استشارات: حمية «كيتو» الغذائية

استشارات: حمية «كيتو» الغذائية
TT

استشارات: حمية «كيتو» الغذائية

استشارات: حمية «كيتو» الغذائية

حمية «كيتو» الغذائية

• لدي سِمنة، وعمري 48 سنة. هل تنصح بحمية «الكيتو» الغذائية لخفض وزن الجسم؟

- هذا ملخص أسئلتك عن محاولتك مرات عدة خفض وزن الجسم لديك، والصعوبات التي واجهتها في تحقيق ذلك. وأنك قد سمعت عن «كيتو دايت»، وسؤالك أنها ربما تكون مفيدة لك في خفض الوزن.

ولاحظ معي أن «كيتو دايت» (أي حمية الكيتو الغذائية) استراتيجية محتملة الفائدة لإنقاص الوزن لدى «بعض الناس».

وبالأصل، فإنها حمية غذائية تولّد في الجسم مركبات كيميائية تُسمى الكيتونات، وذلك عبر تناول وجبات طعام «عالية» المحتوى بالدهون، و«منخفضة» المحتوى من البروتينات، و«منخفضة جداً» في محتواها من نشويات وسكريات الكربوهيدرات.

آلية عمل الحمية الغذائية المولدة للكيتونات على خفض الوزن، هي حرمان الجسم من الغلوكوز (المصدر الرئيسي لوقود الطاقة في خلايا الجسم). وحينها يضطر الجسم إلى استخدام مصدر بديل لإنتاج الطاقة. وهذا المصدر البديل للسكريات هو الكيتونات. والكيتونات يتم استخراجها من الشحوم المتراكمة في الجسم.

وإذا تم اتباع النظام الغذائي المولد للكيتونات بـ«عناية»، فلن تصل مستويات الكيتونات في الدم إلى المستوى الضار المهدد لسلامة الحياة، لأن الجسم لدى عموم الناس الأصحاء سينتج بشكل تلقائي كمية كافية من الأنسولين لمنع حصول الزيادة العالية في إنتاج الكيتونات، وبالتالي لن تحصل حالة «الحماض الكيتوني»،

ولتحقيق هذا، فإن مواصفات حمية توليد الكيتونات تتطلب ثلاثة جوانب:

- تقليل كمية كربوهيدرات السكريات المتناولة في اليوم، لتكون كميتها بين 20 و50 غراماً. وتبعاً لذلك لن يتم تناول معظم الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، كالخبز والمعكرونة والأرز والبطاطا والذرة والبقول ومعظم الفواكه.

- رفع كمية الدهون المتناولة في اليوم، لتشكل نسبة 70 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، أي نحو 165 غراماً من الدهون. ولذا تسمح معظم الحميات المولدة للكيتونات بتناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل اللحوم الدهنية واللحوم المصنعة والشحم والزبدة، وكذلك مصادر الدهون غير المشبعة، مثل المكسرات والبذور والأفوكادو والزيوت النباتية والأسماك الزيتية. ومعلوم أن ملعقة طعام من الزبدة بها 11 غرام دهون، وشريحة جبن سويسري بها 7 غرامات دهون، وصدر من الدجاج دون الجلد به 7 غرامات من الدهون، و120 غراماً من لحم كتف الخروف الممزوج بالشحوم به 22 غراماً من الدهون، ونفس الوزن من لحم الضأن الهبر الخالي من الشحوم به 7 غرامات من الدهون.

- ضبط كمية البروتينات المتناولة ضمن مقدار معتدل، أي أنها تشكل نسبة ما بين 10 و20 في المائة من طاقة الطعام اليومي، لأن الإكثار من البروتين يمنع توليد الكيتونات، وذلك عبر قدرة الجسم على تحويل الأحماض الأمينية في البروتين إلى سكر الغلوكوز.

وتجدر ملاحظة أن هذا أحد جوانب الفرق بين هذه النوعية من الحمية الغذائية وبين حمية «أتكن» المعتمدة على رفع كمية البروتينات المتناولة بالدرجة الرئيسية وتقليل كمية الكربوهيدرات المتناولة.

ولأنها حمية غير معتادة، فإن النصيحة من مروجي هذه الحمية هي اتباعها لفترة محددة، وليس طوال الوقت. وتحديداً لفترة قصيرة يتم خلالها فقدان الزيادة في الوزن. ثم لمنع عودة زيادة الوزن، يتبع الشخص هذه الحمية الغذائية يومين أو ثلاثة في الأسبوع أو بضعة أسابيع في كل فصل من السنة.

وثمة دراسات طبية عدة بحثت في تقييم كل من «جدوى خفض الوزن» و«الأمان الصحي» لـ«كيتو دايت». ولكنها دراسات محدودة، وشملت أعداداً قليلة من الناس، ولفترات ليست طويلة. ومع ذلك للإنصاف، لاحظت نقاطاً عدة، منها:

- حصول تغيرات أيضية مفيدة على المدى القصير، نتيجة حصول خفض في وزن الجسم، مثل انخفاض مقاومة الأنسولين وانخفاض ارتفاع ضغط الدم.

- انخفاض الرغبة في تناول الطعام، ووجود شعور حقيقي بالشبع لدى الشخص، نتيجة الإكثار من تناول الشحوم وزيادة كمية الكيتون في الدم، وانخفاض نسبة الهرمونات المنشطة للشهية، مثل الأنسولين والغريلين.

- تنشيط عمليات استهلاك مخزون الشحوم في الجسم، مع الحفاظ على كتلة بروتينات عضلات الجسم.

