وزير الدفاع الأميركي: ترمب ملتزم بكبح إيران نووياً

قال إن الجيش مستعد لضمان عدم حصول طهران على قنبلة

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وزير الدفاع الأميركي: ترمب ملتزم بكبح إيران نووياً

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي (رويترز)

قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث لقناة «فوكس نيوز» إن الرئيس دونالد ترمب جاد تماماً في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مؤكداً استعداده للجوء إلى «خيارات أخرى» إذا فشلت المفاوضات.

وفي تصريح منفصل قال هيغسيث إن الولايات المتحدة تأمل في حل دبلوماسي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وإذا تعذر تحقيق ذلك فإن الجيش مستعد «لضرب العمق الايراني وبقوة».ووصف هيغسيث الاتصالات الأولى في سلطنة عمان بأنها «مثمرة» و«خطوة جيدة».

وقال لبرنامج «فايس ذي نايشن» على قناة «سي بي إس» إنه رغم كون الرئيس ترمب يأمل في ألا يضطر للجوء إلى الخيار العسكري، «أثبتنا قدرة على الذهاب بعيدا وفي العمق وبقوة» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وعقدت إيران والولايات المتحدة أول جولة من المفاوضات النووية في مسقط، بعُمان، السبت، حيث التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: «أعتقد أننا قريبون للغاية من التوصل إلى أساس للمفاوضات، وإذا تمكنا من التوصل إلى هذا الأساس، الأسبوع المقبل، فإننا سنكون قد قطعنا شوطاً طويلاً، وسنكون قادرين على بدء مناقشات حقيقية بناءً على ذلك».

وتحدث الجانبان وجهاً لوجه فترة وجيزة، وهي المرة الأولى منذ إدارة أوباما التي يحدث فيها مثل هذا اللقاء المباشر. ​

وصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية هذه المحادثات بأنها «بناءة»، وجرت وسط أجواء إيجابية.

من جانبه، وصف البيت الأبيض المناقشات بأنها «إيجابية وبنّاءة»، مع الإقرار بتعقُّد القضايا التي تحتاج إلى حل.​

وذكر بيان للبيت الأبيض أن المحادثات جرت بمشاركة ويتكوف مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، وآنا إسكروجيما سفيرة الولايات المتحدة لدى سلطنة عُمان، ووزير الخارجية الإيراني.

وأضاف البيان: «هذه القضايا معقدة للغاية، وكان التواصل المباشر للمبعوث الخاص ويتكوف اليوم خطوة نحو تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين... واتفق الجانبان على الاجتماع مجدداً، السبت المقبل».

ورداً على سؤال عن المحادثات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين، مساء السبت: «أعتقد أنها تسير على ما يرام». وأضاف على متن طائرة الرئاسة: «لا شيء يهم حتى ننتهي منها (المحادثات)، لذلك لا أحبذ الحديث عنها. لكنني أعتقد أنها تسير على ما يرام. الوضع المتعلق بإيران جيد للغاية».

من المقرر أن تُستأنف المفاوضات، يوم السبت المقبل، 19 أبريل (نيسان)، حيث يسعى الجانبان إلى التوصل إلى اتفاق يحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.​

تأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث حذرت إيران من أنها قد تتجه نحو تطوير سلاح نووي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، بينما هددت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم يتم كبح البرنامج النووي الإيراني. ​

وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي قام بدور الوسيط بين الطرفين، أن اللقاء جرى في أجواء ودية، مشيراً إلى أن البلدين يسعيان إلى التوصل إلى اتفاق عادل وملزم يعزز السلام والأمن الإقليمي والدولي.​

وتظل القضايا الرئيسية محل الخلاف تشمل مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تحتفظ به إيران، وسبل التحقق من سلمية برنامجها النووي، بالإضافة إلى مدى استعداد الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات المفروضة على طهران.​

