تلوث الهواء قد يساهم في زيادة خطر مقاومة المضادات الحيوية

هناك علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء بجزيئات PM2.5 والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية (رويترز)
هناك علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء بجزيئات PM2.5 والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية (رويترز)
TT

تلوث الهواء قد يساهم في زيادة خطر مقاومة المضادات الحيوية

هناك علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء بجزيئات PM2.5 والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية (رويترز)
هناك علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء بجزيئات PM2.5 والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تلوث الهواء قد يزيد من خطر مقاومة المضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد ابتكر الباحثون نموذجاً للبحث في مستويات تلوث الهواء بجزيئات دقيقة تسمى «PM2.5»، ومستويات مقاومة المضادات الحيوية في 166 دولة.

واكتشفت الدراسة وجود علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء بجزيئات «PM2.5» والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية التي أصبحت أقوى وأشرس بمرور الوقت.

فقد كتب الباحثون، المنتمون لجامعة تشجيانغ في الصين، في دراستهم التي نشرت في مجلة «لانسيت» العلمية: «يُظهر نموذجنا أن تلوث الهواء بالجزيئات هو المسؤول عن 11 في المائة من الارتفاع الذي حدث في مستويات مقاومة المضادات الحيوية حول العالم».

وأضافوا: «لقد وجدنا أن كل ارتفاع بنسبة 1 في المائة بتلوث الهواء يرتبط بزيادة مقاومة المضادات الحيوية بين 0.5 و 1.9 في المائة، اعتماداً على العامل الممرض».

وينتج التلوث بجزيئات «PM2.5» عن المحطات التي تعمل بالفحم والغاز الطبيعي وعن عوادم السيارات ومواقع البناء وحرائق الغابات. ويأتي في شكل تراب أو غبار أو سخام أو دخان.

وتحدث مقاومة المضادات الحيوية، والمعروفة أيضاً باسم مقاومة مضادات الميكروبات، عندما يطور عامل ممرض معين، بكتيري أو طفيلي أو فطري، مقاومة للأدوية المضادة له.

بكتيريا الزائفة الزنجارية المقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

وأصبحت مقاومة المضادات الحيوية مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم، حيث تسارعت «بوتيرة مثيرة للقلق»، حسب وصف العلماء، الذين قالوا إنها تتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 700 ألف شخص سنوياً.

وتعد الأمم المتحدة مقاومة المضادات الحيوية «تهديداً أساسياً» لصحة الكوكب بأكمله وسلامته.

وأكدت الدراسات السابقة أن معظم حالات مقاومة المضادات الحيوية ناتجة عن الإفراط في وصف المضادات الحيوية، أو إساءة استخدامها، وضعف السيطرة على العدوى في المستشفيات، إلى جانب تدهور الصرف الصحي. إلا أن الدراسة الجديدة هي الأولى من نوعها التي تبحث في العلاقة بين مقاومة المضادات الحيوية والتلوث.

وقال فريق الدراسة إن عملهم يجب أن يخضع لمزيد من الاختبار، لكنهم أكدوا أنه إذا كان هذا التحليل دقيقاً، وإذا استمرت مستويات تلوث الجسيمات عند المستوى نفسه تقريباً، فإن مستوى مقاومة المضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم في عام 2050 سيكون أعلى من مستواها الحالي بحوالي 17 في المائة.


مقالات ذات صلة

الانبعاثات تهدد شركات السيارات الأوروبية بـ 15 مليار يورو غرامات

الاقتصاد تريد «رينو» تجنّب الأزمة بعد أن حققت وفورات (رويترز)

الانبعاثات تهدد شركات السيارات الأوروبية بـ 15 مليار يورو غرامات

حذر رئيس مجموعة «رينو» لوكا دي ميو، السبت، من أن شركات السيارات الأوروبية مهددة بغرامات بقيمة 15 مليار يورو إذا لم تحترم قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن الانبعاثات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم (رويترز)

