تركيا: إرهاق روسيا وأوكرانيا في الحرب سيؤدي لوضع جديد

فيدان أكد استمرار البحث عن أرضية مشتركة بين الطرفين

مواطن روسي يلتقط صورة بهاتفه لمركبة أميركية خلال نقلها إلى معرض مخلفات الحرب في أوكرانيا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية (إ.ب.أ)
مواطن روسي يلتقط صورة بهاتفه لمركبة أميركية خلال نقلها إلى معرض مخلفات الحرب في أوكرانيا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية (إ.ب.أ)
TT

تركيا: إرهاق روسيا وأوكرانيا في الحرب سيؤدي لوضع جديد

مواطن روسي يلتقط صورة بهاتفه لمركبة أميركية خلال نقلها إلى معرض مخلفات الحرب في أوكرانيا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية (إ.ب.أ)
مواطن روسي يلتقط صورة بهاتفه لمركبة أميركية خلال نقلها إلى معرض مخلفات الحرب في أوكرانيا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية (إ.ب.أ)

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الحرب الروسية - الأوكرانية يجب أن تنتهي على أساس وحدة أراضي أوكرانيا، معرباً عن اعتقاده بأن إرهاق الطرفين سيؤدي إلى وضع جديد في عام 2025. وقال فيدان إنه يجب إيجاد حل عادل للحرب في إطار سلامة ووحدة أراضي أوكرانيا، لافتاً إلى استمرار العمل في البحث عن أرضية مشتركة بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف فيدان، في تصريحات لصحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، يوم الأحد، إن أياً من الطرفين لا يريد أن يظهر بوصفه خاسراً في هذه العملية. وتابع أن «تركيا لديها علاقات متميزة مع الطرفين، ولا تتردد في الاستماع إلى كليهما وتتحدث إليهما، والصديق يتحدث بشدة. نعتقد بأن الإرهاق لدى الطرفين قد يتسبب في ظهور وضع جديد عام 2025، سننتظر ونرى الوضع».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

الوساطة التركية

وناقش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش مشاركته في قمة مجموعة «بريكس» التي عُقدت في مدينة قازان بجنوب روسيا الأسبوع قبل الماضي، سبل إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وجدَّد استعداد تركيا للقيام بدور الوساطة بين موسكو وكييف.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، طرح بوتين مبادرةً للتوصل إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا، تقوم على وقف روسيا إطلاق النار فوراً وإعلان استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من جميع المناطق الروسية الجديدة، مع إعلان كييف تخليها عن نواياها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتنفيذ عملية نزع السلاح واجتثاث النازية، وقبول وضع الحياد وعدم الانحياز، والخلو من الأسلحة النووية. وشدد بوتين على ضرورة أن يتم خلال ذلك، رفع وإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا.

وسبق أن استضافت تركيا مفاوضات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بعد أشهر من اندلاع الحرب التي بدأت في 24 فبراير (شباط) 2022، كما توسَّطت في عملية لتبادل الأسرى، لكن تعاونها العسكري مع أوكرانيا وتأييدها انضمامها إلى «الناتو» يجعلان موسكو لا تقبل دورها وسيطاً لإنهاء الحرب.

تركيا استضافت إحدى جولات المفاوضات الروسية - الأوكرانية بإسطنبول في مارس 2022 (الرئاسة التركية)

التعاون العسكري التركي - الأوكراني

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية، الجمعة، إن التعاون العسكري التقني بين تركيا وأوكرانيا «أمر مثير للاستغراب»، نظراً لرغبة أنقرة في التوسط لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية. وأضاف: «لسوء الحظ تواصل أنقرة التعاون مع نظام كييف في المجال العسكري التقني، وتستخدم القوات المسلحة الأوكرانية الأسلحة التركية لقتل العسكريين والمدنيين الروس».

ولفت لافروف إلى أن «هذا الأمر لا يمكن إلا أن يثير الاستغراب في ظل تصريحات القيادة التركية حول استعدادها لتقديم خدمات الوساطة، ومع ذلك، فإن روسيا تقدر جهود تركيا للمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية». وأضاف: «كان الجانب التركي هو الذي قدَّم في ربيع عام 2022 منصة إسطنبول للتشاور مع ممثلي كييف، كما أسهم في إبرام صفقة الحبوب، لكن مفاوضات إسطنبول دفنها «الأنجلوسكسونيون» من خلال منع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من إبرام اتفاقات كان يمكن أن توقف القتال، وتضمن توازن مصالح الأطراف المعنية».

وحتى الآن، تواصل تركيا مساعيها من أجل استئناف اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا وتركيا برعاية الأمم المتحدة، في 22 يوليو (تموز) 2022 في إسطنبول، وسمحت بخروج 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وانسحبت روسيا من الاتفاقية التي كانت تُجدَّد كل 4 أشهر، في يوليو 2023 بعد عام من سريانها، لعدم تنفيذ الشق المتعلق بالسماح لها بتصدير الحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة عبر البحر الأسود.


مقالات ذات صلة

غوتيريش يبدي «قلقه الشديد» لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

العالم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

غوتيريش يبدي «قلقه الشديد» لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «قلقه الشديد» لوجود قوات كورية شمالية في روسيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا القوات الروسية تسيطر على قرية فيشنيف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا (رويترز)

تقدم روسي بمنطقة دونيتسك... وأوكرانيا تُقرّ بوقوع قتال

قال الجيش الروسي، الأحد، إن قواته سيطرت على قرية فيشنيف بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، وإنها تواصل تقدّمها صوب المركز اللوجيستي في بوكروفسك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية يتابع أحد تدريبات جيشه (وكالة أنباء كوريا الشمالية)

الاستخبارات الأوكرانية: نشر نحو 7 آلاف جندي كوري شمالي قرب الجبهة

ذكرت وكالة الاستخبارات الأوكرانية أنه يبدو أن روسيا نشرت أكثر من 7 آلاف جندي كوري شمالي مسلحين ببنادق هجومية من طراز «إيه كيه 12».

«الشرق الأوسط» (سول)
أوروبا كشافات في سماء كييف حيث يبحث جنود أوكرانيون عن الطائرات المسيرة ويطلقون النار عليها أثناء غارة روسية (رويترز)

هجوم جوي روسي يتسبب بحريق في وسط كييف

شب حريق في العاصمة الأوكرانية بعد هجوم بمسيرات روسية.

«الشرق الأوسط» (كييف موسكو)
أوروبا حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستغيث بالغرب من قوات كيم

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء أوكرانيا إلى الكف عن «التفرج»، واتخاذ إجراءات للتعامل مع وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا، قبل أن تبدأ هذه

«الشرق الأوسط» (كييف)

الجيش الإسرائيلي يصدر 7 آلاف أمر تجنيد لأفراد من يهود الحريديم

أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يراقبون المتظاهرين المتدينين وهم يغلقون الشارع أثناء مظاهرة ضد التجنيد الإجباري في القدس في 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يراقبون المتظاهرين المتدينين وهم يغلقون الشارع أثناء مظاهرة ضد التجنيد الإجباري في القدس في 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يصدر 7 آلاف أمر تجنيد لأفراد من يهود الحريديم

أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يراقبون المتظاهرين المتدينين وهم يغلقون الشارع أثناء مظاهرة ضد التجنيد الإجباري في القدس في 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يراقبون المتظاهرين المتدينين وهم يغلقون الشارع أثناء مظاهرة ضد التجنيد الإجباري في القدس في 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

سيقوم الجيش الإسرائيلي بإرسال 7 آلاف أمر تجنيد لأفراد من مجتمع الحريديم اليهودي المتدين الأسبوع المقبل، في خطوة وافق عليها وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد فشل المرحلة الأولى من خطة تجنيد الجنود الحريديين إلى حد كبير، حسبما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

أوامر التجنيد هي المرحلة الأولى في عملية الفرز والتقييم التي ينفذها الجيش للمجندين الجدد، قبل التجنيد في الجيش الإسرائيلي في العام المقبل.

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اجتماعاً اليوم مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أول هرتسي هاليفي ومسؤولين عسكريين آخرين، حيث تم تقديم ملخص المرحلة الأولى من خطة تجنيد الحريديم، وفقاً لمكتبه.

أرسل الجيش الإسرائيلي 3 آلاف أمر تجنيد في تلك المرحلة، رغم أن 230 فقط حضروا إلى مراكز التجنيد. وفي نهاية الاجتماع، وافق غالانت على توصية الجيش بإرسال 7 آلاف أمر تجنيد إضافي للرجال المتدينين. وسيتم اعتبار أولئك الذين يتجاهلون دعوات التجنيد المتعددة منشقين وقد يتم توقيفهم.

يهود متدينون يحملون لافتات خلال احتجاج ضد التجنيد في الجيش الإسرائيلي خارج مكتب تجنيد الجيش في القدس في 11 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

يعتقد العديد من اليهود المتدينين أن الخدمة العسكرية غير متوافقة مع أسلوب حياتهم، ويخشون أن يتم تجنيدهم. ومع ذلك، يقول الإسرائيليون الذين يخدمون إن الترتيب الذي دام عقوداً من الزمان للإعفاءات الجماعية لأفراد مجتمع الحريديم يثقل كاهل الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش ويرونه ترتيباً غير عادل، وهو الشعور الذي تعزز منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) والحرب التي تلت ذلك، والتي قُتل فيها أكثر من 780 جندياً وتم استدعاء نحو 300 ألف مواطن للخدمة الاحتياطية.

قال الجيش إنه يحتاج حالياً إلى نحو 10 آلاف جندي جديد، معظمهم من القوات القتالية.

في يونيو (حزيران)، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بعدم وجود أي إطار قانوني يسمح للدولة بالامتناع عن تجنيد طلاب المدارس الدينية الحريدية للخدمة العسكرية، وأمر النائب العام الحكومة ببدء عملية تجنيد 3 آلاف من هؤلاء الرجال فوراً.