قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الأربعاء، إنه يأمل في أن تظل إيران متمسكة بقرارها وضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة تقل قليلاً عن المستوى اللازم لصنع الأسلحة، وذلك في وقت من المقرر أن يمرر فيه مجلس محافظي الوكالة قراراً صاغته دول غربية من شأنه أن يعرقل تلك الخطوة.
وقالت الوكالة في تقرير للدول الأعضاء، الثلاثاء، وذلك قبل اجتماع اليوم لمجلس المحافظين المكون من 35 دولة، إن إيران اتخذت خطوات نحو التوقف عن زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة 60 في المائة، وهو ما يقترب المستوى اللازم لصنع الأسلحة عند نحو 90 في المائة.
وأوضح غروسي أنه توسّط في اتخاذ هذه الخطوة في إيران الأسبوع الماضي، لكنّ دبلوماسيين قالوا إنها مشروطة بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لصياغة قرار ينتقد إيران.
وقال غروسي للصحافيين في فيينا: «أعتقد أن هذه خطوة ملموسة في الاتجاه الصحيح لأول مرة... لدينا الآن واقع تم التحقق منه من مفتشينا».
ورغم ذلك تمضي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في مساعيها، إذ قدمت النص رسمياً إلى مجلس الأمن، الأربعاء.
وقال دبلوماسي كبير إن وتيرة التخصيب إلى هذا المستوى تباطأت، وهي خطوة ضرورية قبل التوقف، حسب «رويترز».
وحذر الدبلوماسي من أن الالتزامات التي قدمتها إيران قد لا تصمد إذا تم تمرير قرار يدين إيران في الاجتماع الفصلي لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وذلك بعدما قدمت القوى الأوروبية، الثلاثاء، قراراً لإدانة إيران.
وقد سبق أن ردت إيران على قرارات مجلس محافظي الوكالة بتوسيع برنامجها النووي.
من جانب آخر، أبدى غروسي تحفظاً على رواية إسرائيل بشأن تعطيل جزء من برنامج إيران النووي بعدما استهدفت مجمع بارشين العسكري جنوب شرقي طهران، الشهر الماضي.
وقال غروسي: «لا نعتبر هذا المكان منشأة نووية وليس لدينا أي مؤشر على وجود مواد نووية به» حتى لو كان له «دور محتمل في أنشطة معينة في الماضي».
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، بأن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع على إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استهدف عنصراً محدداً في برنامجها النووي.
وقال نتنياهو، خلال كلمة ألقاها أمام الكنيست: «هذا ليس سراً، هناك عنصر محدد ببرنامجهم النووي تم استهدافه في هذا الهجوم».
وكان موقع «أكسيوس» الإخباري قد نقل عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل استهدفت منشأة إيرانية سرية لأبحاث الأسلحة النووية، في مجمع بارشين العسكري.
وسمحت إيران في 2015 لمدير الوكالة الدولية السابق يوكيا أمانو بزيارة مجمع بارشين المثير للجدل بسبب شكوك بأنه شهد أنشطة نووية عسكرية، وكانت إحدى أهم الخطوات بعد إعلان التوصل للاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى.