إيران تدعم الجيش السوداني وتعلن استعدادها لإعادة الإعمار

طهران والخرطوم وقعتا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الاقتصادي

وزيرا الخارجية الإيراني والسوداني خلال لقائهما في طهران (إرنا)
وزيرا الخارجية الإيراني والسوداني خلال لقائهما في طهران (إرنا)
TT
20

إيران تدعم الجيش السوداني وتعلن استعدادها لإعادة الإعمار

وزيرا الخارجية الإيراني والسوداني خلال لقائهما في طهران (إرنا)
وزيرا الخارجية الإيراني والسوداني خلال لقائهما في طهران (إرنا)

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الاثنين، إن بلاده تدعم الجيش السوداني والحكومة، بما في ذلك المشاركة في إعادة الإعمار في إطار مساعي البلدين لتطوير العلاقات في مختلف المجالات.

وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن الوزيرين «تباحثا في أهم القضايا الإقليمية والثنائية والدولية». وصرح عراقجي في مؤتمر صحافي بطهران مع نظيره السوداني علي يوسف: «ستشارك إيران في إعادة إعمار السودان بعد الحروب الأخيرة، وسيتم توفير السلع الأساسية لكلا البلدين». وقال: «يدين البلدان الهجمات على البنى التحتية الحيوية».

وقال عراقجي: «إيران والسودان لديهما العديد من القواسم الثقافية والدينية، ولدينا علاقات جيدة ولكنها واجهت بعض التحديات». وأشار إلى أن العلاقات شهدت تحسناً خلال الأشهر الثمانية الماضية بعد فترة من الركود.

مباحثات بين عراقجي ونظيره السوداني علي يوسف (الخارجية الإيرانية)
مباحثات بين عراقجي ونظيره السوداني علي يوسف (الخارجية الإيرانية)

وأعرب عراقجي عن أمله في استمرار التطور الإيجابي للعلاقات بين طهران والخرطوم في الفترة المقبلة.

ولفت عراقجي إلى أن زيارة نظيره السوداني أدت إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مضيفاً أنه سيتم تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بين إيران والسودان قريباً.

وقال إن البلدين وقعا مذكرتي تفاهم لإلغاء التأشيرات لرجال الأعمال، وتشكيل لجنة استشارية سياسية بينهما.

وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية السوداني الجديد إلى طهران، ومن المقرر أن يلتقي الشريف خلالها رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان.

وكان قد التقى في وقت سابق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان؛ باحثاً معهما القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وكانت وكالة السودان للأنباء (سونا) قد نقلت عن عبد العزيز حسن صالح، سفير السودان لدى إيران، قوله إن وزير الخارجية السوداني يزور طهران «لإطلاع الحكومة الإيرانية على التطورات في السودان، ولبحث سبل دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية».

قاليباف يستقبل وزير الخارجية السوداني علي يوسف (البرلمان الإيراني)
قاليباف يستقبل وزير الخارجية السوداني علي يوسف (البرلمان الإيراني)

وأشار إلى أن «لجنة التشاور السياسي بين السودان وإيران ستعقد اجتماعها الأول خلال الزيارة، بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يونيو (حزيران) الماضي، كما سيبحث الجانبان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ثنائياً وعالمياً».

ووفق السفير السوداني، سيوقع الطرفان على «مذكرة تفاهم خاصة بإنشاء لجنة التشاور السياسي بهدف التنسيق والتفاهم في مختلف الموضوعات عبر آليات العمل الدبلوماسي والسياسي».


مقالات ذات صلة

شمخاني: إيران جاءت لتحقيق اتفاق متوازن لا للاستسلام

شؤون إقليمية المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب) play-circle

شمخاني: إيران جاءت لتحقيق اتفاق متوازن لا للاستسلام

وصل الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى روما للمشاركة في محادثات جديدة مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية بشأن ملف طهران النووي.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية 
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في باريس 17 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

تجاذبات ويتكوف وعراقجي تسبقهما إلى روما

تسبق التجاذبات بين الجانبين الإيراني والأميركي وفديهما إلى الجولة الثانية من المفاوضات، التي تعقد اليوم في العاصمة الإيطالية روما.

رائد جبر (موسكو) «الشرق الأوسط» (طهران - لندن)
شؤون إقليمية ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في قصر الإليزيه في باريس (رويترز) play-circle

مبعوث ترمب يلتقي مسؤولين إسرائيليين سراً قبل المحادثات مع إيران

عقد مسؤولان إسرائيليان اجتماعاً غير معلن عنه في باريس مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمناقشة المحادثات النووية الأميركية الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز)

إسرائيل: سنقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إن إسرائيل ستقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بحسب صحيفة «هآرتس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (يسار) يصافح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) في طهران (د.ب.أ)

إيران: نائب مدير «الطاقة الذرية» سيزور طهران لمواصلة المحادثات الفنية

كشف المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اليوم (الجمعة)، عن أن نائب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية سيزور طهران خلال الأسبوعين المقبلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسرائيل تفكر في شن هجوم «محدود» على منشآت إيران النووية

منظر عام يظهر منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز على بعد نحو 322 كيلومتراً (200 ميل) جنوب طهران (رويترز)
منظر عام يظهر منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز على بعد نحو 322 كيلومتراً (200 ميل) جنوب طهران (رويترز)
TT
20

إسرائيل تفكر في شن هجوم «محدود» على منشآت إيران النووية

منظر عام يظهر منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز على بعد نحو 322 كيلومتراً (200 ميل) جنوب طهران (رويترز)
منظر عام يظهر منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز على بعد نحو 322 كيلومتراً (200 ميل) جنوب طهران (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان لـ«رويترز»، إن إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة حاليا لدعم مثل هذه الخطوة.
وتعهد المسؤولون الإسرائيليون بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، ويصر نتنياهو على أن أي مفاوضات مع إيران يجب أن تؤدي إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي.
ومن المقرر عقد جولة ثانية من المحادثات النووية التمهيدية بين الولايات المتحدة وإيران في روما اليوم السبت، بعد جولة أولى عقدت في مسقط الأسبوع الماضي.

