لماذا يجب علينا قياس ضغط الدم أثناء الاستلقاء؟

الخبراء أكدوا أن قياس ضغط الدم في وضع الاستلقاء أكثر دقة (بابليك دومين)
الخبراء أكدوا أن قياس ضغط الدم في وضع الاستلقاء أكثر دقة (بابليك دومين)
TT

لماذا يجب علينا قياس ضغط الدم أثناء الاستلقاء؟

الخبراء أكدوا أن قياس ضغط الدم في وضع الاستلقاء أكثر دقة (بابليك دومين)
الخبراء أكدوا أن قياس ضغط الدم في وضع الاستلقاء أكثر دقة (بابليك دومين)

كشفت نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأميركية، عن أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء على ظهورهم، أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو قصور القلب، أو الوفاة المبكرة.

وجرى تقديم نتائج الدراسة (الخميس) في الجلسات العلمية لارتفاع ضغط الدم، التابعة لجمعية القلب الأميركية 2023، التي تعقد في الفترة من 7 إلى 10 سبتمبر (أيلول) 2023، في بوسطن بالولايات المتحدة.

ووفق الدراسة، فإن الجهاز العصبي اللاإرادي ينظم ضغط الدم في مواضع الجسم المختلفة؛ إلا الجسم أحياناً يكون غير قادر على تنظيم ضغط الدم بشكل صحيح أثناء وضعيات الاستلقاء والجلوس والوقوف.

قال الباحث الرئيسي للدراسة، دوك إم جياو، من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن: «إذا تم قياس ضغط الدم فقط أثناء جلوس الأشخاص في وضع مستقيم، فقد يتم تفويت فرصة رصد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذا لم يتم قياسه أيضاً أثناء استلقائهم على ظهورهم».

وعلق الدكتور عبد الرحمن أبو شوك، طبيب القلب المقيم بكلية الطب في جامعة ييل الأميركية، على نتائج الدراسة قائلاً: «هذه دراسة مهمة لأنها تتناول أحد الجوانب العملية لقياس ضغط الدم في الممارسات الإكلينيكية، بوصفه أحد العوامل المؤثرة في صحة القلب والأوعية الدموية، ولما لذلك من علاقة بخطر حدوث السكتات الدماغية والقلبية مستقبلاً».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يقيس الأطباء ضغط الدم أثناء الجلوس، وقليلاً جداً ما يتم قياسه للمريض في الوضعين الجالس والنائم، حيث يتم الأخير بغرض قياس مستوى انخفاض ضغط الدم، وليس ارتفاعه».

وأوضح: «بعض المرضى يعانون من الدوار بمجرد الاستيقاظ من النوم؛ بسبب تأثير الجاذبية على الدم، مما يستوجب الفحص والعلاج».

وتابع: «توصي نتائج هذه الدراسة بضرورة قياس ضغط الدم في كلا الوضعين، جالساً ونائماً، حيث يتلافى الوضع الأخير تأثير الجاذبية، وبالتالي تكون القياسات أدق، ما يساعد الطبيب على التنبؤ بالمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها المريض».

عادة ما يقيس الأطباء ضغط الدم أثناء الجلوس فقط (بابليك دومين)

ولفحص وضع الجسم وضغط الدم والمخاطر الصحية للقلب، قام الباحثون بفحص البيانات الصحية لـ11369 شخصاً بالغاً، ضمن دراسة مخاطر تصلب الشرايين الطولية في المجتمعات.

تم جمع البيانات المتعلقة بضغط الدم أثناء الاستلقاء والجلوس خلال فترة التسجيل الأولى، التي تمت بين عامي 1987 و1989. كما تم قياس ضغط الدم للمشاركين أثناء الاستلقاء لفترة وجيزة في العيادة.

وتمت متابعة المشاركين لمدة تتراوح بين 25 و28 عاماً في المتوسط، حتى الزيارة رقم 5، التي تضمنت البيانات الصحية التي تم جمعها في الفترة من 2011 إلى 2013.

ونبه جياو إلى أن الدراسة ركزت على البالغين الذين كانوا في منتصف العمر وقت بداية التسجيل، مما يعني أن النتائج قد لا تكون قابلة للتعميم على السكان الأكبر سناً.

وقد جرى تعريف ارتفاع ضغط الدم في هذه الدراسة على أن «قياس ضغط الدم العلوي والسفلي لديهم أكبر من أو يساوي 130/80 ملم زئبق».

وأظهرت النتائج أنه بالمقارنة مع المشاركين الذين لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس والاستلقاء، كان المشاركون الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس والاستلقاء أكثر عرضة بنسبة 1.6 مرة للإصابة بأمراض القلب التاجية. وكذلك زيادة خطر الإصابة بقصور القلب بمقدار 1.83 مرة، وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 1.86 مرة، وخطر أعلى بمقدار 1.43 مرة للوفاة المبكرة بشكل عام، وارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب التاجية بمقدار 2.18 مرة.

وكان المشاركون الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء وليس أثناء الجلوس، لديهم مخاطر مرتفعة مماثلة للمشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس والاستلقاء.

ومع ذلك لم تؤثر هذه الاختلافات في استخدام أدوية ضغط الدم على هذه المخاطر المرتفعة في أي من المجموعتين.

قال جياو: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر معروفة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية قد يستفيدون من فحص ضغط الدم لديهم أثناء الاستلقاء على ظهورهم».

وأضاف: «إن الجهود المبذولة لإدارة ضغط الدم أثناء الحياة اليومية قد تساعد في خفض ضغط الدم أثناء النوم»، موصياً بأن «تقارن الأبحاث المستقبلية قياسات ضغط الدم أثناء الاستلقاء في العيادة مع القياسات الليلية».


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)
إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)
TT

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)
إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

ووفق شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد حللت الدراسة 47 بحثاً سابقاً من 30 دولة؛ لمعرفة تأثير سن الإنجاب على خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ووجدت الدراسة أن النساء، اللاتي أنجبن طفلهن الأول بعد سن 35 عاماً، يواجهن خطراً أعلى للإصابة بسرطان الثدي، مقارنة بأولئك اللاتي أنجبن قبل سن 25 عاماً.

وكتب الباحثون، في الدراسة التي نُشرت بمجلة «The Lancet Oncology»: «يقلل الحمل المبكر قبل سن 25 عاماً خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث بنسبة 35 في المائة، مقارنة بالحمل بعد سن 35».

وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى حقيقة أن الحمل المبكر يقلل مستويات الإستروجين لدى المرأة، وهو هرمون مرتبط ببعض أنواع سرطان الثدي.

ويمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الهرمون - بسبب قلة حالات الحمل أو تأخر الإنجاب - إلى زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض الخبيث.

علاوة على ذلك، تقلل الرضاعة الطبيعية مستويات هرمون الإستروجين مدى الحياة، وكلما حدثت هذه الرضاعة في وقت مبكر، زادت فوادها الوقائية ضد سرطان الثدي.

وتقدِّر مؤسسة أبحاث السرطان العالمية أن كل 12 شهراً من الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنحو 4 في المائة.

ويُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في العالم، إذ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، جرى تسجيل ما يقارب 2.3 مليون حالة جديدة من سرطان الثدي في عام 2020، مع وفاة نحو 685 ألف شخص بسبب هذا المرض.

ويمثل هذا النوع من السرطان ما يقرب من 12 في المائة من جميع أنواع السرطانات التي تصيب البشر، و25 في المائة من جميع أنواع السرطانات التي تصيب النساء.