هل يمكن أن تسبب اللحوم المشوية السرطان ؟

عندما يتم تسخين اللحوم إلى درجات حرارة عالية، وخاصة على اللهب المكشوف، يتم إنتاج الأمينات الحلقية غير المتجانسة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. فقد ثبت أن هذه المكونات تغير الحمض النووي، ما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs وPAHs

يتم إنشاء هذه المركبات عندما تتفاعل الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للبروتينات والسكريات والكرياتين، وهي مادة موجودة في العضلات، عند درجات حرارة عالية.

وتتشكل HCAs بشكل أساسي أثناء طرق الطهي ذات درجات الحرارة العالية مثل القلي أو الشوي.

الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات

وفقا للمعهد الوطني للسرطان، تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحوم المشوية مباشرة فوق اللهب المكشوف على النار، ما يسبب النيران. وتحتوي هذه النيران على الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي تلتصق بعد ذلك بسطح اللحم.

يمكن أيضًا العثور على الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الأطعمة المتفحمة الأخرى وفي دخان الخشب والمواد العضوية الأخرى.

خطر السرطان

وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، فقد ثبت أن كلا من HCAs وPAHs يمكن أن يسبب تغييرات في الحمض النووي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

وقد ربطت الأبحاث بشكل خاص هذه المواد الكيميائية بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والبروستاتا. ومع ذلك، فإن الخطر يتأثر بالكمية المستهلكة وطرق الطهي المستخدمة.

ليس كل من يستهلك اللحوم المشوية يصاب بالسرطان، لكن الاستهلاك المتكرر على مدى فترة طويلة يزيد من خطر الإصابة به بشكل كبير.

كيفية تقليل المخاطر

فيما يلي بعض النصائح للمساعدة في تقليل تكوين المواد الكيميائية الضارة مع الاستمرار في الاستمتاع باللحوم المشوية. وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص:

النقع

إن نقع اللحوم قبل الطهي يمكن أن يقلل من تكوين HCAs وPAHs.

يُعتقد أن بعض المكونات مثل الخل وعصير الليمون والأعشاب تشكل حاجزًا وقائيًا يقلل من كمية المواد الكيميائية الضارة.

الطهي المسبق

يمكن أن يساعد طهي اللحوم جزئيًا في الميكروويف أو الفرن أو الموقد قبل الانتهاء من طهيها على الشواية في تقليل الوقت الذي يقضيه اللحم في التعرض لدرجات حرارة عالية، وبالتالي تقليل تكوين المواد الكيميائية الضارة.

تجنب اللهب المباشر

حاول طهي اللحوم بعيدًا عن اللهب المباشر، ما يقلل من تساقط الدهون ويساعد في تقليل تكوين الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.

التقليب المتكرر

يساعد تقليب اللحوم بشكل متكرر وإبقاؤها متحركة على منع تفحمها كثيرًا.

إزالة الأجزاء المتفحمة

إن قطع الأجزاء المتفحمة من اللحوم بعد الشوي يمكن أن يقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة المحتملة.

الدهون الأقل

وتعني عددًا أقل من الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.

في هذا الاطار، يتفق العديد من الخبراء على أنه على الرغم من عدم الحاجة إلى استبعاد اللحوم المشوية أو المتفحمة تمامًا من نظامك الغذائي، فمن الحكمة تناولها بشكل معتدل واستخدام طرق الطهي التي تقلل من تكوين HCAs وPAHs.

إن دمج مجموعة متنوعة من طرق الطهي وإدراج المزيد من الأطعمة النباتية في نظامك الغذائي يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل المخاطر الإجمالية.

وفي حين أن اللحوم المشوية يمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، فمن المفيد استخدام ممارسات شواء أكثر أمانًا لتقليل التعرض للمواد الكيميائية المسببة للسرطان.

استبدال الرنجة والسردين باللحوم الحمراء قد ينقذ حياة 750 ألف شخص سنوياً

توصلت دراسة جديدة إلى أن استبدال بعض الأسماك باللحوم الحمراء، مثل الرنجة والسردين والأنشوجة، يمكن أن ينقذ حياة 750 ألف شخص سنوياً، ويساعد في معالجة أزمة المناخ.

وتربط الأدلة المتزايدة بين استهلاك اللحوم الحمراء وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض لدى البشر، بالإضافة إلى الإضرار الكبير بالبيئة.

وفي المقابل، تعتبر الرنجة والسردين والأنشوجة، والتي تعرف باسم الأسماك العلفية، ذات قيمة غذائية عالية، وصديقة للبيئة، وأكثر أنواع الأسماك وفرة في محيطات العالم، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفي حين أظهرت العديد من الأبحاث السابقة فوائد الأسماك العلفية، فإنه لم يكن من الواضح حتى الآن إلى أي مدى يمكن أن تقلل من العبء العالمي للمرض إذا تم استهلاكها بدلاً من اللحوم الحمراء، وهو الأمر الذي نظرت فيه مجموعة من الباحثين اليابانيين، والأستراليين.

وجمع الباحثون بيانات من أكثر من 130 دولة، ووجدوا أن استبدال الأسماك العلفية باللحوم الحمراء يمكن أن يمنع 750 ألف حالة وفاة سنوياً، ويقلل بشكل كبير من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي الغني باللحوم.

تناول اللحوم قد يتسبب في بعض المشكلات الصحية (إ.ب.أ)

وأضاف الباحثون أن اعتماد هذا النوع من النظام الغذائي الغني بأسماك الرنجة والسردين والأنشوجة سيكون مفيداً بشكل خاص للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تكون هذه الأسماك رخيصة الثمن، ومتوفرة، وحيث ترتفع معدلات الإصابة بأمراض القلب على وجه الخصوص.

وكتبوا في مجلة «بي إم جي غلوبال هيلث»: «لتحسين صحة الإنسان وصحة الكوكب، يجب علينا الحد من استهلاك اللحوم الحمراء، والتوجه نحو الأطعمة الصحية، والصديقة للبيئة».

وتابعوا: «مقارنة باللحوم الحمراء، لا توفر المأكولات البحرية تركيزاً أعلى من العناصر الغذائية الأساسية فحسب، بل تمنع أيضاً الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي الغني باللحوم».

وتعتبر الأسماك العلفية غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي قد يمنع تناولها أمراض القلب التاجية، فضلاً عن احتوائها على مستويات وفيرة من الكالسيوم، وفيتامين ب 12.

استبدال اللحوم بالبروتين الفطري يخفض نسبة الكوليسترول السيئ

أظهرت دراسة جديدة أن استبدال اللحوم بالبروتين المشتق من الفطريات «الميكوبروتين» يمكن أن يساعد في خفض نسبة الكوليسترول السيئ بنسبة 10 في المائة.

وفي الدراسة، تم تقسيم 72 شخصاً بالغاً يعانون زيادة الوزن ومن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى مجموعتين، الأولى شملت 39 مشاركاً تناولوا منتجات اللحوم والأسماك كجزء من نظامهم الغذائي المعتاد، في حين تناول أفراد المجموعة الأخرى، وعددهم 33 شخصاً، 180 غراماً من البروتين الفطري يومياً، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

ووجد فريق الدراسة أن أولئك الذين تناولوا البروتين الفطري بشكل يومي شهدوا انخفاضاً بنسبة 13 في المائة في مستويات الغلوكوز في الدم وانخفاضاً بنسبة 27 في المائة في تركيزات «السي بيبتيد»، وهي مادة يشير مستواها المرتفع إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ولاحظ الباحثون أن أولئك المشاركين شهدوا أيضاً انخفاضاً بمقدار 0.3 مليمول لكل لتر في مستويات الكوليسترول السيئ في دمائهم في أقل من شهر.

ويربط الأطباء الانخفاض الذي يبلغ مقداره 0.39 مليمول لكل لتر من الكوليسترول السيئ بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية بنسبة 25 في المائة.

وقال الدكتور جورج بافيس، باحث ما بعد الدكتوراه بجامعة إكستر البريطانية والذي قاد الدراسة: «أظهرت النتائج بوضوح أنه من خلال إدخال الأشخاص البروتين الفطري في نظامهم الغذائي، فإنهم قد يتمكنون من تقليل مستويات الكوليسترول لديهم بسرعة وتحسين صحتهم».

وأكد الباحثون الحاجة لإجراء مزيد من الدراسات لمعرفة ما يحدث عند استهلاك البروتين الفطري على مدى فترة أطول.

علماء: تناول اللحوم يعزز الصحة ويطيل العمر

خلال السنوات الماضية، انتشرت الدراسات التي تحذر من تناول اللحوم، مشيرة إلى أنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والضغط والسكري، بل وتضر بالكوكب.

