«الحرس الثوري» يسخر من «أنابيب ثاد» ويتوقع «انتحار» إسرائيل

اللواء سلامي قال إن قدرة نظامها الدفاعي «محدودة»

قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء حسين سلامي (أرشيفية - أ.ب)
قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء حسين سلامي (أرشيفية - أ.ب)
TT

«الحرس الثوري» يسخر من «أنابيب ثاد» ويتوقع «انتحار» إسرائيل

قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء حسين سلامي (أرشيفية - أ.ب)
قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء حسين سلامي (أرشيفية - أ.ب)

قال قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، إن إسرائيل تعتمد على نظام دفاعي بقدرات محدودة و«لا يمكن الوثوق به».

ونقلت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن سلامي مخاطباً الإسرائيليين: «لا تثقوا بأنابيب (ثاد). أنتم تعتمدون على نظام دفاعي محدود».

وكان سلامي يتحدث أمام مؤتمر بمحافظة كرمنشاه، وخصص جزءاً كبيراً من خطابه لمهاجمة إسرائيل، التي تَوقّعَ «انهيار نظامها بشكل غريب»، على حد تعبيره.

وقال سلامي: «إسرائيل دولة صغيرة يعتمد اقتصادها على البحر بنسبة 98 في المائة. فلذلك عليها أن تفكر أكثر. فالقرارات غير الحكيمة يمكن أن تؤدي إلى سقوط النظام بسرعة غريبة».

وأضاف سلامي: «إسرائيل تنتحر (...) عندما تريد قوة أن تنهار فإنها عادة ما تهيئ الأرضية لانهيارها، واليوم تحفر إسرائيل تدريجياً مقبرة لتدفن نفسها فيها».

وجاء حديث سلامي عن نظام «ثاد» بعد يوم واحد من تقارير تحدثت عن «صفقة» عرضها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على إسرائيل لتأجيل الضربة ضد إيران.

ومطلع الأسبوع، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية نشرها نظام «ثاد» الصاروخي في إسرائيل، وعززته بطاقم عسكري أميركي، للمساعدة في تعزيز دفاعاتها الجوية بعد هجوم صاروخي من إيران في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وسبق لواشنطن أن نشرت بطارية «ثاد» في إسرائيل عام 2019 بغرض تدريبات دفاع جوي متكاملة، وتشير تقارير إلى أن تل أبيب قد تطلب بطارية أخرى مع طاقمها، مع تصاعد مخاطر الصراع.


مقالات ذات صلة

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره السوري بسام الصباغ في طهران الثلاثاء (أ.ف.ب)

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

دون إشارة صريحة عن وضع المستشارين الإيرانيين في سوريا، أعلنت طهران ودمشق أنهما ماضيتان إلى تقوية جهودهما المشتركة «لمكافحة الإرهاب».

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)

إيران تعزز ميليشياتها في سوريا

في مواجهة التصعيد الإسرائيلي والتهديد بقطع شريان طهران ـ دمشق، تعزز إيران قوة الميليشيات التابعة لها في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الصواريخ الإيرانية تُعرض في متحف القوة الجوية الفضائية لـ«الحرس الثوري» في طهران بإيران الجمعة (رويترز)

إسرائيل تعتبر عقوبات «الأوروبي» على إيران بأنها خطوات ضرورية

رحب وزير الخارجية الإسرائيلي بالعقوبات الجديدة التي أعلن الاتحاد الأوروبي فرضها على طهران ووصفها بأنها «خطوات ضرورية».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير العدل الكندي السابق إيروين كوتلر (إكس)

كندا أحبطت مخططاً إيرانياً لاغتيال وزير العدل السابق

أحبطت السلطات الكندية مؤخراً مخططاً إيرانياً مفترضاً لاغتيال وزير العدل الكندي السابق إيروين كوتلر المنتقد الكبير لطهران.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
شؤون إقليمية أحد عناصر «الحرس الثوري» في منطقة بشرق إيران (رويترز)

مقتل عنصر من «الحرس الثوري» في هجوم مسلح بجنوب شرق إيران

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، اليوم الاثنين، مقتل أحد أفراد قواته البرية في «هجوم إرهابي» بمدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عباس يطالب باتفاق على غرار لبنان... و«حماس» تؤكد أنها «جاهزة»

عائلات وأنصار المحتجزين الإسرائيليين يحملون ملصقات أثناء مناقشة الموضوع في الكنيست الإسرائيلي في القدس 18 نوفمبر 2024 (رويترز)
عائلات وأنصار المحتجزين الإسرائيليين يحملون ملصقات أثناء مناقشة الموضوع في الكنيست الإسرائيلي في القدس 18 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

عباس يطالب باتفاق على غرار لبنان... و«حماس» تؤكد أنها «جاهزة»

عائلات وأنصار المحتجزين الإسرائيليين يحملون ملصقات أثناء مناقشة الموضوع في الكنيست الإسرائيلي في القدس 18 نوفمبر 2024 (رويترز)
عائلات وأنصار المحتجزين الإسرائيليين يحملون ملصقات أثناء مناقشة الموضوع في الكنيست الإسرائيلي في القدس 18 نوفمبر 2024 (رويترز)

طالبت الرئاسة الفلسطينية بوقف إطلاق نار في قطاع غزة على غرار الاتفاق في لبنان، فيما أعادت إسرائيل مركز الثقل إلى قطاع غزة، معلنة أن استعادة المحتجزين من القطاع هو «الهدف الآن». وهذا الأمر يحتاج غالباً إلى اتفاق مع «حماس» التي أرسلت رسائل «مستعجلة» بعد وقف النار في لبنان بأنها «مستعدة لإنجاز الأمر في القطاع كذلك».

وعبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن «دعم فلسطين الكامل لاستقرار لبنان وأمنه، وضمان إعمار ما دمرته الحرب». وقال إنه يأمل بأن «يسهم وقف النار في لبنان بوقف العنف وعدم الاستقرار اللذين تعانيهما المنطقة جراء السياسات الإسرائيلية التي تقود المنطقة إلى الانفجار الشامل».

وأكدت الرئاسة الفلسطينية، في بيان الأربعاء، «ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ومنع تهجير أبناء شعبنا من القطاع، وتمكين دولة فلسطين من مسؤولياتها كاملة هناك».

رجل فلسطيني يتفقد منزلاً مجاوراً لمسجد القسام وكلاهما دمر نتيجة لغارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

وجاءت المطالبات الفلسطينية باتفاق في قطاع غزة مماثل للاتفاق في لبنان، فيما حولت إسرائيل الاهتمام نحو غزة مجدداً. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن الهدف الأبرز لتل أبيب بعد وقف إطلاق النار في لبنان يتمثل بصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وأضاف كاتس، وفق القناة «13» الإسرائيلية: «الهدف الأهم هو إعادة جميع المختطفين إلى ديارهم بأمان وبسرعة. إن نتائج الحملة في الشمال تخلق ضغوطاً إضافية على (حماس) ونحن نعتزم بذل كل ما في وسعنا». وتابع: «الجهد المبذول لتهيئة الظروف لصفقة جديدة وإعادة الجميع إلى منازلهم... هذا هو الهدف القيمي الأهم الذي نواجهه الآن، هذا هو الهدف النهائي».

يعزز تصريح كاتس سعي إسرائيل إلى اتفاق آخر في قطاع غزة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، الأربعاء، إنه رغم الإنكارات المتكررة، توجهت إسرائيل إلى أنقرة لضمها إلى جهود الوساطة. وأكدت الصحيفة أن وجود كبار قادة «حماس» في إسطنبول، كان سبباً جزئياً لذلك.

زيارة سرية

وبحسب «يديعوت»، فإنه في ضوء المحادثات مع أنقرة، زار رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، تركيا سراً قبل نحو عشرة أيام، وذلك رغم العلاقات المتوترة بين تل أبيب وأنقرة.

وفي وقت سابق، قال مسؤول إسرائيلي إن الأتراك لن يكونوا وسطاء في صفقة الأسرى، وإنهم يمكن فقط أن يساعدوا في الضغط على «حماس»، حيث إن بعض قادة التنظيم انتقلوا مؤخراً من قطر إلى إسطنبول، كما نفى مسؤول في البيت الأبيض أي دور محتمل لتركيا فيما يحدث في غزة.

