فحص جيني يتنبأ بمخاطر الإصابة بأمراض القلب

قدمت الدراسة رؤى جديدة حول مسببات المرض وطرق العلاج (الشرق الأوسط)
قدمت الدراسة رؤى جديدة حول مسببات المرض وطرق العلاج (الشرق الأوسط)
TT
20

فحص جيني يتنبأ بمخاطر الإصابة بأمراض القلب

قدمت الدراسة رؤى جديدة حول مسببات المرض وطرق العلاج (الشرق الأوسط)
قدمت الدراسة رؤى جديدة حول مسببات المرض وطرق العلاج (الشرق الأوسط)

طوّرت دراسة تعاونية طريقة جديدة تستخدم قواعد البيانات العامة للتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بدقة كبيرة لمجموعات عرقية مختلفة بناءً على المعلومات الوراثية؛ حيث تمت تجربتها على مجموعات من أصول عربية، لكن من السهل توسيع نطاقها لتشمل المجموعات العرقية الأخرى المحدودة التمثيل في تلك القواعد. وقاد هذا التعاون البحثي الدولي الذي نشرته مجلة نيتشر العلمية، علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست»، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومستشفى ماساتشوستس العام، ومعهد برود، وجامعة هارفارد. وفي حين سبق للمجتمع العلمي أن قام بجمع بيانات وراثية عن ملايين الأشخاص، فإن معظمها كان لمجموعات من أصول أوروبية، وكان نصيب العرب وبقية الأعراق الأخرى في قواعد البيانات هذه صغيراً نسبياً. ومن ثم، قد لا يتم تحديد الأفراد المعرضين لخطر كبير من هذه المجموعات باستخدام طرق التحليل القياسية بشكل صحيح.

فحصت الدراسة سجلات أكثر من 5000 مريض عربي (الشرق الأوسط)
فحصت الدراسة سجلات أكثر من 5000 مريض عربي (الشرق الأوسط)

وبالتركيز على المجتمعات العربية، تقدم الدراسة إطاراً جديداً يستخدم قواعد البيانات نفسها إلى جانب الأدوات الحاسوبية العامة لدراسة الوراثة عديدة الجينات التي توفر تنبؤاً أكثر دقة لأمراض القلب. وقال الدكتور عقل فهد، العالم والطبيب والمؤلف الرئيسي للدراسة من فريق الولايات المتحدة «تكمن قوة هذا العمل في استفادته من إطار عمل جديد يعتمد على نتائج الوراثة عديدة الجينات باستخدام المصادر المتاحة لشريحة سكانية ليست لديها بيانات جينومية كبيرة». وأضاف البروفسور شين غاو، أستاذ علوم الحاسب الآلي في «كاوست»، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة «طورنا إطاراً عملياً عاماً يشتمل على أربع خطوات يمكن استخدامها لتحسين درجات المخاطر الجينية للمجموعات العرقية التي لم تتم دراستها بالقدر الكافي في الدراسات الجينومية الحالية والممثلة تمثيلاً ناقصاً في البنوك الحيوية الكبيرة».

البروفيسور شين غاو أستاذ علوم الحاسب الآلي في «كاوست» أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة (الشرق الأوسط)
البروفيسور شين غاو أستاذ علوم الحاسب الآلي في «كاوست» أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة (الشرق الأوسط)

ومن خلال فحص سجلات أكثر من 5000 مريض عربي، وجد الباحثون أن منهجهم نجح في ربط المخاطر الجينية بشدة المرض. وتُظهر الدراسة أن تلك المخاطر تضاف أيضاً إلى عوامل الخطر التقليدية مثل السمنة، ما يقدم رؤى جديدة حول مسببات المرض وطرق العلاج. وأوضح الدكتور فوزان الكريّع رئيس علم الجينوم المتعدية وكبير المؤلفين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن الفهم الأفضل للمخاطر يؤدي دائماً إلى تغييرات في سلوك كل من المريض والطبيب على حدٍ سواء، ويقول «ما نأمله هو أن تساهم هذه الدراسة الوراثية العديدة الجينات في تحفيز المرضى على العمل بشكل أكثر قوة على عوامل الخطر التي يمكن تجنبها».

وأضاف الكريّع: «وينطبق هذا أيضاً على أطبائهم الذين يجب عليهم إعادة النظر في التدخلات العلاجية بناءً على نتيجة الوراثة متعددة الجينات، وإجراء فحوصات متكررة ومبكرة للمرض».