ومع استمرار هذه المفاوضات، يترقب المجتمع الدولي نتائجها وتأثيرها المحتمل على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.​

وتزداد المخاوف الدولية مع اقتراب إيران أكثر من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي. رغم ذلك، فإن ترمب قال إنه لا يضع جدولاً زمنياً محدداً لانتهاء المحادثات، كما أحجم عن تحديد موعد بدء أي عمل عسكري محتمل. وحذَّرت إسرائيل والولايات المتحدة من أنهما لن تسمحا لإيران بتطوير سلاح نووي، مع تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على زيادة كبيرة في توسع إنتاج طهران من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من مستويات تصنيع الأسلحة.

وأرسلت الولايات المتحدة قاذفات استراتيجية إلى جزيرة دييغو غارسيا؛ كبرى جزر أرخبيل شاغوس في وسط المحيط الهندي.

وأمر «البنتاغون» بتحريك أسطول بحري ليكون الثاني من نوعه، مع تصاعد العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، والتلويح بالخيار العسكري ضد طهران بشأن برنامجها النووي.

والأسبوع الماضي، قال هيغسيث، إن إيران هي من يقرر ما إذا كانت الخطوة الأميركية الأخيرة بنشر قاذفات «بي2» في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي رسالة إلى طهران، معبراً عن أمله في أن تفضي المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي إلى حل سلمي.


مقالات ذات صلة

هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟

تحليل إخباري ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض يوم 7 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

هل فعلاً تنوي إسرائيل ضرب إيران بشكل منفرد؟

نشرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الثلاثاء، معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُحضر لضرب منشآت نووية في إيران.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية المركبات تمر بجانب جدارية مناهضة لأميركا في شارع كريم خان زند وسط طهران اليوم (إ.ب.أ)

جولة خامسة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية في روما الجمعة

زاد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من حالة الغموض المحيطة بمصير المسار الدبلوماسي، بإعلانه أن طهران لم تحسم بعد قرارها بشأن المشاركة في الجولة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية مبنى السفارة الأذربيجانية في طهران (أ.ب)

طهران تعدم منفذ الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان

أعلن القضاء الإيراني، الأربعاء، إعدام منفذ الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في العاصمة طهران، وأسفر عن مقتل دبلوماسي وحارسين في ذروة التوتر بين طهران وباكو.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ناقلة النفط «إيفنتين» التي تقول ألمانيا إنها جزء من «أسطول الظل» الروسي... 10 يناير 2025 (أ.ف.ب - القيادة المركزية للطوارئ البحرية في ألمانيا)

بلاغ عن اعتراض ناقلة بنمية شمال غربي ميناء إيراني

قالت أمبري إن تقييمها هو أن الناقلة مرتبطة «بأسطول الظل» الإيراني مضيفة أن مكتب مراقبة الأصول بوزارة الخزانة الأميركية صنف سفينة مشابهة بموجب برنامج العقوبات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
شؤون إقليمية 
خامنئي يلقي خطاباً في مراسم إحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي (موقع المرشد)

خامنئي يستبعد نتائج من مفاوضات «النووي»

استبعد المرشد الإيراني علي خامنئي أن تؤدي المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن، إلى نتيجة، رافضاً أي وقف لتخصيب اليورانيوم، وذلك وسط ترقب بشأن جولة جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إسرائيل تهدد بضم الضفة الغربية أمام موجة «التسونامي» الأوروبية

تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
TT

إسرائيل تهدد بضم الضفة الغربية أمام موجة «التسونامي» الأوروبية

تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
تحركات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة الأربعاء (رويترز)

بينما زاد الضغط الأوروبي على الحكومة الإسرائيلية بسبب التصعيد العسكري وسياسة التجويع بقطاع غزة، قررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم الرضوخ، وواصلت هجماتها في غزة، بل لمَّحت إلى ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها وفرض السيادة عليها، كما هو الحال في القدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية.

وقالت مصادر رسمية إسرائيلية في تسريبات نشرتها وسائل إعلام، الأربعاء، إن الضغوط الأوروبية «تدل على جهل بالظروف التي تعيشها إسرائيل منذ هجوم (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وسنسعى لتوضيح الأمور، لكننا لن نتراجع عن أهداف الحرب، وهي تدمير (حماس) ومنعها من العودة إلى الحكم» ومن تكرار هجومها.

لكن هذه التصريحات لقيت انتقادات واسعة داخل إسرائيل، واعتبرها العديد من الخبراء «محاولات إنكار بائسة»، مشيرين إلى أن دول الغرب قدمت لإسرائيل غطاءً سياسياً كبيراً لعدة شهور، معتبرة حربها على غزة «دفاعاً عن النفس»، إلا أن صور الدمار الشامل التي تصل من غزة، وقتل المدنيين، وظهور المواطنين الجوعى من النساء والأطفال، أثارت لدى الغرب قلقاً شديداً، واعتبرها «نسفاً» لمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية لمنع تكرار «جرائم الحرب».

لقطة للبرلمان الأوروبي في بروكسل ببلجيكا خلال مناقشة موقف الاتحاد من التحركات الإسرائيلية بقطاع غزة الأربعاء (إ.ب.أ)

وشارك مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون في موجة الانتقادات، وأشار أحدهم إلى أن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو يعلنون صراحة أن هدف الحرب ليس مكافحة الإرهاب، وإنما «تطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة الاستيطان اليهودي إليها».

وقال مصدر كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية: «التسونامي السياسي الذي انطلق في أوروبا لم يكن مفاجئاً، إذ عرفنا به مسبقاً، لكننا لم نتخيل أنه سيكون بهذا الحجم وبهذه الفظاظة. هذه أول مرة نواجه فيها هجمة سياسية كهذه خلال العقود الخمسة الماضية، وتكون لدينا حكومة متلبكة وعاجزة وفاشلة على هذا النحو».

الانتقاد «الخشن»

وكال المصدر، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الانتقادات للحكومة الإسرائيلية الحالية قائلاً إنها «هي التي جلبت علينا هذا الكابوس. فهي لا تدير سياسة، بل تدير حرباً بلا هدف حقيقي، ولا تحقق شيئاً فيها. تمنع تحرير المحتجزين بشكل يجعل دول الغرب تتساءل إن كنا فعلاً دولة تكترث بسكانها. وزراؤها يتباهون بالقتل والدمار في غزة، فيتساءل الأوروبيون إن كنا ننتمي إلى العالم الغربي المتحضر».

دخان يتصاعد عقب ضربة إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وتابع أن الغرب «انتقدنا بنعومة ثم بخشونة ثم لفت أنظارنا وحذرنا ولم نكترث. دفنا رؤوسنا في الرمال، وها هي النتيجة. يجب أن نعترف بالحقيقة: إسرائيل تُعامَل كأنها دولة جرباء. ومن لا يدرك معنى ذلك، سيشعر بالأضرار قريباً جداً، سواء في دخله أو عندما نسافر إلى الخارج ونرى كيف سيتعاملون معنا».

ومضى المصدر قائلاً: «الدول الأوروبية التي وقفت إلى جانب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وظلت تدافع عنا لأكثر من 6 أشهر وتقول إن إسرائيل تحمي نفسها في مواجهة إرهاب (حماس) وغيرها من التنظيمات الجهادية، تنقلب اليوم ولا ترى فرقاً بيننا وبين (حماس)، وقادة بريطانيا وفرنسا وكندا يدعوننا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً في القطاع والسماح بإدخال المزيد من المساعدات، ولا يكتفون بذلك، بل يهددون باتخاذ إجراءات ملموسة في حال رفضنا ذلك».

واستطرد المصدر في حديثه لـ«يديعوت أحرونوت»: «ردَّ نتنياهو ببيان بدا فيه التلبُّك الواضح، إذ قال إن قادة لندن وباريس وأوتاوا يمنحون جائزة كبرى لهجوم الإبادة الذي تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر، ويدعون لمزيد من المجازر».

وقال إن تصريحات وزارة الخارجية الإسرائيلية، خصوصاً بعدما طالبت 27 دولة أوروبية إسرائيل بوقف الحرب وإدخال المساعدات، زادت البلَّة طيناً، إذ راحت الوزارة تُذكّر بريطانيا أن انتدابها انتهى قبل 77 سنة، وهو ما أثار انتقادات على الفور، «فإسرائيل أقيمت بفضل دعم الانتداب البريطاني لها أولاً. فما الحكمة من توجيه أقوال كهذه ضدها».

مظاهرة أمام بوابات داونينغ ستريت في لندن الأربعاء دعماً لأهل غزة (أ.ب)

من جهة أخرى، اتصل وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بعشرة وزراء خارجية أوروبيين يرجوهم تغيير توجههم وتخفيف إجراءاتهم، واعداً بإدخال كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.

لكنه في الوقت نفسه، خطب أمام المؤتمر اليهودي العالمي، وهدد بالرد على القرارات الأوروبية بإجراءات إسرائيلية، وراح سياسيون يمينيون يشرحون القصد من ذلك، فقالوا إن بوسع إسرائيل إغلاق القنصليات الغربية التي تقدم خدمات للفلسطينيين، وإعلان السيادة على مناطق في الضفة الغربية.

ولاحظ مسؤولون في الخارجية صمتاً أميركياً إزاء هذا الحراك الأوروبي، وتساءلوا فيما بينهم إن كان هذا الحراك يجري بالتنسيق مع الرئيس دونالد ترمب، أم أن الأوروبيين لمسوا ثغرات وشروخاً في العلاقة بينه وبين نتنياهو، «فوجدوها فرصة للانقضاض».

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمواقف بريطانيا وفرنسا وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي، وبالبيان المشترك للدول المانحة، وبيان اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، ورفضهم جميعاً سياسة الحصار والتجويع والتهجير والاستيلاء على الأرض. وأطلق نداءً عاجلاً لقادة دول العالم، لوقف الحرب في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات لكسر حصاره، وإدخال المساعدات إليه.

متظاهرون يرفعون لافتات تنديد بحرب غزة في لندن ببريطانيا يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

وكانت بريطانيا قد أعلنت، الثلاثاء، فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة؛ وبالتزامن أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أنها طلبت مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل.

نتنياهو «يتراجع»

وكشفت «القناة 12» بالتلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو بدأ يشعر بأن الأمور «تفلت من بين يديه» وأن الضغوط «تشتد وتخنقه»، لذلك بدأ يمهد للتراجع ويطلب من قيادة الجيش الإسراع في حسم المعركة بغزة.وبحسب تقرير للقناة، قال نتنياهو خلال مشاورات أمنية، الأربعاء، إن الضغوط الأوروبية والأميركية تتزايد، وإنه «من دون دعم لا يمكن استمرار الحرب».

وأضاف التقرير أن نتنياهو تطرق إلى تحذيرات واشنطن بشأن الجوع ومواصلة الحرب في غزة، ونسب إليه قوله: «أبلغونا بأن علينا أن نحدد وجهتنا. وبإمكاننا القول إن إسرائيل وصلت إلى مرحلة يتوجب عليها اتخاذ قرارات دراماتيكية، تتطلب أحياناً أثماناً، لكن لا مفر منها وإلا سنفقد كل الإنجازات التي تحققت حتى الآن».

