أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أن ضابطاً في الوحدة الصاروخية لقي حتفه، اليوم (الخميس)، متأثراً بجروح أُصيب بها في سوريا خلال الأسابيع الماضية.
ونعى قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، في بيان، العقيد أحمد رضا أفشاري، قائلاً إنه «من القوات الاستشارية الجوية الفضائية التابعة لـ(لحرس الثوري) في سوريا، وأُصيب بجروح جراء قصف جوي نفذه التحالف الذي ينتهك سوريا»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس».
واتهمت وكالات «الحرس الثوري» إسرائيل بالوقوف وراء الغارة الجوية. وأشارت إلى أن العقيد نُقل إلى مستشفى بطهران لتلقي العلاج، دون أن تذكر التوقيت الذي وقعت فيه الضربة تحديداً، لكنها قالت إن أفشاري أُصيب بجراحه بين أواخر يوليو (تموز) وأوائل أغسطس (آب).
غير أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أفاد بأن أفشاري، لقي مصرعه، متأثراً بإصابته التي أُصيب بها في الثامن الشهر الحالي جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مستودع صواريخ في فوج عسكري يبعد نحو 5 كيلومترات عن مطار الشعيرات العسكري بريف حمص.
وأضاف «المرصد» أن المستودع جرى تجميع السلاح فيه خلال الأسابيع الماضية. وقد أُصيب في حينها 7 عناصر، بينهم 3 من الميليشيات الموالية لإيران، وآخرون من القوات الحكومية.
وكان المرصد السوري أعلن في أواخر يوليو(تموز) أن غارة جوية أودت بثلاثة عناصر موالين لإيران في محافظة دير الزور بشرق سوريا، حيث لطهران نفوذ كبير وحضور واسع. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربة.لكن متحدثاً باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تشكّل في عام 2014 لمحاربة تنظيم «داعش، قال في حينه «لم يقم التحالف ولا القوات الأميركية بتنفيذ ضربات ليلية في دير الزور».
وتقول مصادر «المرصد السوري»، إن هناك حالة استياء كبيرة من قِبل الميليشيات الإيرانية؛ بسبب وصول المعلومات بسهولة لإسرائيل.
وأرسلت إيران منذ بداية «الحرب الأهلية» في سوريا، التي اندلعت في عام 2011، قوات عسكرية يقودها «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، بهدف دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وتشنّ الولايات المتحدة وإسرائيل هجمات في سوريا ضد الفصائل المتحالفة مع إيران التي عززت وجودها في السنوات الأخيرة.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر أنها ستتصدى لما تصفها بـ«محاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا».
وازدادت هذه الضربات على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، في أعقاب شنّ الحركة الفلسطينية المدعومة من إيران هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل.
لكن وتيرة الضربات «تراجعت بشكل لافت» وفق «المرصد»، منذ القصف الذي استهدف مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في أبريل (نيسان)، وأسفر عن مقتل 7 عناصر من «الحرس الثوري» على رأسهم الجنرال محمد رضا زاهدي قائد قوات «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان. واتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلف الضربة، وردّت عليها بهجوم صاروخي غير مسبوق.
ويأتي الإعلان عن أحدث خسائر "الحرس الثوري" في سوريا، في ظل مخاوف متزايدة من تصعيد في الشرق الأوسط، بعدما توعدت إيران وحلفاؤها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت لإسرائيل.