خطوات لتحسين صحة قلبك حسب عمرك

تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم (رويترز)
تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم (رويترز)
TT

خطوات لتحسين صحة قلبك حسب عمرك

تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم (رويترز)
تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم (رويترز)

تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم حيث إنها تودي بحياة نحو 17.9 مليون شخص سنوياً.

وعلى الرغم من خطورتها، فإن العلماء وخبراء الصحة لطالما لفتوا إلى أن هناك خطوات بسيطة وتغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد في الوقاية منها بسهولة.

وفي هذا السياق، تحدثت شبكة «سي إن إن» الأميركية إلى الدكتورة ليانا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، حول الخطوات التي يمكن للأشخاص اتخاذها للحفاظ على صحة قلبهم، وذلك حسب أعمارهم.

سن المراهقة والعشرينات

تنصح وين الأشخاص في سن المراهقة والعشرينات من العمر بالبدء في الاهتمام ببناء بعض العادات الصحية، التي قالت إنها ستؤثر على صحة قلبهم على المدى الطويل.

يشمل ذلك النشاط البدني اليومي والاهتمام بتناول الطعام الصحي وتجنب التدخين والكحول وتعاطي المخدرات.

وأوضحت قائلة: «يجب على الجميع أن يهدفوا إلى ممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً من التمارين المعتدلة إلى التمارين عالية الكثافة. ولا ينبغي أن يبدو هذا وكأنه عمل روتيني، فكلما أصبح النشاط البدني جزءاً ممتعاً من يومك، زاد احتمال استمراره على مرّ السنين».

ولفتت إلى أن بحث الفرد عن الرياضة التي يحبها ويستمتع بها هو ما سيضمن له ممارستها لفترة طويلة.

وأضافت: «هذا أيضاً هو العمر المناسب للبدء في بناء عادات غذائية صحية. يتضمن ذلك استهلاك مزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والحليب والأسماك واللحوم، وتقليل استهلاك (الأطعمة السريعة) فائقة المعالجة وعدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة».

وأكدت وين أنه يجب على الأشخاص في هذه المرحلة العمرية أيضاً تجنب التدخين، مشيرة إلى أن المدخنين يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية مرتين إلى 4 مرات أكثر مقارنة بغير المدخنين.

كما لفتت إلى أن الإفراط في تعاطي الكحول له آثار ضارة على القلب، وأن استهلاك الحشيش بانتظام يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب.

الثلاثينات والأربعينات

تقول وين: «يجب على الأشخاص في ذلك العمر اتباع نظام غذائي صحي والوعي بالمخاطر المرتبطة بالتدخين والإفراط في شرب الكحول. وفيما يتعلق بممارسة الرياضة، أود أن أشير إلى دراسة حديثة وجدت أن العاملين الذين يجلسون على مكاتبهم لساعات طويلة لديهم خطر أعلى بنسبة 34 في المائة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالأشخاص الذين لا يجلسون كثيراً، ومن ثم يجب على أولئك الذين يجلسون كثيراً في العمل أن يهتموا أكثر بالنهوض بشكل متكرر خلال النهار».

وأكدت وين على ضرورة أن يهتم الأشخاص في هذا العمر بتحسين عادات النوم الخاصة بهم، وتقليل التوتر.

ويشير كثير من الأبحاث إلى أن المستويات العالية من التوتر تزيد من ضغط الدم ومن خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.

وأكد كثير من الدراسات أيضاً على أهمية النوم لصحة القلب والأوعية الدموية. وفي الواقع، تشير بعض الأبحاث إلى أن النوم قد يكون بنفس أهمية النظام الغذائي والنشاط البدني بالنسبة للقلب. فعلى سبيل المثال، كان الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات ليلاً أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، وجميعها عوامل خطر مهمة للإصابة بأمراض القلب.

الخمسينات والستينات

يزداد انتشار الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، في هذه المرحلة العمرية.

ولفتت وين على أن ضرورة تناول الأشخاص للأدوية على النحو الموصوف من قبل الأطباء، وإجراء الفحوصات اللازمة بانتظام، ومتابعة ضغط الدم، ونسبة السكر بشكل يومي.

وأضافت: «لا يعني الوصول إلى هذه المرحلة العمرية أن الأوان قد فات لبدء ممارسة التمارين الرياضية وتحسين العادات الغذائية وتقليل تعاطي المخدرات وشرب السجائر».

السبعينات والثمانينات والتسعينات وما بعدها

تقول وين: «هناك بالتأكيد طرق لتحسين صحة القلب في هذه الأعمار أيضاً. ينطبق كل ما ذكر أعلاه، من نشاط بدني، وعادات غذائية صحية، واهتمام بالنوم، والحالة النفسية، على هذه المرحلة العمرية».

وأضافت: «على الرغم من أن الأشخاص قد يعانون من قيود جسدية، لكن لا يزال بإمكانهم ممارسة التمارين بمعدلات أخف. مع التأكيد على ضرورة زيارة الطبيب بانتظام وإجراء فحوصات دورية لصحتهم».

وتابعت: «أود أن أضيف شيئاً آخر هاماً، وهو ضرورة التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة. فالوحدة تعد أحد أهم الأوبئة المنتشرة بالعالم، وترتبط بكثير من الآثار الصحية السلبية التي تشمل تدهور صحة القلب والأوعية الدموية والوفيات المبكرة».


مقالات ذات صلة

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)
صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)
TT

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)
صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

يعد الذكاء الاصطناعي (AI) مجالاً زاخراً بالأمل والوعد الكبير للتعلم العميق، خصوصاً في المنطقة الواقعة عند تقاطع علم الأعصاب وعلم الأورام، وكلاهما مجال صعب معروف بتعقيده المتأصل.

وأوضحت دراسة جديدة نُشرت في دورية «Biology Methods & Protocols» الصادرة عن جامعة أكسفورد كيف يمكن لـ«المزيج الفريد» من الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير (XAI)، وإعادة استخدام «خوارزمية الكشف عن الحيوانات المموهة» أن يحدد سرطان الدماغ البشري، وفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

وتم تطوير «خوارزمية الكشف عن الحيوانات المموهة» لاكتشاف الكائنات المموهة، وتحديد وتجزئة الكائنات التي تمتزج بسلاسة مع محيطها، وهو الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً لأنظمة الرؤية الحاسوبية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور أراش يازدانباخش، الأستاذ المساعد في قسم العلوم النفسية والدماغية في جامعة بوسطن، إن «هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يستخدم الخوارزميات في تدريب الذكاء الاصطناعي على مهمة الكشف عن الأورام وتصنيفها».

ووفق «سيكولوجي توداي»، فإن ما يميز الدراسة الحالية هو تحويل الذكاء الاصطناعي من اكتشاف الحيوانات المموهة إلى العثور على أورام الدماغ في «صور الرنين المغناطيسي».

وتقول الدراسة: «على الرغم من أن مهام اكتشاف الحيوانات المموهة وتصنيف أورام المخ تتضمن صوراً مختلفة، فإنه قد يكون هناك تشابه بين حيوان يختبئ من خلال التمويه الطبيعي وحزمة من الخلايا السرطانية تمتزج مع الأنسجة السليمة المحيطة».

وافترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي جرى تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعّال للكشف عن أورام المخ من بيانات الصور التي تم الحصول عليها بشكل غير جراحي من فحوصات الدماغ بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

وفي جميع أنحاء العالم، شكَّلت سرطانات المخ والجهاز العصبي المركزي أكثر من 321 ألف حالة إصابة جديدة و248 ألفاً و500 حالة وفاة في عام 2022، وفقاً لتقرير المرصد العالمي للسرطان الصادر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

وليست كل أورام المخ مميتة؛ حيث تم تحديد أكثر من 150 نوعاً مختلفاً من أورام المخ، وفقاً للجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب. وما يقدَّر بنحو 27.9 في المائة، أي ما يقرب من ثلث أنواع أورام المخ والجهاز العصبي المركزي هي أورام سرطانية، المعروفة أيضاً بالأورام الخبيثة، وفقاً للجمعية الأميركية لأورام الدماغ.