فلسطينيون ينتظرون أي مساعدات غذائية من تكية خيرية في مدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)

وانضم إلى جوقة المنتقدين عدد من المسؤولين الإسرائيليين السابقين من بينهم وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأسبق موشيه يعلون، الذي أيد النائب الأسبق لرئيس الأركان ورئيس حزب «الديمقراطيين»، يائير غولان، في اتهامه للحكومة، رئيساً ووزراءً، بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، من خلال تصريحاتهم التي لا تُفرّق بين الأطفال والمدنيين في قطاع غزة وبين «حماس»، وتأمر الجيش بالاستمرار في الحرب «لخدمة أهدافهم الحزبية والشخصية».

وقال يعلون في تصريحات إذاعية، الأربعاء، إن حكومة نتنياهو «تدير حرباً بلا هدف، وتتسبب في قتل جنود إسرائيليين ومختطفين إسرائيليين وكثير من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، بعدما تحوَّل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مجرمي حرب رغم أنوفهم».

وأضاف أن وزراء نتنياهو يعلنون صراحة أن هدف الحرب ليس مكافحة الإرهاب، وإنما «تطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة الاستيطان اليهودي إليها». وقال إن هذا الهدف «جريمة حرب» بحسب القانون الدولي.

وكان رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، قد قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، مساء الثلاثاء، إن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة «يقترب من كونه جريمة حرب». ووصف الحرب الحالية بأنها «بلا هدف، ولا فرصة لها لتحقيق أي شيء يمكن أن يحفظ حياة الأسرى».

فتاة تحاول التقاط ذرات طعام من وعاء خاو في تكية خيرية بمدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

وتابع: «الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء يُقتلون، إلى جانب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين. هذا أمر مستفز ومثير للغضب».

وأطلق أيضاً عميت هليفي، عضو الكنيست عن حزب «ليكود»، تصريحات تقوض مصداقية الحرب.

وقال هليفي، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، بما تتضمنه من هجمات عنيفة وتوغلات واسعة متوقعة، «لن تؤدي إلى إخضاع حركة (حماس) أو القضاء عليها. وحتى لو نُفّذت بنجاح، ستُبقي (حماس) مسيطرة على الأرض، وعلى السكان، وعلى خطوط المساعدات، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها اللجنة في جلساتها المغلقة».

مواصلة التصعيد

ورغم الضغوط والانتقادات، واصل الجيش التصعيد في غزة، وأصبح يسيطر - بحسب «القناة 12» - على أكثر من 50 في المائة من أراضي قطاع غزة.

ولا يزال أهل القطاع يتنقلون بين مناطق مختلفة مثل مدينة غزة، ومخيمات المحافظة الوسطى، والمواصي، وخان يونس.

وشنت إسرائيل غارات جوية مساء الثلاثاء - فجر الأربعاء، أسفرت، وفقاً لمسؤولي «الصحة»، عن مقتل ما لا يقل عن 85 فلسطينياً.

دخان يتصاعد في سماء غزة قرب الحدود مع إسرائيل يوم الأربعاء (رويترز)

ولا يزال سكان قطاع غزة ينتظرون وصول الغذاء رغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى سكان القطاع الذين أصبحوا على شفا مجاعة بعد حصار دام 11 أسبوعاً.

ويسعى الجيش الإسرائيلي إلى تطبيق ما يسميه «نموذج رفح»، من حيث استكمال تطهير ما تبقى من المدينة، ثم إعادة النازحين إلى مدن خيام بعد التأكد من عدم وجود مقاتلين من «حماس». وفي نهاية عملياته، سيجري تشغيل مراكز لتوزيع المساعدات.

ووفق بيانات الجيش، تشارك في الحرب على غزة حالياً 4 فرق، هي الفرقة 252، والفرقة 143، والفرقة 36، والفرقة 162. وقد نشرت حركة «أمهات في الجبهة» تقريراً، الأربعاء، حذرت فيه من هذا التصعيد؛ لما له من آثار سلبية بالغة على حالة الجنود النفسية والجسدية.

وانتحر 35 جندياً إسرائيلياً منذ بداية الحرب على غزة.