تقرير: نتنياهو طلب التنصت على قادة أمنيين خوفاً من تسريبات حساسة

الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي يورام كوهين
الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي يورام كوهين
TT

تقرير: نتنياهو طلب التنصت على قادة أمنيين خوفاً من تسريبات حساسة

الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي يورام كوهين
الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي يورام كوهين

في تصريح أثار جدلاً واسعاً، كشف الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي، يورام كوهين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب منه مراقبة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية خلال اجتماع حساس في عام 2011، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ويسلط هذا التصريح الضوء على المزاعم السابقة حول محاولة نتنياهو تعزيز الرقابة على قيادات الدفاع في سياق دراسة إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

طلب مثير للجدل

وفي مقابلة مع هيئة البث العام الإسرائيلية «كان»، أكد كوهين أن نتنياهو كان قلقاً من تسريب معلومات تتعلق بخطة سرية للغاية، ما دفعه إلى طلب استخدام أدوات المراقبة التابعة لـ«الشاباك» لتعقّب كل من كان على علم بالموضوع.

ووفق كوهين، قال نتنياهو صراحة: «إذا سرّب أحدهم الأمر، سنحدد من هو، ونتعامل معه».

وأشارت التقارير السابقة إلى أن طلب المراقبة شمل شخصيات بارزة، مثل رئيس الأركان آنذاك بيني غانتس، ورئيس الموساد تمير باردو. وعلى الرغم من نفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة، فإنه لم ينكر طلب الرقابة، ما يُثير تساؤلات حول استخدام أدوات الأمن القومي في قضايا داخلية.

من جهته، ردّ غانتس، الذي شغل منصب رئيس الأركان بين عامي 2011 و2015، على تصريحات كوهين، مذكّراً بتجربته مع نتنياهو. وقال: «كان دائماً مريباً ومتوجساً، حتى عندما قدمت إليه خططاً تشغيلية ناضجة». وأضاف: «إن نتنياهو استخدم أدوات مخصصة لأعدائنا ضد رؤساء الأجهزة الأمنية».

ردود متباينة

في المقابل، وصف مكتب نتنياهو تصريحات كوهين بأنها محاولة لخلق قضية ملفقة، مؤكداً أن رئيس الوزراء تصرّف وفق القانون لحماية أسرار الدولة. وشدد البيان أيضاً على أن «التهديد الحقيقي للديمقراطية الإسرائيلية يأتي من محاولات انقلاب سياسي عبر تحقيقات غير مبررة».

في سياق حديثه، اتهم كوهين نتنياهو بإلحاق ضرر كبير بمؤسسات الدولة، مشيراً إلى هجماته المتكررة على المحكمة العليا والمدعي العام، وذلك في ظل محاكمته الجارية بتهم فساد.

هذا التصعيد يضيف مزيداً من التعقيد للمشهد السياسي الإسرائيلي؛ حيث تتداخل قضايا الأمن القومي مع النزاعات السياسية الداخلية، ما يترك عدداً من الأسئلة المفتوحة حول إدارة الدولة في ظل القيادة الحالية.


مقالات ذات صلة

وسط صراع وقف إطلاق النار... ما مدى شعبية «حماس» في غزة حالياً؟

المشرق العربي مقاتل من «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» يسلم الرهينة الإسرائيلي أور ليفي لممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر (د.ب.أ) play-circle

وسط صراع وقف إطلاق النار... ما مدى شعبية «حماس» في غزة حالياً؟

من بين العوامل العديدة التي ستحدد مصير وقف إطلاق النار الهش في غزة، فإن أحد أصعب الأمور التي يمكن قياسها والتنبؤ بها هو مستوى الدعم الشعبي لحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية إيديت أوهيل (يسار)، والدة ألون أوهيل الذي اختطفته «حماس» خلال هجوم 7 أكتوبر تحتفل بالليلة الأولى من عيد الحانوكا اليهودي مع عائلتها، في منزلهم بشمال إسرائيل، 7 ديسمبر 2023 (رويترز)

عائلات رهائن إسرائيليين في غزة تقول إنّها تلقّت إشارات أنهم أحياء

أفادت عائلات إسرائيليين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، الثلاثاء، بأنّها تلقّت إشارات من رهائن أُطلق سراحهم في الأسابيع الأخيرة، إلى أنّ أقاربها ما زالوا أحياء.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطينيون يسيرون أمام المباني المدمرة في مخيم جباليا شمال مدينة غزة (إ.ب.أ) play-circle

بعد تهديد نتنياهو باستئناف القتال بغزة... الجيش الإسرائيلي ينشر تعزيزات جنوباً

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنه سينشر قوات إضافية في الجنوب تتضمن تعبئة جنود الاحتياط.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يتجمعون فوق دبابة على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» يوم 11 فبراير 2025 (رويترز) play-circle

إسرائيل تتبنى موقف ترمب: المحتجزون يوم السبت أو الجحيم

توعّدت إسرائيل حركة «حماس» بـ«الجحيم» إذا لم تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين السبت المقبل، في تبنٍّ واضح لتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أمراً تنفيذياً في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

وزير إسرائيلي يؤيد اقتراح ترمب «فتح أبواب الجحيم» في غزة

أيد وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «لفتح أبواب الجحيم» في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

عائلات رهائن إسرائيليين في غزة تقول إنّها تلقّت إشارات أنهم أحياء

إيديت أوهيل (يسار)، والدة ألون أوهيل الذي اختطفته «حماس» خلال هجوم 7 أكتوبر تحتفل بالليلة الأولى من عيد الحانوكا اليهودي مع عائلتها، في منزلهم بشمال إسرائيل، 7 ديسمبر 2023 (رويترز)
إيديت أوهيل (يسار)، والدة ألون أوهيل الذي اختطفته «حماس» خلال هجوم 7 أكتوبر تحتفل بالليلة الأولى من عيد الحانوكا اليهودي مع عائلتها، في منزلهم بشمال إسرائيل، 7 ديسمبر 2023 (رويترز)
TT

عائلات رهائن إسرائيليين في غزة تقول إنّها تلقّت إشارات أنهم أحياء

إيديت أوهيل (يسار)، والدة ألون أوهيل الذي اختطفته «حماس» خلال هجوم 7 أكتوبر تحتفل بالليلة الأولى من عيد الحانوكا اليهودي مع عائلتها، في منزلهم بشمال إسرائيل، 7 ديسمبر 2023 (رويترز)
إيديت أوهيل (يسار)، والدة ألون أوهيل الذي اختطفته «حماس» خلال هجوم 7 أكتوبر تحتفل بالليلة الأولى من عيد الحانوكا اليهودي مع عائلتها، في منزلهم بشمال إسرائيل، 7 ديسمبر 2023 (رويترز)

أفادت عائلات إسرائيليين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، بأنّها تلقّت إشارات من رهائن أُطلق سراحهم في الأسابيع الأخيرة إلى أنّ أقاربها ما زالوا على قيد الحياة.

وخلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، اختُطف أكثر من 250 شخصاً وردت إسرائيل بحملة قصف دمرت القطاع وحولته إلى ركام وتسبّبت في مقتل عشرات الآلاف. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، أُطلق سراح 16 رهينة، بينما من المقرّر إطلاق سراح آخرين في مراحل لاحقة.

وخلال اجتماع في البرلمان الإسرائيلي، قالت مكابيت ماير خالة الشقيقين التوأمين زيف وغالي بيرمان اللذين اختطفا من كيبوتس كفار عزة، إنّها تلقّت من رهينة سابق دليلاً على أنّهما على قيد الحياة.

وأضافت أنّ الشقيقين ليسا محتجزين في مكان واحد، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

عائلات وأنصار الرهائن الإسرائيليين يشاركون في مظاهرة تطالب بالعودة الفورية للرهائن المحتجزين في غزة، وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، خارج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس 11 فبراير 2025 (رويترز)

من جانبه، قال ناداف ميران شقيق الرهينة عمري ميران الذي يبلغ 47 عاماً، لموقع «والا» الإخباري الإسرائيلي، إنّ شقيقه شُوهد في يوليو (تموز) 2024 من قبل رهينة سابق، مضيفاً أنّه لم يسمع عنه منذ ذلك الحين.

أمّا عائلة ألون أوهيل، فقالت في بيان الأحد إنّها تلقّت دليلاً أولياً على أنّه على قيد الحياة «لكنّه مصاب ولا يتلقّى العلاج الطبي».

وخلال تجمّع في تل أبيب مساء الاثنين لمناسبة عيد مولد أوهيل الـ24، دعت والدته إيديت الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «بذل كل ما في وسعه للحفاظ على الاتفاق».

والاثنين أيضاً، أعلنت عائلة إيليا كوهين الذي اختُطف مع ألون أوهيل، أنّ اثنين من الرهائن الذين أُطلق سراحهم السبت الماضي، كانا محتجزَين معه، وأنّه كان مقيّداً بسلاسل، كما كان يعاني سوء تغذية وتعرّض للتعذيب.

وتوعّد ترمب حركة «حماس» بـ«الجحيم» إذا لم تفرج بحلول السبت عن «جميع الرهائن» الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.

إيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، تقف بجوار لافتة عليها صورة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال مظاهرة تطالب بالعودة الفورية للرهائن المحتجزين في غزة... خارج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس، 11 فبراير 2025 (رويترز)

واتهمت الحركة، إسرائيل، «بعدم الالتزام» ببنود الاتفاق، وأعلنت الاثنين إرجاء أيّ عمليات مبادلة بموجبه «حتى إشعار آخر».

وأكدت «حماس» أن الباب «مفتوح» للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت بعد أن تفي إسرائيل ببنود الاتفاق.

وتظاهر حوالي 200 شخص، بينهم أقارب لرهائن، الثلاثاء، أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، للمطالبة باحترام بنود الاتفاق.