قال مسؤول أميركي إنه من المتوقع أن يوقِّع الرئيس دونالد ترمب، مرسوماً رئاسياً، اليوم الثلاثاء، لإعادة إطلاق حملة «الضغط الأقصى» على إيران، التي تهدف إلى حرمانها من كل السبل للحصول على سلاح نووي، ومواجهة «النفوذ الخبيث» لطهران.
وخلال حملته الرئاسية، تعهد ترمب المنتمي للحزب الجمهوري بالعودة إلى السياسة التي انتهجها في ولايته الأولى، التي سعى من خلالها إلى تدمير الاقتصاد الإيراني؛ لإجبار البلاد على التفاوض على اتفاق بشأن برنامجيها النووي والخاص بالصواريخ الباليستية، وأنشطتها في المنطقة.
واتهم ترمب سلفه المنتمي للحزب الديمقراطي جو بايدن بإضعاف نهج الولايات المتحدة تجاه إيران.
وأفادت «رويترز» عن المسؤول الأميركي، بأن توجيه ترمب يأمر وزارة الخزانة بفرض «أقصى الضغوط الاقتصادية» على إيران، بما في ذلك العقوبات وآليات تنفيذها على أولئك الذين ينتهكون العقوبات القائمة.
وحسب المسؤول الأميركي، فإن وزارة الخارجية ستتعاون مع وزارة الخزانة لتنفيذ حملة «تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر»، في إطار جهود الضغط الأقصى. وقال المسؤول إن ممثلي الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سيعملون مع حلفاء رئيسيين «لاستكمال إعادة فرض العقوبات والقيود الدولية على إيران»، في إشارة ضمنية إلى آلية «سناب باك»، المنصوص عليها في الاتفاق النووي، والتي تتيح إعادة العقوبات الأممية على طهران.
تأتي الخطوة في وقت سيكون الملف النووي الإيراني فيه على طاولة مباحثات ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن.
وتزايدت المخاوف بين كبار صناع القرار في طهران من أن ترمب قد يفتح الباب خلال ولايته الثانية أمام نتنياهو لضرب المواقع النووية الإيرانية.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «واشنطن بوست» إنه «لم يعد هناك حديث عن مهاجمة إيران». وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد وضعت خططاً لشن ضربة مشتركة محتملة مع الولايات المتحدة على منشآت إيران النووية بعد وقت قصير من إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن المسؤول الإسرائيلي قال إن الإدارة الجديدة تركز على هدف مختلف في المنطقة، وهو هدف يتطلب إنهاء القتال. وأضاف: «ترمب مهتم بإعادة بناء غزة من خلال اتفاق إقليمي»، مشيراً إلى أن «نتنياهو لن يعارض ترمب».
وأشار ترمب، الأسبوع الماضي، إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلاً: «هناك طرق للتوصل إلى اتفاق مع طهران يكون موثوقاً به تماماً. إذا كان هناك اتفاق، فيجب أن يكون قابلاً للتحقق تماماً. إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي».
وقال ترمب: «سيكون من الجيد حل المشكلات المرتبطة بإيران دون إقدام إسرائيل على ضرب منشآتها العسكرية».
وحذّر ترمب من أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً سيُشعل سباقاً نووياً في المنطقة، قائلاً: «إذا حصلت طهران على سلاح نووي، فستسعى بقية الدول أيضاً لامتلاك أسلحة نووية، وسيتحول الوضع بأكمله إلى كارثة».
وقالت الخارجية الإيرانية إنها تُراقب نتائج مباحثات ترمب ونتنياهو، عن كثب. وتعرَّض نفوذ طهران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا.