حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، في كلمة وجّهها إلى الشعب الإيراني بعد تنفيذ إسرائيل ضربات على طهران، على رص الصفوف ضد «النظام القمعي والشرير»، وقال إن بلاده تشن «إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأضاف نتنياهو في كلمة مصورة بعد قصف إسرائيل أكثر من 200 موقع عسكري ونووي في إيران: «حان الوقت لكي يتوحّد الشعب الإيراني حول علَمه وإرثه التاريخي، بالانتفاض من أجل تحرركم من النظام القمعي والشرير». وقال: «أنا والشعب الإسرائيلي معكم».
وتابع: «نحن في خضم إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، عملية (الأسد الصاعد)».
وتوعّد نتنياهو إيران بمزيد من الضربات. وقال: «خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قضينا على كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين البارزين، أهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه الباليستية»، مضيفاً: «المزيد آت. النظام (الإيراني) لا يعرف ما لحق به، أو ما سيلحق به. لم يسبق له أن كان ضعيفاً إلى هذا الحد».
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بخططها لمهاجمة إيران قبل تنفيذها.
وذكر نتنياهو، في رسالة مصورة: «أترك الموقف الأميركي للأميركيين. لقد أبلغناهم بشكل مسبق. كانوا على علم بالهجوم. ماذا سيفعلون الآن؟ أترك ذلك للرئيس (دونالد) ترمب. فهو يتخذ قراراته باستقلالية».
وتابع: «لن أتحدث نيابة عنه (ترمب). إنه يفعل ذلك بكل إقناع وحزم. قال إن إيران لا يمكنها امتلاك أسلحة نووية، ولا يمكنها امتلاك قدرات لتخصيب اليورانيوم».
وتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي «عدة موجات من الهجمات الإيرانية»، رداً على الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية في إيران. وقال: «نتوقع أن نتعرض لعدة موجات من الهجمات».
وأضاف نتنياهو أن «الهجوم على إيران، اليوم الجمعة، ليس وليد الصدفة، وقد أمرت بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024». وتابع: «كان من الضروري التحرك، وحددت موعد التنفيذ في نهاية أبريل (نيسان) 2025، (لكن) لأسباب مختلفة، لم ينجح الأمر».
وفي وقت سابق اليوم، قال ترمب لصحيفة «وول ستريت جورنال» إنه وفريقه كانوا على علم بخطط إسرائيل للهجوم على إيران.
وقالت الصحيفة إن ترمب عندما سُئل عن نوع الإخطار الذي تلقته الولايات المتحدة قبل الهجوم، قال في مقابلة هاتفية قصيرة: «إخطار؟ لم يكن إخطاراً، وإنما كنا نعلم ما يحدث».
وأضاف ترمب أنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الخميس، ويعتزم التحدث إليه مجدداً اليوم.
وقال مكتب نتنياهو، الجمعة، إن رئيس الوزراء أجرى اتصالات بعدد من قادة العالم، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وأضاف المكتب، في بيان، أن من المتوقع أن يتصل نتنياهو بالرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وبحسب البيان، فقد أبدى الزعماء «تفهمهم لاحتياجات إسرائيل الدفاعية في مواجهة التهديد الإيراني».
وشنت إسرائيل ضربات جوية، فجر اليوم، استهدفت قيادات عسكرية في إيران، بينهم رئيس الأركان وقائد «الحرس الثوري» وقائد القوات الجوية والفضائية في «الحرس الثوري»، كما طالت الضربات الإسرائيلية منشآت نووية، حسبما ذكرت إسرائيل ووسائل إعلام إيرانية.