تلوث الهواء والضوضاء يزيدان خطر العقم

كشفت دراسة جديدة عن أن التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
أوروبا تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار مئات الآلاف من الأسماك الميتة في مجرى مائي بالقرب من ميناء فولوس باليونان (رويترز)

نفوق أطنان من الأسماك يدفع مدينة يونانية لإعلان حالة طوارئ

أعلنت مدينة فولوس الساحلية في وسط اليونان حالة الطوارئ للتعامل مع تبعات تلوث بحري ناجم عن العثور على أطنان من الأسماك النافقة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

«الشرق الأوسط» (اثينا)
بيئة حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
بيئة قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

كشفت دراسة جديدة عن أنه من الممكن إضافة نحو عامين إلى متوسط ​​عمر الفرد المتوقع إذا خفض العالم بشكل دائم التلوث المرتبط بالجسيمات الدقيقة لتلبية المعايير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

أفادت دراسة بريطانية بأن تجنّب الأطعمة فائقة المعالجة يقلّل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ونصح الباحثون بجامعة «إمبريال كوليدج لندن»، بضرورة استبدال الأطعمة الأقل معالجة بالأخرى فائقة المعالجة، للحماية من السكري، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «لانسيت ريجونال هيلث».

يُذكر أن السكري من النوع الثاني حالة مزمنة تتسم بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الأنسولين، أو عدم إنتاج الجسم كمية كافية منه. ويتطور المرض غالباً بسبب نمط حياة غير صحي، بما في ذلك التغذية غير المتوازنة والسمنة وقلة النشاط البدني. ويمكن إدارة المرض من خلال تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن.

وأجرى الفريق دراسته للتحقق من العلاقة بين مستوى معالجة الأطعمة وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، مع تحديد أنواع الأطعمة فائقة المعالجة الأكثر خطورة.

ويجري تقييم درجة معالجة الأطعمة باستخدام تصنيف يقسّمها لأربع مجموعات هي: الأطعمة غير المعالجة، مثل: البيض والحليب والفواكه، والأطعمة المعالجة بشكل خفيف، مثل: الملح والزبدة والزيت، والأطعمة المعالجة مثل الأسماك المعلبة والجبن، والأطعمة فائقة المعالجة، مثل: الأطباق الجاهزة والوجبات الخفيفة المالحة والحلويات.

وشملت الدراسة تحليل النظام الغذائي والصحي لأكثر من 311 ألف شخص من ثماني دول أوروبية على مدى متوسط قدره 10.9 سنة، إذ أُصيب خلالها 14236 شخصاً بمرض السكري من النوع الثاني.

وأظهرت النتائج أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في تناول الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري بنسبة 17 في المائة، إلا أن استبدال الأطعمة الأقل معالجة بفائقة المعالجة، قد يقلل من هذا الخطر.

وأشار الباحثون إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة الأكثر خطورة تشمل الوجبات الخفيفة المالحة، واللحوم المصنعة، والوجبات الجاهزة، والمشروبات المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً.

وشكّلت هذه الأطعمة غير الصحية نحو 23.5 في المائة من إجمالي النظام الغذائي لمن يتناولونها، وكانت المشروبات المحلاة وحدها تشكّل ما يقرب من 40 في المائة من استهلاكهم للأطعمة فائقة المعالجة، و9 في المائة من إجمالي نظامهم الغذائي.

بينما أظهرت أطعمة أخرى، مثل: الخبز والبسكويت وحبوب الإفطار البديلة النباتية، تأثيراً أقل في زيادة خطر السكري.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لارتباط الأطعمة فائقة المعالجة بالسكري لم تُحدد بعد، فإن الباحثين يعتقدون أن عوامل مثل الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن تلعب دوراً.

وأشارت دراسة سابقة إلى أن زيادة الدهون شكّلت نحو نصف هذا الارتباط. كما أكدت الأبحاث أن زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر السمنة والأمراض المزمنة، مثل: السكري والاكتئاب.