قال مصدر فلسطيني مطلع إن السلطة الفلسطينية منفتحة على أي مبادرة من شأنها أن تُنهي الحرب على قطاع غزة وتضمن إطلاق مسار سياسي لإقامة الدولة الفلسطينية، وإنها مستعدة لمناقشة التفاصيل.
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن السلطة لم تتسلم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسمياً، وإن كانت مطلعة على التفاصيل، وتتوقع إدخال تعديلات محتملة عليها.
وحسب المصدر، فإن ثمة تنسيقاً مباشراً مع الفريق العربي الذي اجتمع مع ترمب في وقت سابق وناقش تفاصيل الخطة وطلب إدخال تعديلات.
وأضاف: «من المبكر الرد على الخطة الأميركية قبل أن تتضح بصورتها النهائية».
وعما إذا كانت الخطة «مقبولة» بشكلها الحالي قال المصدر: «موقف السلطة والدول العربية أن الجهة الوحيدة التي يجب أن تحكم قطاع غزة هي الدولة الفلسطينية. وإذا كان هذا واضحاً في الخطة، يمكن مناقشة شكل معين للحكم في المرحلة الانتقالية. مطروح من قِبلنا أن تحكم السلطة بمساعدة دولية وعربية، لكن سننتظر وسنرى».
الخطة الأميركية
وكان المصدر يعقّب على موقف السلطة من خطة أميركية تتضمن 21 نقطة، شاركتها الولايات المتحدة مع عدد من الدول العربية والإسلامية خلال الأسبوع الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وناقشتها أيضاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتنص الخطة على أن تقيم الولايات المتحدة حواراً مع إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على «أفق سياسي»، من أجل «التعايش السلمي، وأن تكون غزة «منطقة خالية من التطرف والإرهاب، لا تُشكل تهديداً لجيرانها»، وأن يُعاد تطويرها «لصالح شعبها».
وتتضمّن خطة ترمب آلية حكم لما بعد الحرب دون «حماس»، تضم مجلساً دولياً وعربياً مع ممثل للسلطة الفلسطينية وحكومة تكنوقراط من شخصيات مستقلة في غزة.
وتقترح الخطة أيضاً إنشاء قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية، وتمويلاً من هذه الدول لإعادة إعمار القطاع، فضلاً عن عملية لنزع سلاح «حماس» ومنح عفو لأعضائها الذين يتخلون عن العنف، والتزام إسرائيلي بعدم ضم أراضٍ في الضفة الغربية أو غزة وعدم مهاجمة قطر مستقبلاً، إلى جانب مسار «ذي مصداقية» نحو إقامة دولة فلسطينية بعد إصلاحات كبيرة في السلطة الحالية.
وقالت إذاعة «كان» العبرية، الاثنين، إن الرئاسة الفلسطينية ودولاً عربية تعمل على إدخال تعديلات أخيرة على خطة الرئيس الأميركي، بهدف ضمان الحفاظ على موقع السلطة الفلسطينية في قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.
وأكد مصدر لموقع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الدول العربية قدمت تعديلات مقترحة على الخطة التي عُرضت عليها.
وتأتي هذه التحركات قبل تسليم الخطة رسمياً إلى حركة «حماس»، في محاولة لتخفيف أي معارضة محتملة منها.
ترمب يأمل في السلام
ويعوّل ترمب على نجاح خطته. وقال في مقابلة مع موقع «أكسيوس»، الأحد، إن المفاوضات حول خطته لإنهاء الحرب في غزة «في مراحلها النهائية»، معبراً عن اعتقاده أن التوصل إلى اتفاق قد يفتح الطريق أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط.
وأضاف: «الجميع اجتمعوا من أجل إبرام الاتفاق، لكن ما زال علينا إنجازه»، مشيراً إلى أن الدول العربية «كانت رائعة في التعاون بهذا الملف»، وأن حركة «حماس» تشارك في العملية بوساطة تلك الدول.
وتابع قائلاً: «العالم العربي يريد السلام، وإسرائيل تريد السلام، وبيبي (نتنياهو) يريد السلام». وأضاف أنه تلقى «رداً جيداً للغاية» من إسرائيل والقادة العرب على مقترح خطة السلام في غزة، وأنه يأمل في إتمامه خلال اجتماعه مع نتنياهو، يوم الاثنين.
وأوضح ترمب أن الهدف من خطته يتجاوز وقف الحرب في غزة، ليشمل استئناف جهود أوسع لتحقيق السلام في المنطقة، قائلاً: «إذا أنجزنا هذا فسيكون يوماً عظيماً لإسرائيل والشرق الأوسط».
ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على المقترح بصيغته الحالية، نظراً إلى أن عديداً من نقاطه تتعارض بشكل مباشر مع وعود نتنياهو بشأن «اليوم التالي» في غزة، وتوقعات حلفائه من اليمين المتطرف في الائتلاف.
وإحدى نقاط الخلاف هي السلطة الفلسطينية التي تعهد نتنياهو، مراراً وتكراراً، بأنه لن يُسمح لها بلعب أي دور في القطاع، والدولة الفلسطينية التي قال أيضاً إنه لن يسمح بقيامها، بالإضافة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث عن نصر مطلق على «حماس» وليس تسوية تسمح ببقائها بطريقة أو أخرى.