وأقرت «يديعوت» بأن إشراك الأتراك سيظل موضوعاً مثيراً للجدل داخل إسرائيل، جزئياً بسبب مواقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وتحركاته منذ بداية الحرب على غزة، لكنها عززت تقريرها، بتصريحين، مهمين، الأول لإردوغان، الأربعاء، قال فيه إن بلاده مستعدة للمساعدة بأي طريقة ممكنة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، والثاني للرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال الثلاثاء عند إعلانه وقف النار في لبنان، إن الولايات المتحدة «ستدفع مرة أخرى باتجاه التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة عبر اتصالات مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل».

وقال إردوغان، في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، الأربعاء، إن تركيا ستستمر في القيام بكل ما في وسعها لوقف المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة وضمان وقف إطلاق النار بصورة دائمة.

«حماس»: جاهزون

وفشلت عدة جولات سابقة في الوصول إلى اتفاق في قطاع غزة، وآخرها محاولة حثيثة نهاية الشهر الماضي بعدما رفضت «حماس» مقترحاً لوقف مؤقت للقتال، وتمسكت بإنهاء الحرب، وذلك رداً على اقتراح الوسطاء بهدنة مؤقتة.

وكان الاقتراح يضمن الإفراج عن 11 إلى 14 محتجزاً من غزة مقابل نحو 100 أسير فلسطيني من إسرائيل، إلى جانب وقف إطلاق النار في القطاع لمدة شهر، ولا يتضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة أو إنهاء القتال بشكل كامل، وهما نقطتان شكلتا عقبة في جميع جولات المفاوضات المتعثرة.

وتقول «حماس» إنه من دون وقف نار كامل وانسحاب شامل من غزة، لن توقع اتفاقاً. وتقول إسرائيل إنها غير مستعدة لذلك، بل تظهر الخطط الإسرائيلية في قطاع غزة نية لإقامة حكم عسكري هناك، أو تواجد دائم في محاور محددة.

وتتمسك «حماس» بالمقترح الذي وافقت عليه بتاريخ الثاني من يوليو (تموز) 2024 استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، ويدور الحديث عن خطة طرحها بايدن في خطاب ألقاه في 31 مايو (أيار)، وتقوم على 3 مراحل وتقود إلى وقف الحرب. ورفض نتنياهو المقترح آنذاك بعدما وافق عليه، وطرح 5 مطالب جديدة في المحادثات التي أجريت في نهاية يوليو، بما في ذلك مطلب بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للقطاع.

لكن يعتقد أن وقف النار في لبنان الآن سيغير المعادلة، وسيجعل الإسرائيليين من جهة و«حماس» من جهة أخرى مستعدين أكثر لاتفاق. وأرسلت «حماس» رسائل مباشرة بعد دخول وقف النار في لبنان حيز التنفيذ، وقالت إنها جاهزة لاتفاق.

وصرح مسؤول كبير في «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن الحركة مستعدة لوقف إطلاق النار على غرار ما تم التوصل إليه بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان. وقال المسؤول: «أبلغنا الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن (حماس) مستعدة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقات جادة لتبادل الأسرى».

ولم يشر المصدر إلى شروط وقف إطلاق النار، لكن الحركة أصدرت بياناً لاحقاً، قالت فيه إنها مستعدة للتعاون مع أي جهود تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وجاء في بيان «حماس»: «معنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقة وكاملة». وقالت الحركة إن قبول العدو بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خريطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها.

أهالي المحتجزين

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد هجوم «حماس» المباغت على إسرائيل الذي أدى إلى مقتل 1300 إسرائيلي، واحتجاز 251 شخصاً لا يزال منهم 97 شخصاً محتجزاً في القطاع، بينهم 34 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا.

وتجمع الأربعاء أهالي المختطفين، خارج مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، مطالبين بعودة أبنائهم من الأسر في غزة. وقالوا نيابة عن مقر عائلات المحتجزين: «نتنياهو... مثلما توصلت إلى اتفاق سريع في لبنان، اجلب صفقة لعودة المختطفين». وأضافوا: «العائلات تطالب حكومة إسرائيل ورئيس الوزراء للتوصل إلى اتفاق لإعادة جميع المختطفين دفعة واحدة وإنهاء الحرب، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه على غرار الاتفاق في الشمال، سيتمكن الجيش الإسرائيلي من العودة إلى القتال في غزة».