مقالات ذات صلة

متى يكون القلق إيجابياً ومفيداً؟

يوميات الشرق هناك نوع من القلق الإيجابي الذي قد يكون مفيداً للصحة (أ.ف.ب)

متى يكون القلق إيجابياً ومفيداً؟

يُنظَر عموماً إلى القلق على أنه أمر سلبي وضارّ بالصحتين النفسية والجسدية، وهي النظرة التي أكد خبير علم النفس الأميركي جيف كراسنو عدم صحتها في كثير من الأحيان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)

هل يمكن لحبة الأسبرين إنقاذك من الخرف؟ دراسة جديدة تكشف

كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة محتملة بين الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات وانخفاض خطر الإصابة بالخرف

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الشعور بالحنين للماضي قد يكون مفيداً للصحة (أ.ف.ب)

«الحنين إلى الماضي» قد يكون مفيداً لصحتك

وجدت دراسة جديدة أن الشعور بالحنين للماضي قد يكون مفيداً للصحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تناول الشاي الأخضر يقلل خطر الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ (رويترز)

تناول 3 أكواب من هذا المشروب يومياً يقلل خطر إصابتك بالخرف

أشارت دراسة جديدة إلى وجود مشروب بسيط يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك يقلق الجميع من التعرض للتدهور المعرفي مع التقدم في السن (رويترز)

3 عادات يومية تحمي عقلك من التدهور

هناك بعض التعديلات والعادات اليومية التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي وتحسن صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هل يمكن لحبة الأسبرين إنقاذك من الخرف؟ دراسة جديدة تكشف

الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)
الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)
TT
20

هل يمكن لحبة الأسبرين إنقاذك من الخرف؟ دراسة جديدة تكشف

الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)
الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)

كشفت دراسة حديثة نُشرت في «مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة»، عن وجود صلة محتملة بين الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف، وفق ما نقله موقع «ميديكال نيوز توداي» الطبي.

قام الباحثون بتحليل بيانات 11745 مشاركاً من «دراسة روتردام»، وهي دراسة سكانية مستمرة في هولندا، مع متابعة متوسطها 14.5 سنة للمشاركين بالدراسة. كان متوسط عمر المشاركين نحو 66 عاماً، وتم تصنيفهم بناءً على استخدامهم لهذه الأدوية المضادة للالتهابات: عدم الاستخدام، الاستخدام قصير الأجل (أقل من شهر)، الاستخدام متوسط الأجل (من شهر إلى سنتين)، والاستخدام طويل الأجل (أكثر من سنتين). كما ميّز الباحثون بين الأدوية بناءً على قدرتها على خفض مستويات بروتين «بيتا - أميلويد - 42»، المرتبط بمرض ألزهايمر، وهو نوع من الخرف.

أظهرت النتائج أن الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بشكل عام، خصوصاً مرض ألزهايمر. في المقابل، ارتبط الاستخدام قصير ومتوسط الأجل بزيادة طفيفة في خطر الخرف. ومن المثير للاهتمام أن الأدوية التي لا تخفض مستويات «بيتا - أميلويد - 42» كانت أكثر فعالية في تقليل خطر الخرف مقارنة بتلك التي تخفّضه. ومع ذلك، لم يكن هناك تأثير للجرعة التراكمية لهذه الأدوية على خطر الإصابة بالخرف.

رجّحت الدراسة الجديدة أن دواء الإيبوبروفين قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)
رجّحت الدراسة الجديدة أن دواء الإيبوبروفين قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف (أ.ب)

تشير الدراسة إلى أن الالتهاب قد يلعب دوراً رئيسياً في تطور الخرف، وأن الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات قد يساعد في تقليل هذا الخطر. ومع ذلك، هناك قيود على البحث، منها تركيزه على مجموعة سكانية هولندية بيضاء بشكل أساسي، واعتماده على بيانات الأدوية الموصوفة فقط (باستثناء الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية). بالإضافة إلى ذلك، قد يكون المشاركون الذين استخدموا الأدوية لفترات طويلة أكثر صحة بشكل عام من المشاركين الآخرين بالدراسة، مما قد يؤثر على نتائجها.

على الرغم من أن النتائج تسلط الضوء على الفوائد المحتملة للاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهابات في تقليل خطر الخرف، يحذّر الباحثون من تقديم توصيات سريرية في هذا الصدد، بسبب الآثار الجانبية والمخاطر المرتبطة بها. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآليات المضادة للالتهابات والعوامل الوراثية التي تؤثر على خطر الخرف قبل إجراء أي تغييرات على الممارسات الطبية.