إردوغان يلتقي «وفد إيمرالي» للدفع باتجاه حلّ «العمال الكردستاني»

هجوم حاد على المعارضة بسبب احتجاجات إمام أوغلو… والمطالبة بحبس أوزداغ

إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يلتقي «وفد إيمرالي» للدفع باتجاه حلّ «العمال الكردستاني»

إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه سيلتقي، الخميس، وفد إيمرالي الذي تولى الحوار مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لحل الحزب وجعل تركيا خالية من الإرهاب.

واتهم إردوغان حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بمحاولة عرقلة تحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب» عبر الاحتجاجات التي نظمها عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في 19 مارس (آذار) الماضي.

وقال إردوغان: «لدينا قضايا ذات أهمية حيوية لمستقبل بلادنا، مثل هدف تركيا الخالية من الإرهاب، ونحن بصفتنا (تحالف الشعب) (حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية) سنختتم هذه العملية التي قمنا بها بعناية وصبر كبيرين، بطريقة تعود بالنفع على بلدنا».

لقاء وفد إيمرالي

أكّد إردوغان، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، الأربعاء، أنه سيستقبل، الخميس، وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، للتأكيد على تحقيق هدف تركيا «خالية من الإرهاب».

أوجلان وجَّه نداءً لحل حزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي (إ.ب.أ)

وتولّى حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب عملية الحوار والاتصال مع زعيم حزب العمال الكردستاني، في محبسه بسجن جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة غرب تركيا، والبرلمان والأحزاب السياسية وقيادات إقليم كردستان شمال العراق، في إطار مبادرة طرحها رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتأييد من إردوغان، أسفرت عن دعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير (شباط) الماضي لحزب العمال الكردستاني لحل نفسه وإلقاء أسلحته.

ومن المتوقع أن يضم الوفد، الرئيسين المشاركين للحزب، تونجر باكيرهان وتولاي حاتم أوغللاري، ونائب الحزب عن مدينة إسطنبول، سري ثريا أوندر، ونائبة مدينة وان (شرق) بروين بولدان، الذين يشكلون جزءاً من وفد إيمرالي للحوار مع أوجلان، بينما يغيب السياسي الكردي المخضرم رئيس بلدية ماردين المعزول، أحمد تورك، لأسباب صحية.

وانتقد باكيرهان، في تصريحات، الثلاثاء، عشية إعلان إردوغان عن اللقاء، الحكومة بسبب عدم اتخاذ أي خطوات حتى الآن عقب دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني. ولطالما وصف إردوغان وحليفه بهشلي، حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، بأنه ذراع سياسية لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمةً إرهابية، لكن الأوساط السياسية في أنقرة تتحدث عن مسعى من جانبهما لحمل الحزب على تأييد مشروع دستور جديد يفتح الطريق أمام إردوغان للترشح مجدداً لرئاسة الجمهورية، عبر مبادرة الحوار مع أوجلان.

وواصل إردوغان، خلال كلمته بالبرلمان، الهجوم على حزب الشعب الجمهوري، قائلاً: «لن نقع في فخ المعارضة، لدينا أجندة أكثر أهمية بكثير، لدينا قضايا ذات أهمية حيوية لمستقبل بلدنا، مثل هدف تركيا الخالية من الإرهاب، وسنواصل العمل من أجل إعادة بناء وإحياء بلدنا ومنطقتنا، دون تفرقة بين الأتراك والأكراد والعرب والعلويين والسنة، وضمان أن يسود السلام في أراضينا».

انتقادات حادة للمعارضة

وفي إشارة مبطنة إلى تصريحات زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، التي قال فيها إن إردوغان حصل على موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على اعتقال مرشح الحزب للرئاسة رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، قال إردوغان: «لا تزال المعارضة تعتقد أن تركيا هي نفسها كما كانت في عهدها، ولا تزال تتصرف على افتراض أن تركيا تعمل بإذن... في عهد حكومات حزب العدالة والتنمية، أصبحت تركيا دولة يُطلب إذنها، لا دولة تطلب الإذن من أحد».

وأثناء خروجه من اجتماع مجموعة حزبه بالبرلمان، رفض إردوغان الإجابة عن سؤال لأحد الصحافيين حول تعليقه على تصريح أوزيل.

إردوغان هاجم المعارضة بشدة خلال اجتماع نواب حزبه بالبرلمان (الرئاسة التركية)

وخلال كلمته انتقد إردوغان أيضاً دعوة أوزيل لمقاطعة بعض الشركات والصحف والقنوات التلفزيونية القريبة من الحكومة، قائلاً: «لا يمكنكم أن تجعلونا (...) ندفع فاتورة خلافاتكم الداخلية التي لا تعنينا على الإطلاق، وطننا لم يعِر اهتماماً لدعوات المقاطعة التي أطلقها أشخاص طموحون غير أكْفاء استهدفوا بلادهم وشعبهم فقط لإخفاء فسادهم».

وعن وصف أوزيل له بأنه تحول من رئيس جمهورية إلى «رئيس مجلس عسكري»، نفذ انقلاباً على الديمقراطية باعتقال منافسه على الرئاسة أكرم إمام أوغلو، قال إردوغان: «أنصح رئيس حزب الشعب الجمهوري بقراءة تاريخ حزبه بعناية، إذا كان لديه الشجاعة أن يواجه ماضيه (...). لم يمنحكم الشعب السلطة منذ عام 1950، وكنت تأمل في الحصول على مساعدة من المجالس العسكرية منذ ذلك الوقت... المعادلة بسيطة للغاية: حزب الشعب الجمهوري يعني المجلس العسكري، والمجلس العسكري يعني حزب الشعب الجمهوري».

وأضاف: «حزب الشعب الجمهوري ألَّف كتاباً ليس فقط عن الفساد، بل أيضاً عن الانقلابات في هذا البلد، وأقول لهم بكل وضوح، لن تستطيعوا تحقيق شيء من خلال تحركات الشوارع، ولا الاستفزازات، ولا التهديدات، ولا قوائم الإعدام التي تسمونها بالمقاطعة. وسيتضح قريباً من خلال تحقيقات الفساد في إسطنبول لماذا حاولوا الاستحواذ على أجندة البلاد للتغطية على قضاياهم الداخلية».

شهدت الاحتجاجات صدامات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة التركية (أ.ف.ب)

واستقبل إردوغان وفداً من جهاز الشرطة التركية بحضور وزير الداخلية، علي يرلي كايا، بالقصر الرئاسي في أنقرة بمناسبة الذكرى الـ180 لتأسيس جهاز الشرطة. وحيا خلال اللقاء وحدات الأمن التي قال إنها لم تسمح لفرض الفوضى التي يراد نشرها في الشوارع على خلفية التحقيق في الفساد في بلدية إسطنبول، وأنه لن يتم السماح بأن تكون أجهزة الأمن موضعاً لاتهامات غير أخلاقية.

لائحة اتهام أوزداغ

على صعيد آخر، طالبت النيابة العامة في إسطنبول في لائحة الاتهام التي أعدتها ضد رئيس حزب النصر القومي المعارض، أوميت أوزداغ، بعد 77 يوماً من اعتقاله، بحبسه لمدة تتراوح بين سنة و10 أشهر إلى 7 سنوات و10 أشهر و15 يوماً، بتهمة «تحريض الجمهور على الكراهية والعداء».

وتضمنت لائحة الاتهام الموجهة ضد أوزداغ، والمكونة من تسع صفحات، 34 منشوراً مختلفاً لأوزداغ على منصات التواصل الاجتماعي، معظمها عن المهاجرين واللاجئين السوريين، قالت النيابة إنها «تحتوي على تعبيرات تهدف إلى إظهار مواقف وسلوكيات استفزازية»، و«ذات طبيعة تؤدي إلى دفع شريحة من الجمهور إلى الكراهية والعداء والحقد ضد شريحة أخرى».

