الأطعمة الحارة وانعكاساتها الصحية الإيجابية والسلبية

الأطعمة الحارة وانعكاساتها الصحية الإيجابية والسلبية
TT

الأطعمة الحارة وانعكاساتها الصحية الإيجابية والسلبية

الأطعمة الحارة وانعكاساتها الصحية الإيجابية والسلبية

في حين أن الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن تكون لها آثار إيجابية وسلبية على صحتك، إلا أن التأثير يمكن أن يختلف من شخص لآخر.

ويكشف الخبير الدكتور إيكتا سينغوال ماجستير (اختصاصي تغذية) بمجموعة مستشفيات Ujala Cygnus مدى تأثير الأطعمة الغنية بالتوابل على الجسم، وما إذا كانت مفيدة أم سيئة للصحة، وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

الآثار الإيجابية للأطعمة الغنية بالتوابل

يقول الدكتور سينغوال ان «الأطعمة الغنية بالتوابل، وخاصة تلك التي تحتوي على مادة الكابسيسين (الموجودة في الفلفل الحار)، يمكن أن تعزز عملية التمثيل الغذائي لديك بشكل مؤقت. وهذا يمكن أن يساعد في إدارة الوزن وقد يعزز حرق السعرات الحرارية قليلاً».

يخفف الألم:

تم استخدام الكابسيسين الموجود في الأطعمة الغنية بالتوابل في الكريمات الموضعية لتخفيف الألم، خاصة في حالات مثل التهاب المفاصل وآلام الأعصاب. يجد بعض الناس أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن يوفر أيضًا تخفيفًا مؤقتًا للألم بسبب إطلاق الإندورفين الناتج عن الحرارة.

يحسّن صحة القلب:

وفقا لدراسة نشرت بـ«المجلة الأوروبية للتغذية»، فقد وجد أن النساء اللاتي يتناولن عادة الأطعمة الحارة لديهن مخاطر أقل بنسبة 26 % للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة باللائي لم يفعلن ذلك.

وأضاف الدكتور سينغوال «قد يساعد الكابسيسين على خفض ضغط الدم وتحسين وظيفة الأوعية الدموية وتقليل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (الضار)».

تأثيرات مضادة للالتهابات:

وأضاف سينغوال «أن الأطعمة الغنية بالتوابل لها خصائص مضادة للالتهابات مثل الكركم والزنجبيل. حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين صحتك العامة وقد تساعد في تخفيف الحالات التي تحتوي على عنصر التهابي».

الآثار السلبية للأطعمة الحارة

ويبين سينغوال ان «الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن تهيج الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى حرقة المعدة والارتجاع الحمضي وعسر الهضم لدى بعض الأفراد. وقد يكون الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) حساسين بشكل خاص للأطعمة الغنية بالتوابل».

مشاكل الجهاز الهضمي واحتمالية التهيج:

يمكن أن تسبب الأطعمة الغنية بالتوابل الإسهال أو الانزعاج في البطن لدى بعض الأشخاص، خاصة إذا لم يكونوا معتادين على تناول الأطباق الحارة.

وغالبًا ما يكون هذا التأثير مؤقتًا ويمكن أن يتحسن عندما يصبح الجسم أكثر اعتيادًا على الأطعمة الغنية بالتوابل.

حرق الفم أو الشعور بالحرقة:

وأشار الدكتور سينغوال إلى أن «الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن تهيج بطانة الفم والحلق والجهاز الهضمي، ما قد يؤدي إلى عدم الراحة والإحساس بالحرقان».

تعطيل النوم:

وينوّه سينغوال بأنه «يمكن للأطعمة الغنية بالتوابل أن تعطل النوم لدى بعض الأفراد إذا تم تناولها بالقرب من وقت النوم. ويرجع ذلك إلى زيادة الانزعاج وارتفاع درجة حرارة الجسم».

الحساسية الفردية:

وحسب سينغوال فانه «قد يكون لدى بعض الأشخاص حساسية فردية تختلف في قدرتهم على تحمل الأطعمة الغنية بالتوابل؛ قد يستمتع البعض بالأطباق الحارة دون أي آثار ضارة، بينما قد يعاني البعض الآخر من عدم الراحة أو مشاكل في الجهاز الهضمي حتى مع مستويات التوابل المعتدلة».

وخلص الدكتور سينغوال إلى القول «من المهم ملاحظة أن العديد من الآثار السلبية المحتملة للأطعمة الغنية بالتوابل تعتمد على الجرعة. فالاعتدال هو المفتاح، وإذا كنت تستمتع بالأطعمة الغنية بالتوابل، فمن الجيد الانتباه إلى استجابة جسمك وضبط تناولك وفقًا لذلك. وأيضًا، إذا كان لديك أي ظروف صحية أو مخاوف كامنة، فمن المستحسن استشارة مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي تغذية مسجل يمكنه تقديم إرشادات شخصية بشأن نظامك الغذائي، بما في ذلك استهلاك الأطعمة الغنية بالتوابل».


مقالات ذات صلة

خبراء يحذرون: سيطرة إيلون ماسك على وكالات الصحة الأميركية تزيد من خطر الأوبئة

الولايات المتحدة​ ترمب وماسك في البيت الأبيض 11 فبراير 2025 (رويترز)

خبراء يحذرون: سيطرة إيلون ماسك على وكالات الصحة الأميركية تزيد من خطر الأوبئة

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن خبراء حذروا من تداعيات سيطرة إيلون ماسك على وكالات الصحة الأميركية بسبب قيادته لوزارة كفاءة الحكومة.

صحتك معدلات الإصابة بالسرطان تؤثر بشكل متزايد على البالغين الأصغر سنّاً (رويترز)

أطباء يكشفون 4 عوامل رئيسية وراء تزايد حالات السرطان بين الشباب

يعتقد بعض الأشخاص خطأً أن السرطان هو في المقام الأول مرض يصيب كبار السن في معظم الأحيان، لكن البيانات الجديدة من الجمعية الأميركية للسرطان تكشف عن حقيقة مقلقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فقدان حاسة التذوق خصوصاً للأطعمة المالحة والحامضة قد يكون مرتبطاً بالوفاة المبكرة (رويترز)

دراسة: حاسة التذوق قد تتنبأ باحتمال وفاتك المبكرة

إذا كنت من بين الأشخاص الذين أبلغوا عن تغيرات في حاسة التذوق لديهم مع التقدم في السن، فيجب أن تشعر ببعض القلق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك استهلاك الزبادي قد يحمي من سرطان القولون والمستقيم من خلال التغييرات في ميكروبيوم الأمعاء (رويترز)

تناول الزبادي يقلل خطر الإصابة بنوع شائع من السرطان

كشف العلماء عن أن تناول الزبادي بانتظام لفترة طويلة قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 5 تغيرات رئيسية لدى الرجال فوق سن الأربعين

5 تغيرات رئيسية لدى الرجال فوق سن الأربعين

مع بلوغ الرجال سن الأربعين، يصبح تبني العادات الصحية واتباع النصائح الطبية، أمرين بالغَي الأهمية للحفاظ على صحتهم

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

أطباء يكشفون 4 عوامل رئيسية وراء تزايد حالات السرطان بين الشباب

معدلات الإصابة بالسرطان تؤثر بشكل متزايد على البالغين الأصغر سنّاً (رويترز)
معدلات الإصابة بالسرطان تؤثر بشكل متزايد على البالغين الأصغر سنّاً (رويترز)
TT

أطباء يكشفون 4 عوامل رئيسية وراء تزايد حالات السرطان بين الشباب

معدلات الإصابة بالسرطان تؤثر بشكل متزايد على البالغين الأصغر سنّاً (رويترز)
معدلات الإصابة بالسرطان تؤثر بشكل متزايد على البالغين الأصغر سنّاً (رويترز)

يعتقد بعض الأشخاص خطأً أن السرطان هو في المقام الأول مرض يُصيب كبار السن في معظم الأحيان، لكن البيانات الجديدة من الجمعية الأميركية للسرطان تكشف عن حقيقة مقلقة؛ أن معدلات الإصابة بالسرطان تؤثر بشكل متزايد على البالغين الأصغر سنّاً.

