خامنئي يتحدث عن «فرصة مهمة»: لدينا القدرة على التأثير في المنطقة والعالم

استقبل بزشكيان وأعضاء حكومته ودعا إلى «تنظيم الفضاء الإلكتروني»

خامنئي وبزشكيان (وكالة تسنيم)
خامنئي وبزشكيان (وكالة تسنيم)
TT

خامنئي يتحدث عن «فرصة مهمة»: لدينا القدرة على التأثير في المنطقة والعالم

خامنئي وبزشكيان (وكالة تسنيم)
خامنئي وبزشكيان (وكالة تسنيم)

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، لدى استقباله رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان وأعضاء الحكومة الجديدة: «إن إيران اليوم معروفة بالعلم والتقدم العسكري والقوة الإقليمية والعمق الاستراتيجي في العالم. وهذه فرصة لنا».

وأضاف: «القدرة على التأثير على دول العالم والمنطقة، ليس بالأمر الهين، بل هو أمر مهم للغاية. هذه واحدة من الفرص لنا».

واللقاء هو الأول للحكومة الإيرانية الرابعة عشرة بعد الثورة، مع خامنئي، بعد أن منحت الثقة من قبل مجلس الشورى.

وقال خامنئي في مقطع مصور بثه التلفزيون الرسمي: "لا ينبغي أن نعلق آمالنا على العدو. بالنسبة لخططنا، يجب ألا ننتظر موافقة الأعداء. ليس من قبيل التناقض الحوار مع نفس العدو في بعض المواضع، لا يوجد عائق".،لكنه حذر حكومة بزشكيان، قائلاً: "لا تثقوا بالعدو".

خامنئي خلال استقباله حكومة بزشكيان (وكالة تسنيم)

ورأى المرشد الإيراني «أن الاعتماد على عمل الخبراء يعني الاعتماد على الحكم الحكيم»، مشيراً إلى أنه «يجب اختيار الخبير الذي لا يبحث عن النسخ الأجنبية». ودعا أعضاء الحكومة إلى القيام بالزيارات والرحلات التفقدية إلى المدن الإيرانية المختلفة. وأشاد «بجهود رئيس الجمهورية، وتعاون مجلس الشورى الإسلامي على تشكيل هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن، ومنح الثقة كاملة لكافة أعضائها المقترحين».

وأشار إلى أن رئيس الجمهورية بزشكيان استشاره في اختيار الوزراء، وأنه «وافق على البعض وأكدّ البعض الآخر، ولم يبدِ رأيه بالعديد منهم لأنه لا يعرفهم». وأضاف: «بعد نيل الوزراء الكرام الثقة، تقع على عاتقهم مسؤوليات كبيرة وجمّة، ومن واجب الجميع التعاون معهم ومساعدتهم من أجل إنجاح عمل الحكومة والبلاد».

ودعا «رئيس الجمهورية وأعضاء حكومته إلى الاستفادة من الوقت والقيام بأعمال صالحة ونافعة للشعب والمصلحة العليا للوطن؛ لأن الوقت يمر بسرعة».

وقال خامنئي، الذي تشهد بلاده ضوابط من بين الأكثر صرامة في العالم على استخدام الإنترنت: «هناك حاجة لقوانين تنظم الفضاء الإلكتروني. الجميع يفعل ذلك. انظر إلى الفرنسيين، ألقوا القبض على هذا الرجل (بافيل دوروف مؤسس تطبيق تلغرام) وهددوه بالسجن لمدة 20 عاماً لانتهاكه قوانينهم».

من الوجوه الجديدة في الحكومة الإيرانية (وكالة تسنيم)

وأضاف خامنئي: «البعض لا يفهم أو لا يريد أن يفهم، لكنني سبق وأن قلت إن الفضاء الإلكتروني بحاجة إلى تنظيم حتى يتحول إلى فرصة وليس تهديداً».

وانتقد بزشكيان في المناظرات الرئاسية فرض ضوابط على استخدام الإنترنت لتأثير ذلك على اقتصاد البلاد، لا سيما بسبب اعتماد العديد من الشركات الصغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقاً لمنظمة (أكسيس ناو) للحقوق الرقمية، تأتي إيران في المرتبة الثالثة عالمياً في عدد المرات التي قطعت فيها الإنترنت خلال عام 2023. وأوضحت المنظمة أن ذلك شمل إغلاق شبكات الهواتف المحمولة، سواء على مستوى البلاد أو في مناطق بعينها، وحجب «إنستغرام» و«واتساب»، وهما التطبيقان الوحيدان اللذان لم يخضعا بالفعل بعد لحظر كامل. لكن الإيرانيين المهتمين بالتكنولوجيا يخرقون عادة الحظر المفروض على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتخذ شركاتها من الولايات المتحدة مقراً مثل «فيسبوك» و«إكس» و«يوتيوب»، باستخدام شبكات خاصة افتراضية (في بي إن).

وزراء في الحكومة الجديدة (وكالة تسنيم)

وقال ممثلو الادعاء الفرنسي، الاثنين، إن الشرطة ألقت القبض على دوروف، المولود في روسيا ويحمل أيضاً الجنسيتين الفرنسية والإماراتية، في باريس ضمن تحقيق في جرائم «تتعلق باستغلال الأطفال في مواد إباحية والاتجار بالمخدرات ومعاملات احتيالية على المنصة».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سندافع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران

شؤون إقليمية المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)

البيت الأبيض: سندافع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، اليوم (الثلاثاء)، إن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جانب من الحريق (وكالة إرنا)

احتواء حريق نفطي عند الحدود الإيرانية - العراقية

أعلن مدير عام جمارك برويز خان بمحافظة كرمانشاه غرب إيران أنه تم احتواء الحريق الذي اندلع في محطة شاحنات صهاريج الوقود داخل العراق بتعاون من فرق إطفاء إيران.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية محمد جواد ظريف (تسنيم)

ظريف يتراجع عن استقالته ويعود نائباً للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية

أعلن وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، في منشور، عودته إلى العمل في منصبه نائباً لرئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عراقجي ينتظر وصول وفد قطري في مقر الخارجية الإيرانية اليوم (أ.ف.ب)

انقسام في إيران بشأن دعوة عراقجي لمفاوضات نووية جديدة

انقسمت الصحف الإيرانية حول أول مواقف وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي بشأن الاتفاق النووي لعام 2015، وإمكانية إحيائه، بهدف رفع العقوبات الأميركية.

عادل السالمي (لندن)
الولايات المتحدة​ مبنى البنتاغون في واشنطن بالولايات المتحدة في 3 مارس 2022 (رويترز)

«البنتاغون»: التهديد بشن إيران أو وكلائها هجوماً على إسرائيل ما زال قائماً

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة ترى أن التهديد بشن إيران أو وكلائها هجوماً على إسرائيل لا يزال قائماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصادر في أنقرة تتوقع اجتماعاً قريباً مع دمشق على مستوى المخابرات

أحد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية - السورية (أرشيفية)
أحد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية - السورية (أرشيفية)
TT

مصادر في أنقرة تتوقع اجتماعاً قريباً مع دمشق على مستوى المخابرات

أحد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية - السورية (أرشيفية)
أحد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية - السورية (أرشيفية)

كشفت مصادر تركية عن احتمال عقد محادثات جديدة على مستوى أجهزة المخابرات قريباً، في إطار مباحثات إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى طبيعتها.

وفي الوقت نفسه، عقد اجتماع عسكري تركي روسي إيراني في النقطة العسكرية الروسية في سراقب، شرق إدلب، لبحث إعادة فتح الطرق والمعابر وخفض التوتر والاشتباكات في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.

ونقلت صحيفة «حرييت»، المقربة من الحكومة التركية، عن مصادر مطلعة، أن أنقرة ودمشق قد تجريان محادثات على مستوى أجهزة المخابرات، قريباً، دون شروط مسبقة.

وتحت عنوان «ضوء أخضر من بشار الأسد للاجتماع: الانسحاب العسكري التركي ليس شرطاً أساسياً»، قالت الصحيفة، إن رداً إيجابياً من الرئيس السوري بشار الأسد، خلال خطابه أمام مجلس الشعب، الأحد، باحتمال إطلاق مفاوضات تطبيع رفيعة المستوى بين أنقرة ودمشق، مشددا على أن بلاده لم تطرح سحب تركيا قواتها العسكرية من سوريا شرطاً لبدء المحادثات كما تحدث المسؤولون الأتراك، وإنما هناك متطلبات تتعلق بسيادة الدولة السورية.

لقاء إردوغان والأسد سيتحدد بناءً على التقدم في محادثات التطبيع (أرشيفية)

ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد، أوضح، في الوقت نفسه، إلى أن جهود الوساطة الأخيرة التي قامت بها روسيا وإيران والعراق لم تسفر عن «أي تقدم ملموس في المبادرات»، وأن ثمة حاجة إلى «التراجع عن السياسات التي أدت إلى الوضع الحالي، وهي ليست شروطاً، وإنما هي متطلبات من أجل نجاح العملية»، وأن الوضع الحالي المتأزم عالمياً، وانعكاساته، يدفع لـ«العمل بحركية أسرع من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه».

تابعت الصحيفة أن الأسد دعا كذلك إلى توقيع اتفاق يضمن سيادة البلدين، ويحدد خريطة الطريق للمفاوضات المستقبلية، معطياً الضوء الأخضر غير المشروط للمفاوضات المحتملة، بقوله: «ليس صحيحاً أننا لن نبدأ المفاوضات إذا لم تقم تركيا بسحب قواتها»، وأن المرجعية هي قضيتا اللاجئين والإرهاب، وما تصرح به سوريا بشكل مستمر من قضية الانسحاب من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب، ولا نعتقد أن لدينا مشكلة في كل هذه العناوين الأربعة سواء العناوين السورية، أو العناوين التركية، ويُفترض ألا تكون هناك مشكلة حسبما يعلن عنه بعض المسؤولين الأتراك في العناوين السورية، ما دامت لا توجد نيات سيئة كما يقولون».

جانب من اجتماع رباعي تركي سوري إيراني روسي على هامش اجتماعات آستانة في دوريتها الـ20 (أرشيفية)

اجتماع للمخابرات

وجاء في مقال «خريطة طريق للعقدة السورية» بالصحيفة نفسها للصحافية، هاندا فرات، القريبة من دوائر صنع القرار في أنقرة، أن إشارات التطبيع تزداد بين البلدين، واكتسبت زخماً مؤخراً بفضل جهود الوساطة الروسية، في ظل التصريحات الإيجابية التي أدلى بها كبار المسؤولين الأتراك، بما في ذلك تصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان، ما أدى إلى الرد المعتدل من الجانب السوري. ولفتت فرات، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن أنقرة لم تبدِ رد فعل على تصريحات الأسد؛ لأن هناك اتفاقاً عاماً بين الأطراف على الجلوس إلى الطاولة دون شروط مسبقة.

وفيما يعد عودة إلى نقطة البداية لمحادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق، أشارت المصادر إلى أن تركيا طبقت صيغة واحدة مع جميع البلدان التي كانت لديها مشكلات معها فترة من الوقت، ومن المتوقع أن يكون هناك اجتماع قريب على مستوى نواب رؤساء أجهزة المخابرات، ثم على مستوى رؤساء المخابرات، وفي حال توفُّر الشروط، ستبدأ المفاوضات على مستوى الوزارات المعنية، ثم يُعْقَد لقاء على مستوى الرئيسين رجب طيب إردوغان وبشار الأسد، حال التوصل إلى اتفاقات.

وذكرت أن المحادثات جرت بصيغة رباعية في إطار «صيغة آستانة» بين وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء المخابرات من كل من تركيا وروسيا وإيران وسوريا، سبقتها اجتماعات لنواب الوزراء، لكن المحادثات على مستوى المخابرات متوقعة منذ أكثر من عام، وإذا قبلت الأطراف الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، فإن الاجتماع الرباعي الأول على مستوى نواب رؤساء المخابرات، سيكون على جدول الأعمال قريباً.

بوتين مستقبلاً وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في موسكو 11 يونيو الماضي (الخارجية التركية)

وأكدت المصادر أن استعداد روسيا لاتخاذ خطوات بشأن هذه القضية، يشكل عاملاً مهماً، موضحة أن أجندة تركيا للمباحثات لم تختلف، وتتضمن مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، وتنشيط «عملية آستانة» للحل السياسي، وإنجاز الدستور السوري بتوافق جامع لمختلف الأطراف، وإجراء انتخابات حرة، ومن ثم ستقبل تركيا التعامل مع أي طرف يفوز بالانتخابات.

ولفتت المصادر إلى أن التداعيات المحتملة للحرب في غزة والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا أصبحت أحد البنود المهمة على جدول أعمال المباحثات.

وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قد لمح قبل أسبوعين إلى إمكانية إجراء محادثات على المستوى الوزاري بين أنقرة ودمشق إذا تم استيفاء الشروط اللازمة لعقدها، لكنه أكد أنه «لا يمكن مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد إقرار الدستور الجديد، وإجراء الانتخابات، وتأمين الحدود».

دورية تركية روسية في عين العرب «كوباني» (أرشيفية)

اجتماع ثلاثي حول المعابر

في غضون ذلك، عُقد اجتماع ثلاثي تركي روسي إيراني في النقطة العسكرية الروسية، في سراقب، شرق إدلب، ليل الاثنين – الثلاثاء، لمناقشة فتح المعابر، وافتتاح وتأمين الطرق السريعة، وأهمها طريق «حلب - اللاذقية» الدولي (إم 4)، وحلب - دمشق (إم 5) .

ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، طرح المجتمعون مخططات عدة لإقناع السوريين، وتهيئة الظروف لافتتاح الطرق والمعابر التجارية بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة ومناطق سيطرة الجيش السوري، بعد تطورات أحداث فتح معبر أبو الزندين، ورفض السكان فتح أي معبر أو طريق مع الحكومة.

وجاء الاجتماع الثلاثي بعد اجتماعات تركية روسية سابقة استهدفت فتح معبر أبو الزندين، وتشغيل الطرق الرئيسية وتأمينها، وجاء انضمام الجانب الإيراني، بعدما أبدى غضبه من إبعاده عن محادثات فتح المعبر، الواقع في الباب، شرق حلب، والرابط بين مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا ومناطق القوات الحكومية السورية.

وتشهد مناطق سيطرة فصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، انقساماً بين موالين ومعارضين لفتح وتشغيل معبر أبو الزندي.

ويستمر إغلاق المعبر للأسبوع الثاني في ظل اعتصام شعبي وسط استنفار أمني وعسكري لفصائل «الجيش الوطني»، وتعزيزات عسكرية تركية ومن جانب الشرطة العسكرية والمدنية.

قصف تركي في غرب الرقة الاثنين (إكس)

دورية روسية تركية

سيَّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، الاثنين، دورية عسكرية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) شرق حلب، وهي الدورية الثانية بعدما استأنف الجانبان تسيير الدوريات في 22 أغسطس (آب) الحالي في ريف الدرباسية الغربي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بموجب اتفاق سوتشي التركي الروسي الموقع في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق الفرات.

جاء ذلك في ظل استمرار قصفت المدفعية التركية على مواقع قسد في غرب عين عيسى بريف الرقة.