عملية ربط الأنابيب ومريضة القلب
* هل عملية ربط الأنابيب لمنع الحمل ملائمة لمريضة القلب؟
- هذا ملخص أسئلتك عن وسائل منع الحمل لمريضة تُعاني من مشكلات في القلب. ولاحظي معي النقاط الأربع التالية:
. أمراض القلب مصطلح عام يشمل طيفاً واسعاً من الأمراض. فهناك أمراض عضلة القلب التي قد تسبب الضعف فيه. وأمراض صمامات القلب التي قد تتسبب في ضيق أحد الصمامات وإعاقة تدفق الدم إلى الجسم. وكذلك أمراض العيوب الخلقية التي إما أن تؤثر على قوة عضلة القلب أو مقدار ضغط الدم في الشرايين الرئوية أو حالة صمامات القلب، وأمراض اضطرابات نبض القلب التي قد تؤثر على إيقاع نبض القلب وتدفق الدم إلى الدماغ، أو تتطلب معالجة بأدوية قد تتسبب في آثار سلبية على الجنين عند الحمل. وأنواع أخرى من أمراض القلب.
. الحمل يمر عبر عدة مراحل، وخلال كل مرحلة منها تحصل تغيرات فسيولوجية مختلفة، بتأثيرات مختلفة على حجم سائل الدم، وعلى الأوعية الدموية التي تغذي المشيمة والجنين، وعلى الأوعية الدموية التي في عموم الجسم، وعلى تدفق الدم خلال حجرات القلب، وعلى جريان الدم في الرئتين، وعلى مقدار ضغط الدم، وعلى معدلات نبض القلب. كما أن مراحل عملية الولادة لها تأثيرات مختلفة على الجسم وعلى الأوعية الدموية والقلب. ولهذه الأسباب وغيرها، فإن أوساط طب القلب تصنف عادة أمراض القلب ذات العلاقة بسلامة الحمل وسلامة الجنين وسلامة الأم الحامل، إلى درجات مختلفة. ولذا منها ما يشكل حصول الحمل إما خطورة عالية أو متوسطة أو منخفضة على المريضة أو حملها أو جنينها. ومن أمثلة الخطورة العالية، التضيقات الشديدة في أحد الصمامات، أو الضعف الشديد في قوة عضلة القلب، أو الارتفاع الشديد في ضغط الدم داخل الشرايين في الرئة.
. وسائل منع الحمل تتنوع بشكل واسع في سهولة استخدامها وإمكانية استخدامها. وكذلك منها ما يُحقق درجات عالية من منع الحمل، ومنها ما يُحقق درجات متوسطة، ومنها ما هو غير مضمون في منع الحمل.
. وسائل منع الحمل تتفاوت في آثارها الجانبية على صحة المرأة بالعموم، وعلى صحة مريضة القلب على وجه الخصوص، وفق نوعية مرض القلب الذي لديها وطريقة معالجتها.
ولذا فإن المناقشة تكون بين المريضة وبين كل من طبيب القلب وطبيب النساء والتوليد، حول جوانب عدة في شأن الحمل ومنع الحمل. ومنها مدى سلامة حصول الحمل على صحة الأم وحالة القلب، أو ضرورة منع الحمل. وكذلك حول أفضل وسيلة ملائمة لحالة المريضة في تحقيق منع الحمل.
وربط البوق (الذي يُعرف أيضاً بربط الأنابيب أو تعقيم البوق)، وهو من وسائل المنع الدائم للحمل؛ لأنه يمنع انتقال البويضة من المبايض عبر قنوات فالوب وصولاً إلى الرحم، ويمنع الحيوان المنوي من الانتقال عبر قنوات فالوب إلى البويضة. أي أن المرأة لن تحتاج فيما بعد أي نوع من أنواع وسائل منع الحمل. والعودة إلى إمكانية الحمل غير مضمونة بعد إجراء فكّ الربط للأنابيب.
وتعد عملية ربط البوق أحد أكثر إجراءات منع الحمل الجراحية استخداماً لدى النساء. ولكن ربط البوق يتم عبر التخدير والعملية الجراحية. ورغم أن ربط البوق هو وسيلة آمنة وفعالة من بين وسائل موانع الحمل الدائمة، فإنها قد لا تكون إجراءً مناسباً لأي امرأة بالعموم، ولا لأي مريضة قلب على وجه الخصوص. ولذا تجدر مناقشة الأمر مع طبيب القلب حول ملائمة إجراء الجراحة تحت التخدير العام. وأيضاً مناقشة الأمر مع طبيب النساء والتوليد، للتأكد من فهم فوائد ومخاطر هذا الإجراء.
والاهتمام بهذه الوسيلة مصدره أنها وسيلة «عالية الفائدة» في منع الحمل، مما يجعلها أكثر فعالية من وسائل أخرى، مثل حبوب منع الحمل أو اللولب أو الواقي الذكري، للمريضات اللواتي يشكل الحمل عليهن خطورة عالية. ولكن يجب ألا يتم إجراؤها إلا عند عدم تشكيلها خطورة على مريضة القلب.
