعانون منه. ويبدو أن الصداع النصفي المصحوب بهالة - أي رؤى أو أصوات أو أحاسيس غريبة تبدأ قبل بدء الصداع - يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاكل القلب.

3- الطقس البارد

يُشكّل البرد صدمةً للجسم. فالتواجد في الخارج خلال أشهر الشتاء قد يُؤدي إلى تضييق الشرايين، مما يُصعّب وصول الدم إلى القلب. إضافةً إلى ذلك، يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر للحفاظ على دفء الجسم. إذا كنت قلقاً بشأن ذلك، فتوخَّ الحذر في درجات الحرارة المنخفضة، وقلّل من النشاط البدني الشاق، مثل جرف الثلج.

4- تلوث الهواء

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية مع ارتفاع مستويات تلوث الهواء. فالأشخاص الذين يتنفسون هواءً ملوثاً بانتظام أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب. وقد يكون الجلوس في زحام المرور خطيراً بشكل خاص؛ لأنه قد يجمع بين عوادم السيارات والغضب أو الإحباط.

5- وجبة دسمة وكبيرة

فكّر ملياً قبل تناول المزيد، فقد لا يقتصر ضررها على زيادة محيط خصرك فقط. فتناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يرفع مستويات هرمون النورأدرينالين، وهو هرمون التوتر، في الجسم. وهذا بدوره قد يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وقد يُسبب نوبات قلبية لدى البعض. كما أن الوجبات الدسمة جداً قد تُسبب ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة نوع معين من الدهون في الدم، مما قد يُلحق ضرراً مؤقتاً ببعض الأوعية الدموية.

6- المشاعر القوية: سلبية كانت أم إيجابية

يُعرف الغضب والحزن والتوتر بأنها عوامل مُحفزة لمشاكل القلب، ولكن قد تؤدي الأحداث السعيدة أحياناً إلى نوبة قلبية أيضاً. ويمكن أن تُحفزها المشاعر المصاحبة لحفلة عيد ميلاد مفاجئة، أو حفل زفاف، أو ولادة حفيد.

7- الإجهاد المفاجئ أو الشديد

يُساعد الحفاظ على لياقتك البدنية على حماية قلبك على المدى الطويل، ولكن الإفراط في ذلك قد يكون خطيراً. نحو 6 في المائة من النوبات القلبية تحدث نتيجة الإجهاد البدني الشديد. ورغم أنك ربما سمعت أن الرياضة وسيلة جيدة لتخفيف التوتر، فمن المهم جداً عدم الإفراط فيها عند الشعور بالغضب أو الانزعاج.

8- الزكام أو الإنفلونزا

عندما يقاوم جهازك المناعي جرثومة، قد يُسبب ذلك التهاباً يُلحق الضرر بالقلب والشرايين. في إحدى الدراسات، كان الأشخاص المصابون بعدوى الجهاز التنفسي أكثر عرضةً للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف. لكن مستوى الخطر لديهم عاد إلى طبيعته بعد شفائهم من العدوى ببضعة أسابيع. كما ترتفع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية خلال فترات تفشي الإنفلونزا، وهذا سبب وجيه آخر لتلقي لقاح الإنفلونزا.

9- الربو

تزداد احتمالية إصابتك بنوبة قلبية بنسبة 70 في المائة تقريباً إذا كنت تعاني من هذا المرض الرئوي. حتى مع استخدامك لجهاز الاستنشاق للسيطرة عليه، يبقى خطر إصابتك أعلى من المعتاد. بسبب الربو، قد تميل أيضاً إلى تجاهل ضيق الصدر، الذي قد يكون علامة مبكرة على نوبة قلبية. لا يعرف الأطباء ما إذا كانت مشاكل التنفس تُسبب النوبات القلبية أم أنها ببساطة ناتجة عن سبب مشترك: الالتهاب.

10- النهوض من السرير صباحاً

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية في الصباح؛ إذ يُفرز الدماغ كمية كبيرة من الهرمونات في الجسم لتنشيطه، مما يُشكل ضغطاً إضافياً على القلب. كما قد يُعاني الشخص من الجفاف بعد نوم طويل، مما يزيد من جهد القلب.

11- الكوارث

أظهرت الدراسات أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع بعد الكوارث الكبرى كالزلازل والهجمات الإرهابية، ليس فقط مباشرةً بعدها، بل حتى بعد مرور بضع سنوات. قد لا يكون بالإمكان تجنب هذه المواقف، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لإدارة التوتر بعد وقوعها، كالحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة.

12- الرياضات الجماهيرية

قد تؤدي ممارسة الرياضة، وكذلك مشاهدتها، إلى الإصابة بنوبة قلبية. ففي عام 2006، ارتفعت حالات النوبات القلبية في ألمانيا بشكل ملحوظ خلال مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم. وبعد مباراة السوبر بول عام 1980، زادت حالات النوبات القلبية المميتة في لوس أنجلوس عقب خسارة فريق رامز.

13- الكحول

الإفراط في شرب الكحول قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ويزيد من أنواع معينة من الكولسترول الضار، ويؤدي إلى زيادة الوزن، وكلها عوامل تضر بالقلب. كما أن هناك عواقب قصيرة المدى؛ فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ليلة واحدة من الإفراط في الشرب قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال الأسبوع التالي.

14- القهوة

للقهوة فوائدها ومضارها. يرفع الكافيين ضغط الدم لفترة وجيزة، مما قد يُسبب نوبة صرع، خاصةً إذا لم تكن تشربها بانتظام أو كنت مُعرضاً لخطر الإصابة بها لأسباب أخرى. عموماً، لا يبدو أن شرب كوب أو كوبين يومياً ضار.


هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
TT

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون، ويُعالج كل شيء من آلام المفاصل إلى تقلبات المزاج.

لكن الحقيقة، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيداً.

أفادت الدكتورة هيذر ماسي، الأستاذة المشاركة في علم البيئة القاسية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة بورتسموث البريطانية: «هناك الكثير ممن يُؤمنون بفاعلية التعرض للحرارة والبرودة، لكننا لا نملك حتى الآن أدلة كافية تُؤكد فوائدها بشكل قاطع».

وتُوضح أن أجسامنا «مذهلة» في الحفاظ على استقرار درجة حرارتها الداخلية، التي تتراوح عادةً بين 36.5 و37 درجة مئوية.

وفي حياتنا اليومية، نادراً ما نُعرّض هذا النظام للخطر؛ إذ نقضي فترات طويلة في أماكن مُدفأة أو مُكيّفة.

وتُضيف أن تسخين الجسم أو تبريده يُسبب ضغطاً طفيفاً، قد يُحفز استجابات تكيفية أو وقائية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

العلم وراء الساونا

تكمن جاذبية الساونا في هذه الفكرة، حيث نادراً ما تخلو منها الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية هذه الأيام.

بالنسبة للبعض، تُعدّ الساونا مكافأة بعد التمرين، بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي للبعض الآخر، ويُقسم الكثيرون بفوائدها، مُقتنعين بأنّ 15 دقيقة من الحرارة الشديدة تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الجسم والعقل.

ولا شكّ في أنّها تُشعِر بالراحة.

قالت الدكتورة ماسي: «عندما تجلس في الساونا وتتعرّق، قد تشعر بمزيد من الاسترخاء والحرية، وتزداد مرونتك، وقد تخفّ آلامك قليلاً... إذن، هناك بالتأكيد بعض الفوائد لاستخدام الساونا، لكن السؤال هو: هل هذه فائدة صحية طويلة الأمد أم أنها فائدة نفسية في المقام الأول؟».

أوضحت ماسي أن دراسة حديثة أجريت على أشخاص خضعوا لجلسات متكررة في أحواض المياه الساخنة، وأظهرت النتائج تغيرات في مستويات الأنسولين وضغط الدم.

وأضافت: «بدأنا بدراسة ما إذا كان تسخين الجسم قد يُفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة».

مع ذلك، تحثّ على توخي الحذر عند إطلاق ادعاءات صحية جريئة؛ إذ لا تزال الأدلة العلمية الموثوقة محدودة.

شرحت: «لم نُجرِ تجربة سريرية حقيقية للساونا. أعتقد أننا سنكتشف فوائد في المستقبل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وأكدت أنه من المعقول حالياً الاستمتاع بهذه العادة لما تُضفيه من شعور، دون افتراض أنها طريق مختصر ومضمون لتحسين الصحة.

وإذا قررت تجربة الساونا أو أحواض المياه الساخنة، تنصح الدكتورة ماسي بالحذر، والبدء تدريجياً، واستشارة طبيبك أولاً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو كنتِ حاملاً.

