قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إن إسرائيل فقدت فرصة مثالية لشلّ برنامج الأسلحة النووية الإيراني خلال هجومها على إيران هذا الأسبوع.
وأضاف بولتون في مقال نشرته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية إن «الأهداف التي تم اختيارها بالفعل، مثل منشآت الدفاع الجوي وإنتاج الصواريخ، كانت مشروعة تماماً، ومما لا شك فيه أن قدرات إيران الدفاعية والهجومية تعرضت لأضرار كبيرة، لكن هذا لم يكن كافياً».
وتابع أنه «تحت ضغوط إدارة جو بايدن الهائلة، لم تضرب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخطر تهديد لإيران: الخطر الوجودي المتمثل في المحرقة النووية ضد إسرائيل».
وذكر أن «تطلعات ملالي إيران النووية - بما في ذلك تهديد طهران بنقل الأجهزة النووية إلى الجماعات الإرهابية الدولية - تشكّل أيضاً مخاطر جسيمة على الولايات المتحدة والكثير من الدول الأخرى، ومع ذلك، لا يزال هذا التهديد قائماً، ويجب أن يثقل هذا الخطأ ضمائر بايدن ومستشاريه».
وأضاف أن بايدن ومستشاريه «بدلاً من ذلك، يواصلون التركيز على غزة، وهي مجرد جبهة واحدة في استراتيجية (حلقة النار) الإيرانية ضد الدولة اليهودية، لكن بايدن لم يفهم قط التهديد الاستراتيجي الذي تشكله إيران، ناهيك عن معالجته، ليس فقط لإسرائيل بل ولأميركا، ومصلحتنا في منع إيران من الحصول على أسلحة الدمار الشامل، لكن منذ هجوم حركة (حماس) في عام 2023، ركز البيت الأبيض على أعراض الخطر وليس سببه: النظام في طهران ولكن بعد يوم الانتخابات، ستتاح لإسرائيل فرصة أخرى».
وقال إنه «لم يعد بإمكان بايدن تحذير إسرائيل من التدخل في السياسة الأميركية من خلال توجيه ضربة حاسمة للأهداف النووية الإيرانية، فقد يستغرق تحديد الفائز وقتاً طويلاً، لكن الأصوات الانتخابية نفسها ستكون قد أدليت بها».
وذكر: «بطبيعة الحال، لن تكون إسرائيل في مأمن من التعرض لأعمال الانتقامية بعد الانتخابات من قِبل رئيس ضعيف، فقد أثبت باراك أوباما ذلك في أواخر عام 2016، عندما رفض استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن بشأن حدود إسرائيل، لكن على الأقل لن يشكّل الخوف من العواقب الانتخابية في أميركا عقبة، ومع ذلك، فإن إيران قد تنتظر أيضاً اتخاذ إجراءات أخرى ضد إسرائيل بعد 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، فلا أحد يعرف من سيفوز أو متى سنعرف النتيجة، وحتى سياسات الفائز ليست واضحة».
وقال: «من المرجح أن تكون كامالا هاريس أقل ودية تجاه إسرائيل من بايدن، وموقف دونالد ترمب غامض، وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن ترمب سيدعم إسرائيل كما فعل في ولايته الأولى، أقول ببساطة: فكّروا مرة أخرى. إن كراهية ترمب لنتنياهو ملموسة، وفي ظل حظر الدستور من الفوز بولاية أخرى، فإن أهمية السياسة الانتخابية الأميركية لترمب ستكون أقل بكثير مما كانت عليه من قبل».
وأضاف أن «ترمب كان يقترب من عقد لقاء مع جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، في عام 2019، ويمكنه بسهولة القيام بذلك في فترة ولايته الثانية، دائماً بحثاً عن صفقة، أي صفقة يعتقد أنها تجعله يبدو جيداً، وفي كل الأحوال، القرار في النهاية هو لإسرائيل، وبعد فشلها في التحرك ضد أنشطة الأسلحة النووية الإيرانية قبل 5 نوفمبر، يجب أن تقرر ما إذا كانت ستتحرك بعد ذلك».
وذكر أن «بعض المراقبين يعتقدون أن إسرائيل لا بد وأن تهاجم البنية الأساسية للنفط والغاز في إيران، والتي هي عرضة للخطر إلى حد كبير. فتدمير مرافق التصدير، على سبيل المثال، من شأنه أن يحرم إيران من كل مكاسبها الدولية تقريباً، وهذا من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى عودة الشعب الإيراني، الذي أصبح معارضاً لنظام الملالي على نحو متزايد، إلى التعاطف مع مضطهديه».
وقال: «بطبيعة الحال، فإن ضرب البرنامج النووي الإيراني لن يخلف أي أضرار اقتصادية على مستوى العالم، ولن يكون هناك سوى ردود فعل سلبية من جانب الرأي العام الإيراني، والواقع أن القضاء على البرنامج النووي الذي تبناه النظام منذ فترة طويلة للحصول على الأسلحة النووية قد يشكل ضربة قاصمة لمصداقيته داخل إيران فقد أنفق مليارات لا حصر لها على القدرات النووية والتقليدية، لكن الهجوم الإسرائيلي أثبت أن هذه القدرات غير كافية على الإطلاق».
وذكر أن «خسارة البرنامج النووي قد تعرّض الملالي لمزيد من المعارضة الداخلية؛ مما يهدّد النظام نفسه».
وقال: «لقد انحنت إسرائيل أمام ضغوط بايدن بعد ضربات الصواريخ والطائرات من دون طيار التي شنّتها إيران في أبريل (نيسان) وفي مقابل مكافأتها، تعرضت إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) للهجوم الإيراني الثاني، وبينما ردت بقوة، لم يكن ذلك كافياً».
واختتم مقاله بقوله: «تذكروا هذا بعد الخامس من نوفمبر؛ لأن إسرائيل ستضطر إلى التعايش مع هذا: قد تكون المحاولة الثالثة لإيران نووية».