إجراء قسطرة القلب
• أعاني من ألم بالصدر وضيق بالتنفس، وثمة مَن اقترح إجراء القسطرة للقلب، وثمة طبيب آخر اقترح عليَّ عدم إجرائها.
حمود إبراهيم- بريد إلكتروني
- هذا ملخص ما اتضح لي من سؤالك حول معاناتك من ألم في الصدر، وضيق في التنفس. وأن ثمة مَن اقترح عليك إجراء القسطرة للقلب. وثمة طبيب آخر اقترح عليك عدم إجرائها «لوجود قطعة حديد خارج القلب وملتفة عليها الشرايين» كما ذكرت في سؤالك، وهو ما لم أفهم المقصود به. كما لم أدرك من سؤالك مقدار عمرك، وما الأمراض المزمنة المرافقة لديك، إن وُجدت. وأيضاً لم يتضح لي من سؤالك نوعية الألم الذي تُعاني منه، وما هي العوامل التي تزيد أو تخفف منه. وعلى سبيل المثال: هل بذل الجهد البدني يزيد من الشعور بآلام الصدر؟ وهل يخف ألم الصدر عنك بالراحة؟ وغيرها من الجوانب التي عادة ما يسأل الطبيب عنها مريضه مباشرة.
ولكن بالعموم، لاحظ معي أن القسطرة لشرايين القلب هي إجراء تشخيصي، يتم خلاله إدخال أنبوب رفيع ومرن عبر أحد الشرايين الطرفية، إما في منطقة الساعد (وهو الغالب) أو في منطقة أعلى الفخذ. ويتم توجيه هذا الأنبوب عبر الشرايين وصولاً إلى القلب. ثم ضخ سائل صبغة ملونة، وتصوير الشرايين القلبية أثناء جريان هذا السائل الملون خلال الشرايين التي تغذي القلب، أي الشرايين التاجية. وبالتالي تقدم القسطرة القلبية لطبيب القلب معلومات مهمة عن شرايين القلب. كما يمكن لبعض علاجات أمراض القلب، مثل رأب الأوعية التاجية وتركيب الدعامة التاجية، أن تُجرى أيضاً باستخدام قسطرة القلب. وهناك أنواع أخرى من القسطرة القلبية التشخيصية، مثل دراسة حالة نظام كهرباء القلب. وأيضاً أنواع أخرى من القسطرة القلبية العلاجية، مثل توسيع بعض الصمامات المتضيقة، أو زراعة صمامات جديدة في القلب، أو علاج أنواع من العيوب الخلقية فيه، وغيره.
وعندما يشكو الشخص من آلام في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو الشعور بالضغط على الصدر، فإن الطبيب يتأكد أولاً: هل ثمة عوامل ترفع من احتمالات أن يكون مصدر تلك الأعراض هو القلب، كوجود مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو التدخين أو ارتفاع الكولسترول؟ ثم يقرأ رسم تخطيط القلب ونتائج تصوير القلب بالأشعة الصوتية (الإيكو). وإذا اشتبه أن الأمر من المحتمل أن يكون سببه مرض الشرايين القلبية، فإنه سيطلب إجراء فحوصات لمعرفة حالة الشرايين.
وهذه الفحوصات لمعرفة حالة الشرايين، تتراوح ما بين تصوير مدى تروية الشرايين القلبية لعضلة القلب باستخدام الأشعة النووية، أو يطلب إجراء تصوير شرايين القلب بالأشعة المقطعية مع استخدام الصبغة الملونة. وفي بعض الأحيان، وعندما يغلب أن تكون المشكلة في شرايين القلب، فإن الطبيب قد يلجأ مباشرة نحو اقتراح إجراء القسطرة لمعرفة حالة الشرايين القلبية.
ولذا فإن القسطرة لشرايين القلب ليست هي الوسيلة التشخيصية الوحيدة لمعرفة حالة الشرايين القلبية. ولمعرفة هل هي السبب في آلام الصدر وضيق النفس أم لا؛ بل إذا تعذر إجراء القسطرة لأسباب عدة في حالة المريض، أو كانت ثمة رغبة من المريض ألا يتم اللجوء إليها مباشرة، وحالة المريض مستقرة، فإن بالإمكان إجراء الفحوصات الأخرى المذكورة آنفاً. وإذا دلت نتائجها على ارتفاع احتمالات وجود تضيقات مؤثرة على درجة تروية عضلة القلب بالدم، فإن الطبيب سيتوجه بالنصيحة للمريض بإجراء القسطرة لتصوير الشرايين القلبية، والمبادرة بمعالجة التضيقات فيها إن كان ذلك ملائماً لحالة المريض.