منظومة «ثاد» تصل إسرائيل ولا حظر على السلاح الأميركي

خبراء: تل أبيب تدرك مدى اعتمادها على واشنطن

نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» خلال معرض «صنع في أميركا» في الساحة الجنوبية للبيت الأبيض 15 يوليو 2019 (أرشيفية - أ.ب)
نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» خلال معرض «صنع في أميركا» في الساحة الجنوبية للبيت الأبيض 15 يوليو 2019 (أرشيفية - أ.ب)
TT

منظومة «ثاد» تصل إسرائيل ولا حظر على السلاح الأميركي

نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» خلال معرض «صنع في أميركا» في الساحة الجنوبية للبيت الأبيض 15 يوليو 2019 (أرشيفية - أ.ب)
نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» خلال معرض «صنع في أميركا» في الساحة الجنوبية للبيت الأبيض 15 يوليو 2019 (أرشيفية - أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، صباح الثلاثاء، أن جزءاً من منظومة «ثاد» الدفاعية وصل إلى إسرائيل، برفقة فريق متخصص من العسكريين الأميركيين، مع وصول مزيد من المكونات والأفراد «في الأيام المقبلة».

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الميجور جنرال بات رايدر: «خلال الأيام المقبلة سيستمر وصول مزيد من أفراد الجيش الأميركي وأجزاء من بطارية ثاد إلى إسرائيل». وأضاف: «ستعمل البطارية بكامل طاقتها في المستقبل القريب، ولكن لأسباب أمنية، لن نناقش الجداول الزمنية»، حسب «رويترز».

ونفى مسؤول دفاعي وجود أي إشارات من وزير الدفاع لويد أوستن إلى حظر توريد الأسلحة لإسرائيل، وذلك رداً على تكهنات حول احتمال سعي إدارة بايدن مقايضة إرسال هذه المنظومة بتغيير أهداف الرد الإسرائيلي على إيران.

وكشف موقع «أكسيوس» الإخباري، نقلاً عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، القول إن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع الإنساني في غزة؛ تفادياً لإجراءات قانونية ذات صلة بالمساعدات العسكرية الأميركية.

وأفاد أحد مراسلي «أكسيوس»، في منشور على «إكس»، بأنهما قالا في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول) إلى نظيريهما الإسرائيليين: «نكتب الآن للتأكيد على القلق العميق لدى الحكومة الأميركية بشأن تدهور الوضع الإنساني في غزة، ونسعى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة من جانب حكومتكم هذا الشهر لتغيير هذا المسار».

ويُعزز نشر هذه المنظومة «ثاد» الحضور العسكري الأميركي في المنطقة، وسط توقعات بعملية إسرائيلية وشيكة ضد إيران.

وجدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، التأكيد على أن الردّ الإسرائيلي على إيران سيكون «قريباً، دقيقاً، فتاكاً، مميتاً»، لكنه أشار ضمنياً إلى تغييرات محتملة في الأهداف، قد تستبعد المنشآت النووية والنفطية. ورغم ذلك، بدا غالانت حازماً في إصرار إسرائيل على تنفيذ ردّها الانتقامي، خاصة بعد حصولها على موافقة واشنطن، التي رافقها وصول منظومة «ثاد» الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية، في رسالة واضحة لكل من إسرائيل وإيران.

ورغم محاولات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإبقاء على «الغموض» بقوله إن إسرائيل ستتخذ قراراتها بناءً على «مصلحتها الوطنية»، فإنه أقرّ بأنه «سيستمع» إلى نصائح الولايات المتحدة في هذا المجال.

وأكد ماثيو ليفيت، كبير الباحثين في الشأن الإيراني بمعهد واشنطن للشرق الأدنى، أن «طبيعة الرد كانت بالتأكيد موضوع نقاش بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين». وأضاف ليفيت، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أوضح المسؤولون الأميركيون أنهم يدعمون حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها والردّ على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني».

نتنياهو يستمع لبايدن

أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً، استناداً إلى مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، جاء فيه أن نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن إسرائيل ستستهدف «أهدافاً عسكرية إيرانية، وليس المنشآت النووية أو النفطية». وأوضح البيان: «نحن نستمع إلى آراء الولايات المتحدة، لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناءً على مصالحنا الوطنية».

من جانبه، يرى برايان كاتوليس، كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن تصريح نتنياهو حول الاستماع إلى الولايات المتحدة يظهر إدراكه لاعتماد إسرائيل الكبير على الدعم الأميركي لأمنها. وأضاف كاتوليس، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا يزال من غير الواضح ما هي الخطوات التي ستتخذها إسرائيل ضد إيران، لكن هذا التصريح يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تأخذ في اعتبارها ردود الفعل على تحركاتها تجاه إيران، حتى لو كانت تتجاهل بعض التحفظات بشأن تصرفاتها في غزة ولبنان».

لا ضرب لأهداف نووية أو نفطية

جاء بيان مكتب نتنياهو في سياق التوقعات بأن إسرائيل تستعد لردّ على الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران عليها في مطلع أكتوبر، إثر تصاعد سريع للصراع بين إسرائيل و«حزب الله» المدعوم من طهران.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصدرين مطلعين أن نتنياهو أبلغ إدارة بايدن أنه «مستعد لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية، مستبعداً المنشآت النفطية والنووية»، وحدد إطاراً زمنياً للرد الإسرائيلي. يشير ذلك إلى أن الضربة ستكون محدودة بهدف تجنب اندلاع حرب شاملة. وأوضح أحد المصدرين أن الضربة ستكون محسوبة بعناية لتجنب أي انطباع بأنها محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأضاف: «نتنياهو أدرك أن نطاق الضربة قد يؤثر على سير السباق الرئاسي».

عواقب على الانتخابات الأميركية

وقال برايان كاتوليس إنه قبل 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا يزال السباق بين كامالا هاريس ودونالد ترمب «متقارباً»، خصوصاً في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان. وأي تغيّر مفاجئ في الوضع الداخلي أو التطورات في الشرق الأوسط يمكن أن تكون له تداعيات غير متوقعة. وأضاف كاتوليس أن ردّ فعل إيران على الضربات الإسرائيلية سيكون عاملاً حاسماً. إذا اختارت طهران مهاجمة جيرانها في الخليج كما هددت، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، ما قد يؤثر على نظرة الناخبين الأميركيين ويغير اتجاهاتهم في التصويت.

وما زال توقيت الضربة الإسرائيلية المحتملة يثير التساؤلات حول تأثيرها على مسار السباق الرئاسي الأميركي. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين، أن الردّ الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون «قبل الانتخابات الأميركية» المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأوضح مسؤول إسرائيلي بارز أن الهجوم «سيتم بمجرد اكتمال الاستعدادات والتنسيق مع الولايات المتحدة». وأضاف: «في إسرائيل، نحرص بشدة على تحقيق أقصى درجات التنسيق مع الإدارة الأميركية، وتجنب أي إجراءات قد تفسر كتدخل سياسي في الانتخابات. لا توجد نية للتأثير على أي من المرشحين».

ونقلت قناة «آي نيوز 24» الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الرد الإسرائيلي مرجح أن يكون «قبل الانتخابات الأميركية»، مضيفين: «لا يمكننا الانتظار طويلاً للرد على هجوم إيراني بهذا الحجم». وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن الردّ قد يتخذ شكل سلسلة من الهجمات المتتالية، وليس بالضرورة هجوماً كبيراً لمرة واحدة.


مقالات ذات صلة

إيران: قاذفات «بي 52» لن تردع عزمنا على الدفاع عن النفس

شؤون إقليمية صاروخ «خرمشهر» الباليستي من الجيل الرابع، المعروف باسم «خيبر»، الذي تم عرضه خلال مسيرة مناهضة لإسرائيل في طهران نوفمبر العام الماضي (أ.ف.ب) play-circle 00:30

إيران: قاذفات «بي 52» لن تردع عزمنا على الدفاع عن النفس

قللت طهران من تأثير قاذفات «بي 52» الأميركية على ثنيها في «الدفاع عن النفس»، وتعهدت استخدام جميع الإمكانات في الرد على ضربات إسرائيلية طالت قواعدها العسكرية.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية قاذفة «بي 52» الأميركية تصل لمنطقة عمليات القيادة المركزية في الشرق الأوسط مساء السبت (سنتكوم)