كشف بحث نُشر في 21 يناير (كانون الثاني) أن ما يقرب من 80 ألف شاب بالغ (تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاماً) في الولايات المتحدة يتم تشخيصهم بالسرطان سنوياً، ما يجعله خامس سبب رئيسي للوفاة في هذه الفئة العمرية. وعلى الرغم من الانخفاضات السابقة بسبب الفحص والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، فقد ارتفعت معدلات سرطان عنق الرحم لدى النساء في سن 30-44 بنسبة 11 في المائة من عام 2013 إلى عام 2021.

وتحدثت مجلة «نيوزويك» إلى أحد المؤلفين المساهمين في الدراسة، تايلر كراتزر، وهو عالم مشارك في أبحاث مراقبة السرطان، إلى جانب عدد من الخبراء الطبيين لفهم سبب حدوث ذلك.

لماذا ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب؟

وقال كراتزر، الذي يعمل في الجمعية الأميركية للسرطان: «إن الأسباب التي تجعل عدداً من حالات السرطان تتزايد بين الشباب والبالغين في منتصف العمر ليست مفهومة جيداً، لكنها ناجمة على الأقل جزئياً عن تغيُّرات سلوكية».

وناقشت مجلة «نيوزويك» أيضاً عدداً من العوامل التي قد تُسهم في ارتفاع المعدلات مع الدكتورة مونيك غاري، اختصاصية جراحة أورام الثدي في ولاية بنسلفانيا، والدكتور إريك وينر، مدير مركز ييل للسرطان.

قالت مونيك غاري: «لقد وصلنا إلى نقطة حيث أصبحنا بحاجة إلى تحدي فهمنا للسرطان، بصفته مجرد مرض الشيخوخة».

النظام الغذائي

ويُعدّ الوزن الزائد في الجسم -والسمنة- عامل خطر كبيراً للإصابة بالسرطان. وتُشير تقديرات أبحاث الجمعية الأميركية للسرطان إلى أن الوزن الزائد يسهم في نحو 5 في المائة من حالات السرطان لدى الرجال، و11 في المائة لدى النساء، و7 في المائة من جميع الوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة.

وتلعب الاختيارات الغذائية أيضاً دوراً حاسماً، فقد ارتبطت الأطعمة المصنعة، خصوصاً اللحوم، بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، إلى جانب استهلاك الكحول.

البيئة

كشفت الأبحاث أيضاً أن المنتجات التي نستخدمها تحتوي على مواد كيميائية تُعطل الغدد الصماء، وهي أمور يمكن أن تتداخل مع هرمونات الجسم. ففي هذا العصر، لا يمكن تجنب البلاستيك، وقد ارتبطت هذه المواد الكيميائية التي تُعطل الغدد الصماء بالسرطان أيضاً.

وأوضحت مونيك غاري أن الاضطرابات في جهاز الغدد الصماء يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب، ما يُسبب حالات مثل مقاومة الإنسولين، ومتلازمة تكيس المبايض، واضطرابات المناعة الذاتية التي ترتبط بشكل متزايد بالسرطان.

الإنجاب المتأخر

ووجدت الدراسات أن النساء الأميركيات ينتظرن حتى يكبرن لإنجاب الأطفال. وأوضح كراتزر أن هذا التغيير في أنماط الإنجاب يؤثر أيضاً على السرطان لدى النساء، ولكن ليس الرجال.

وقال وينر، طبيب رئيسي في مستشفى سميلو للسرطان في نيو هافن بولاية كونيتيكت: «البلوغ المبكر وعدم إنجاب الأطفال مطلقاً أو إنجاب الطفل الأول بعد سن الثلاثين من عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي».

أنماط الحياة المستقرة

وشرحت مونيك غاري: «لقد رأينا أيضاً كيف تُؤثر أنماط الحياة المستقرة على خطر الإصابة بالسرطان».

في الواقع، يقضي جيل الألفية أكثر من 60 ساعة أسبوعياً في الجلوس بسبب التنقلات الطويلة، والوظائف المكتبية، ووقت الشاشة، وفقاً لدراسة أجراها علماء في جامعة كولورادو بولدر وجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد.