التحليل الجيني الشخصي لأمراض القلب: أحدث الإرشادات

يحقق نتائج متواضعة لتقييم درجة الخطر لدى متوسطي الأعمار

التحليل الجيني الشخصي لأمراض القلب: أحدث الإرشادات
TT

التحليل الجيني الشخصي لأمراض القلب: أحدث الإرشادات

التحليل الجيني الشخصي لأمراض القلب: أحدث الإرشادات

تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة المبكرة على مستوى الولايات المتحدة، بجانب تسببها في خسارة أكثر من 150 مليار دولار سنوياً من الإنتاجية. وبفضل عقود من الجهود البحثية، أصبحت لدينا اليوم معرفة كبيرة بخصوص العوامل التي تجعل الأفراد أكثر عرضة لأمراض الشرايين التاجية؛ أكثر أنماط أمراض القلب شيوعاً، والسبب الجذري وراء معظم النوبات القلبية.

تحليل جيني شخصي

ورغم ذلك، فإن الأطباء لا يزالون عاجزين عن توقع حدوث النوبات القلبية بدقة كبيرة. وفي الواقع، فإن بعض الأشخاص الذين يبدون عرضة للنوبات القلبية لا يعايشونها مطلقاً، بينما يصاب آخرون بأمراض قلبية رغم عدم وجود مخاطر واضحة بخصوصهم.

والتساؤل هنا: هل يمكن أن يساعد «التحليل الجيني الشخصي (genetic profiling)؟ ربما؛ طبقاً لبيان صادر عن «الجمعية الأميركية للقلب» عام 2022 حول إمكانات وتحديات هذا التحليل.

وبالاعتماد على عينة صغيرة من الدم أو اللعاب، تتولى مثل هذه الاختبارات تحليل ملايين المتحورات الشائعة في الحمض النووي، بهدف بناء ما تعرف باسم «نقاط المخاطر الجينية المتعددة (polygenic risk score)».

يمكن ألا يكون لديك أي من هذه المتحورات، أو ربما تكون لديك نسخة أو نسختين من أي متحور جيني، التي يمكن لكل منها زيادة أو تقليص مخاطرة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.

في هذا السياق، أوضح الدكتور نيكولاس مارستون؛ الطبيب المختص في طب القلب الوقائي بـ«مستشفى بريغهام آند ويمينز» التابع لجامعة هارفارد، أنه «منذ 10 سنوات، كان هناك ما بين 20 أو 30 متحوراً معروفاً فقط تؤثر على مرض الشريان التاجي».

يذكر أن العلماء يكتشفون المتحورات عبر مقارنة الشفرات الجينية لدى أشخاص لا يعانون من أمراض الشرايين التاجية بأخرى تخص أشخاصاً مرضى.

وتحدث كثير من هذه المتحورات في الجينات المعروف عنها أنها تؤثر على أمراض القلب، مثل تلك المرتبطة بالكوليسترول وضغط الدم وتجلطه. وأضاف الدكتور مارستون أنه ثمة متحورات أخرى لم نفهمها بالقدر الكافي بعد، وتمثل أهدافاً جيدة للجهود البحثية مستقبلاً، الأمر الذي ربما يعزز جهود اكتشاف عقاقير جديدة.

الأدلة المتوفرة حالياً

تعكس درجة المخاطر المرتبطة بجينات متعددة، مجمل تأثير جميع المتحورات معاً، ويجري التعبير عنها في صورة نسبة مئوية. ومع ذلك، فإن النتيجة المرتفعة (مثلاً، 95 في المائة) لا تعني بالضرورة وجود احتمالية بنسبة 95 في المائة للإصابة بالمرض، وإنما تعني أنه من بين 100 فرد، فإن نتيجتك أعلى من نتائج 95 فرداً، وفي نفس مستوى نتائج أو أقل من خمسة.

حتى الآن، توحي الأبحاث المعتمدة على درجات مخاطر الجينات المتعددة المرتبطة بأمراض الشرايين التاجية، بأنها قد تحقق تحسينات متواضعة على صعيد توقع المخاطر لدى الأفراد في منتصف العمر أو أصغر. في بعض الحالات، يمكن أن تعين النتيجة الأطباء على اتخاذ قرار بخصوص ما إذا كان ينبغي اتباع نهج أكثر أو أقل قوة لدى وصف عقاقير مخفضة للكوليسترول، مثل الـ«ستاتين»، وفق ما ذكر الدكتور مارستون.

على سبيل المثال، يسأل رجل يبلغ 35 عاماً وتوفي أبوه بسبب نوبة قلبية في سن الـ45، ما الذي يمكنه عمله للهروب من هذا المصير، خصوصاً أن أرقام مستويات الكوليسترول تبدو جيدة. في الواقع، لا تناسب الحاسبات المعيارية للمخاطرة الأفراد فوق الـ40. وعليه؛ فإن درجة مخاطر الجينات المتعددة يمكن أن تعين الطبيب في تحديد ما إذا كان ومتى ينبغي للرجل تناول أدوية الـ«ستاتين».

بجانب أدوية الـ«ستاتين (statin)»، ثمة عقاقير أخرى مخفضة للكوليسترول متاحة، مثل «أليروكوماب alirocumab (بارولنت Praluent) و«إيفولوكوماب evolocumab (ريباثا Repatha)». وينبغي الانتباه الى أن هذه العقاقير باهظة الثمن، ولا يغطيها التأمين دوماً. وعليه، فليس من المنطقي وصفها للجميع. وعبر الدكتور مارستون عن اعتقاده بأن درجة المخاطر الجينية المتعددة يمكنها المساعدة في تحديد أي من الناجين من النوبات القلبية يمكنه جني أكبر قدر من الاستفادة من هذه العقاقير.

رصد المتحورات في الجينات المرتبطة بأمراض القلب مثل تلك المرتبطة بالكوليسترول وضغط الدم وتجلطه

درجات المخاطر الجينية المتعددة

في الوقت الراهن، يمكن للأفراد التعرف على نتائجهم من خلال المشاركة في دراسة بحثية، مثل دراسة «شبكة السجلات الطبية وعلوم الجينوم». كما يجري علماء ببعض المستشفيات التابعة لجامعة هارفارد، و9 مؤسسات أخرى بمختلف أرجاء البلاد، دراسات حول دور المخاطر الجينية في الحالات الطبية المرتبطة بالقلب، وكذلك السرطان وأمراض أخرى.

بجانب ذلك، توفر حفنة من الشركات التي تتعامل مباشرة مع المستهلك، اختبارات تتيح نتائج تتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية مقابل 250 دولاراً.

من جهته، أوصى الدكتور مارستون كثيراً من مرضاه بإجراء الاختبار، وهم مضطرون لسداد تكلفته من مالهم الخاص، نظراً إلى أنه خارج التغطية التأمينية.

تتمثل عقبة أخرى في أن النتائج تعتمد بصورة أساسية على أشخاص ينتمون لأصول أوروبية، مما يعني أنها ربما لا تكون جديرة بالثقة فيما يخص أشخاصاً من أعراق أخرى مختلفة. ومع ذلك، ثمة جهود تجرى في الوقت الحاضر لتوسيع دائرة تنوع هذا الاختبار.

فيما يتعلق بالأشخاص الأكبر سناً، لا تبدو درجات المخاطر الجينية المتعدد المتعلقة بأمراض القلب مفيدة. ببلوغ سن الـ70، تكون عقود من عادات معينة مرتبطة بأسلوب الحياة قد صاغت بالفعل مستوى المخاطر لديك، بينما تصبح العوامل الجينية أقل أهمية. عن ذلك، قال الدكتور مارستون: «في نهاية الأمر؛ إننا نرغب في نتائج يمكن العمل على أساسها. لذلك، لن نرى استيعاباً كبيراً لاستخدام نتائج مخاطر الجينات المتعددة حتى تثبت لنفسها دوراً في صناعة القرار الطبي».

* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
TT

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)

أظهرت نتائج دراسة كبيرة أن المصابين بالخرف الذين تلقوا لقاح الهربس النطاقي كانوا أقل عرضة للوفاة جراء ذلك المرض ممن لم يحصلوا عليه، ما يشير إلى أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ تطور المرض المرتبط بالتقدم في السن.

وبشكل عام، توفي ما يقرب من نصف الـ14 ألفاً من كبار السن في ويلز الذين أصيبوا بالخرف في بداية برنامج التطعيم خلال متابعة استمرت 9 سنوات.

لكن الباحثين قالوا في دورية «سيل» العلمية إن تلقي لقاح «زوستافاكس» الذي تنتجه شركة «ميرك» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 في المائة تقريباً.

ووجد الباحثون في ويلز، في وقت سابق من العام أن كبار السن الذين تلقوا لقاح «زوستافاكس» كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف 20 في المائة عن نظرائهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

وقال معدّ الدراسة الدكتور باسكال غيلدسيتزر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في بيان، إن «الجزء الأكثر إثارة (من أحدث النتائج) هو أن هذا يشير حقّاً إلى أن لقاح الهربس النطاقي ليست له فوائد وقائية فقط في تأخير الخرف، بل له أيضاً إمكانات علاجية لمن يعانون بالفعل من ذلك المرض».

وذكر الباحثون أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اللقاح يحمي من الخرف عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، أو عن طريق الحدّ من إعادة تنشيط الفيروس المسبب للهربس النطاقي على وجه التحديد، أو عن طريق آلية أخرى لا تزال غير معروفة.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان أحدث لقاحات الهربس النطاقي، وهو «شينغريكس» من إنتاج «غلاكسو سميث كلاين»، قد يكون فعالاً بالمثل أو أكثر فاعلية في الحدّ من آثار الخرف من اللقاح الأقدم الذي تلقاه المشاركون في دراسات ويلز.

وتبين أن الحماية من الهربس النطاقي بلقاح ميرك تتضاءل بمرور الوقت، ولم يعد معظم الدول يستخدم اللقاح بعدما ثبت أن لقاح «شينغريكس» أفضل.

ويقول الباحثون إنهم وجدوا في العامين الماضيين نتائج مشابهة لنتائج ويلز في السجلات الصحية من دول أخرى، من بينها إنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

وأضاف غيلدسيتزر: «لا نزال نرى هذه الإشارة الوقائية القوية من الخرف في مجموعة بيانات تلو الأخرى».


فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.


من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
TT

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً بفضل ما يحتويه من مضادات أكسدة تساعد في حرق الدهون وتعزيز الهضم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الشاي الأخضر والأسود والنعناع والأولونغ وغيرها قد تساهم في تقليل دهون البطن ودعم إدارة الوزن عند استهلاكها بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.

ويستعرض تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث» أبرز أنواع الشاي المرتبطة بفقدان الوزن وآلية تأثير كل منها وفق ما توضحه الأبحاث العلمية:

1. الشاي الأخضر

يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً غنياً بالكاتيكينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون داخل الجسم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يعزّز معدل الأيض وعمليات حرق الدهون، خصوصاً دهون البطن. ويحتوي الشاي الأخضر طبيعياً على الكافيين، الذي يعزّز الأيض واستخدام الجسم للدهون مصدراً للطاقة.

2. الشاي الأسود

يحتوي الشاي الأسود على البوليفينولات، وهي مركّبات نباتية قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من السمنة مقارنة بتلك الموجودة في الشاي الأخضر. ويمرّ الشاي الأسود بعملية تخمير تزيد من مستويات الفلافونويدات (نوع آخر من مضادات الأكسدة) التي قد تساهم في فقدان الوزن وحرق الدهون عبر رفع معدل الأيض.

كما يحتوي الشاي الأسود عادةً على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى، ما قد يساهم في فقدان الوزن عبر زيادة استهلاك الطاقة.

3. شاي الزنجبيل

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. كما أن الاستهلاك المنتظم لمكمّلات الزنجبيل قد يساعد على خفض الوزن الكلي للجسم.

ويساعد الزنجبيل أيضاً في دعم عملية الهضم عبر تعزيز حركة الجهاز الهضمي، أي سرعة مرور الطعام عبر القناة الهضمية. وقد يساعد شرب شاي الزنجبيل قبل الوجبات أو أثنائها في الوقاية من مشكلات هضمية مثل الحموضة وعسر الهضم. وتُظهر مكمّلات الزنجبيل قدرة على تقليل أعراض عسر الهضم، مثل:

التجشؤ

الانتفاخ

الغثيان

آلام المعدة

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض (بيكسلز)

4. شاي الكركديه

قد تُقلّل المركبات النباتية (الأنثوسيانينات) الموجودة في الكركديه من كمية الكربوهيدرات التي يمتصها الجسم، وهو ما قد يحدّ من السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة السكرية أو الغنية بالنشويات.

وقد أظهر البحث العلمي أنّ تناول مستخلص الكركديه ساعد في خفض تراكم الدهون داخل الجسم. إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة تناول جرعات عالية من الكركديه للحصول على نتائج كبيرة في فقدان الوزن.

5. شاي النعناع

تدعم مضادات الأكسدة و«المنتول» الموجودة في شاي النعناع صحة الهضم عبر تخفيف التشنجات العضلية في الجهاز الهضمي، وتخفيف آلام المعدة، وتحسين عملية الهضم.

وبما أنّ النعناع يساعد كذلك على تقليل الانتفاخ، فقد يلاحظ البعض بطناً أكثر تسطّحاً مؤقتاً بعد احتسائه، الأمر الذي قد يشكّل حافزاً لاعتماد عادات أخرى لإدارة الوزن.

6. شاي الأولونغ

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ شرب شاي الأولونغ لمدة أسبوعين ساهم في تسريع أكسدة الدهون، وهي العملية التي يكسّر فيها الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ استهلاك شاي الأولونغ قد يدعم فقدان الوزن من خلال خفض مستويات السكر والإنسولين في الدم.

7. الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما قد يساعد في دعم إدارة الوزن. وتشير الدراسات الأولية إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة ودعم جهود فقدان الوزن.

ورغم الحاجة إلى مزيد من الأدلة، تُظهر الأبحاث الأولية أنّ الشاي الأبيض قد يساهم في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة عبر التأثير إيجاباً على مستويات الكوليسترول في الدم، والالتهابات، والاختلالات الهرمونية.

8. شاي الرويبوس

لا يزال الباحثون في المراحل الأولى من دراسة فوائد شاي الرويبوس، الذي يُعدّ خياراً خالياً من الكافيين. وقد تساعد البوليفينولات والفلافونويدات، مثل مركّب «أسبالاتين»، في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون في الجسم.

وإضافة إلى ذلك، يتميز هذا الشاي العشبي بنكهة حلوة طبيعية، ما يجعله بديلاً جيداً للمشروبات المحلّاة التي يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.

ما كمية الشاي المناسبة لخسارة الوزن؟

لا توجد إرشادات واضحة من الخبراء حول الكمية المثلى من الشاي لتحقيق فقدان الوزن، إلا أنّ الأبحاث استخدمت الكميات التالية:

وفي مراجعة بحثية، ساهم استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً في تقليل الوزن.

ووجدت دراسة أخرى أن شرب أربعة أكواب أو أكثر يومياً من الشاي الأخضر خفّض خطر تراكم دهون البطن بنسبة 44 في المائة.

وتشير أدلة أخرى إلى أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يومياً يزيد مستويات مضادات الأكسدة، ما قد يساهم في فوائد إدارة الوزن.