الجيش الإسرائيلي يهدد إيران بحرب ساحقة إذا وجهت ضربة

حذر مصدر عسكري إسرائيلي رفيع إيران من تنفيذ أي هجوم ضد إسرائيل، مشدداً على أن «الرد لن يكون ضربة بضربة، بل سيكون حرباً شاملة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تغادر لتنفيذ ضربات على إيران (رويترز)

غموض يحيط استخدام إسرائيل الأجواء العراقية لضرب إيران

لا يزال الغموض يكتنف ما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت الأجواء العراقية لقصف إيران، في وقت أعلنت فصائل مسلحة عراقية توجيهها ضربات فجر الأحد إلى الجولان وإيلات.

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية الرئيس جو بايدن يتحدث الجمعة في أريزونا (أ.ب)

أميركا تحضّ إيران على وقف التصعيد المباشر مع إسرائيل

حضّت إدارة الرئيس الأميركي إيران على عدم الرد على إسرائيل بعد ضرباتها مواقع عسكرية إيرانية، آملة في «نهاية» لدوامة التصعيد المباشر بين العدوين اللدودين.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها الخارجية الإيرانية من أول مؤتمر صحافي للمتحدث باسمها إسماعيل بقائي في طهران الاثنين

طهران ترفض اتهامات التدخل في الشأن اللبناني

إيران نفت الاتهامات الموجهة لها بالتدخل في الشؤون اللبنانية، وأكدت أن «الرد على أي اعتداء جديد من الكيان الصهيوني سيكون حازماً».


تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أنقرة أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، الثلاثاء، إن «العلاقة بالجار العراق تحسنت بشكل كبير في المدة الأخيرة؛ مما جعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية».

وأضاف غولر، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 بلجنة الخطة والموازنة في البرلمان التركي، إن تركيا بدأت اتخاذ خطوات ملموسة مع العراق في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، الموقعة بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي.

وتابع: «وبالمثل نتعاون، بشكل وثيق، مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق لضمان السلام في المنطقة، ولإنهاء وجود التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)».

وذكر غولر أن القوات التركية أغلقت جبهة زاب في شمال العراق بعد تطهيرها من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، وأضاف الوزير التركي: «أنشطتنا في المنطقة مستمرة بالوتيرة والتصميم نفسيهما (...) حرب تركيا ضد الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يختفي الإرهابيون الدمويون من هذه الجغرافيا».

وتسبب الصراع المسلح بين «حزب العمال الكردستاني» (التركي) والجيش التركي، طيلة العقود الأربعة الماضية، في تهجير سكان 800 قرية، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بإقليم كردستان العراق شمال البلاد.

غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (وزارة الدفاع التركية)

كذلك، تسببت العمليات العسكرية التركية في خلافات بين بغداد وأنقرة على مدى سنوات، حيث عدّها العراق «انتهاكاً لسيادته»، بينما تمسكت تركيا بأنها ضرورية لحماية أمنها وشعبها، وبأنها تنفذها في إطار القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تحسناً منذ العام الماضي، وأجريا جولات من المحادثات رفيعة المستوى بشأن القضايا الأمنية والتنموية وقضايا المياه والطاقة والتعاون في مشروع «طريق التنمية».

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارته بغداد في أبريل الماضي، أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة.

وصنف العراق، قبيل زيارة إردوغان، «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً، لكن تركيا ترغب في إعلانه «منظمة إرهابية» من جانب بغداد.

ولفت غولر إلى أن «البيئة الأمنية في المنطقة باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، والعالم يمر بفترة حساسة يهتز فيها ميزان القوى الدولي، وتزداد الصراعات على النفوذ، وتتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية».

وأكد الحاجة الماسة إلى «هيكل دفاعي قوي من أجل التعامل بفاعلية مع جميع التهديدات التي تحيط بتركيا»، مشدداً على أن القوات التركية «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد».

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 10 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في مناطق بشمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه قُضي على هذه العناصر في عمليات للقوات التركية بمناطق كارة وهاكورك ومتينا في شمال العراق.

وشددت على أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر أينما وُجدت، حتى القضاء على آخر إرهابي».