وتضمنت لائحة الاتهام أيضاً الخطابات التي ألقاها أوزداغ على بعض قنواته على «يوتيوب» وفي مقرّ حزبه بصفتها «أدلة».

أنصار أوزداغ خلال مظاهرات احتجاجية على اعتقاله في يناير الماضي (أ.ف.ب)

وتم فصل ملف التحقيق المفتوح ضد أوميت أوزداغ، الذي أُلقي القبض عليه في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، بتهمة «إهانة الرئيس» بسبب كلماته تجاه إردوغان في اجتماع التشاور مع رؤساء فروع حزبه في أنطاليا في 19 يناير، عن ملف اتهامه بالتحريض على الكراهية والعداء.


مقالات ذات صلة

إردوغان: قرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير مقبول وغير مشروع

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

إردوغان: قرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير مقبول وغير مشروع

كشف ​الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الثلاثاء، أن قرار إسرائيل الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض ‌الصومال المعلنة ‌من ‌جانب واحد ​خطوة ‌غير مشروعة وغير مقبولة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل متحدثاً خلال المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري الذي أعيد فيه انتخابه رئيساً للحزب 29 نوفمبر الماضي (حساب الحزب في إكس)

تركيا: زعيم المعارضة يؤكد استمرار الاحتجاجات في 2026 بأساليب جديدة

أكد زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوغور أوزيل استمرار المسيرات التي انطلقت عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو 19 مارس الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مجمع الرئاسة بأنقرة يوم 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

البرهان يطلب من الرئيس التركي المساعدة في وقف الحرب

طلب رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التدخل والمساعدة في وقف الحرب ببلاده

محمد أمين ياسين (نيروبي)
خاص ترمب يستقبل إردوغان بالبيت الأبيض للمرة الأولى منذ 6 سنوات في 25 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

خاص تركيا تعلق آمالاً على «صداقة» ترمب لحل الملفات العالقة

تبرز العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بوصفها واحدةً من أكثر العلاقات تعقيداً وتقلباً بالرغم من التحالف في «ناتو» يحرص البلدان على تسييرها من منظور براغماتي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

تركيا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعطي أولوية لنظر احتجاز إمام أوغلو

قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إعطاء الأولوية لمراجعة قضية احتجاز رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إردوغان: قرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير مقبول وغير مشروع

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: قرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير مقبول وغير مشروع

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

كشف ​الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الثلاثاء، أن قرار إسرائيل الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض ‌الصومال المعلَنة ‌من ‌جانب ⁠واحد ​خطوة ‌غير مشروعة وغير مقبولة، مضيفاً أنها تسعى إلى جرّ منطقة القرن الأفريقي إلى ⁠حالة من عدم ‌الاستقرار.

وفي مؤتمر صحافي ‍مع ‍نظيره الصومالي ‍حسن شيخ محمود في إسطنبول، قال إردوغان أيضاً إن ​تركيا تخطط لبدء عمليات تنقيب عن ⁠مصادر الطاقة في البحر قبالة سواحل الصومال عام 2026، بموجب اتفاقية ثنائية، مضيفاً أنها تعتزم إضافة سفينتيْ حفر جديدتين ‌إلى أسطولها.


صحيفة: إسرائيل ستسحب تراخيص 37 منظمة إنسانية بدعوى «صلتها بالإرهاب»

موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)
موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)
TT

صحيفة: إسرائيل ستسحب تراخيص 37 منظمة إنسانية بدعوى «صلتها بالإرهاب»

موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)
موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)

نقلت صحيفة «هآرتس» عن الحكومة الإسرائيلية قولها، الثلاثاء، إنها تعتزم سحب تراخيص 37 منظمة إنسانية منها «أطباء بلا حدود» و«أكشن إيد» و«أوكسفام» بدعوى «صلتها بالإرهاب».

وقالت وزارة شؤون الشتات الإسرائيلية في بيان نشرته الصحيفة إن الحكومة ستسحب تراخيص هذه المنظمات الإنسانية بسبب ما وصفتها بأنها «انتهاكات لمعايير الأمن والشفافية». وأضاف البيان: «التحريات الأمنية كشفت عن تورط موظفين ببعض المنظمات في أنشطة إرهابية... لا سيما منظمة (أطباء بلا حدود)».


إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب

جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب

جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)

قرر الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية منح صفة «المتوفى بعد الخدمة» للجنود الذين خدموا في الحرب على غزة وجبهات أخرى خلال العامين الأخيرين، وانتحروا بعد تسريحهم من الخدمة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الثلاثاء، فإن «القرار يأتي في إطار الرغبة في مساعدة عائلات الجنود، التي ستحصل عند الاعتراف بهذه الصفة، على إعانة شهرية من وزارة الدفاع لمدة عامين».

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن نهج الاعتراف سيكون «شاملاً ومتكاملاً»، وسيتم النظر لاحقاً في إمكانية تمديد مدة العامين، في حال ثبت أن هناك علاقة ما بين سبب الانتحار والخدمة العسكرية.

ودرست لجنة خاصة الطلبات المقدمة من أسر جنود خدموا نظامياً واحتياطياً، وانتحروا بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وفي ظروف قد تكون مرتبطة بخدمتهم خلال مدة الحرب.

توصيات للدفن والتحقيق

كما أوصت اللجة بـ«دفن أي جندي ينتحر مجدداً في مقبرة مدنية مع وضع شاهد قبر مدني، وبإشارة عسكرية أخرى، تشمل تأبينه عسكرياً، على أن يتم التحقيق في غضون ساعات من انتحاره، فيما إذا كان المنتحر قد خدم خلال فترة الحرب كجندي».

وأشارت إلى أنه ستستمر مرافقة الجيش الإسرائيلي للجثمان خلال فترة 7 أيام، وبعدها ستقوم لجنة الاعتراف التابعة لوزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بدراسة ملابسات القضية لتحديد مدى الصلة بين الأسباب الظاهرة للانتحار والخدمة العسكرية في الحرب، وذلك بالتشاور مع قادة الجندي، والحصول على رأيهم في خدمته.

جنود إسرائيليون يبكون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة يناير 2024 (رويترز)

وأكدت اللجنة أنه «إذا تم تحديد وجود صلة، فلن يُعترف بالجندي كضحية من ضحايا الجيش الإسرائيلي أو كشخص معوَّق توفي نتيجة إصابته، بل كشخص (توفي بعد انتهاء خدمته)، وستتلقى عائلته معاشاً شهرياً عدة سنوات».

وتناولت اللجنة، التي ضمت خبراء في الصحة النفسية ومستشارين قانونيين وكبار المسؤولين من قسم شؤون الأسرة، الظاهرة المنهجيةللانتحار وليس الحالات الفردية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه عند دراسة حالة المنتحر، ستتم مراعاة مدة الخدمة، وطبيعة المنصب، والتعرض لأحداث غير عادية، والمدة الزمنية بين تاريخ التسريح والوفاة، وغيرها من الظروف الشخصية الخاصة.

ما حدود الظاهرة؟

وحتى الآن، ووفقاً للجيش الإسرائيلي، سُجلت 15 حالة انتحار خلال حرب «السيوف الحديدية» أي الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وسط توقعات بارتفاع هذا العدد مستقبلاً.

جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم خلال مراسم تشييعه في مقبرة بتل أبيب (أ.ب)

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أنه منذ بداية العام الحالي وحتى شهر أغسطس (آب) الماضي سُجلت 16 حالة انتحار في صفوف الجنود، منهم 7 من قوات الاحتياط، و4 انتحروا خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، بينهم اثنان في أثناء الخدمة، وآخران بعد إتمام خدمتهما الاحتياطية.

وفي عام 2024، انتحر 21 جندياً منهم 12 من قوات الاحتياط، وفي 2023، انتحر 17 جندياً.

وأظهر تقرير صدر عن مركز أبحاث ومعلومات الكنيست الإسرائيلي، في شهر أكتوبر الماضي، أنه مقابل كل جندي انتحر سُجلت 7 محاولات انتحار إضافية.