الإصابة بمقدمات السكري في عمر صغير تزيد مخاطر الخرف

ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يعانون من مقدمات السكري (رويترز)
ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يعانون من مقدمات السكري (رويترز)
TT

الإصابة بمقدمات السكري في عمر صغير تزيد مخاطر الخرف

ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يعانون من مقدمات السكري (رويترز)
ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً يعانون من مقدمات السكري (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يصابون بمقدمات السكري في عمر أصغر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من حياتهم، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

تبرز مقدمات السكري عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المستوى الأمثل، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري طبياً. لسوء الحظ، يعاني ملايين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً من مقدمات السكري، ولا يدرك الكثيرون ذلك.

وقال المؤلفان إليزابيث سيلفين أستاذة علم الأوبئة، وجياكي هو طالب الدكتوراه، كلاهما في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور: «ترتبط مقدمات السكري بخطر الإصابة بالخرف، لكن هذا الخطر يفسر من خلال تطور مرض السكري».

حللت الدراسة، التي نُشرت يوم الأربعاء، بيانات من دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات، وتضمنت أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً في ست مقاطعات أميركية: مقاطعة فورسيث، نورث كارولينا، جاكسون، ميسيسيبي، ضواحي مينيابوليس، ومقاطعة واشنطن بولاية ماريلاند.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أصيبوا بالنوع الثاني من داء السكري قبل سن الستين تعرضوا لخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم أكثر بثلاث مرات، مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالسكري من النوع الثاني قبل سن الستين. إذا تطورت مقدمات السكري إلى داء السكري من النوع الثاني بين سن 60 إلى 69، فإن الخطر ينخفض، ولكن فقط ببضع نقاط.

وأشارت الدراسة إلى أنه إذا لم يتم تشخيص مرض السكري من النوع الثاني حتى يبلغ الشخص السبعينات من العمر، فإن خطر الإصابة بالخرف ينخفض إلى 23 في المائة. وإذا أصيب شخص بمرض السكري من النوع الثاني في الثمانينات أو التسعينات من عمره، فإن الخطر لا يكون أكبر مقارنة بغير المصابين به.

وقالت سيلفين لشبكة «سي إن إن» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «كان هناك ارتباط قوي بين مقدمات السكري والخرف، لكن هذه العلاقة كانت موجودة فقط بين الأشخاص الذين أصيبوا بمرض السكري... تشير هذه النتيجة إلى أن منع التقدم من مقدمات السكري إلى مرض السكري يمكن أن يساعد في منع الخرف عند كبار السن».

من جهته، أوضح الباحث في مرض ألزهايمر الدكتور ريتشارد إيزاكسون، طبيب الأعصاب الوقائي في معهد الأمراض العصبية التنكسية في فلوريدا، إن النتائج لم تكن مفاجئة. وقال: «لقد كنت أتحدث عن ذلك منذ أكثر من عقد... إذا دفعت هذه الدراسة الأشخاص لاتخاذ إجراءات فعلية عند تقديم تشخيص لمقدمات السكري، فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى تحسين نتائج صحة الدماغ».


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

صحتك السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة حديثة أجراها الاتحاد العالمي للسمنة خلصت إلى أن ما يقرب من نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة أو زيادة الوزن.

صحتك 7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن

قد يستغرب البعض، لكنها حقيقة تُؤكدها المصادر الطبية، وهي أن عدد مرات إخراج الغازات يتراوح ما بين 12 إلى 25 مرة في اليوم لدى الإنسان «الطبيعي»

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك «الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

«الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

يُعد الحزَّاز المسطح (Lichen Planus) من الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة ذات الطبيعة المناعية الذاتية، التي تؤثر في الجلد والأغشية المخاطية

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

علماء يكتشفون كيف يوقف الأسبرين انتشار السرطان

الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)
الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)
TT

علماء يكتشفون كيف يوقف الأسبرين انتشار السرطان

الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)
الأسبرين قد يكون علاجاً لمرضى السرطان (أرشيفية - رويترز)

يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا كيف يمكن لمسكن الألم زهيد التكلفة؛ الأسبرين، إيقاف انتشار السرطان، وفق ما نشرت شبكة «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».

وأظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات أن العقار يعزز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة المرض.

وقال فريق جامعة كامبريدج إن «هذا الاكتشاف مثير ومفاجئ، وقد يؤدي في النهاية إلى وصف العقار لمرضى السرطان، ولكن ليس بعد»، وينصح الناس بـ«عدم تناول الأقراص من تلقاء أنفسهم».

يأتي تناول «الأسبرين» العادي مع مخاطر، ولا تزال التجارب تحاول معرفة المرضى الأعلى احتمالاً للاستفادة.

وأظهرت بيانات منذ أكثر من عقد من الزمان أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون الأسبرين يومياً كانت فرصتهم للبقاء على قيد الحياة أعلى إذا ما شُخّصت إصابتهم بالسرطان.

ولكن كيف؟

وفق ما وصف التقرير، يبدو أن الأمر يتعلق بـ«لحظة ضعف» بخصوص السرطان، عندما تنفصل خلية واحدة عن الورم الأصلي وتحاول، مثل البذرة في الريح، الانتشار في مكان آخر من الجسم.

تسمى هذه العملية «النقائل»، وهي سبب غالبية الوفيات بسبب السرطان.

إن جزءاً من دفاعاتنا المناعية، وهي خلية دم بيضاء تسمى «الخلية التائية»، قادرة على مهاجمة السرطان المنتشر وتدميره خلال محاولته ترسيخ جذوره.

ولكن الدراسة أظهرت أن جزءاً آخر من دمنا؛ وهو «الصفائح الدموية» التي تتوقف عن النزف عادة، تعمل على قمع «الخلايا التائية» وتجعل من الصعب عليها أن تتخلص من السرطان.

ويعمل الأسبرين على تعطيل «الصفائح الدموية» وإزالة تأثيرها على «الخلايا التائية» حتى تتمكن من مطاردة السرطان.

وقال البروفسور راوول رويشودوري من جامعة كامبريدج: «لقد اكتشفنا أن الأسبرين قد يعمل، على نحو مدهش، على إطلاق العنان لقوة الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية المنتشرة وقتلها».

وباعتقاد رويشودوري، فإن الدواء يعمل بشكل أفضل في حالات السرطان التي تُكتشف في وقت مبكر، ويمكن استخدامه بعد العلاج، من مثل الجراحة، لمساعدة الجهاز المناعي في العثور على أي سرطان قد يكون قد انتشر بالفعل.

هل يجب أن يتناول مرضى السرطان الأسبرين للعلاج؟

السؤال الأكبر طبيعية الذي قد يطرحه أي شخص مصاب بالسرطان هو: هل ينبغي له تناول الأسبرين؟

في هذا المجال، أوضح البروفسور مانجيش ثورات، وهو جراح وباحث في مجال السرطان بجامعة كوين ماري في لندن، أنه «إذا كنت مريضاً بالسرطان، فلا تتسرع بالتوجه إلى الصيدلية لشراء الأسبرين الآن، بل فكر في المشاركة بالتجارب الجارية أو المقبلة».

وقال إن الدراسة قدمت «الحلقة المفقودة من أحجية الصور المقطوعة» لفهم كيفية عمل الأسبرين، ولكن لا تزال هناك أسئلة تحتاج إلى إجابة.

ويمكن أن يسبب الأسبرين نزفاً داخلياً خطيراً؛ ومن ثم السكتات الدماغية، لذا تجب موازنة المخاطر.

كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان التأثير يعمل على جميع أنواع السرطان أم فقط على أنواع محددة، ولا تزال الأبحاث تُجرى على الحيوانات، لذلك؛ في حين يعتقد العلماء أن العلاج بالأسبرين ينطبق على البشر، فإنه الأمر لا يزال بحاجة إلى تأكيد.

ويُنصح بالفعل بإعطاء الأسبرين لبعض المرضى المصابين بـ«متلازمة لينش»، التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

لكن الأمر ما زال يتطلب تجارب سريرية مناسبة وأكبر لفهم ما إذا كان مزيد من المرضى سيستفيدون أيضاً.

هذه التجارب جارية بالفعل. وتقود البروفسورة روث لانغلي، من «وحدة التجارب السريرية» التابعة لـ«مجلس البحوث الطبية» في جامعة لندن، تجربة «أد - أسبرين» لمعرفة ما إذا كان الأسبرين قادراً على منع عودة السرطان في مراحله المبكرة.

وقالت إن نتائج الدراسة كانت «اكتشافاً مهماً» لأنها ستساعد في تحديد «من هم الأعلى احتمالاً للاستفادة من الأسبرين بعد تشخيص الإصابة بالسرطان».

ومع ذلك، حذرت مرة أخرى من مخاطر تناول الأسبرين، ونصحت بالتحدث دائماً إلى الطبيب قبل البدء.

وفي الأمد البعيد، شكك رويشودوري في أن عقاقير جديدة ستطوَّر سوف تأخذ فوائد الأسبرين لكن مع عدد أقل من الآثار الجانبية الخطيرة.

«لحظة اكتشاف»

لقد حدث الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة «نيتشر»، بالصدفة، فلم يكن العلماء يبحثون في تأثير الأسبرين على السرطان. وكان الفريق في «كامبريدج» يحقق في كيفية استجابة الجهاز المناعي للسرطانات عندما تنتشر.

واستخدموا فئراناً معدلة وراثياً، ووجدوا أن تلك التي تفتقر إلى مجموعة محددة من التعليمات الجينية كانت أقل عرضة للإصابة بـ«السرطان النقيلي» الذي ينتشر في جزء جديد بالجسم غير الجزء الأصلي لبداية السرطان.

وكشفت التحقيقات الإضافية عن كيفية قمع تلك «الخلايا التائية»، وبدأ هذا يتداخل مع الطريقة التي يُعرف بها عمل الأسبرين في الجسم.

وقال الدكتور جيه يانغ، الذي أجرى البحث: «لقد كانت لحظة اكتشاف... لقد كان اكتشافاً غير متوقع تماماً؛ مما دفعنا إلى مسار مختلف تماماً من البحث عما توقعناه».