قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال اجتماع مغلق في لجنة الخارجية والدفاع بـ«الكنيست»، إن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية لا تُعدّ «إرهاباً»، بل مجرد «إخلال بالنظام العام»، وفق ما أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأربعاء.
وأثارت تصريحات كاتس غضب عضوي «الكنيست» من حزب «يش عتيد» إيليعازر شتيرن ورام بن براك، اللذين أصرّا -وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية- على أن «المُشاغبين هم إرهابيون يهود، ويجب تعريف أفعالهم بأنها إرهاب».
وتأتي هذه السجالات في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين في الأسابيع الأخيرة، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تكثيف جهودها لاحتواء هذا التوجه.
ويواصل نواب المعارضة الضغط على وزير الدفاع الإسرائيلي لإعادة العمل بفرض الاعتقال الإداري على المشتبه في تورطهم من اليهود في اعتداءات عنيفة، وذلك بعد أن أعلن كاتس وقف استخدام هذا الإجراء بحق المشتبه بهم اليهود المحتجزين لأسباب أمنية من دون لائحة اتهام، وفق ما ذكرته قناة «i24 News». ومنذ ذلك الحين، بات الاعتقال الإداري يُستخدم فقط ضد المشتبه بهم الفلسطينيين.
وفي تبرير رفضه تطبيق الاعتقال الإداري على المستوطنين في الضفة الغربية، يؤكد كاتس وجود فارق بين «الإخلال الأمني» و«الإخلال بالنظام العام»، عادّاً أن عنف المستوطنين يندرج ضمن الفئة الثانية.

ويزعم كاتس أن أي جهاز أمني -بما في ذلك جهاز «الشاباك»- لا يصنّف العنف القومي الذي يرتكبه يهود على أنه إرهاب، على الرغم من أن الشرطة أعلنت هذا الأسبوع أنها ستوجّه اتهامات إرهابية إلى اثنين من المشتبه بهم في اعتداءات المستوطنين.
وكان أحد المشتبهين قد اعتُقل في 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومن المتوقع أن تُقدَّم ضده لائحة اتهام يوم الجمعة، بعد أن ظهر في تسجيل مصوّر وهو يضرب امرأة فلسطينية حتى فقدت الوعي أثناء موسم قطف الزيتون في وسط الضفة الشهر الماضي. أما الآخر فاعتُقل بشبهة إحراق ممتلكات خلال اعتداء نفّذه مستوطنون في بلدات تقع بين طولكرم ونابلس، شمال الضفة الغربية.
وشنّ الجيش الإسرائيلي، اليوم، ما وصفه الجيش بعملية لمكافحة الإرهاب في شمال الضفة الغربية، وقال فلسطينيون إنها تستهدف مدينة طوباس.
وقال أحمد الأسعد، محافظ طوباس، لـ«رويترز»، إن القوات الإسرائيلية، مدعومة بطائرة هليكوبتر فتحت النيران في المدينة، تحاصر طوباس وتُقيم مواقع في أحياء عدة. وأضاف: «على ما يبدو، فإن الاجتياح طويل، قوات الاحتلال الإسرائيلي طردت الناس من بيوتها واعتلت أسطح البنايات وتقوم بحملات اعتقالات».
وذكر الأسعد أن القوات الإسرائيلية أمرت مَن أجبرتهم على مغادرة منازلهم بعدم العودة حتى انتهاء العملية التي توقع أن تستغرق أياماً عدة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان سابق إن العملية التي يجري تنفيذها بمشاركة قوات من الشرطة والمخابرات بدأت في وقت مبكر من صباح اليوم.
وأحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق عند سؤاله عن العملية، وقال إنه سيجري الكشف عن مزيد من التفاصيل قريباً، وفق «رويترز».
وتقول إسرائيل إن قوات الأمن تستهدف المسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ حيث يعيش مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين بين 2.7 مليون فلسطيني يتمتعون بحكم ذاتي محدود تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
ونددت حركة «حماس»، التي اتفقت مع إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي، بالعملية الجديدة في الضفة الغربية، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقفها.






