بكتيريا الأمعاء قد تتسبب في زيادة الوزن

صورة مجهرية لبكتيريا الأمعاء (رويترز)
صورة مجهرية لبكتيريا الأمعاء (رويترز)
TT
20

بكتيريا الأمعاء قد تتسبب في زيادة الوزن

صورة مجهرية لبكتيريا الأمعاء (رويترز)
صورة مجهرية لبكتيريا الأمعاء (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن شظايا البكتيريا التي تتسرب إلى الجسم من الأمعاء تلحق الضرر بالخلايا الدهنية وتؤدي إلى زيادة الوزن.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد وجد العلماء التابعون لجامعة «نوتنغهام ترنت»، أن هذه الأجزاء البكتيرية، والمعروفة باسم السموم الداخلية، قادرة على دخول مجرى الدم، وأنها تؤثر بشكل مباشر على كيفية عمل الخلايا الدهنية.

والسموم الداخلية هي مواد سامة موجودة داخل جدران الخلايا البكتيرية. وفي الأمعاء السليمة، تعد السموم الداخلية جزءاً من دورة حياة الميكروبات التي تلعب دوراً رئيسياً في صحة الإنسان بشكل عام.

وفي الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، يكون حاجز القناة الهضمية أكثر هشاشة ويمكن أن تتسرب المواد منه بشكل أكثر سهولة، مما يسمح للسموم الداخلية بالدخول إلى الدم، وبالتالي أجزاء أخرى من الجسم.

وأجريت الدراسة الجديدة على 156 شخصاً، منهم 63 صنفوا على أنهم يعانون من السمنة المفرطة.

وكان هدف فريق الدراسة فهم كيف لعبت السموم الداخلية دوراً في زيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.

مستويات السموم الداخلية الموجودة في دماء المشاركين المصابين بالسمنة تكون مرتفعة مقارنة بالأشخاص النحفاء (رويترز)
مستويات السموم الداخلية الموجودة في دماء المشاركين المصابين بالسمنة تكون مرتفعة مقارنة بالأشخاص النحفاء (رويترز)

وجمع الفريق عينات دم ودهون من المشاركين، الذين كان من ضمنهم أيضاً أشخاص خضعوا لجراحات علاج السمنة، وقاموا بفحص وتحليل نوعين من الخلايا الدهنية: الخلايا الدهنية البيضاء، التي تخزن الطاقة، والخلايا الدهنية الشبيهة بالبنية، التي تستخدم الطاقة وترتبط بالنشاط الأيضي.

ووجدوا أن الخلايا الدهنية البيضاء المشتقة من المصابين بالسمنة كانت أقل عرضة للتحول إلى خلايا دهنية شبيهة بالبنية، مقارنة بالخلايا الدهنية للأفراد النُحَفاء.

وقال الباحثون إن هذا من المحتمل أن يكون بسبب المستويات المرتفعة من السموم الداخلية الموجودة في دماء المشاركين المصابين بالسمنة.

ووجد الفريق أيضاً أن جراحة علاج البدانة قللت من كمية السموم الداخلية في دم المشاركين، وارتبطت بتحسين الصحة الأيضية للخلايا الدهنية.

ولفت العلماء إلى أن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت مؤخراً في مجلة «بي إم سي للطب»، تساعد في إلقاء الضوء على كيفية تسبب السموم الداخلية في زيادة السمنة والأمراض المرتبطة بها مثل مرض السكري من النوع الثاني.

وقال كبير الباحثين البروفسور مارك كريستيان، من كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة «نوتنغهام ترنت»: «شظايا ميكروبات الأمعاء التي تدخل مجرى الدم تقلل من وظيفة الخلايا الدهنية الطبيعية ونشاطها الأيضي، وتؤدي إلى زيادة الوزن».

وأضاف: «تتفاقم هذه المشكلة مع إصابة الأشخاص بالسمنة، ويمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري».

وأكد كريستيان أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الأمعاء في التمثيل الغذائي بالجسم.


مقالات ذات صلة

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

صحتك يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن معظم الأشخاص يشعرون بالقلق من نسيان الأسماء والعناوين، ما يثير قلقهم من إصابتهم بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة» ووزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني كثير من المراهقين من مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والضغط النفسي (رويترز)

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عدد من الأطباء النفسيين قولهم إن هناك 5 طرق يمكن للآباء اتباعها مع أبنائهم المراهقين لتعزيز صحتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)

الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

حذّرت دراسة عالمية من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمقرمشات والمشروبات المحلاة، يرتبط بارتفاع خطر الوفيات المبكرة على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بعض المشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا (رويترز)

من بينها «الشغف»... مشاعر جوهرية قد تؤدي إلى تدمير حياتك

الحياة مليئة بالتحديات، والتي ينبع بعضها عن مشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا، على الرغم من أن بعضها يبدو إيجابياً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)
تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)
TT
20

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)
تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «براون» أن جزيئات الذهب النانوية -وهي قطع ذهبية مجهرية أرق بآلاف المرات من شعرة الإنسان- قد تُستخدم يوماً ما للمساعدة في استعادة البصر لدى الأشخاص المصابين بالتنكس البقعي واضطرابات الشبكية الأخرى.