وخلص تقرير أممي نشر قبل نحو أسبوعين إلى أن خفض استهلاك اللحوم والألبان بواقع النصف يعدُّ من بين عدد من السبل التي يمكن من خلالها أن يحد المجتمع من التلوث بالنيتروجين في الهواء والأنهار والتربة، بجانب تقييد إسهامه في تغير المناخ.

إلا أن بعض الباحثين وخبراء الصحة لفتوا إلى أن الاستغناء عن تناول اللحوم تماماً قد يضر بالصحة، وفقاً لما نقلته صحيفة «التلغراف» البريطانية.

وقالت دراسة حديثة صادرة عن جامعة إدنبرة إن الأهداف الرامية إلى تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2035 قد تزيد في الواقع من المخاطر الصحية.

وأكدت الدراسة أن اللحوم المطبوخة بعناية، التي يتم تناولها بشكل انتقائي قد تعزز الصحة، في حين أن الاستغناء تماماً عن اللحوم وعدم إيجاد مصادر بديلة للمغذيات الموجودة بها قد يتسبب في افتقار الجسم للسيلينيوم والحديد الزنك.

ومن جهته، يقول الدكتور وينبينغ يو، باحث الطب الحيوي في جامعة أديلايد في أستراليا، إن ربط الحياة الصحية بالأنظمة الغذائية النباتية هو أمر غير سليم.

وبعد أن قام هو وفريقه بفحص الآثار الصحية العامة لاستهلاك اللحوم في 175 دولة، وجد يو أن تناول اللحوم لا يؤثر سلباً على الصحة العامة، بل بالعكس، فهو يطيل متوسط العمر المتوقع.

ولفت يو إلى أن البشر يتناولون البروتين الحيواني منذ قديم الأزل، وأنهم بحاجة للعناصر الغذائية الموجودة به.

أما خبير الصحة البريطاني البروفسور جيمس غودوين، فقد قال إن اللحوم في الواقع قد تصبح مصدراً مفيداً وملائماً للتغذية بشكل متزايد مع تقدمنا في العمر.

وأوضح قائلاً: «ابتداء من منتصف العمر، تتطور عملية تسمى ضمور العضلات، أو فقدان العضلات، بنسبة 1-2 في المائة سنوياً، ومن أجل تعويض هذه الخسارة، فيجب أن يحتوي 30 في المائة من طعامك على البروتين».

وتقول أخصائية التغذية لوسي ميلر إنه «رغم أن الأشخاص يمكن أن يحصلوا على هذا البروتين من النباتات، فإن الأمر يكون أكثر تعقيداً بكثير من الحصول عليه من المصادر الحيوانية».

وأضافت: «البروتينات الحيوانية (كاملة) مما يعني أنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية التي تحتاجها أجسامنا».

ومن ناحيته، يقول استشاري أمراض القلب الدكتور نيل سرينيفاسان: «تعد اللحوم الحمراء واحدة من أفضل المصادر المتاحة للحديد والزنك وفيتامينات ب، وخاصة فيتامين ب12. وهذا يعني أن لديها القدرة على تحسين صحة القلب، لأن انخفاض مستويات الزنك يرتبط بمشكلات تشمل مرض الشريان التاجي والذبحة الصدرية، في حين أن الفيتامينات ب6 وب9 وب12 قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية».

وربطت دراسة أجريت عام 2021 بين تناول 50 غراماً من اللحوم الحمراء غير المصنعة يومياً وانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

وتعليقاً على ذلك، قال غودوين: «إن العناصر الغذائية الخمسة الأكثر أهمية للدماغ، وهي فيتامين ب12، وفيتامين د، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والزنك، والماغنيسيوم. تأتي جميعها في الغالب من مصادر حيوانية».

وتحتوي اللحوم الحمراء على نسبة أعلى من الكولسترول من الدواجن أو الأسماك، وهو السبب الرئيسي الذي جعل العلماء يتخوفون من تأثيراتها السلبية على الصحة. ومع ذلك، يشير عدد من الدراسات الآن إلى أنه مزيج الدهون والسكر والكربوهيدرات المكررة في النظام الغذائي هو الذي يؤثر على نسبة الكولسترول في الدم.

ولفت خبراء الصحة إلى أن الأضرار الصحية الضخمة ربما تنتج عن تناول اللحوم المصنعة، التي تحتوي على النترات والمواد الكيماوية التي ثبت أنها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكولسترول والسكري والسرطان.