عقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناولت التطورات في الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلية على غزة، وفي الوقت ذاته أعلنت أنقرة أنها تراقب «محاولات الإخلال بالتوازن في قبرص» بعد تقارير عن شراء جمهورية قبرص أسلحة إسرائيلية.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن بلاده تتابع من كثب الأخبار التي تناولتها وسائل إعلامية في قبرص مؤخراً بشأن شرائها نظام دفاع جوي من إسرائيل، مشدداً على أن تركيا تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن وسلام «جمهورية شمال قبرص التركية».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك في إفادة أسبوعية الخميس:«نود أن نذكّر مرة أخرى بأن جهود التسلح المتواصلة من قبل إدارة جنوب قبرص وأنشطتها التي من شأنها الإضرار بالسلام والاستقرار في الجزيرة يمكن أن تفضي إلى عواقب خطيرة».
وأضاف: «كل المحاولات الرامية إلى الإخلال بالموازين القائمة في الجزيرة تخضع لمراقبة دقيقة، ويجري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن وسلام جمهورية شمال قبرص التركية»، التي لا تعترف بها سوى تركيا.
وشدّد على أن بلاده«كما كانت بالأمس، تقف اليوم أيضاً إلى جانب جمهورية شمال قبرص التركية وتدعمها، والقبارصة الأتراك تحت ضمانة تركيا».
وانقسمت قبرص بعد انقلاب بإيعاز من اليونان في عام 1974، قاد إلى تدخل عسكري تركي. وتسيطر الحكومة المعترف بها دولياً على الشطر الجنوبي، بينما تعترف تركيا بـ«جمهورية شمال قبرص» في الشطر الشمالي من الجزيرة المقسمة.
العتاد الإسرائيلي بديلاً للروسي
وتسلّمت قبرص، بحسب تقارير تداولتها وسائل إعلام بها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي منظومة دفاع جوي إسرائيلية، وذكرت التقارير أن نظام «باراك إم إكس» المضاد للطائرات سيكمل نظام «تور إم 1» روسي الصنع الأقدم، وسيحل محله في نهاية المطاف.
وأفادت وسائل الإعلام القبرصية بإجراء عمليتي تسليم أخريين، أحدثها الأسبوع الماضي، بينما لا يكشف المسؤولون القبارصة عن المشتريات الدفاعية علناً بسبب التوتر المستمر مع تركيا، التي تدعم القبارصة الأتراك، وتحتفظ بقوات لها في شمال قبرص منذ التقسيم.

وكانت روسيا مورداً رئيسياً للعتاد العسكري إلى قبرص على مدى عقود، لكنّ الصفقات تضاءلت حتى قبل أن يفرض الاتحاد الأوروبي حظراً شاملاً على هذه الواردات في أعقاب الحرب الروسية - الأوكرانية عام 2022.
ووقّعت الولايات المتحدة وقبرص، في سبتمبر (أيلول) 2024، اتفاقية «خريطة طريق للتعاون الدفاعي الثنائي لمواجهة المخاوف الأمنية الدولية»، ندّدت بها تركيا، داعيةً الولايات المتحدة، التي قالت إنها تتحدث عن سلام عادل ودائم في الجزيرة، أن تُظهر هذا الموقف بنهج محايد.
تنديد بالهجوم على غزة
وتطرّق المتحدث العسكري التركي إلى العملية البرية الإسرائيلية في غزة، قائلاً إنها فاقمت المأساة الإنسانية الخطيرة المستمرة في القطاع منذ أكثر من عامين.
وأضاف: «هجمات إسرائيل التي تستهدف المدنيين في غزة، وإجراءاتها الاستفزازية ضد دول المنطقة، مؤشرات واضحة على نيتها إغراق الشرق الأوسط مجدداً في حالة من عدم الاستقرار التام».
واستطرد قائلاً: «لم يعد بإمكان المجتمع الدولي تجاهل القمع الممنهج، وإرهاب الدولة، والإبادة الجماعية التي تحدث في غزة»، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعّالة ورادعة ضد إسرائيل، دون تأخير، لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
مباحثات إردوغان وعباس
في الوقت ذاته، بحث الرئيسان التركي والفلسطيني تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية، وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في غزة، التي امتدت إلى مناطق أخرى بالمنطقة.

وبحسب مصادر تركية، ندّد إردوغان خلال اللقاء «بجرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، وعرقلة جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وصولاً إلى الاجتياح البري بهدف احتلال غزة بشكل كامل وتهجير سكانها».
وقبل قليل من لقائه عباس بالقصر الرئاسي في أنقرة، ندّد إردوغان مجدداً، بـ«الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل أمام أعين البشرية منذ 23 شهراً في قطاع غزة».
وقال إردوغان خلال فعالية بالقصر الرئاسي: «من يسفكون الدماء في غزة لن يستطيعوا تحقيق أطماعهم الخبيثة في منطقتنا».
وأضاف: «نعرف السيناريو وكاتبه جيداً، ولن تنجح المخططات الرامية إلى إيقاع منطقتنا في دوامة عدم الاستقرار، ونملك القوة لإحباط أي مخطط أو سيناريو».