في دراسة نُشرت في مجلة «إيه سي إس نانو»، وبدعم من المعاهد الوطنية للصحة، أظهر فريق البحث أن الجسيمات النانوية المحقونة في شبكية العين يمكنها تحفيز الجهاز البصري، واستعادة البصر بنجاح لدى الفئران التي تعاني من اضطرابات الشبكية.

وتشير النتائج إلى أن تلك التقنية البصرية التي تُستخدم فيها الجسيمات النانوية مع جهاز ليزر صغير يُلبَس في النظارات، قد يُساعد يوماً ما الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشبكية على استعادة الرؤية.

وفي السياق، قالت جياروي ني، باحثة ما بعد الدكتوراه في المعاهد الوطنية للصحة، والتي قادت البحث في أثناء إتمامها الدكتوراه في جامعة «براون»: «هذا نوع جديد من أنظمة الأطراف الاصطناعية الشبكية، لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب تنكس الشبكية، دون الحاجة إلى أي نوع من الجراحة المعقدة أو التعديل الجيني». وأضافت: «نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدِث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات تنكس الشبكية».

وأجرت ني العمل في أثناء عملها في مختبر جونغ هوان لي، الأستاذ المشارك في كلية الهندسة بجامعة «براون»، وعضو هيئة التدريس في معهد «كارني» لعلوم الدماغ بجامعة «براون»، والذي أشرف على العمل وكان المؤلف الرئيسي للدراسة.

وتؤثر اضطرابات الشبكية -مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي- على ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وحول العالم.

وتُحفِّز هذه النبضات أنواعاً أخرى من الخلايا في أعلى السلسلة البصرية، تُسمى الخلايا ثنائية القطب والعقدية، والتي تُعالج إشارات المستقبلات الضوئية وتُرسلها إلى الدماغ.

ويستخدم هذا النهج الجديد جسيمات نانوية تُحقَن مباشرة في شبكية العين لتجاوز المستقبلات الضوئية التالفة. عند تركيز ضوء الأشعة تحت الحمراء على الجسيمات النانوية، تُولِّد كمية ضئيلة من الحرارة تُنشِّط الخلايا ثنائية القطب والعقدية بطريقة عمل نبضات المستقبلات الضوئية نفسها.

وبما أن اضطرابات مثل التنكس البقعي تُؤثِّر في الغالب على المستقبلات الضوئية، مع الحفاظ على الخلايا ثنائية القطب والعقدية سليمة، فإن هذه الاستراتيجية لديها القدرة على استعادة البصر المفقود.

وفي هذه الدراسة الجديدة، اختبر فريق البحث أسلوب الجسيمات النانوية على شبكيات فئران حية تعاني من اضطرابات في الشبكية. وبعد حقن محلول جسيمات نانوية سائلة، استخدم الباحثون ضوء ليزر منقوشاً قريباً من الأشعة تحت الحمراء، لإسقاط أشكال على شبكيات العين.

وباستخدام إشارة الكالسيوم للكشف عن النشاط الخلوي، أكد الفريق أن الجسيمات النانوية تُثير الخلايا ثنائية القطب والعقدية بأنماط مطابقة للأشكال التي يُسقطها الليزر. وأظهرت التجارب أن محلول الجسيمات النانوية وتحفيز الليزر لم يُسببا آثاراً جانبية ضارة ملحوظة.

وباستخدام المجسات، أكد الباحثون أن التحفيز بالليزر للجسيمات النانوية أدى إلى زيادة نشاط القشرة البصرية لدى الفئران، وهو مؤشر على أن الدماغ كان ينقل ويعالج الإشارات البصرية التي كانت غائبة سابقاً.

وفي هذا الصدد، يقول الباحثون إن هذا مؤشر على استعادة البصر جزئياً على الأقل، وهي علامة جيدة لإمكانية تطبيق تقنية مماثلة على البشر.

وبشرياً، يتصور الباحثون نظاماً يجمع بين الجسيمات النانوية ونظام ليزر مُثبَّت في نظارة أو نظارات واقية.

وستجمع الكاميرات المُثبَّتة في النظارات بيانات الصور من العالم الخارجي، وتستخدمها لتوجيه نمط ليزر الأشعة تحت الحمراء. ثم تُحفِّز نبضات الليزر الجسيمات النانوية في شبكية العين، مما يُمكِّنهم من الرؤية.

ويُشبه هذا النهج نهجاً اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام البشري قبل بضع سنوات. وكان النهج القديم يجمع بين نظام كاميرا ومصفوفة أقطاب كهربائية صغيرة تُزرع جراحياً في العين. ويتميز نهج الجسيمات النانوية بكثير من المزايا الرئيسية، وفقاً لـني.

ولأن محلول الجسيمات النانوية يغطي شبكية العين كلها، فإن النهج الجديد قد يغطي مجال الرؤية الكامل للشخص. ولأن الجسيمات النانوية تستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء على عكس الضوء المرئي، فإن النظام لا يتداخل بالضرورة مع أي قدر متبقٍّ من الرؤية قد يحتفظ به الشخص.

وقال ني إنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل تجربة هذا النهج سريرياً، ولكن هذا البحث المبكر يشير إلى إمكانية ذلك. وتابع ني عن البحث: «لقد أظهرنا أن الجسيمات النانوية يمكن أن تبقى في شبكية العين أشهراً دون أي سمية كبيرة». وأضاف: «وأظهرنا أنها قادرة على تحفيز الجهاز البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية».