توصل فريق دولي، لأول مرة، إلى حل لغز عمره 40 عاما، يتعلق بالتركيب الجزيئي لبروتين يلعب دورا في عملية حرق السعرات الحرارية، ما يبشر بعلاجات جديدة للسمنة والأمراض ذات الصلة، مثل مرض السكري.
ويسمح البروتين(UCP1)، المكتشف قبل 40 عاما، للأنسجة الدهنية البنية، أو«الدهون الجيدة»، بحرق السعرات الحرارية، وذلك على عكس الدهون البيضاء التقليدية التي تخزن السعرات، وقد أعاق الاستفادة منه علاجيا، نقص التفاصيل حول تركيبه الجزيئي، وهو الإنجاز الجديد الذي حققه فريق دولي يقوده باحثون من جامعتي إيست أنجليا وكامبريدج في بريطانيا، بمشاركة باحثين من جامعتي بنسلفانيا الأميركية، وبروكسل الحرة ببلجيكا.
وخلال الدراسة، المنشورة (الأربعاء) بدورية «ساينس أدفانسيس»، كشف الباحثون عن التركيب الجزيئي للبروتين، وهو ما من شأنه أن يساعد في تطوير علاجات لتنشيط هذا البروتين بشكل مصطنع لحرق السعرات الحرارية الزائدة من الدهون والسكر، وبالتالي، القضاء على السمنة والأمراض ذات الصلة، مثل مرض السكري.
ويقول بول كريشتون، من كلية طب نورويتش في جامعة إيست أنجليا، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، إنه «بالإضافة إلى الدهون البيضاء التقليدية التي نعرفها جميعا، يمكننا أيضا الاستفادة من الدهون البنية».
والدهون البنية هي الدهون الجيدة، فهي تكسر سكر الدم وجزيئات الدهون لتوليد الحرارة وتساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ومع ذلك، فإن معظم دهون الجسم عبارة عن دهون بيضاء تخزن الطاقة، كثير منها يؤدي إلى السمنة.
ويوضح كريشتون أن «الدهون البنية عند البشر، ترتبط بالنحافة، وكان هناك كثير من الاهتمام بكيفية زيادتها كطريقة محتملة لعلاج السمنة، والبحث يبشر بأداة مهمة لتحقيق ذلك، وهي تفعيل بروتين (UCP1) علاجيا».
ويضيف أن «البحث حدد بنية هذا البروتين بالتفصيل الذري، وذلك باستخدام المجهر الإلكتروني (Krios G3i)، في مركز بن سينغ لتقنية النانو بجامعة بنسلفانيا».
وتقول فيرا مويسينكوفا بيل، الأستاذة المساعدة في علم الأدوية، والباحثة المشاركة بالدراسة، إن «هذا تطور مثير يأتي بعد أكثر من أربعة عقود من البحث في شكل البروتين (UCP1)، وكيفية عمله».