ولكن بالمقابل، تجدر ملاحظة أن من الصعب جداً النصيحة بها للأشخاص الكبار في السن، أو الذين لديهم أمراض مزمنة تتطلب ضبط مستويات الكوليسترول والدهون في الجسم، ولذا تشير نشرات كلية الطب بجامعة هارفارد، قائلة إن «التركيز على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة يعارض أيضاً التوصيات الواردة في الإرشادات الغذائية للأميركيين وجمعية القلب الأميركية، وقد تكون له آثار ضارة على الكوليسترول الضار في الدم».

وكذلك يجدر الحذر من قبل الذين سبقت إصابتهم بحصى الكلى، أو لديهم هشاشة العظام، أو زيادة في مستويات حمض اليوريك في الدم (عامل خطر للنقرس). وكذلك الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم درجة عالية من الكفاءة البدنية واليقظة الذهنية، نتيجة احتمال الشعور الطويل بالتعب والمزاج المنخفض وسرعة التهيج والإمساك والصداع والتشويش الذهني.

ولكل ما تقدم، يصعب إعطاء نصيحة عامة حول مدى جدوى وأمان اتباع حمية «كيتو دايت» لعموم الناس. بل تجدر استشارة الطبيب المتابع لحالة الشخص حول مدى ملاءمتها لصحته في محاولات خفض وزن الجسم لديه.

وقت تناول أدوية ضغط الدم

• هل أتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم في الصباح أو المساء؟

- هذا ملخص أسئلتك حول أفضل وقت لتناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم. وسبقت الإجابة عنه، كما تم عرض الموضوع ضمن عدد 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 من ملحق صحتك بـ«الشرق الأوسط».

وبداية، فإن علاج ارتفاع ضغط الدم يجدر أن يحقق «الأهداف» المرجوة منه. و«الأهداف» ليست هي فقط خفض مقدار ضغط الدم ليكون ضمن المستويات الطبيعية. بل إن هذا الخفض واحد من أهداف عدة مطلوبة لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم. ذلك لأن «مرض» ارتفاع ضغط الدم له «مضاعفات» و«تداعيات» على أعضاء مهمة عدة في الجسم، كالقلب والدماغ والكليتين والعينين وشرايين أطراف الجسم وغيرها.

ولذا فإن من الأهداف الرئيسية، منع حصول أحداث الانتكاسات في حالة القلب والأوعية الدموية، التي من أهمها الإصابة بنوبة الجلطة القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة بسببهما أو بأسباب لها علاقة بالأوعية الدموية في مناطق أخرى من الجسم. والمعالجة الناجحة لـ«مرض ارتفاع ضغط الدم» هي التي تحقق ضبط مقدار ارتفاع ضغط الدم، وفي الوقت نفسه تحقق وقاية هذه الأعضاء المستهدفة بالضرر من أي مضاعفات وتداعيات.

ولذا عندما تحاول الأوساط الطبية معرفة الوقت الأفضل لتناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، فإن نظرتها شاملة. ودلت أحدث الدراسات الطبية على أن حماية المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والموت بسبب مرض الأوعية الدموية، لا تتأثر بتناول الأدوية الخافضة لارتفاع ضغط الدم سواء في الصباح أو في المساء.

وتجدر ملاحظة أن تناول أدوية خفض ضغط الدم سيحقق النتيجة المطلوبة في إزالة ارتفاعه، عند اجتماع 3 عوامل؛ الأول: حرص المريض على تناول الأدوية التي يصفها الطبيب وفق توصياته، في أي وقت من اليوم (الليل أو النهار)، والثاني: عند وصف الطبيب جرعات كافية من أنواع تلك الأدوية المطلوب تناولها، وقادرة على تغطية فترة الـ24 ساعة، والثالث: التأكد من تحقيق الهدف العلاجي، وذلك بالمتابعة في العيادة لتأثيرات تناول الأدوية، وملاحظة آثارها الجانبية، للوصول إلى الخفض المُستهدف علاجياً لقياسات ضغط الدم. وأيضاً للتأكد من سلامة الأعضاء المُستهدفة بالضرر.


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
TT

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم خياراً علاجياً آمناً وبسيطاً مقارنةً بأدوية ضغط الدم التقليدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Journal of the Endocrine Society».

ويعاني كبار السن المصابون بالسمنة من ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لتأثير الوزن الزائد على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد تراكم الدهون من الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى زيادة المقاومة التي يواجهها الدم في أثناء تدفقه.

ويضع هذا الوضع عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم بكفاءة، ما يرفع ضغط الدم تدريجياً. كما أن السمنة قد تساهم في الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل كبار السن عرضةً لمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقاً للباحثين.

ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين «د» لعلاج نقص هذا الفيتامين، وهو أمر شائع عالمياً ويرتبط بأمراض القلب، وأمراض المناعة، والالتهابات، وحتى بعض أنواع السرطان.

وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباط نقص فيتامين «د» بارتفاع ضغط الدم، لكن الأدلة على تأثير مكملات فيتامين «د» في خفض ضغط الدم كانت غير حاسمة.

وأجرى فريق من الباحثين من المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية وجامعة الفيصل السعودية، دراسة شملت 221 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين «د»، بينما تناولت المجموعة الثانية 3750 وحدة دولية يومياً لمدة عام كامل. وأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم لدى المشاركين، إلا أن الجرعات العالية لم تُظهر فوائد إضافية.

وبناءً على هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» قد تكون كافيةً لتحقيق الفائدة المطلوبة دون الحاجة إلى الجرعات العالية، مما يساعد في تجنب الآثار الجانبية المحتملة للجرعات الزائدة.

وأضافوا أن هذه النتائج تقدم توجيهات جديدة للأطباء في إدارة ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى كبار السن المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من نقص فيتامين «د»، ما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية الخافضة للضغط، ويعزز من دور المكملات الغذائية كإجراء وقائي بسيط وفعّال.