تقرير: إلغاء زيارة وزير دفاع إسرائيل لأميركا يعكس الخلافات بين البلدين قبل الرد على إيران

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)
TT

تقرير: إلغاء زيارة وزير دفاع إسرائيل لأميركا يعكس الخلافات بين البلدين قبل الرد على إيران

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على إلغاء الحكومة الإسرائيلية بشكل مفاجئ الزيارة المقررة من قِبل أعلى مسؤول دفاعي في إسرائيل وهو وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن، الثلاثاء.

وقالت الصحيفة إن هذا الإلغاء إشارة إلى التوترات بين الحليفين، والتي تلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت إدارة جو بايدن قادرة على منع الصراع المتعدد الجبهات الذي تخوضه إسرائيل من الانفجار والتحول إلى حرب أوسع.

وأضافت أنه كان من المقرر أن يستضيف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي، في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، لعقد اجتماع كان من المتوقع أن يركز على العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان والضربة المتوقعة ضد إيران.

قال مسؤولون إسرائيليون إن بلادهم تستعد لرد عسكري كبير على ذلك الهجوم الإيراني، فيما ذكر المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل لم تطلعهم على ما تخطط له.

وذكرت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، للصحافيين إن الاجتماع بين أوستن وغالانت، الذي طور علاقات وثيقة مع المسؤولين في واشنطن وسط حرب إسرائيل على غزة، لن يتم عقده كما هو مخطط له، الأربعاء، ولم يتضح متى قد يعقد.

وقالت «واشنطن بوست» إن حدوث الإلغاء في اللحظة الأخيرة يؤكد تعقيدات علاقات الولايات المتحدة مع حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط منذ أن أدى هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى انزلاق المنطقة إلى صراع متجدد، مما دفع الولايات المتحدة إلى الإسراع بإرسال قوات عسكرية إلى المنطقة، وبذل جهود دبلوماسية كبيرة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.

ووفقاً لمسؤول إسرائيلي، أبلغ نتنياهو غالانت بأنه لا يمكنه القيام بزيارته إلا عندما يتم استيفاء شرطين: أن تتم محادثة بين بايدن ونتنياهو، والتي كان رئيس الوزراء يتوقعها منذ عدة أيام، وأن تقر الحكومة الإسرائيلية الرد العسكري على الهجوم الصاروخي الإيراني.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة قضايا حساسة، أن نتنياهو يحاول دون جدوى الوصول إلى بايدن مباشرة.

وبحسب الصحيفة، رفض مكتب نتنياهو التعليق، ونفى مسؤول أميركي أن يكون بايدن قد رفض التواصل مع نتنياهو.

نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)

يوم الأربعاء، سيكون قد مضى سبعة أسابيع منذ تحدث الرجلان وزاد التوتر بينهما في العام الماضي بشأن سلوك إسرائيل في الحرب في غزة، والتي قتلت أكثر من 40 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والنساء، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية، دون تميز بين المدنيين وعناصر «حماس».

وكذلك حول ما يراه المسؤولون الأميركيون فشل نتنياهو في دعم الجهود الدبلوماسية المدعومة من الولايات المتحدة والاستماع إلى نصائحهم بشأن احتواء ما أصبح صراعاً إقليمياً متنامياً.

ومنذ الهجوم الإيراني، وهو ثاني هجوم مباشر لها على إسرائيل، حث المسؤولون الأميركيون إسرائيل على تخفيف أي عمل انتقامي، وفقاً للصحيفة.

ولفتت «واشنطن بوست» إلى أنه في حين أن البلدين ينسقان الجهود عن كثب، فقد نفذت إسرائيل مراراً وتكراراً ضربات على خصومها دون إخطار الولايات المتحدة مسبقاً، بما في ذلك عملية استهداف عناصر «حزب الله» اللبناني بأجهزة اتصالات متفجرة.

وأضافت أن المسؤولين الأميركيين اشتكوا من أن مثل هذه الهجمات قد تعرض القوات الأميركية في المنطقة للخطر.

من ناحية أخرى، واجه بايدن انتقادات من داخل حزبه بسبب موقفه من إسرائيل وإمدادها بالأسلحة.

وأشارت إلى أن بايدن في حين دعم ومساعدوه حق إسرائيل في الرد على إيران، فإنه حثّ إسرائيل علناً على تجنب الهجمات على المنشآت النفطية الإيرانية، والتي قد تزعزع استقرار أسواق الطاقة العالمية، كما نصح المسؤولون الأميركيون إسرائيل بعدم ضرب المنشآت المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، والذي عدّته إسرائيل منذ فترة طويلة تهديداً وجودياً.

وقال مسؤول أميركي إن الإدارة «كانت في مشاورات منتظمة مع الإسرائيليين على مستويات متعددة. ومع ذلك، إذا كانوا يقولون إننا نرفض الاتصال، فهذا ليس صحيحاً. وفي الواقع، كنا نخطط بالفعل لدعوتهم للتحدث في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والإسرائيليون يعرفون ذلك».

وأضاف المسؤول أنه في كل الأحوال «لم يكن من الممكن إجراء مكالمة الثلاثاء؛ لأن بايدن كان مشغولاً بجهود مواجهة الأعاصير في أميركا، وسافر أيضاً إلى ويسكونسن وبنسلفانيا».

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قاعدة نيفاتيم الجوية الأحد (د.ب.أ)

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن المسؤولين في البنتاغون ما زالوا «قلقين بشأن أي تحرك تصعيدي محتمل من جانب إسرائيل».

ووفقاً للصحيفة، إذا اختارت إسرائيل شن هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية فإن خياراتها سوف تكون محدودة؛ فمنشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية بالقرب من مدينة نطنز تقع تحت الأرض، وهي مدعمة بالخرسانة، ومنشأة التخصيب في فوردو داخل جبل. وطبقاً للخبراء، فإن تدمير المنشأتين سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً بالنسبة لإسرائيل، وسوف يتطلب الهجوم على فوردو عنصرين لا تملكهما إسرائيل ـ قنابل ضخمة تخترق الأرض والطائرات القادرة على حمل الأسلحة الثقيلة.

ونظراً للصعوبات التي يفرضها الهجوم المباشر على البرنامج النووي الإيراني، فقد تختار إسرائيل الرد بضرب مواقع الصواريخ الباليستية أو الدفاعات الجوية.

وتوقع مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأميركية أن توجه إسرائيل «ضربة كبيرة ترسل رسالة واضحة إلى طهران».


مقالات ذات صلة

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها؛ لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

تقرير: إيران تخفي برامج الصواريخ والمسيرات تحت ستار أنشطة تجارية

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن إيران لجأت إلى قطاعها التجاري لإخفاء تطويرها للصواريخ الباليستية، في خطوة للالتفاف على العقوبات الدولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي «تشاتام هاوس» البريطاني نظّم جلسات حول مصير العراق في ظل الحرب (الشرق الأوسط)

العراق بين حافتَي ترمب «المنتصر» و«إطار قوي»

في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، طُرحت أسئلة عن مصير العراق بعد العودة الدرامية لدونالد ترمب، في لحظة حرب متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي كتائب «حزب الله» العراقية رهنت مصير «وحدة الساحات» بما يقرره «حزب الله» اللبناني (إكس)

بغداد تحث واشنطن على منع هجمات إسرائيلية «وشيكة»

دعا العراق الدول الكبرى إلى إنهاء الحرب على لبنان وغزة، وطالب الولايات المتحدة بمنع أي هجمات إسرائيلية على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)
TT

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير (وسائل إعلام مساء الأحد)

ذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء اليوم (الأحد)، نقلاً عن عدة مصادر دبلوماسية إيرانية، أن إيران تعتزم إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة المقبل 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

وقالت «كيودو» إن من المتوقع أن تسعى الحكومة الإيرانية بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، إلى التوصل إلى حل للأزمة النووية مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، حسبما أوردت «رويترز».

يأتي ذلك بعد أيام من تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يأمر طهران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة على وجه السرعة.

وطلب القرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومحدث بشأن احتمال وجود أو استخدام مواد نووية غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والولايات المتحدة التي اقترحت القرار، تحرك إيران في اللحظة الأخيرة لوضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، القريب من درجة صنع الأسلحة، ووصفته بأنه غير كافٍ وغير صادق.

ورداً على القرار، أعلنت طهران عن تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، من مختلف الطرازات في منشآت تخصيب اليورانيوم، فوردو ونطنز.

وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف اليوم (الأحد)، إن طهران باشرت تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قاليباف قوله في مستهل الجلسات الأسبوعية للبرلمان، إن «النهج السياسي غير الواقعي والمدمر الذي تتبناه الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، أدى إلى إصدار قرار غير مبرر وغير توافقي بشأن البرنامج النووي السلمي لإيران في مجلس المحافظين».

وحصل القرار على تأييد 19 دولة من أصل 35 عضواً في مجلس المحافظين. وامتنعت 12 دولة عن التصويت، وصوتت 3 دول ضد القرار.

وأضاف قاليباف: «لقد استخدمت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة الأنشطة النووية لبلدنا ذريعة لإجراءات غير مشروعة، مما عرض مصداقية واستقلالية الوكالة للخطر من خلال نقض العهود وانعدام الصدق، وجعلوا الأجواء البناءة التي تم إنشاؤها لتعزيز التفاعل بين إيران والوكالة مشوشة»، وفقاً لوكالة «إيسنا» الحكومية.

ومع فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أرسل المسؤولون الإيرانيون إشارات متناقضة بشأن رغبة طهران في التواصل مع الإدارة الأميركية، فضلاً عن تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية، في محاولة لردع مساعي إدارة ترمب في إحياء الضغوط القصوى.

وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، بداية الأسبوع الماضي، إن حكومة مسعود بزشكيان حاولت استئناف المفاوضات في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك.

وأعرب عراقجي عن مخاوفه من أن تقدم الدول الأوروبية على تفعيل آلية «سناب باك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي، قبل انتهاء مفعولها في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، مع انقضاء موعد القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي. وأشار عراقجي في جزء من تصريحاته، إلى توقف «مسار مسقط»، في إشارة إلى الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان بين طهران والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي منذ سنوات.

وأوضح أن «القوى الأوروبية والولايات المتحدة رحبتا بمواصلة المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط العماني... وجرى التعبير عن الرغبة في بدء مسار المفاوضات مع الأوروبيين ومسار مسقط، وكنا مستعدين لبدء المفاوضات، لكن الأحداث في لبنان أدت إلى توقفها. الآن، هناك رغبة من قبل الدول الأوروبية في استئناف المفاوضات، وسنقوم بذلك قريباً».

ومع ذلك، قال عراقجي إن «على الحكومة الأميركية الجديدة أن تقرر، ونحن سنتصرف بناءً على ذلك».