قالت الإدارة الأميركية إن رفض إيران التفاوض للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي «سوف يبقيها خاضعة للضغط الأقصى»، في حين شدد الرئيس الإيراني على أن مواطنيه «لن يموتوا من الجوع بسبب العقوبات».
وكان المرشد علي خامنئي، قد قطع على الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أي سبيل للتفاوض مع الإدارة الأميركية، مهدداً واشنطن بالرد على «أي تصرف عدواني» ضد بلاده.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بريان هيوز، إن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب ملتزم بضمان عدم حصول النظام الإيراني على سلاح نووي أبداً».
وأضاف هيوز، في تصريح نقلته إذاعة «صوت أميركا»، أن «الحكومة الإيرانية في أضعف موقف لها في السنوات الأخيرة بفضل تصرفات إسرائيل خلال العام الماضي».
وكان خامنئي قد أطلق في 29 فبراير (شباط)، إشارة ضمنية إلى المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن: «يجب أن نكون حذرين بشأن من نواجه ومن نتعامل معه ونتحدث إليه».
وكتب وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، مؤخراً في مقال بمجلة «فورين أفرز»: «من الممكن التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترمب».
وتزامنت المواقف الإيرانية مع تقارير غربية زعمت أن إيران أعربت في محادثات الشهر الماضي مع دبلوماسيين غربيين عن اهتمامها ببدء المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد مختلف عن الاتفاق النووي، وأعلنت أنها تنتظر اقتراح الولايات المتحدة وخطتها.
لكن ترمب فرض عقوبات واسعة على إيران في إطار «الضغوط القصوى»، وفي اليوم نفسه أطلق تصريحات مرنة بأنه يرغب بالسلام مع إيران «التي لا يمكنها الحصول على سلاح نووي».
وقال خامنئي، الجمعة، إن «المفاوضات مع أميركا لن تحل مشاكل البلاد». وفي إشارة إلى قرار ترمب خلال ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي، أضاف : «التفاوض مع مثل هذه الحكومة هو أمر غير عقلاني وغير مشرف، ويجب ألا تكون هناك مفاوضات معها».
الضغط الأقصى
ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، قوله إن «موقف الرئيس الأميركي واضح؛ إذا لم ترغب إيران في التوصل إلى اتفاق، فستظل خاضعة لنظام الضغط الأقصى المُعاد تفعيله».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لقناة «إيران إنترناشيونال»، إن الرئيس ترمب أوضح عزمه على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما أبدى استعداده للتفاوض بشأن اتفاق جديد مع طهران. لكن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، رأى أن سياسة ترمب تجاه إيران مشوشة، وتفتقر إلى أي استراتيجية متماسكة.
وكتب بولتون في منصة «إكس»: «ترمب لا يملك فلسفة واضحة، ولا يتبع استراتيجية كبرى، ولا ينتهج السياسة بالطريقة التي يفهمها معظم الناس. بل إنه يحتفظ في ذهنه بأفكار متضاربة في آن واحد».
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن المفاوضات مع أوروبا مستمرة، مؤكدة أن إيران لن تقبل بمفاوضات «غير مشرفة».
ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن مهاجراني، أن «استراتيجية الحكومة هي أن سماع صوت واحد من إيران، في حين أن الجميع يدركون المشاكل، فإننا اليوم بحاجة إلى المزيد من الوحدة والتعاطف مقارنة بالأمس للتغلب عليها».
وأضافت المتحدثة باسم الحكومة أن «المفاوضات مع الدول الأوروبية ستستمر، والجميع يعلم جيداً أن إيران لن تقبل بالمفاوضات في ظل ظروف غير مشرفة».
«لن نموت جوعاً»
من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن «الأعداء يظنون أن الإيرانيين سيموتون جوعاً بسبب العقوبات، وهذا غير صحيح».
وقال بزشكيان، خلال حفل افتتاح أحد المصانع جنوب شرقي إيران، إن «إيران تفكر منذ الآن لزيادة الاستثمار في مختلف مناطق البلاد». وأضاف: «نحن قادرون على حل المشكلات بشرط أن نتحرك إلى الأمام، ولا ينبغي أن تكون نظرتنا فقط إلى الدول الأجنبية».
وتابع الرئيس الإيراني: «الأعداء يعتقدون أننا سنموت جوعاً بسبب العقوبات، لكن هذا ليس صحيحاً. اليوم لا ينقصنا شيء مقارنة بدول المنطقة. يمكننا أن نكون أفضل دولة في المنطقة».