وعلى مدار الأشهر الماضية، اقترحت إسرائيل على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلسلة من الخيارات لمهاجمة منشآت إيرانية، بعضها مُخطط له في أواخر الربيع والصيف.

ووفق المصادر، تشمل الخطط مزيجاً من الغارات الجوية، وعمليات الكوماندوز، التي تتفاوت في شدتها، وقد تُعيق قدرة طهران على تسليح برنامجها النووي لأشهر، أو عام، أو أكثر.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأربعاء إن ترمب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع بالبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر أن واشنطن تُريد إعطاء الأولوية للمحادثات الدبلوماسية مع طهران، وأنه غير مستعد لدعم توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية على المدى القصير.

لكن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن اعتقادهم بأن جيشهم قد يُوجه ضربة محدودة إلى إيران، تتطلب دعماً أميركياً أقل. وسيكون هذا الهجوم أصغر بكثير من ذلك الذي اقترحته إسرائيل في البداية، بحسب «رويترز».

ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستُقدم على مثل هذه الضربة، أو متى ستُنفذها، خاصة مع بدء المحادثات بشأن الاتفاق النووي.

ورجحت الوكالة أن تُنفّر هذه الخطوة ترمب، وقد تُهدد بدعم أميركي أوسع لإسرائيل.

وقال مسؤولان كبيران سابقان في إدارة بايدن لـ«رويترز» إن أجزاءً من الخطط عُرضت سابقاً على إدارة بايدن العام الماضي. وتطلّبت جميعها تقريباً دعماً أميركياً كبيراً من خلال التدخل العسكري المباشر، أو تبادل المعلومات الاستخباراتية. كما طلبت إسرائيل من واشنطن مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حال ردّت إيران.

ورداً على طلب للتعليق، أحال مجلس الأمن القومي الأميركي «رويترز» إلى تعليقات ترمب يوم الخميس، عندما قال للصحافيين إنه لم يُثنِ إسرائيل عن شنّ هجوم، لكنه ليس «متعجلاً» لدعم العمل العسكري ضد طهران.

وقال ترمب: «أعتقد أن لدى إيران فرصةً لأن تكون دولةً عظيمةً، وأن تعيش بسعادةٍ من دون موت. هذا خياري الأول. إذا كان هناك خيارٌ ثانٍ، فأعتقد أنه سيكون سيئاً للغاية بالنسبة لإيران، وأعتقد أن إيران ترغب في الحوار».

وصرح مسؤول إسرائيلي كبير لـ«رويترز» بأنه لم يُتّخذ أي قرار بعد بشأن ضربة إيرانية.

وقال مسؤول أمني إيراني كبير إن طهران على علم بالتخطيط الإسرائيلي، وإن أي هجوم من شأنه أن يُثير «رداً قاسياً وحازماً من إيران».

وقال المسؤول لـ«رويترز»: «لدينا معلومات استخباراتية من مصادر موثوقة تفيد بأن إسرائيل تخطط لهجوم كبير على المواقع النووية الإيرانية. وينبع هذا من عدم الرضا عن الجهود الدبلوماسية الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكذلك من حاجة نتنياهو للصراع كوسيلة للبقاء السياسي».

وتبدأ اليوم في روما جولة ثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لحل خلافهما القائم منذ عقود بشأن أهداف طهران النووية.

وتسعى طهران إلى تقليص التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع، بعد أن تكهن بعض المسؤولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريباً. وقال المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي إنه «ليس متفائلاً ولا متشائماً بشكل مفرط».

وشهدت الأيام الماضية جولات دبلوماسية مكوكية شملت عواصم عربية ودولية لمحاولة اكتشاف فرص استكمال المفاوضات، بينما تنقسم الإدارة الأميركية بشأن الطريقة الفضلى لحلّ المسألة النووية في إيران.

وعشية جولة ثانية من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، إن لديه «شكوكاً جدية» في نيات الولايات المتحدة.

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قد أكد أن المهلة قصيرة أمام الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، في حين رفضت وزارة الخارجية الإيرانية مقترحاً بانضمام الوكالة إلى المحادثات الجارية، «لأن الوقت مبكر».

يصافح وزير الخارجية عباس عراقجي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قبل اجتماعهما في طهران (أ.ب)
يصافح وزير الخارجية عباس عراقجي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قبل اجتماعهما في طهران (أ.ب)

وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة سلاحاً نووياً وتخصب اليورانيوم عند نسبة 60 في المائة، وهو مستوى عالٍ؛ أي إنها باتت قريبة من نسبة 90 في المائة الضرورية لصنع سلاح نووي، مشيرة إلى أن إيران تواصل تخزين المواد الانشطارية بكميات كبيرة.