جِل يمكنه تجديد غضاريف الرُكبة

يجمع بين الصلابة والمتانة

عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)
عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)
TT

جِل يمكنه تجديد غضاريف الرُكبة

عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)
عضو في الفريق البحثي ممسكة بـ«الجل» الجديد (الفريق البحثي)

نجح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية، في إنتاج جِل يجمع بين الصلابة والمتانة، يمكن استخدامه لتجديد غضاريف الركبة.

والغضاريف المفصلية، الموجودة في مفاصل الركبة والورك، هي المفتاح لسلاسة حركة المفاصل، ويمكن أن يسبب تلفها الألم وتقليل الوظيفة، ويؤدي إلى التهاب المفاصل، وأحد الحلول المحتملة هو زرع دعامات اصطناعية مصنوعة من البروتينات تساعد الغضروف على تجديد نفسه عندما تتحلل الدعامة، غير أن تجديد الغضروف بشكل جيد يرتبط بمدى قدرة الدعامة على محاكاة الخصائص البيولوجية للغضروف، وسعى الباحثون للجمع بين الخصائص التي تبدو غير متوافقة للصلابة والمتانة.

ويزعم باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في دراسة نشرت الأربعاء بدورية «نيتشر»، أنهم نجحوا في ذلك، عن طريق إنتاج مادة هلامية (جِل)، قابلة للتحلل، تجمع بين تلك الخصائص، بما يؤدي إلى إصلاح جيد للغضروف المفصلي، وهو تحدٍ طبي مهم.

ويقول هونغ بين لي، الأستاذ في قسم الكيمياء بجامعة كولومبيا البريطانية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: إن «الدعامات القابلة للتحلل المتاحة حالياً لا تحقق التوازن الدقيق بين أن تكون صلبة ومتينة، مثل الغضروف الفعلي؛ فميكانيكيا، عندما يكون الشيء صلباً، فإنه يقاوم الانحناء، ولكن هذا يعني عادة أنه هش، حيث ينكسر عند الانحناء مثل الزجاج، وعندما يكون هناك شيء متين، فإنه يقاوم الانكسار، حتى عند ثنيه، ولكنه قد يكون ليناً جداً بحيث لا يكون مفيداً في المفصل، وهذا هو الحال مع الدعامات الحالية المصنوعة من البروتينات؛ مما يخلق عدم تطابق بين ما تحتاج إليه الخلايا وما يتم توفيره، وهذا يؤدي إلى عدم إصلاح الغضروف بقدر الإمكان».

وطوّر الفريق البحثي نهجاً مختلفاً لتقوية مادة الهلام البروتينية (الجِل) دون التضحية بالصلابة، عن طريق تشابك سلاسل بروتين معين تتكون منه شبكة الهلام، ويمكن لهذه السلاسل المتشابكة أن تتحرك؛ مما يسمح بتبديد الطاقة، على سبيل المثال، عند القفز، وهو ما يمنع الكسر.

بالإضافة إلى ذلك، استخدموا طريقة لطي وفتح البروتينات، تسمح أيضاً بتبديد الطاقة، وكان «الجل» الناتج شديد الصلابة، وقادراً على مقاومة التقطيع بالمشرط، وكان أكثر صلابة من الهلاميات المائية البروتينية الأخرى، وكانت قدرته على مقاومة الكسر من بين أعلى ما حققته أي مادة هلامية من هذا القبيل، وتمت مقارنته بشكل إيجابي مع الغضروف المفصلي الفعلي، وكان قادراً على استعادة شكله الأصلي بسرعة بعد الضغط، كما يفعل الغضروف الحقيقي بعد القفز.

وأظهرت الأرانب المزروعة بهذا الجِل علامات ملحوظة لإصلاح الغضروف المفصلي بعد 12 أسبوعاً من الزرع، ولم يتم تسجيل أي رد فعلي سلبي من الجهاز المناعي للحيوان تجاه المادة المزروعة.


مقالات ذات صلة

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يمر أحد الركاب أمام لافتة تحذر من مرض «جدري القرود» في مطار سوكارنو هاتا الدولي بتانجيرانغ في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسف» تطرح مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة»

طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة» للدول المتضررة من الأزمات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
TT

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

أظهر مسح جديد شمل 1563 شخصاً بالغاً، ونشر نتائجه موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

ويحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات مثل حل الكلمات المتقاطعة وتناول المكملات الغذائية لتجنب «الخرف» – وهو مصطلح يُطلق على مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية – لكن هل تأتي هذه الأساليب والاستراتيجيات بنتيجة؟

تُظهر الأبحاث أنه من الممكن منع أو تأخير 45 في المائة من حالات الخرف من خلال سلسلة من التغييرات الشخصية والمجتمعية، وفق «سيكولوجي توداي».

ويسلط تقرير جديد في مجلة «لانسيت» العلمية، نشر بتاريخ 31 يوليو (تموز) 2024، الضوء على عاملين جديدين «قابلين للتعديل» من عوامل الخطر التي قد تسبب الخرف، وهما فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول، ما يرفع إجمالي عوامل الخطر المعروفة إلى 14.

ووفقاً لتقرير عام 2024، الذي أعدته «لجنة لانسيت للخرف»، والذي يسلط الضوء عوامل الخطر المتعلقة بالخرف وكيفية الوقاية منها، فإن العوامل الـ14 هي: «قلة التعليم، وحدوث إصابة في الرأس، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وارتفاع ضغط الدم، والسِمنة، والإصابة بمرض السكري، وفقدان السمع، والاكتئاب، وقلة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء، وفقدان البصر، وارتفاع نسبة الكوليسترول».

ووفق «سيكولوجي توداي»، فإن ضبط وتعديل جميع عوامل الخطر الـ14 من شأنهما أن يؤخرا أو يمنعا 45 في المائة من حالات الخرف، سواء كان الشخص يحمل جين «ألزهايمر» أم لا.

وتوصي «لجنة لانسيت» بعدة ممارسات للوقاية من الخرف أو تأخيره، مثل: «ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، وتشجيع الأنشطة المحفزة للإدراك في منتصف العمر لحماية الإدراك، وجعل الأدوات المُعينة على السمع في متناول الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وتقليل التعرض للضوضاء الضارة، وعلاج الاكتئاب بشكل فعال، وتشجيع استخدام الخوذات، وحماية الرأس في الرياضات وعند استخدام الدراجة، وتشجيع ممارسة الرياضة، والحد من التدخين، والحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة، وجعل الفحص والعلاج لأمراض ضعف البصر متاحين للجميع، والحد من التعرض لتلوث الهواء».

وتوصي اللجنة بأنه يجب على الأشخاص وضع اعتبار جاد حيال الاهتمام بالوقاية من عوامل الخطر بدءاً من وقت مبكر من الحياة، وأن يظل هذا الانتباه مستمراً معنا طوال الحياة.