ماذا عن السباحة في الماء البارد؟

يُفضّل البعض تجربة عكس ذلك تماماً.

تزداد شعبية مجموعات السباحة في الماء البارد، حيث باتت السباحة في الصباح الباكر مشهداً مألوفاً على الشواطئ والبحيرات والأنهار.

تمارس الدكتورة ماسي، التي سبحت في القناة الإنجليزية وشاركت في بطولة العالم للسباحة في الجليد، السباحة في الماء البارد مرة واحدة أسبوعياً، لكنها لا تمكث فيه سوى بضع دقائق.

تجد الأمر «مؤلماً» في البداية، لكن تلك الصدمة الأولية هي ما يسعى إليه الناس.

تشرح قائلة: «عند الغطس لأول مرة، ينتابك شعورٌ بالاختناق اللاإرادي وتسارع في التنفس». يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتزداد هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وتضيف: «تصل هذه الاستجابة إلى ذروتها بعد نحو 30 ثانية، ثم تتلاشى بسرعة كبيرة».

يُقلل التعرض المتكرر من استجابة الصدمة، وبعد عدة مرات، يمكن تقليلها بنسبة 50 في المائة تقريباً.


الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
TT

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع. وبينما تُعتبر العلاجات النفسية وتغييرات نمط الحياة، وأحياناً الأدوية، عناصر أساسية في إدارة القلق، فإن صحة الأمعاء تُعدُّ جانباً غالباً ما يُغفل عنه.

وتزداد الأدلة التي تُشير إلى أن توازن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في الأمعاء -المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، ولا سيما حالات القلق والاكتئاب، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

وعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن الأفراد الذين يعانون من القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات، واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء.

وعندما يختل توازن الأمعاء، قد يُساهم ذلك في حدوث التهاب، ويُعطِّل إنتاج النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مثل السيروتونين. لذا، فإن دعم صحة الأمعاء قد يُساعد في تخفيف أعراض القلق وتحسين الصحة النفسية العامة.

وفيما يلي بعض الطرق المُستندة إلى الأدلة لتحسين صحة الأمعاء، والتي قد تُساعد أيضاً في دعم التوازن العاطفي:

اختر الأطعمة الكاملة المفيدة للأمعاء

يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في صحة ميكروبيوم الأمعاء. فالأطعمة المُصنَّعة بكثرة، والسكريات المُضافة، والدهون المُشبعة، تُغذي البكتيريا الضارة، وتُعزز الالتهابات، وهما عاملان قد يُؤثران سلباً على الصحة النفسية.

فحاول استبدال الأطعمة الكاملة بالأطعمة فائقة المعالجة، والغنية بالسكريات والدهون.

وتشمل هذه الأطعمة:

الأطعمة الغنية بالألياف: البروكلي، والكرنب، والشوفان، والبازلاء، والأفوكادو، والكمثرى، والموز، والتوت، فهي غنية بالألياف التي تُساعد على الهضم الصحي.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية: سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان، فهي غنية بأحماض «أوميغا 3» التي قد تُساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الهضم.

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك

يعتمد توازن ميكروبيوم الأمعاء على كلٍّ من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) والبريبيوتيك (الألياف التي تغذيها). ويمكن أن يساعد تناول مزيج من كليهما في دعم التنوع الميكروبي، المرتبط بصحة عقلية وهضمية أفضل.

من طرق إدخال البروبيوتيك والبريبيوتيك في نظامك الغذائي ما يلي:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك: مخلل الملفوف، والكفير، والكيمتشي، والكومبوتشا، وخل التفاح، والكفاس، والزبادي عالي الجودة.

أطعمة غنية بالبريبيوتيك: الجيكاما، والهليون، وجذر الهندباء البرية، وأوراق الهندباء، والبصل، والثوم، والكراث.

مارِس عادات هضم صحية

لا يقتصر دعم الهضم على ما تأكله فحسب؛ بل تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في صحة الأمعاء والصحة النفسية.

حافظ على رطوبة جسمك: يساعد الماء على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام بوعي: تناول الطعام ببطء وفي جو هادئ يُحسِّن الهضم ويُخفف التوتر.

مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يدعم انتظام حركة الأمعاء ووظائفها.

احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم تُخلُّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد من القلق. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.